سرقة السيارات أصبحت هي الظاهرة الأخطر منذ اندلاع ثورة25 يناير خاصة السيارات الحديثة والموديلات الفاخرة من شوارع القاهرة وعواصم المحافظات
فحالة الفراغ الأمني والانسحاب الشرطي دفعت اللصوص خاصة المحترفين لسرقة السيارات الحديثة في وضح النهار .لتهريبها إلي الأسواق المجاورة خاصة قطاع غزة فالظروف داخل القطاع وعلي الحدود أيضا تشجع علي تهريب السيارات عبر الأنفاق من خلال تجارة مربحة ربما تفوق تجارة المخدرات حاليا فالسوق المجاورة جاذبة للسيارات المسروقة ورائجة لبيعها وأيضا ذبح السيارات وتحويلها إلي قطع غيار ولا عزاء لأصحابها ومن يرغب في استعادة سيارته عليه القيام بمغامرة غير مأمونة ودفع فدية كبيرة للصوص والوسطاء أو الخضوع للابتزاز في ظل انتهازية البعض في الاتجار بمعاناة الآخرين حتى أن الإحصائيات تشير إلي سرقة6500 سيارة حديثة وتهريبها إلى قطاع غزة بعد سرقتها من القاهرة من خلال عصابات التهريب ويتم إدخالها عن طريق الأنفاق المخصصة لعبور السيارات وبالرغم من قيام كل الأجهزة الأمنية العاملة بسيناء من إغلاق العديد من هذه الأنفاق وضبط أعداد كبيرة من السيارات المسروقة قبل إدخالها الي قطاع غزة فإن المشكلة الحقيقية تكمن في السيارات التي يتم سرقتها وإدخالها الي قطاع غزة فهل يستطيع أصحابها إعادتها مرة أخري وما هي الإجراءات المتبعة في ذلك؟ وهل هناك تنسيق مع الحكومة الفلسطينية بالقطاع لإعادة السيارات المسروقة؟ وما هي الإجراءات التي تتخذها الحكومة الفلسطينية في إعادة السيارات؟
أنفاق السيارات
بداية تمثل انفاق السيارات منفذا خطيرا يشجع عمليات السرقة بكل محافظات مصر خاصة في ظل الظروف الأمنية التي نعيشها منذ أحداث25 يناير ولجوء اللصوص الي نهريب السيارات المسروقة عبر هذه الانفاق الي قطاع غزة, سواء كانت السيارة كاملة أو عقب تفكيكها للبيع كقطع غيار وقد شهدت محافظات مصر عمليات سرقة سيارات واسعة النطاق ومنظمة طمعا في امكان تصديرها الي قطاع غزة والتي تم ضبط60 منها قبل دخولها الي قطاع غزة ـ حسب مصدر امني مسئول بشمال سيناء ـ بينما أوقفت السلطات بقطاع غزة عمليات التراخيص لاي سيارة لا تحمل أوراق حسب مصدر فلسطيني مسئول بقطاع غزة بينما لجأ أصحاب السيارات المسروقة للاتصال المباشر بأصحاب السوابق لاستعادة سيارتهم مقابل مبالغ مالية كفدية.
ثلاث مجموعات للسرقة
يؤكد مصدر امني مسئول للأهرام ان بعض اللصوص استغلوا ضعف الوجود الشرطي وقاموا بسرقة آلاف السيارات بطرق مختلفة وهذه العصابات منظمة وغالبا ماتنقسم الي ثلاث مجموعات, المجموعة الأولي تكلف بسرقة وتجميع السيارات ونقلها الي أمكان التخزين بصحراء سيناء علي الحدود, حيث تقوم المجموعة الثانية التي يقتصر دورها علي تنظيم دخول السيارات عبر الانفاق, والمجموعة الثالثة فهي الموجودة بقطاع غزة من التجار والمهربين وتلاحظ أن أكثر الأنواع شيوعا في السرقة هي ماركة كيا سيراتوا وهوينداي, وجميعها حديثة ويرجع السبب في ذلك إلي توصل الجناه إلي شفرة التحكم الداخلية لهذه الأنواع من السيارات, واضاف المصدر ان هناك العديد من الانفاق الأرضية التي تم إغلاقها بالكامل ولكن هذا لم يمنع قيام العصابات المنظمة بتهريب العديد من هذه السيارات لقيام المهربين بتجهيز اكثر من مدخل كبير للانفاق ولم يكن هناك حل سوي ان تتخذ الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة اجراءات امنية ضد المهربين والذين يقومون بشراء مثل هذه السيارات, وقال المصدر الامني ان مشكلة الانفاق الارضية وعلي امتداد13 كيلو مترا اصبحت تمثل عبئا كبيرا في التعامل معها فتفجيرها حتما سيؤدي الي كارثة من انهيارات للعديد من المباني السكانية برفح المصرية ورفح الفلسطينية.
واضاف ان كل اجهزة الامن تكثف وجودها لمعرفة انفاق السيارات التي تمثل خطرا كبيرا علي الأمن القومي وخاصة من دخول افراد ايضا قد يستهدفون امن البلاد مثلما حدث مؤخرا مع قيام ثلاث فلسطينيين بالعبور بسيارة مسروقة محملة بالأسلحة الألية عبر احد الانفاق والتي رصدتها أجهزة الأمن وتم ضبطهم اثناء بيع هذه الاسلحة ومعظمها صناعة اسرائيلية واضاف المصدر الامني ان اخر ماتم ضبطه أمس هو نفقان عند العلامة الدولية رقم5 وكانت أمام فتحة أحداهما سيارة معدة للتهريب وأمام فتحة الآخر كميات من قطع عيار السيارات المعدة والمجهزة أيضا للتهريب الي قطاع غزة.. ولم يتم ضبط أحد بجوارهما.