نتابع الان التعرف علي أداه اخري من ادوات الاعلام العربي و المصري للتأثير علي المواطن العربي و الخلط المتعمد بين الحقيقه و الرأي.
يطلق علي هذا الأسلوب "المفارقه". تعالوا نقرأ معا هذا الخبر: "مذابح في قتال عنيف بين الأهالي العراقيين و الجيش الامريكي"
من تتخيل ارتكب المذابح المذكورة؟ بدون شك يستنتج قارئ الخبر ان الجيش الامريكي هو من ارتكب المذابح بحق الأهالي العراقيين. لماذا؟
هناك كلمات تجلب التعاطف في نظر القارئ و منها مثلا كلمه "اهالي". و حبذا لو كان الأهالي عرب او مسلمين، فذلك يثير تعاطف اكثر من وجهه نظر القارئ العربي او المسلم.
عندما يتحدث الخبر عن قتال او تنافس او معارك بين طرف يثير التعاطف و اي طرف اخر فيصبح الطرف الاخر عدو للقارئ بصوره شبه آليه بصرف النظر عن ظروف الموضوع.
تعالوا نقرأ خبر اخر. "معارك بالخرطوش و الرصاص بين سكان مقديشيو المدنيين الجيش الكيني". مره اخري فكلمه "السكان" و كلمه "المدنيين" تحملان إيحاءات ايجابيه مما يجعل عدو السكان بالضرورة كيان سيئ.
لنأخذ خبر اخر: "معارك بالخرطوش و السلاح بين مواطني غمره الشرفاء و الاخوان خلال مسيره"
بالتأكيد يجب ان يتعاطف القارئ مع مواطني غمره و بالذات الشرفاء و بالتالي فعدوهم الاخوان في هذه الحاله يجب ان يكونوا سيئين. ذلك بصرف النظر عن كيفيه حمل مواطن شريف لسلاح ناري و بصرف النظر عن عدم إمكانيه التأكد ان السكان لا يوجد بينهم اخوان و ان الاخوان هم فعلا من قام بالمسيرة. قام كاتب الخبر هنا بخلط الحقيقه برأيه الشخصي و استخدم عبارات مصممه خصيصا لهذا الغرض.
الطريقه الأدق لنقل الخبر هي: "اشتباكات بالسلاح و الخرطوش خلال مسيرات امس في غمره".
لذلك عندما تري عبارات تحمل معاني ايجابيه مثل السكان و الأهالي و المواطنين و الشرفاء و اهل المدينه و خلافه، اعلم ان احدهم يريد خداعك.