شهادات مرئية من رابعة العدوية

[NazeeH]

الصحف المصرية والعربية

(5)


لله ثم للتاريخ - شهادتي على مجزرة فض رابعة

صحيت من النوم يوم الفض الساعة 6 ونص تقريباً على تكبيرات الميدان وأصوات رصاص ، جريت أشوف إيه الوضع خارج الخيمة ، الناس كلها متأهبة ، أول قنبلة غاز شفتها كانت من ناحية طيبة مول ، جريت عالخيمة ألبس الكمامة والحذاء

كنا فاكرين أن الضرب جاي من ناحية واحدة ، ابتدينا نشوف دخان من ناحية كنتاكي شارع الطيران ، عرفنا أنهم مجانين وبدأوا الفض .. إحنا أقصى ما تخيلناه أنه هيفض من 3 شوارع ويسيبلنا شارع نهرب منه ، لكن الحقيقة أنك ف خلال ربع ساعة من استيقاظك عرفت أنك بتتهاجم من المداخل كلها والسيسي ابتدى عملية إبادة شاملة

خيمتنا موجودة ف شارع الطيران ناحية الحرس الجمهوري ، ابتدينا نتقدم ونحدف طوب عالمدرعات ، وناخد قنابل الغاز ونحطها ف براميل مياه ، ونجيب مياه تانية ، والمصابين والشهداء يقعوا حوالينا وننقلهم عالمستشفى ونرجع تاني .. فضلنا شوية لكن المدرعات ابتدت تلقي قنابل الغاز جوه الخيام فتراجعنا واحدة واحدة

كان فيه ضباب كتيرمن كتر الدخان ، فجأة حصل حريق كبير ف أول خيمة ف الشارع ، ساعتها الناس ابتدت تتراجع من الحارة اللي حصل فيها الحريق والمدرعات ابتدت تتقدم لغاية ما وصلت قبل المنصة بشوية ، فالشارع بقا فيه حارة إحنا متقدمين فيها وحارة هما متقدمين فيها


===========
يتبع

 

 

[NazeeH]

ابتدينا نكسر طوب ونرميه عالمدرعة ، كل دا والناس عمالة تقع حواليك والمروحيات بتحوم حوالين المكان للتصوير ، عرفنا بعد كدا أن المروحيات دي كانت للقنص وكانت ثابتة ف مكانها عمال تقنص الناس واحد ورا التاني .. المهم المدرعة اتحرقت مش عارف إزاي أكيد بمولوتوف ، وابتدينا نتقدم خطوات بسيطة ف الحارة دي .. (بالمناسبة شفت ضباط جيش بالميري بيضربونا مع الداخلية طوال فترة الفض)

ظل الحال كما هو عليه ف الشارع ، قنابل غاز بتحطها ف ميّه ، ناس بتقع بتنقلها المستشفى ، طوب بتكسره وبتحدفه .. على قدر الإمكان باحاول أكون مع صحابي لكن وقتها صعب تلتزم بزميل .. كان فيه سرينة شغالة مزعجة جدا جدا (اتعودنا عليها بعد كدا) ، طبعا بجانب صوت المروحيات .. حواليك أصوات رصاص من كل الأنواع .. جرينوف - آلي - طبنجات - خراطيش - قنص من عماير ومروحيات ، كأنك وسط ميدان حرب بالضبط .. بس الفرق أنك معاك ستات وبنات .. والله البنت فيهم بميت راجل .. ثبات لا يمكن وصفه

بعد صلاة الضهر بفترة قليلة (طبعا مصليناش ف الميدان وسط القصف) رجعت آخد نفسي عند المنصة عشان كنت خدت غاز كتير ، لقيت واحد صاحبي معايا ف الخيمة متصاب ف عينه ومش قادر يمشي ولا يشوف ، خدته ورحنا عالمستشفى وقالي خليك معايا لأنه مكانش قادر يمشي ودايخ

على ما وصلنا المستشفى الميداني شفت بعيني المستشفى وهيا بتقفل وبتقول يا جماعة المستشفى اتملت محدش يخش ، حسيت إحساس بالعجز رهيب ، طب هنعمل إيه ف الولا اللي هتتصفى عينه دا ؟ .. خدته وقعدته جنب باب المستشفى وكنا أول ناس يتقفل باب المستشفى قدامهم .. بعدنا على طول ابتدت الحالات تتوافد ولقيت أن صاحبي دا أسهل حالة شفتها .. عشت أصعب منظر ف حياتي ??


===========
يتبع

 

 

[NazeeH]

الإصابات بقت تيجي بالكوم ، يقعدوا المصاب عالسلم ماشي ، يحطوه عالأرض ماشي ، يقعدوه عالرصيف ماشي ، المتصابين بقوا مترميين ف كل حتة والناس عمالة تدوس عالإصابات من كتر التدافع والشيل والحط ، آهات وآلام لا يتحلمها بشر .. شفت مناظر بشعة .. شفت واحد واخد رصاصة ف دماغه وكان ممكن يتعالج بس مفيش مكان فقعد يطلّع ف الروح جنبي ، شفت واحدة ماسكة ابنها الرضيع ميت مش عارفة تعمل إيه ، شفت واحد نص جمجمته اتنسفت ، شفت صوابع مقطوعة وأرجل مبتورة وعيون طالعة برا الراس .. المنظر كان صعب صعب صعب لدرجة أن صاحبي المصاب رجّع كل اللي ف بطنه وقالي ابعدني عن المستشفى أرجوك ، قلتله وعينك ؟ قالي طظ ف عيني مش قادر استحمل ، فخدته وقعدته بعيد شوية

قرابة ساعتين قاعد مع صاحبي المصاب مش شايف إيه اللي بيحصل ف الميدان ، ولا إيه اللي بيجرا لحبايبي ف الخيمة ؟ .. صاحبي ريح عليا ونام أو تقريبا أغمى عليه مش عارف بالضبط ، وأنا قاعد عمال أشوف الحالات وهيا بتيجي ، دم ورا دم ورا دم .. شفت دم كتير أوي .. أوي ? .. والدكاترة ربنا يكون ف عونهم مش عارفين يعملوا إيه ولا إيه .. بعد عناء لقينا دكتور حط على عين صاحبي مسكن أو حاجة ، وأنا ربطتله عينه ببلاستر (بما أني صيدلي بس مليش ف أمها ) وخدته رجعنا الميدان من غير ما يتعالج ، وصاحبي ثبت الحمدلله وكمان رجع الصفوف الأولى

رجعت أطّمن على حبايبي ف الخيمة ، كنت أول مرة أشوف الميدان من ساعة ما صاحبي اتصاب ، لقيت الميدان كله كان عبارة عن كومة فحم ، مفيش حاجة باقية من آثار الخيم كلها ، لقيت حبايبي واقفين ف نفس المكان اللي سبتهم فيه إيه ياخواننا أنتو بخير ؟ حد حصله حاجة ؟ أخوك فلان الفلاني حصله كدا وفلان الفلاني حصله كذا .. فيه حد استشهد ؟ فلان الفلاني الله يرحمه .. طيب الله المستعان ، كان ساعتها الضرب خف شوية ، فكانوا ابتدوا يبنوا حواجز كملت بعضها معاهم ، قال يعني الحواجز هتعمل حاجة .. والحمدلله كانوا ثابتين ومفيش حد تراجع ، دول كمان عملوا حلقة قرآن وقعدوا يقرأوا سورة الأنفال مع بعض .. سكينة من عند ربنا والله .. صحابي اللي ف الخيمة كانوا أبطال بجد ربنا يتقبل منهم


===========
يتبع

 

 

[NazeeH]

رحت ناحية طيبة مول كان الوضع خطير هناك وقربوا يخشوا على المستشفى ، والضرب كثيف من كل حتة ، رجعت على نفس الموال ، غاز ف الميّة ، طوب نرميه ، مصابين وشهداء ننقلهم .. قنص وآلي ومروحيات وغاز .. فضلت شوية مش عارف قد إيه ، ولما الضرب هدى شوية ، رجعت تاني لصحابي ف شارع الطيران ، العدد قل ف الميدان بصورة ملحوظة .. حاجة جديدة يا شباب ؟ لا مفيش .. ساعتها كنت خلاص جبت آخري ، فرجعت عند مسجد رابعة أريح جسمي شوية ، الساعة كانت 5 تقريباً

بالمناسبة كل دا إحنا مش مصدقين اللي إحنا شايفينه أصلاً ، إيه دا هوا فيه غاز جوا الميدان ؟ .. إيه دا هوا الخيم بتتحرق بجد ؟ .. إيه دا هيا خيمتنا اتسوت بالأرض فعلاً ؟ .. إيه دا هوا المدرعات واقفة قدام المنصة ؟ .. إيه دا هوا فيه أكتر من 3500 شهيد ؟ .. والله ما عرفنا نستوعب الموقف غير بعد تاني يوم لما روحنا الأسكندرية

المهم بعد ما رجعت حطيت راسي عالأرض دخلت ف حالة شبه إغماء ، صحيت على ناس بتزعق الميدان فضي والمنصة وقعت ، والميدان كله بقى "محشور" ف منطقة المستشفى الميداني والمسجد ومستشفى رابعة ، منطقة صغيرة جدا .. ساعتها حسيت بأوحش إحساس ف حياتي .. إحساس مهما كتبت مش هاعرف أوصفه أبداً .. إحساس الحصار .. أنك تكون متحاصر ملكش ملجأ غير الله .. مش عارف مصيرك .. مش عارف هتموت ولا هتعيش .. مش عارف إيه الخطوة الجاية .. مستني دورك ف القتل .. الناس عمالة تتقنص حواليك ومن التدافع أنت مش عارف تتحرك أصلاً

وقفت أصلي العصر مع شابين تانيين ف جماعة وسط القنص ، الضرب اشتد من يميننا والناس كلها وطت عالأرض وإحنا بنصلي ، قلت لو هاموت يبقى أموت وأنا باصلي أحسن ، ومطلعناش من الصلاة ، يدوبك خلصنا صلاة العصر لقيت قنبلة غاز أعصاب اترمت جنبي بكام متر ، حاولت أقوم أجري معرفتش ، بقيت أتزق من التدافع ، وقعت عالأرض ، أنا خلاص مت ، محدش ملاحق يقوم ينقذني ، كله بيجري وبيكح ومش شايف قدامه أساسا ، الناس عمالة تدوس عليا ، وخلاص ابتديت أقفل عينيا ، مرة واحدة سمعت صوت بيزعقلي: مش وقته يا عم!! وإداني حتة شلوت عباسي بجزمته على وشي مش هانساه رحت فايق شوية


===========
يتبع

 

 

[NazeeH]

لقيت مبنى لجنة زكاة المسجد ، طلعت عالسلم تالت دور آخد نفسي ، دخلت الأوضة كان فيها ناس جرت بردو من القنبلة ، جهزنا الكولدير عشان لو قنبلة تانية اترمت نحط القنبلة فيه ، اترميت عالأرض عمال أرتعش من القنبلة ، مفيش دقيقتين لقيت مجموعة حوالي 5 أطفال 6-7 سنين مفيش صاحب لهم غير واحدة عندها 10 سنين مثلاً ، جايين الأوضة بيعيطوا مش عارفين ياخدوا نفسهم ، معلش يا حبيبي الحمدلله على كل حال ، تعال أقعد عالكرسي ، شم الخل دا حلو يا حبيبي ، بتحاول تطمنهم بأي حاجة ، وما باليد حيلة
فجأة سمعنا صوت انفجار ضخم جداً ، العيال زادت ف البكاء ، عرفنا بعد كدا أنها قنبلة يدوية اترمت وسطنا !! المنطقة أصلا مكتظة بالمعتصمين ، فقتلت ما لا يقل عن 20 شخص ، واحد صاحبي شاف القنبلة وهيا بتفرقع وشاف الجثث والأشلاء وهيا بتطير ف الهواء
لما القنبلة انفجرت الداخلية ابتدت تخش المنطقة علينا ، نظموا نفسهم صف وابتدوا يطلعونا ف صف واحد ، طلعنا النساء والأطفال والناس المصابة وطلعنا وراهم ، عرفت بعد ما طلعت أن الداخلية حرقت المسجد باللي فيه ، وبعدين حرقت المستشفى الميداني باللي فيها ، وبعدين حرقوا مستشفى رابعة باللي فيها بردو.
تعقيب أخير :
عمرنا ف لحظة ما فقدنا اليقين بالله عز وجل ، آه طبعا اتهزينا لحظة الحصار لأننا نفوس بشرية ، لكن والله أبداً لم نفقد الرجاء في الله تبارك وتعالى.
اللي شفته بعيني ..
أن ربنا أنزل على الميدان سكينة ..
وأنزل عليه ثبات ..
وزي ما أنزل عليه ثبات وسكينة .. هينزل عليه نصر ..
(وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به)
والله غالب ..
الصورة لبعض أبطال جامعة الأسكندرية أثناء مقرأة سورة الأنفال تحت القصف عصراً



انتهت خامس شهادة ... وتتوالى الشهادات ...

 

 

[محمد علي عامر]

.

 

 

[NazeeH]

(6)

شهادة احدى طبيبات المستشفى الميدانى عن مذبحة الفض

د/ف ب
شهادتي كطبيب متطوع في المستشفي الميداني يوم مجزرة رابعة
أولا مش عايزة حد يزهق عشان أنا هاحكي بالتفصيل عشان تعيشوا معنا ما حدث لحظة بلحظة من عيون أطباء المستشفي الميداني و تقدروا حجم المجزرة
اعمل طبيبة جراحة مخ و أعصاب
... تطوعت في االمستشفي الميداني من يوم مذبحة الحرس الجمهوري بالإضافة لاعتصامي في الميدان
ليلة المذبحة جائتني تحذيرات لمغادرة الميدان و أني طبيبة شابة يجب إلا يضيع عمري في ترهات حسب رأي صاحبة التحذير..
و جاءني إنذار من احد أصدقائي من شركاء المهنة و التخصص و يعمل في مستشفي عسكري ... فاطمة خلي بالك ... النهاردة أكيد فيه حاجة لأنهم طلبوني أكون جاهز و لا أسافر أو انشغل .. قلت له شكرًا ع التحذير لكن أنا لن أغادر مكاني .. مصيري مرتبط بمصير إخوتي ..
فوجدت وجوه متطوعة من زملائي لم أتوقع في يوم من الأيام أن تتطوع في ظروف خطر كالتي نتعرض لها .. يبدو أنه إذا كتب لي الله الحياة سأتوقف عن تصنيف البشر والستيريوتاييينج مع أني ب أحاول لكن بالاقيني غصب عني ف اللاوعي باعمل التصنيف

فضلنا لغاية الفجر .. صلينا الفجر و عدت الركعة التانية اللي دائماً بيغدروا فيها و ما حصل شئ .. قلت يبقي إنذار خاطئ .. و حرب نفسية كالعادة ..

=========
يتبع

 

 

[NazeeH]

كنت متعبة جداً و مرهقة جداً لان قبلها ب ليلة كنا عملنا تويت ندوة و ما استتبعها من جهد عصبي و بدني في التجهيز .. قلت أريح ساعتين و يحلها ألف حلال بعد كده ..

ساعة و لقيت الدنيا اتكهربت .. صحيت نص صحيان و جاني تليفون أن فيه هجوم .. ف رديت بهدوء شديد أن دي شائعات و ما فيش حاجة ..
و بما أن النوم طار من عيني .. قلت أطل علي التويتر .. لقيت الكل مجمع علي أن فيه هجوم من ناحية طيبة مول .. قمت هبيت ابص من الشباك .. لقيت اثر دخان من ناحية طيبة مول فعلا .. و بدأت اسمع زخات الرصاص !! مش عارفة ازاي ما كنت منتبهة لها !

نزلت طيران علي قاعة المستشفي الميداني .. لقيت الكل لبس ماسك الغاز .. دورت ع الماسك و لبسته و اتخذنا وضع الطوارئ لاستقبال الجرحي ..
بعض الاطباء تم توزيعهم في مدخل المستشفي من تحت للتعامل مع طلقات الخرطوش و حالات الاختناق بالغاز علي ان تستعمل قاعة المستشفي الميداني في حالات اصابات الرصاص الحي !!

اول فوج وصل من الجرحي كانوا كلهم شهداء .. جايين مصفيين الروح و ما في شئ في يدنا نعمله لهم ..
كلهم واخدين طلقات رصاص مدخلها غريب كأنه فوهة مدفع مش بندقية ... لا أفهم في تصنيف الأسلحة و لم اعمل بالجيش سابقا لكن منظر الجروح كان غريب .. كلها دماغ متفجرة و و الجرح مفتوح بما لا يقل عن 20 سم و المادة الدماغية خارجة منه
بعضهم كان يلبس درع الحماية و البعض لا ... ما فرقش كتير .. كلهم كانوا مذبوحين .. أدمغتهم متهتكة ..

=========
يتبع

 

 

[NazeeH]

و بدأ توافد الجرحي و بدأنا نتعامل معهم بخطة الطوارئ اللي تدربنا عليها ... البعض تم تركيب أنبوبة حنجرية له علي أمل تحويله الي رعاية المركزة .. و الآخرين تم التعامل مع جروحهم حسب احتياجها لكن معظم الإصابات كانت عنيفة و حاولنا التواصل مع سيارات الاسعاف لكن اتضح استحالة تحويل الاصابات العنيفة للمستشفيات و بدأت الحالات الخطيرة تتراكم لدرجة أننا أصبحنا نختار بين من يمكن أن يستفيد من تركيب أنبوب حنجرية و من هو ميت بلا محالة و لا داعي بتضييع الوقت معه
و تلونت الأرض بلون الدماء .. و اصبح واضحا تجاوز المجزرة لحدود مجزرة المنصة عند جامعة الأزهر من درجة الإصابة و نوعية الأسلحة المستخدمة ..

فقدت الإحساس بالوقت لكن في حدود ساعتين لقينا الأطباء اللي في الساحة طالعين بيستنجدوا بينا أن الجيش رمي عليهم قنابل غاز مسيل للدموع و لقيت أختي طبيبة جراحة التجميل المتطوعة معهم يحملها اثنان يحاولون افاقتها و تمزقت بين رغبتي في الاطمئنان علي شقيقتي و بين إكمال واجبي .. و انتصر صوت العقل و أكملت مع جرحاي ..
كان في المصابين اطفال مصابين بالاختناق وقفت بهم امهاتهم امام المراوح عسي ان يقيفوا و اقفلنا شبابيك قاعة المستشفي الميداني عشان اتخنقنا من الغاز بالرغم أننا كنا لابسين القناع ..
في نفس التوقيت أرسلت لي صديقتي طلب نجدة عند طيبة مول ! طب أروح لهم ازاي !!
شوية و بعتت لي أن القوات الخاصة اعتقلتهم و الجرحي تركوهم وراءهم ليكونوا في عداد الشهداء من عدم الرعاية الطبية


=========
يتبع

 

 

[NazeeH]

لا انسى جريح كان فاقد الوعي و دماغه مفتوحه برصاصة مباشرة للرأس و لكن الحدقة متفاعلة ... بمقاييس جراحة الأعصاب لابد اركب له أنبوبة حنجرية و انقله ل رعاية مركزة و بما أن الصورة اتضحت انه لا نقل للجرحي يبقي ضياع للوقت انك تعمل أي إجراءات إسعافية و يكون قرارك بعدم لمسه و رفيقه يستنجد بك اعملي له حاجة يا دكتورة و الله فيه الروح ... أصعب وقت يمر عليك في عملك لما تقف عاجز و تبقي مجرد حانوتي أو اقصي امانيك تلقنه الشهادة مع أنهم ما شاء الله كلهم داخلين رافعين السبابة بالشهادة و جاهزين للقاء ..

حضرت مراحل احتضار جرحاي بالكامل حتي الغرغرة و توسع حدقة العين و و اصفرار الجلد و برودته ...كلهم .. مش ب أقول لكم !! تحولت الي حانوتي !!

تعبأت الأرض فضلا عن الأسرة و اصبح راس شهيد مقابل اخر و وصل الامر ان كنا نضع شهداء فوق بعضهم عشان نفضي مكان نداوي فيه الجرحي و أصبحت امارس الإسعافات الأولية و ليس مجرد تخصصي لان العبث اتضح في عدم وجود سبيل لإنقاذ جرحاي .. ف اعمل ما هو ممكن ..
و فجأة بدأ صوت زخات الرصاص يقترب و أصبحت المستشفي و القاعة ذاتها مستهدفة بدأت طائرات الهليوكوبتر ترمي علينا قنابل الغاز و كما كانت خطة الطوارئ التخلص من كل ما يدل علي هويتك الطبية و لبس الملابس المدنية بدل السكراب (لبس العمليات للأطباء) وطلبوا منا التخلص من كروت الذاكرة للكاميرات و التليفونات بس حيث أني طول عمري مشاغبة و مش ب اسمع الكلام ... احتفظت بهم و أجليت مع باقي الأطباء علي أن يجلي الجرحي الي قاعة الإعلاميين المجاورة ...
و من هنا تفرق الزملاء



=========
يتبع