بسم الله الرحمن الرحيم
عقل البهلون
بقلم تكسير دماغ
يقولون ان لديهم عقول تفكر , هذا شيئ جيد أن يكون للإنسان عقل يفكر به , ولهذا وهبه الله لنا , فالإنسان اهتدي بفضل الله تعالي من قديم الازل إلي النار والصيد وطهي الطعام وأشياء كثيرة إلي ما وصلنا له الان ومازال الانسان يطور ويفكر , ولكن دائما إن لم توجد له المعطيات فلن يستطيع العقل التفكير , فكيف يفكر العقل فيما لا وجود له ؟؟ كيف سيفكر في الطيران إن لم يري عصفور يطير , او لوح من الخشب تحمله الرياح العنيفة , وكيف سيحلم بالغطس تحت الماء إن لم يري أسماك تسبح وتتحرك فيه , وكيف سيفكر في الصعود إلي الفضاء إن لم يري سقوط النيازك منه , أو كيف يأكل لحم إن لم يري الكواسر تأكله ؟؟؟
فالله خلق للإنسان عين تري وتلاحظ القوانين من حوله والنظم , ففكر بالعقل كيف يُقلد الطير والأسماك والحيوانات , ولما علم ان قدراته الفزيائية لا تمكنه , فعلم ان بإمكانه الوصول لطريقة ما , وكل هذا لن يحدث لو لم يريه الله ما حوله ويوجده له ليقتبس ( الفكرة ) .الفكرة الكائنة فعلا في غيره من المخلوقات الأخرى .
تقاتل الاخوين هابيل وقابيل , وقتل احدهما الاخر , وجلس بجواره لا يدري ما يفعل , ما يفعل؟؟؟؟ وهو لم يري , وهو لم يقتبس , فكانت يد المساعدة , ان ارسل الله له مُعلم , غراب , يقتل أحدهما الاخر , ثم يدفنه , فيتعجب القاتل ويقر انه عجز بعقله ان يفعل ما فعله الغراب من لا شيء , وما كان ان فعل الشيئ نفسه , وأتبعت ذلك القانون جميع البشر حتي أخر الزمان , الدفن
مع اني لم اري حيوان يدفن أخر , ولو لم يُرسل الله له ذلك الطير بهذا العلم , ما كنا علمناه ولظلت الجثث في شوارعنا وبيوتنا .
فالإنسان مُقلد رائع , ولكن أراد الله له ان يكون التقليد محدود , فتخيلوا لو قلدنا كل شيئ , لأكلنا بعضنا البعض , ولغتصبنا بعضنا بعض , وهذا لن يكون بالعقل أبدا , ولهذا ولأننا لا نستطيع فعل وابتكار شيئ من لا شيئ , تنتشلنا من هذا العالم البهيمي , والذي نقتبس منه الفكرة ونضيف عليها تفكير, فأرسل الله معلومات من عنده لن نراها فيما حولنا ,مثل الاخلاق , ارسل الله لنا الاخلاق , هل راي أحدكم فيما حولنا من كائنات اخلاق ؟؟ من إين سنقتبس ذلك ؟؟؟ من الثعبان أم من الوطواط ام من الأسد؟؟ ام من الريح ام من البحار أم من الجبال ؟؟؟ ومن إين سنعلم فوائد الاخلاق ونتائجها علينا ونحن لا نعلم عنها شيئا ؟؟ .
الله أرسل لنا ذلك القانون المنقذ, واخبرنا عن كيف ولماذا وما الناتج , وما الضرر .
الغيبيات من كل نوع ,إخبارية تلقينيه , لا يستطيع العقل أن يكتشفها أو يعلم عنه شيئا , ناهيك أن التفكير فيها ,لأنه لا يراه فكيف سيهديك عقلك بالتفكير فيما قد يحدث لك بعد ثوان أو اكثر ؟؟ هل يمكننا القول بأن الغيب اختراع لم نخترعه بعد ؟؟ او شيئ سنقتبسه او نلاحظه في من حولنا ؟؟
ونتائج الاخلاق واضرار نقصها كله غيب في غيب , أخبر الله الخالق الانسان الذي لا يعلم عن ان هناك ثواب وعقاب جنة ونار , فكيف يحكم الله علي الانسان إن لم يخبره كل شيئ عن كيف ينجح , وإن نجح ما سوف يناله من جزاء , وإن رسب ما سوف يناله أيضا من عقاب
رأينا ان الاساس في كل شيئ المعطيات المرشدة لا العقل , ورأينا ان الاقتباس والتقليد والنقل قبل العقل
إن لم يريك الله من قبس فأي عقل ستوقد به نار
حين كنت تضرب من اللهو حجر بحجرا فيالعجب حاصلهما شرار
وكيف إن لم يوجد الله من طين كيف تشرب في إناء من فخار
ولولا هداك لحمل الماء للوح فإي عقل سيهديك للفنار
وإن لم تري عصفور طار علي غصن فأي عقل سيريك كيف الشيئ طار
وقل لي لو لم يريك الله من شيئ كيف هو وكيف سار
كيف اعجزت في نفسك وكيف العقل في الأرواح حار
وما للأموات من عودة فقل لي بعقلك لإن لم تُخبر , ما بعد هذه الدار ؟
فإن عبدت عقلاً وفضلته عن نقلاً فبئس المصير وبئس القرار
انا لست ضد العقل حتي لا يظن ظان , لست ضده عقل المشاهدات العينية وتعاطي الأسباب المرئية , ولكن عقل الغيب والذي لا علم لنا به شيئ لا يقول به العقل نفسه , وظهر لدينا طائفة من الناس يعقلونه , عرفوا باهل الكلام ويمكن ان تسميهم المتفلسفة , أوجد الله لنا كل المعلومات والتي نحتاج إليها لمعرفته سبحانه عن طريق رسل كنوع من المساعدة , لتكتمل الحلقة المفرغة , فإبراهيم عليه السلام نظر من حوله , كما شرحت من قبل , محاولا فهم ما يدور , كعادة البشر , فرأي قمر وشمس , ولكن تلك الاشياء صنع , تعطي نور ودفئ كما النار أيضا , فعلم انها ما لتكون رب يُعبد , ولكنه علم ان هناك من هو أقوي , حتي هداه الله لنفسه سبحانه , يد المساعدة الربانية , في لحظات انقطاع الدوائر , ومع ذلك تري هؤلاء المتكلمة يتركون المعطيات الإخبارية التلقينيه , ويكسرون نظام العقل الذي أوصلنا لما نحن عليه من اختراعات , عن طريق المحاكاة للمشاهد او عن طريق المُرسل من غيبيات , فيحاولون معرفة المعرف بدون تعريف , إي إشعال نار من دون معرفة أو مشاهدة نار من الأصل , فأدي بالكثير منهم إلي فقدان العقل بالكلية والجنون , ومن نجي وظن انه ناج , حاول ان يكون بهلوان , فانتج لنا طرق العقل البهلوانية , لما رأي أن انعدام المعطيات التي وصلته من الله الذي عرفه بنفسه ستفشله لأي شيئ وأضاعت عليه كل شيئ , لجأ إلي البهلوة , أن يأخذ ما اعطي الله , ليرفض بعد ذلك ما لا يعقله عقله من غيبيات , وينكر ما يراه من مشاهدات , والحجة أن العقل أولا , وانه لا يعقل هذا , ولا يتماشى مع ما يراه منطقي , مسكين اليس كذلك ؟؟؟؟ ويضع انفه في كل دين مُرسل ليحوره ويعمل فيه العقل ليعكس ما جاء فيه
فيتبع بغباء لفلاسفة اليونان الضالين المضلين , كما النعجة مفتخرا بقرون ,فخور ببهلوانيته , ويترك ما أرسل الله من اخبار صادقة واضحة جلية , مقنعة , فكل شيئ من الله ابتداء وانتهاء , كل شيئ من حوله , وسبحان الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم
تكسير دماغ
يتبع الجزء الثاني
إن شاء الله
حين يكتمل