من جديد..
متى يقتنع السادة.. قادة جماعة الاخوان المسلمين.. فى مكتب الارشاد.. وفى حزب الحرية والعدالة.. الذين اشتغلوا بالسياسة والشأن العام.. خلال الفترة الماضية.. بانهم فشلوا فى تنفيذ برنامجهم.. السياسى والاقتصادى والاجتماعى.. خلال فترة توليهم الحكم ...وان الشعب قد خرج عليهم ثائرا واقالهم...نتيجة لهذا الفشل المعروف.. وليس لاسباب اخرى تخص خلفياتهم الدينية..وان الواجب كان يحتم عليهم.. قبول ما انتهى اليه الشعب.. احتراما لارادته..باعتبار ان العمل السياسى كما يصيب النجاح والتوفيق..معرض لان يصاب بالفشل..والاخفاق...مثله مثل اى عمل اخر.. يصيب الانسان فيه ويخطئ..لانه عملا ليس مقدسا..وانما هو اجتهادات وجولات من الفكر.. تصاغ فى مناهج تتنافس عليها.كل الاحزاب..لاكتساب ثقة الشعب...وتأييده..وبالتالى منحه التفويض بالشرعية وادارة الحكم...وعليه فان ثقة الشعب وتأييدة هو مناط ذلك ..وله وحده ان يمنحها او ان يسحبها.سواء بالتنحى او بالاقالة..وهذا هو الواقع التاريخى فى العالم وفى مصر..
..اما الاستمرار بعدم الاعتراف بالواقع ..وعدم الاعتراف بالخطا ..والتظاهر والاعتصام مستقويا.. ببعض اعضاء الجماعات الدينية.. ومستغلا بعض ائمة المساجد لحشد الشباب ..والنزول فى بعض الميادين.. والتهديد باستعمال العنف.
فى محاولة لاستعادة سلطة الحكم التى سحبها الشعب منهم ..باى تسميات مثل استعادة الشرعية او استعادة الديموقراطية..هذا من وجهة نظرى ان لم يكن طيش سياسى....فانه يعنى الاستخفاف بذكاء الشعب.. بالاستمرار فى التدرع بالخطأ.. لمحاولة اخفاء الاخطاء..او الاستخفاء..منها..رغم ..انها.ثابتة عليهم ..لانها من فعل ايديهم وفكرهم ..ومسجلة تاريخيا ..ولذا فان .اتخاذ كل السبل ..وافتعال كل الاحداث لمحاولة اسناد اخطائهم او فشلهم للاخرين ..هو ببساطة استمرار. فى ارتكاب الاخطاء....
.فى حين كان الاولى ..طالما ارتضوا بالعمل السياسى والحزبى.. كاداة من ادوات الوصول الى الحكم..عن طريق ثقة الشعب ..فان فقد هذه الثقة.. يعنى التخلى طوعا.. او الاقالة كرها.. ..وهذا ما تم فى 25/1 و 30/6 ..وعليه كان الواجب كسياسى محترف.. ان يعترف باخطائه.. ولا يستحى من ذلك ...و ان يتقدم باستقالته....لجماهير حزبه.ان كان لذلك مقتضى. . متحملا للمسؤلية امامهم من الناحية الادبية. .على الاقل. فاسحا المجال لغيره.. من ابناء الجماعة او الحزب ..لاعادة المحاولة من جديد.. مستفيدين من العيوب والاخطاء.. التى سبق ان وقعت..من كوادرهم... لعل وعسى ان يكون الجيل الجديد.. اكثر مرونة ودبلوماسية.. واكثر فهما للعمل السياسى.. واكثر ووضوحا واستفادة.. من الواقع المحيط.. واستشعارا لنبض الجماهير .. حتى يمكن لهم اعادة.. اكتساب.. ثقة الشعب من جديد...
لقد خسرت.. جماعة الاخوان المسلمين.. وحزب الحرية والعدالة الكثير.. بثورة الشعب فى 30/6 ..خسروا كل ادوات السلطة.. التى كانت فى ايديهم بدءا من مجلس النواب.. ومجلس الشورى.. ومؤسسة الرئاسة.. والحكومة.الفاشلة.التى فشلت فى كل شيئ.. حتى فى اقناع الجماعة بفشلها.. وكانت مرأة سيئة للغاية لفكر جماعة الاخوان. وحزبها...السياسى.الحرية والعدالة..
كما..خسرت..جماعة الاخوان مكانتها العالمية...فى التنظيم العالمى للاخوان المسلمين....باعتبار انها كانت الجماعة الام ..ومكتب ارشادها هو الذى يدير هذا التنظيم العالمى...او يشرف على ادارته....اظن انها ..خسرت ذلك..
ولكن اهم ما خسرته بالفعل..من وجهة نظرى الشخصية.. هو..خسارتها لتعاطف الشعب المصرى ..معها..والذى لا يمكن تعويضه..
وان محاولة استرجاع..هذا التعاطف ..كله او بعضة.. قد يحتاج الى الكثير من الوقت.....مما قد يؤثر على مستقبلها السياسى..او بمعنى اصح على.. مستواها السياسى فى الشارع المصرى....وذلك..اذا ما ارتضت الجماعة بالواقع ..وعادت للعمل السياسى ..من جديد....
وبالتالى.. فان استمرار المعارضة لارادة الشعب.. بالاعتصام واستعمال العنف فى المظاهرات التى تنظمها الجماعة.. او التهديد باستعمال العنف..يعنى ان الجماعة تقامر بوجودها....وليس فقط بمستقبلها.. السياسى...
لانها بتصرفها ذلك تضع نفسها... فى المكان الخطأ ..فى مواجهة الشعب المصرى..باعتبارها خصم للشعب..
وبالتالى.. اذا ترتب على هذه المواجة.. اى اضرار للشعب ..فستكون الجماعة فى موقف لا تحسد عليه ..موقف العداء للشعب ...مما قد يعرضها ليس فقط من حرمانها.. من العمل السياسى.. بالغاء حزبها او تجميد نشاطه .. ومصادرة اموالها وامواله ومقراتها ومقراته.. مثلها مثل ..ما اتخذ حيال الحزب الوطنى..ولجنة سياساته...والذى كانت جريرته.. فقط الفساد المالى والفساد السياسى ...ومعروف سلفا ان الفساد المالى والسياسى.. قد يؤثر على البلد بالسلب.. ويؤخرها.. عدة سنوات..اما الغباء السياسى..او الحمق الادارى من الحكومة.. .قد يدخل البلد.. فى حروب اهلية...تقذف به. الى عصور التخلف ..لذا فان اتخاذ مواقف عدائية.. تجاه الشعب المصرى... فى منتهى الخطورة.. على الجماعة وعلى حزبها ..اذ ان رد فعل الشعب المصرى.. بشانها ..لا يمكن لاحد ان يتصوره ..وربما يتجاوز.. ما اتخذ تجاه الحزب الوطنى.. الذى تم الغائه ومصادرة امواله وممتلكاته...لذا انوه ..فقط.. لضرورة اعادة التفكير...من قبل قادة الجماعة...بان يقبلوا ما اراده الشعب ..ويفضوا اعتصامهم..من الميادين
ويعودا للحياة السياسية ..من جديد.. بمنهج جديد..يلبى رغبات الشعب....اما اذا
.استمروا ..فى اعتصامهم واعتراضهم ..فليستمروا كما شاءوا...فقط فليبعدوا كل البعد.. عن العنف او التهديد باستعمال العنف....ولن يضير الشعب شيئا ان يصبر عليهم.. حتى ...يتأكدوا.. من الصواب ..ويفضوا بارادتهم.. الاعتصام ويعيدوا الانخراط.. فى الحياة السياسية...من جديد.. ..
كلماتى وبقلمى.....
محمد جادالله محمد الفحل