عودة الوعي

[NazeeH]

عودة الوعى

للكاتب: توفيق الحكيم
من قسم: كتب أدبية عن هذا الكتاب:
بعد عشرين عاماً على ثورة يوليو يقدم لنا الأستاذ الحكيم كتابه هذا عن ثورة يوليو تحت عنوان عودة الوعى وكما يقولون يعرف الجواب من عنوانه ، فهو يكفى أن تصلك رسالة الكتاب عن شعب يوليو الذى كان مغيباً بعض الشىء تحت مسميات عدة ما بين الإشتراكية و العدالة الإجتماعية و القومية و غيرها من المسميات التى تدغدغ مشاعر الجماهير
يتحدث الحكيم ، ذلك الذى كان وقتها مديراً لدار الكتب المصرية ، عن يوم الأربعاء الثالث و العشرين من يوليو 1952 و عن ماعرف بحركة الضباط الأحرار وقتها و التى أجبرت فاروق على التنازل عن عرشه لولى عهده الطفل ذى الشهور الستة أحمد فؤاد الثانى وكيف كانت الناس متحمسة جداً لهذا العمل الرائع من الجيش المصرى وقتها الذى استطاع أن يقف فى وجه الملك ذلك الشخص المكروه من الجميع بأخلاقه القذره و جسده المترهل ، هكذا قال .
لكن الحكيم يضع بين ايدينا الكثير من الأسئلة الحائرة و المحيرة أيضاً عن هذه المجموعة من ضباط الجيش فهل كانوا يريدون التخلص من محمد نجيب حقاً أم ذلك كان رد فعل منهم بعدما نصحه بعض لواءات الجيش بضرورة التخلص من هؤلاء الشبان المهووسين ؟! وهل حقاً هم من عرقلو الوحدة مع السودان حتى لا يستتب الأمر لنجيب الذى كان محبوباً من السودانيين لأن أمه سودانية الأصل ؟! وهل كانوا يريدون حكم مصر أم أن الظروف و التطاحن الحزبى هو الذى دفعهم إلى تجنيب الصراعات الحزبية حتى لا تؤثر على حركتهم الناشئة ؟!

تحميل الكتاب PDF

 

[NazeeH]

بعد أن رحل الرئيس جمال عبد الناصر فجأة عن دنيانا وأصاب الذهول جميع أبناء الأمة .. دعا الأديب الكبير توفيق الحكيم إلى ضرورة تخليد ذكرى الرئيس الراحل بما يتناسب مع مكانته وقيمته وقامته في عيون أبناء أمته الذين لطموا الخدود وشقوا الجيوب حزنا وأسفا على رحيله عنهم. وكتب الحكيم في جريدة الأهرام إلى أولي الأمر بسرعة إقامة تمثال للزعيم في أكبر وأشهر ميادين القاهرة. وكان الأديب حائرا في أي ميدان يقام هذا التمثال؟ وتلقى توفيق الحكيم خطابات كثيرة من القراء ، اقترح بعضهم أن يقام في ميدان التحرير ، ودعا آخرون على ضرورة إقامته في ميدان رمسيس. بينما أصر غيرهم على وجوده في ميدان العباسية نظرا لميلاد ثورة يوليو في أرجائه ، وهكذا ، وكما لاحظنا ، زادت حيرة توفيق الحكيم حتى تبددت على يد مهاجر مصري.
والحاصل أن أحد المغتربين المصريين بعث برسالة إلى توفيق الحكيم يطلب فيها إقامة التمثال في تل أبيب تقديرا لجهود جمال عبد الناصر ودوره التاريخي في تحقيق إقامة الأهداف الصهيونية من خلال توسعة حدود الدولة اليهودية التي تمددت أطرافها في رمال وجبال وصحراء مصر وسوريا والأردن وفلسطين وهو الأمر الذي لم ولن يتكرر على يد أي زعيم آخر مهما جنت يداه.
ولعلي لا أكون مبالغا إذا قلت إن الاقتراح كان ضربة للأديب وأنصاره من محبي عبد الناصر كما كان على رجال العهد الناصري الذين تحدثوا كثيرا عن أمجاد وبطولات عبد الناصر.
ولأن الاقتراح قد أصاب كبد الحقيقة فقد أخفقت دعوة الأديب وانزوت وإن كانت قد أعادت لتوفيق الحكيم وعيه ورشده الذي فقده على حد قوله طوال سنوات حكم جمال عبد الناصر ، لهذا لم يكن غريبا علينا أن يصدر توفيق الحكيم كتابه الشهير ( عودة الوعي) وحقيقة الأمر أنا لا أعرف لماذا نشر توفيق الحكيم تلك الدعابة السخيفة في وقت كان يجاهد فيه ويناضل من أجل تخليد ذكرى الزعيم الذي أفقده وعيه وسلب منه رشده؟!

 

 

[NazeeH]

هل كان توفيق الحكيم يدعو لإقامة التمثال لمحاكمة عبد الناصر الراحل أمام محكمة الشعب والتاريخ بعد أن عجز الكل عن مساءلته عن خطاياه وهو حي يسعى؟! ربما!!
وربما أيضا اخترع الحكيم هذه الرسالة لكي يجد له ما يبرر هجومه على الزعيم الذي رحل ليصنع لنفسه بطولة مؤجلة وبأثر رجعي لتصفية حساباته مع الزعيم وأنصاره ، على أية حال فإن رسالة المهاجر المصري كانت هي الشرارة التي أشعلت نيران الماضي في عقل توفيق الحكيم وكتابه كان هو الجسر الذي عبر عليه ضحايا جمال عبد الناصر للهجوم على تاريخه بعد أن كانوا جميعا لا يقدرون على نقده أو مهاجمته!
وهكذا بدأت معركة بيزنطية شهدتها الصحافة العربية ودارت عجلات المطابع لتزخر بكتابات كان بعضها صادقا وأغلبها منافقا فيم روى وتحدث.
من هنا تعرضت الناصرية على حرب رهيبة دارت حول مصير الحرية التي حبس ناصر عصافيرها على يد زبانيته ، والديمقراطية التي اعتقلها وكمم أفواهها ، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى خطيئته الكبرى حين أضاع سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس بل وفلسطين في حرب خاطفة سريعة أثارت حيرة المراقبين ودهشة العسكريين.
وبعد سنوات من تلك الحرب أصدر بعض الحكماء مذكراتهم حول تلك الفترة وإذا بتلك المذكرات تحوي قنابل مثيرة للأعصاب والمشاعر أدهشت خصوم جمال عبد الناصر وأسكتت أنصاره ، ومن أسف أن تلك المذكرات تحدثت عن وجود علاقات خفية بين الزعيم جمال عبد الناصر والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية وهي العلاقة التي يعتبرها البعض الآن خيانة عظمى تستوجب المحاكمة والإعدام الفوري لمن يمارسها.
ولأننا كنا نصدق كل كلمة ينطق بها الزعيم فلم نستوعب تلك المعلومات التي تتعارض مع مبادئه ومعتقداته وأيديولوجيته فقد أثرنا البحث عن مصداقيتها في هدوء وحيدة ونهزاهة ، وحين تأكدت لنا صحتها خاصة أنها وردت على لسان أنصاره ورجاله فقد أصابنا الإحباط واليأس ردحا من الزمان حتى أفقنا وانتبهنا فعاد إلينا الوعي كما عاد من قبل لتوفيق الحكيم ، وإن كانت غفوتنا وسباتنا أعمق وأطول منه وبالتالي فقد كانت صدمتنا في زعيمنا أبشع وأشنع منه أيضا.

 

 

[NazeeH]

فإذا كان توفيق قد عاب على ناصر خنق الديمقراطية واعتقال الحرية فهذه كانت معروفة للقاصي والداني لا تحتاج إلى عودة وعي أو انتفاضة رشد أو صحوة ضمير ولكن تتأكد بوجود علاقات خفية ربطته منذ بواكير شبابه بالمخابرات الأمريكية والصهيونية ، فهذه هي الطامة الكبرى.
ثم أين هي كلمات الزعيم ولكماته في وجه الغرب الإمبريالي والصهاينة؟ هل كانت خدعة انطلت علينا؟! إن الرجل كان رافضا لإقامة أية علاقة سرية أو خفية مع أعداء الوطن أو هكذا ظننا ثم قام بقطع علاقاته مع الأمريكان علنا وإذا برجال السي أي أيه ينامون في غرفة مكتبه بل ويسهر معهم في مساكنهم بأرقى أحياء القاهرة ليلا حتى إذا أشرقت الشمس صاح منددا ومتوعدا وهددا!! ونحن نغنى مع عبد الحليم حافظ في حماس "قول ما بدالك .. إحنا رجالك .. ودراعك اليمين!!"وإذا دعا إلى تعبئة الأمة رددنا " جماهير الشعب تدق الكعب تقول كلنا جاهزين!!"
ثم يخرج علينا في إحدى خطبه قائلا:
"السفير الأمريكي بيقول إن كلامنا ما بيعجبهوش .. طيب إحنا لو كلامنا مش عاجبهم .. يعمل إيه .. يشربوا من إيه؟!
فترد الجماهير المسكينة التي غاب وعيها.
"من البحر"
ثم يقول مرة أخرى موجها كلامه للجماهير:
وإذا ما كفاش البحر الأحمر يشربوا منين؟!
فترد الجماهير في نشوة:
"من البحر الأبيض"
وهكذا كانت تدار سياسة مصر مع الأمريكان والصهاينة ليطبق عليها المثل الشائع (اسمع كلامك أصدقك .. أشوف أمورك استعجب)!

 

 

[NazeeH]

ولأنني تأكدت بالفعل من صحة تلك الادعاءات والأقاويل حول علاقة الزعيم بالأمريكان والصهاينة فإنني أضحك إلى حد البكاء حين أقرأ جريدة العربي التي تتمسك بمقاطعة الأمريكان واليهود حيث أنها تستضيف في كل عدد راقصة درجة ثالثة أو فنانة إغراء وتسألها لفي عصبية " هل ستزورين إسرائيل؟!" فتجيب تلك الراقصة أو فنانة الإغراء بما يتوافق مع هوى المحرر "أبدا .. أنت مجنون! أنا لن أزور إسرائيل حتى ولو أعطوني مليون دولار!!" وهكذا تتحول من صالة رقص إلى قاعة محاضرة لتلقين أبناء الأمة دروسا في الوطنية والتربية القومية!!
ومن أسف أن كلماتها تنشر في مانشيت وبالبنط العريض وكأن إسرائيل تتطلع بلهفة وشوق إلى مثل هذه الزيارات للاستفادة من حكمتهن ورؤيتهن الثاقبة.
والغريب أن جريدة العربي تعرف أن تلك الراقصة وممثلات الإغراء لا هم لهن سوى تدمير شباب الوطن وتحطيم غرائزه ودغدغة أعصابه بحفنة جنيهات من خلال الخلاعة والميوعة الدرامية كما يسمونها.
وفي ظني أن تمسك جريدة الحزب الناصري بتصويب فوهة هذا السلاح الأنثوي ضد عقل ومشاعر شباب الأمة هي خيانة بعينها تستوجب المحاكمة والمساءلة لأننا لا ينبغي علينا أن نتلقى دروسنا الوطنية من أفواه هذه الشخصيات ، وإلا أجيبوني – رحمكم الله – ما هي علاقة راقصة أو ممثلة إغراء بتحرير بيت المقدس وهضبة الجولان ن بينما الشائع أن لا هم لهن سوى جلب الأموال وتدمير شباب الأمة وتحطيم هويته .. أليس كذلك أيها الناصريون؟
ناهيك عن دور رجال الحزب العربي الناصري ، ولنتأمل معا كبير الناصريين محمد حسنين هيكل الذي صال وجال حول كراهية وعداوة الزعيم نحو الأمريكان والصهاينة ، وإذا بنا نكتشف أنه أشهر وأكبر عملاء المخابرات الأمريكية بالمنافسة مع مصطفى أمين وسوف نورد حقائق ووثائق تخرس الألسنة وتكمم الأفواه وتزيغ الأبصار وتشيب رؤوس الصغار حتى يعرف الظالمون أي منقلب ينقلبون.
إننا لا نهدف من وراء هذا الكتاب سوى كشف النقاب عن وجه الحقيقة التي أراد ناصر وهيكل قتلها ولهذا نهلنا معلوماتنا من أنصارهم بدلا من خصومهم حتى يخجلون ويصمتون ويكفون عن اتهام الوطنيين والشرفاء بالعمالة والخيانة.
فإذا استشهدنا في كتابنا هذا بحقيقة علاقة ناصر مع الأمريكان واليهود من خلال رموز عهده ورجال عصره وأنصاره . فهل نكون بذلك كاذبين؟
وإذا كان الأستاذ هيكل هو أهم مصادرنا فهل نكون بذلك منافقين أفاقين؟

 

 

[NazeeH]

وإذا استشهدنا بمذكرات الدكتور ثروت عكاشة والناصري أحمد حمروش والثوري عبد اللطيف البغدادي فهل نكون بذلك مأجورين وموتورين. وإذا اعتقدنا في معلوماتنا بيوميات جمال عبد الناصر أثناء حرب فلسطين ، فهل نكون بذلك محتالين؟!
إن تزوير تاريخ الأمة وتزييف حقائقه وتهريب وثائقه خيانة تستوجب المحاكمة والمساءلة.
وكتابنا هذا طعنة في صدور الناصريين والمتحذلقين .. ولمن يجهل تاريخ تلك الحقبة السوداء عليه أن يقرأه ويستوعبه فالحق أحق أن يتبع ولو كره الناصريون.
ثمة شئ أخر دفعني للكتابة وإماطة اللثام عن تلك العلاقة الخفية بين ناصر واليهود والأمريكان ، وهو استمرار هيكل وأنصاره في توجيه الاتهامات للرئيس الراحل أنور السادات بالخيانة والعمالة والامبريالية ، رغم أن الرجل قد جاهر بتلك العلاقة بل ودافع عنها فهو الذي خدع اليهود والأمريكان واسترد ما سلمه لهم الزعيم عبد الناصر في سيناء ، أي أن الزعيم الذي سلم الوطن العربي ووضع رماله الطاهرة المقدسة تحت نعال الصهاينة النجسة هو الوطني والمناضل والقومي أما الذي أعاد الأرض والعرض والشرف والكرامة بالسلاح فهو الخائن والعميل والجاسوس تماما مثلما يزعم الناصريون أن حرب أكتوبر تحقق فيها الانتصار لأن الزعيم عبد الناصر هو الذي خطط وأعاد بناء الجيش!!!
والمعنى أن جمال عبد الناصر في واحدة من كبرى معجزاته وإلهاماته وخوارقه انتصر على اليهود الصهاينة وهو قابع في قبره رغم ما جلبه لأمته من خزي وعار ومهانة نتجرعها حتى الآن منذ صباح 5 يونيو 1967 وقد كان حيا يرزق وسبحانه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.
وهنا يتساءل البعض ماذا لو انهزم الجيش المصري – لا قدر الله – في 6 أكتوبر 1973 ، فهل كان هؤلاء سيزعمون أنها خطة الزعيم أم كانوا سيصمتون؟! ولكن لا غرابة فقد قيل قديما (الهزيمة يتيمة والنصر له ألف أب)!!!
ورحم الله أنور السادات فقد تسبب في إصابة مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بالاكتئاب وفرض عليه العزلة ليظل قابعا في شرفة منزله ليلا ونهارا وقد سأله أحد الصحفيين الصهاينة "هل أصابك الاكتئاب بعد أن فقدت زوجتك شريكة عمرك؟" فنهره بيجن قائلا " كلا ... كلا لا دخل لزوجتي بذلك .. بل أصابني به أنور السادات الذي أعطاني ورقتين واسترد لمصر سيناء".
أما حين مات عبد الناصر فقد علقت جولدا مائير على الخبر قائلة "من الذي أطلق هذه النكتة السخيفة؟!".
صحيح فمن الذي سيحارب إسرائيل بالحناجر والأغاني سواه؟ إنها كانت تخشى ممن هو قادم بعد أن أطمئنت على ما هو قائم .. أليس كذلك؟!


هشام خضر

 

 

[NazeeH]

ثم أفقنا على خدعة نصر أكتوبر .. وأنهم كلهم عملاء ، لكن بدرجات متفاوتة ..

هنيئا لليهود بالعسكر الخونة ..

 

 

[محمد علي عامر]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NazeeH ثم أفقنا على خدعة نصر أكتوبر .. وأنهم كلهم عملاء ، لكن بدرجات متفاوتة .. هنيئا لليهود بالعسكر الخونة ..

مسكينة إسرائيل!

إذا كان هذا حالنا واحنا منتصرين عليها أمال حالها هي المهزومة عامل ايه !!































































.

 

 

[NazeeH]

الفرق بين مصر وإسرائيل بعد ظ¤ظ£ سنة من حرب أكتوبر

 

 

[NazeeH]