وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام - قصة لم تكتمل - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    تعديل اسم التسجيل
    (الكاتـب : Clinical chemist ) (آخر مشاركة : Calvinses)
    ذكرى من أكتوبر
    (الكاتـب : blue bird ) (آخر مشاركة : Calvinses)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > الرواية والقصة القصيرة

    الرواية والقصة القصيرة فكرة: tafshan

    الرواية والقصة القصيرة

    وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام - قصة لم تكتمل


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 28th April 2013, 10:37 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام - قصة لم تكتمل

    أنا : أسامة الكباريتي




    مقدمة على استحياء

    في شرخ الشباب، كتبت في القصة القصيرة، تجارب متنوعة كلها كانت من طابع واحد .
    يمكنكم القول بأنها محاولات ادبية في اصطناع صور للوطن الذي أفتقده منذ صباي ..

    هذه المرة جربت في محاولة مضنية كتابة قصة لم أكن اعلم لها بداية فكيف بالنهاية .. كان ذلك منذ عدة سنوات .. وكنت أنشكر كل ما يتجمع لدي من قطع في "منتديات الآداب والفنون" بمنتديات شئون مصرية (المأسوف على شبابها) ..

    هنا وجدت تشجيعا من بعض الإخوة والأخوات على الكتابة، فتذكرت ما كان مني في الماضي القريب ..
    حقيقة هي قصة لم تكتمل ..
    شخوصها وأماكنها وأحداثها من وحي الخيال وحتى تسلسل احداثها كان ينبثق من مخيلتي يوما بيوم ..
    وقد كانت انظلاقتي في كتابتها من حقيقة في زمنها، أن المسنجر ومشابهيه من برامج التخاطب قد خلقت أجواء وانواء عدة سمعنا بالكثير منها ..
    ولا ننسى انه كانت الوسيلة الأكثر انتشارا قبل بضع سنين ..
    فإذا تشابهت بعض الشخصيات أو الأحداث في جزئيات منها مع واقع قد مر ببعضكم، فاتمنى تذكر مقدمتي هذه والترفع عن إسقاط هو في غير محله بكل تاكيد ..
    شاهدي على كلامي هذا أستاذنا "حشيش" ..

    من هنا كانت البداية


    أسامة الكباريتي
    Feb 22 2006, 12:15 PM

     

    الموضوع الأصلي : وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام - قصة لم تكتمل     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : أسامة الكباريتي

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    أطيز طبخة ريحتها نتنة: مرة أخرى.. فلسطين الثمن... فلسطين أرض الرباط أسامة الكباريتي 0 4338 29th March 2017 11:06 AM
    لولولولولويييي بدء تطوير وتوسيع معبر رفح من... فلسطين أرض الرباط أسامة الكباريتي 0 2370 24th March 2017 09:26 PM
    اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء القيادي في حماس فلسطين أرض الرباط أسامة الكباريتي 9 6789 24th March 2017 09:15 PM
    "حماس" تنشغل بالتحضير لإطلاق وثيقتها... فلسطين أرض الرباط أسامة الكباريتي 0 2142 20th March 2017 08:53 AM
    تل أبيب التي لنا! تدوينة فلسطين أرض الرباط أسامة الكباريتي 0 2288 20th March 2017 08:04 AM

    قديم 28th April 2013, 10:41 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي





    وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام


    رسالة

    لم تكن قد أفاقت تماما من نومها ضحى ذلك اليوم، عندما مناهى إلى سمعها رنين هاتفها النقال الذي عادة ما تتركه في غرفة المعيشة بالدور العلوي من الفيلا .
    نهضت بتثاقل لترد على الهاتف
    - سيدتي أعتذر عن الإزعاج، معك مأمون رئيس قاعة المبيعات في شركة تور للسياحة والسفر
    - أفندم
    - أرجو من سيادتك التكرم بالمرور على مكتبنا خلال أوقات دوامنا اليوم لالتقاط رسالة تخصك لدينا.
    - هل يمكنك إبلاغي بمضمون هذه الرسالة؟ على الأقل مرسلها مثلا
    - نعم يا سيدتي فهي من السيد ربيع وقد وردتنا عبر مكتب سفريات يتعامل معنا في دبي بالإمارات

    أخذت تفكر في ربيع هذا، فقد امضت معه الليلة الفائتة عدة ساعات على المسنجر ولم يشر أثناءها إلى مثل هذه الرسالة .
    كانا قد اعتادا -في كثير من لقاءات المسنجر- على الحديث عن السفر والسياحة في مختلف بقاع الأرض.
    كانت هناك نقاط التقاء عديدة بينهما ..
    وتقاطع في هواياتهما بل وطباعهما أثناء السفر ..
    كان خطابه على المسنجر مشوقا وهو يصف رحلاته وبخاصة تلك حفلت بأحداث ومواقف على درجة من الغرابة.

    أخبرته بأنها تعشق السفر مع العائلة والأصدقاء كثيرا .. وأن الرحلات الداخلية القصيرة ولأيام محدودة فيها تجديد للهمة وبعث للنشاط وإزالة لما علق بروحها من تراكمات مسيرة الحياة اليومية ورتابتها ..

    أما هو فإن كثرة أسفاره التي تتطلبها طبيعة عمله، وحتى لا تتحول هذه السفريات إلى واجبات مملة، جعلته يلجأ في كل مرة إلى تطوير الرحلة بحيث تكون السياحة والراحة والاستجمام واستكشاف الأماكن التي يزورها جزءا مهما فيها.
    كان يخطط مع مضيفيه في تلك البلاد لرحلات ترويحية قلما تعرضت لأي شكل من أشكال الفشل.
    انتهى حديثهما الليلة الفائتة على أمنية أن يلتقيا في رحلة إلى مكان لم يرتاده أي منهما، فقد شعرت فعلا برغبة جدية بقضاء بضعة أيام بعيدا عن جو الحياة اليومية تخصصها للمعرفة والاستكشاف.

    بعد ساعات كانت حنان تلج إلى صالة المبيعات في شركة السياحة التي اتصلت بها .. استقبلها مدير الصالة بترحاب مغلف بأدب جم حيث قدم لها فنجال قهوة .. والرسالة ..

    لم تبد أمام الموظف أي استعجال ينم عن لهفتها في معرفة فحوى الرسالة، فلم تقم بفضها أمامه.
    غادرت المكتب بعيد فنجال القهوة المظبوط، وانطلقت صوب سيارتها التي كانت قد أوقفتها غير بعيد.

    لم تستطع الانتظار أكثر من ذلك ..فبمجرد جلوسها على مقعد القيادة بالسيارة قامت بفض الغلاف ..
    وشرعت في تصفحها ..

    الرسالة كانت من مكتب السفريات تبلغها بأن هناك قسيمة لتغطية قيمة تذكرة سفر لها على الدرجة الأولى بالطائرة ذهابا وإيابا إلى جنيف ..
    وأن هناك حجز مدفوع مقدما في أحد الفنادق الفخمة المطلة على بحيرة لوزان ..وأن سيارة ستكون بانتظارها بالمطار هناك.
    الحجز المبدأي هو بعد أسبوع من الآن..

    في الرسالة وجدت رقم الهتف الجوال للسيد ربيع في دبي ..

    علت الحمرة وجه حنان ..
    ما هذا؟!!
    كيف حدث هذا؟
    كيف تسنى له عمل كل ذلك بين عشية وضحاها؟!!

    نحن كنا نتجاذب أطراف الحديث ليس إلا!!
    نمضي الوقت على المسنجر لمجرد التسلية!!
    حتى أنني لا أعرفه على الإطلاق ..وهو لم يسبق له أن شاهدني من قبل ..
    كيف سمح لنفسه ان يطور هذه العلاقة –العابرة- إلى خطوة .. بل قفزة هائلة عبر القارات ..

    ما العمل؟
    سؤال تطاير من عينيها شررا
    ما الذي يظنه بي هذا؟
    أأكون قد أبديت من خلال حديثي ما أفسح له المجال لجرأة كهذه؟!
    أيظن بي ............

    - لا يا حنان هانم
    لم يدر بخلدي وأنا أنهي معك سهرة البارحة على المسنجر سوى العمل على تحقيق هذه الأمنية المشتركة. أولم تكن أمنية مشتركة يا سيدة حنان؟
    كان صوته على الهاتف غاية في الهدوء ..
    لم تكن قد سمعته من قبل على هاتف ..
    كل ما كان يحدث مجرد كلمات قلائل عندما يتحولان على المسنجر إلى التحادث بالصوت ..
    ثم يرجعان إلى المخاطبة كتابة ..

    -لكن سيدي ..كانت تلك احلام على السايبر .. أي أنها افتراضية ..لا تمت إلى الواقعبصلة..
    "قالتها وهي تعض على الحروف عضا شديدا
    ومن ثم .. أفلت لسانها من عقال أسنانها الصغيرة"
    ثم إنني امرأة أولا وأخيرا شرقية .. تعيش في وسط يحترم الأعراف والتقاليد ..
    وأظنك كذلك

    - سيدتي لقد مر بخاطري كل ما تقولين ..وأكثر من ذلك ..
    لكنني أردت لها أن تكون تجربة ..شيء جديد أضيفه إلى حياتي..
    لا تنسي أنني لست بذلك الشاب المتهور .. الباحث عن ملاهي الحياة وملذاتها ..
    تعلمين أن سني قد تجاوز كل مراحل الطيش والعبث ..

    - آسفة يا سيدي ..أعتذر عن قبول الدعوة التجربة هذه ..
    فهي فوق طاقة احتمالي ..ولا أظن أن مشرقية حالها كحالي ....

    - مهلا مهلا سيدتي .. لا أنتظر منك قرارا اليوم
    فكري بتؤدة وهدوء .. فلربما يستوعب عقلك
    صورة
    غير تلك التي رسمتها
    للحدث
    غيابيا

    أقفلت الهاتف على وعد منها بلقاء آخر على المسنجر
    ربما لن يكون اليوم ..


     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th April 2013, 04:06 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي





    وهل تنقشع الغيمة


    - حبة بندق في حجم البطيخة
    - كيف يتسنى ذلك؟ أين رأيتها؟
    - لم أرها .. بل عشتها بالأمس
    (لا جواب)
    - ألتمس لك العذر .. بل أثمن ما أبديته تجاهي
    - تثمن!!
    - نعم فالمعرفة بيننا مهما طالت لا تتجاوز الكيبورد وشاشة الحاسوب
    - شاهدت صورتك على المسنجر أكثر من مرة .. وهي لا توحي بما يخالف الثقة التي أوليك إياها
    - ثقة محدودة بالمسنجر ليس إلا وهذا جيد .. بل ويكفي
    - ليس الأمر كذلك يا ربيع .. فالثقة شيء كبير وأصم .. لا يتجزأ
    إما أن نوليها .. أو يكون الشك والحذر .. وأنا لم أكن بفعلتي هذه أهلا لهذه الثقة .. التي اوليتميني اياها ..
    عموما انا فهمت مقصدك .. ومغزى حديثك .. هناك حدود لهذه الثقة .. ويبدو أنني قد قفزت فوقها ووقعت في المحظور ..
    لا بأس
    لسوف أعمل على تلمس تلك الحدود .. وتكون تصرفاتي ضمن إطارها المحدود..
    - يا ربيع أنت تصعب علي الأمور هكذا .. لسوف أكون ممتنة لو تفهمتني قليلا
    حاول أن ترجع بتفكيرك إلى منطقنا .. لا منطق العالم الذي تمضي فيه، معظم أيام عمرك
    صحيح أنني كثيرة السفر والرحلات، لكن كل ذلك كان محكوما بالأطر والقوانين والأعراف في بلادنا
    كنت دوما بين أفراد من عائلتي، أو ضمن لفيف من البنات والسيدات..
    حتى وإن كنت أبتعد عنهم في بعض الأحيان، إلا أنني كنت أراعي ذلك بدقة متناهية..
    حتى إذا ما قضيت الغرض من انفرادي، عدت مسرعة إلى الحمى

    - فهمت .. لا بأس في تمزيق ما استلمته من مكتب السياحة بالأمس
    - أضحكتني يا رجل، لو أنني كنت سأفعل ذلك .. ما كنت وجدتني هنا اليوم
    سيدي
    افهمني
    الأمر جديد علي، وكان مفاجئا
    حتى إذا ما خلوت إلى نفسي، راجعت الموضوع بكل تفاصيله
    كانت تنقصني بعض النقاط، التي وجب علي استكمالها .. من خلال محادثتنا اليوم

    ساد نافذة المسنجر هدوء طويل
    كأنه الدهر
    كانت تنظره
    وكان ينتظر استئنافها للحديث .. وتلقي بأناملها قرارها

    - وهل استكملت الاستجواب؟ ..
    لم أكن أعرف بأنني قد جلست إلى كرسي الاعتراف

    - لا لا ليس الأمر كذلك .. بل كانت استيضاحات ليس إلا
    عموما مازال امامنا وقت كاف .. وسيكون ردي على الدعوة في الغد
    بإذن الله

    - سلام
    - سلام

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 29th April 2013, 02:47 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    رحلة الأحلام

    لم تكن حنان بحاجة إلى طويل من الوقت حتى تحزم أمرها، فقد كانت كل المعطيات تعطي الضوء الأخضر لما يمكن أن تسميها برحلة العمر. خاصة وأن ابنتها الوحيدة كانت أكثر منها تشجعا على إمتاعها بإجازة اعتبرتها نقلة نوعية من جو الكآبة الذي لم تحاول الانفكاك منه وقد مضى على ترملها أكثر من خمس سنوات.
    الاستعدادات للسفر استحوذت على جل همها، بدأت بإعداد قائمة بالاحتياجات اللازمة لتصطحبها معها. في صباح اليوم التالي للاتفاق على تنفيذ مشروع رحلة الأحلام انطلقت نحو بيوت الأزياء لتنتقي عددا من الفساتين المناسبة لمختلف الأغراض. لم تنس إرسال معطفها الصوفي إلى التنظيف على البخار، تممت على المعطف الواقي من المطر.
    ولأنها امرأة عملية .. هكذا تعتبر نفسها .. فقد أنجزت الاستعدادات خلال يومين، وفي اليوم الثالث كانت حقيبة السفر تخضع للتدقيق النهائي مقارنة مع القائمة التي أعدتها مسبقا.

    كان عليها أن تقوم ببعض الزيارات البروتوكولية شبه وداعية مغلفة باستئذان شكلي لأطراف عائلتها وعائلة ابنتها. فهي والتي ترملت في الثلاثين من عمرها إثر حادث مروع كادت هي ان تفقد فيه حياتها أيضا، لولا لطف من الله، قد نذرت نفسها لتربية ابنتها الوحيدة والتي باتت في أمس الحاجة إلى الأم الصديقة في مرحلة المراهقة التي ولجتها لسنتين خلت.

    هجر النوم أجفانها ليلة السفر، انتابتها حالة من الأرق .. قلق مبهم لا تدري كنهه، خوف من مجهول شعرت بأنه يترقبها، أهو الخوف من السفر بالطائرة؟ كلا فهي تهوى ركوب الغيوم وتستمتع بشكل ملفت للنظر بوجبات الطعام التي تقدم على متن الطائرات، حتى أنها باتت ناقدة خبيرة لأطعمة مختلف شركات الطيران، ويستهويها سرد ملاحظاتها تلك عن طعام أي شركة منها لصديقاتها.
    أم هو بسبب فراقها لابنتها لأول مرة في حياتها!! ربما، لكن ما يطمئنها هو هذه العلاقة المميزة بين وِئام وجدتها لأبيها، كما ان عينها لم تغفل عن ملاحظة الود والعاطفة الجياشة التي تتنامى لحمتها بينها وبين جدتها لأمها كلما تفتحت وازدادت نضجا. كما ان متابعتها لصداقاتها في المدرسة وخارجها منحتها راحة نفسية نادرة في هذا الزمان ..

    جنيف !! حقيقة أنها تزورها للمرة الأولى، وأن عليها الاعتماد على نفسها أولا والاهتمام بكل شئون سفرها منفردة، لكن حالة من الطمأنينة لكونها ستكون في ضيافة السيد ربيع قد سيطرت على أحاسيسها، ولولا الطمأنينة هذه لما تجرأت وجازفت بقبول هذه الدعوة من الأساس. فقد كانت إحدى المؤشرات الإيجابية التي اوحت لها بالقبول.
    ثم أنها لم تكن تفكر ولو لوهلة بأي شكل من أشكال المغامرات الشبابية التي كان من الممكن لها ان تضفي على الرحلة جوا مسبقا خاصا، مجرد أن طيف خاطر لاح في أفق مخيلتها جعلها تحملق في سماء الغرفة بعينين صارمتين أو هكذا تخيل لها، لسنا صغارا حتى يتبادر إلى أذهاننا شيء كهذا، مضى علينا ردح من الزمن ونحن نتسامر على المسنجر، ولم يحاول أينا الانتقال بهذه العلاقة من إطار الاحترام المتبادل والصداقة النقية ..

    تناولت إفطارا خفيفا بعد أن قامت بتأدية رياضة الصباح المعتادة، كانت جزلة كغير عادتها تعمدت أن تضفي جوا من المرح وتلقي نوادر خفيفة على وئام حول مقالب السفر وتأخير الرحلات حتى لا ينم وجهها بما تبطن دخيلة نفسها من قلق خشيت أن ينقلب إلى توتر غير مبرر.

    تحسبا لأي طارئ، حرصت على التواجد في مطار القاهرة الدولي قبل موعد الإقلاع بثلاث ساعات وأكثر قليلا. أنهت إجراءات المغادرة بسهولة غير عادية فراكبة الدرجة الأولى وجدت في استقبالها مضيفة أرضية أشرفت بنفسها على تقديم خدمات يختصون بها الشخصيات المهمة، وفيما كانت تقدم لها فنجال قهوة في صالة الدرجة الأولى همست باحترام أن هناك توصيات عليا بتوفير هذه الرعاية لها طوال الرحلة، وبأنها على أهبة الاستعداد لتلبية أي رغبة لها مهما كانت.
    شكرتها بلطف، فقد حصلت دون سؤال على بيان سر هذه الرعاية الفائقة التي لم تحظ بها من قبل.



    المقعد المحجوز لها كان في مقدمة الطائرة، الحقيقة أنه لم يكن مجرد مقعد، سرير وثير قد انحنى إلى الأمام ليكون أريكة مريحة، كل ما يحيط بها هو من خصوصيات الراكب منفردا، لا يشاركه بها أحد من الركاب، الأريكة قد ثبتت على مجرى خاص وكأنها عربة قطار صغيرة تتقدم للأمام إلى المدى الذي تريد وعند الرغبة في النوم تسدل عليها ستارة خفيفة وتتراجع الأريكة وتميل بظهرها إلى الخلف بتؤدة حتى يستوي مع المقعد مشكلا السرير الوثير ذي الوسائد المصنوعة من ريش النعام.

    وجبة الغذاء كانت شيئا لم تشهده من قبل، فقد وضعت أمامها طاولة طعام مناسبة الحجم لتلبي في اتساعها ما سيقدم عليها من اطايب الطعام والشراب، كل شئ قد اختير بعناية منقطعة النظير، مفرش حريري، أطباق الصيني من ماركة عالمية وقد رصعت بشعار الشركة الناقلة برشاقة، طاقم فضيات كريستوفل، أكواب من الكريستال التشيكي الشهير.
    أما الوجبة فقد تفنن التشيف بتقديم ما تشتهي نفسها من أصناف وكأنهم يقرأون أفكارها، أذهلها ان القائمة التي قدمت لها قد أتت ودون سؤال بكل ما اعتادت ان تقوم بتقديمه في الحفلات الخاصة جدا، أهي محض صدفة!! أنى لهم هذا!! لا .. لا بد أن في الأمر سرا .. سرُ آخر من أسرار رحلة الأحلام.



    بعد الانتهاء من تناول الطعام، وفيما هي ترشف فنجال قهوتها، انحنى امامها المضيف المنوط به خدمتها وبكل أدب ولطف ليتساءل ما إذا كان ما قدم لها قد حظي برضاها، بالطبع يا سيدتي طباخونا المهرة لا يرقون إلى مستوى طهيكم، لكنهم بذلوا كل ما لديهم من خبرة حتى ينالوا شرف استحسانكم.
    آه
    ماذا تسمع!! أكان هذا مدبرا أيضا همست في دخيلة نفسها.
    يا سيدي .. أود بكل امتنان أن أتوجه بالشكر لكم جميعا على كل هذا، حقيقة أنكم قد غمرتموني بفيض كرمكم.
    سرحت بفكرها قليلا، تذكرت انها قد وصفت لربيع مختلف الأطعمة التي قد أعدتها في مناسبة عائلية حميمية خاصة.. تميز آخر بتوصية خاصة ..
    ماذا يخبئ لها ربيع هذا؟ تساءلت بصمت.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 29th April 2013, 11:19 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    !For Medical Professionals Only

    في جنيف

    حطت الطائرة بسهولة ويسر بالرغم من تلبد الغيوم في سماء جنيف ومعظم أرجاء سويسرا .. لم تستغرق من الوقت الا أقله لتنتهي من إجراءات الدخول واستلام الحقائب، فركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال لهم منفذ خاص ينهي معاملاتهم عبره سريعا ..


    لم تكد تغادر الصالة الجمركية حتى وجدت شابا يقف متنحيا قليلا عن المستقبلين وقد رفع ذراعه بلوحة كرتونية كتب عليها اسمها.
    -
    الحمد لله على سلامتك سيدتي .. أنا سائد من شركة يورو كار مكلف من قبل السيد ربيع باصطحابك إلى الفندق ..

    مد يده ليتناول منها الحقيبة التي كانت تقودها امامها مما اتاح لها أن تلبس معطفها الصوفي الثقيل.
    -
    شكرا لك يا سائد هذا لطف منك .. لكنتك تدل على أنك من بلاد الشام، دعني أستنتج بلدك بالتحديد .. أ لبناني أنت
    -
    بل سوري يا سيدتي .. لا فرق فلهجاتنا متقاربة جدا وقد أمضيت سنوات في بيروت مما أضفى على لهجتي الصبغة اللبنانية.
    -
    وبهذا تمكنت من تضليل فراستي
    نطقت بها وقد افتر ثغرها عن ابتسامة جذلة كسرت حاجز التعارف السريع بما يحمله من إرباك.

    كان من الواضح أن سائد يعرف جنيف معرفة تامة، إذ سرعان ما انتقل من الطريق الرئيس عند مدخل المدينة ليلج في سلسلة من الطرق الجانبية التي جنبته نقاط الاختناق والعديد من الإشارات.

    -
    سيدتي هاقد وصلنا فندق نوجا هيلتون .. الحمد لله على سلامتك مرة اخرى.



    في الفندق تناولت منها موظفة الاستقبال جواز سفرها وسلمتها بطاقة صغيرة داخل غلاف أنيق يحمل اسم وعنوان الفندق وقد كتب عليه رقم الغرفة 416 في الطابق الرابع.

    دقائق وكانت تجلس في غرفتها على طرف كنبة مواجهة للنافذة المطلة على البحيرة الخلابة .. فقد كانت بحاجة إلى بعض من الراحة بعد يوم طويل أمضته بين المطارات والطائرة ..



    أغمضت عينيها وبدأت في سحب شريط مصور في ذاكرتها لما مرت بها من أحداث كل منها قد ترك في نفسها أثره ..
    في ختام الشريط توقفت مخيلتها عند جملة استنتاجية ختامية "لم يترك ربيع أي شيء للصدفة، فقد بدا وكأنه قد استلمها من بوابة مطار القاهرة، ومنذ تلك اللحظة صارت أسيرة لترتيباته المدهشة حقا .. ترى أين هو الآن؟!!
    أيقظها من الاسترسال في تخيلاتها وتساؤلاتها رنين جرس الهاتف الجاثم على المنضدة الصغيرة بالقرب منها ..
    -
    الحمد لله على سلامة الوصول، لم تتأخري كثيرا في المطار
    -
    الله يسلمك يا سيد ربيع وشكرا فقد سار كل شيء وفق ترتيباتك
    قالتها مصحوبة بضحكة خفيفة
    -
    انا يا سيدتي لم أرتب لشيء لكنها ترتيبات الدرجة الأولى التي تتاح لكبار المسافرين .. لا بد أن لطفك مع الناس جعلهم يؤدون عملهم عن طيب خاطر .. وبما أنت اهل له .
    -
    هكذا أنتم رجال الأعمال تأسرون زبائنكم بدماثة خلقكم وطرافتكم
    -
    سيدتي أنت هنا ربة عمل لا زبون وأنا رهن إشارتك وطوع بنانك .. لا بد انك بحاجة إلى قسط من الراحة فكفاني إزعاجا لسعادتك وليكن موعدنا عندما تكونين جاهزة لتشريفي باللقاء.

    دارت بعينيها في أرجاء المكان بنظرة استطلاعية حتى تعتاد على مكوناته .. صالة غاية في الأناقة وقد وضع فيها أريكتين وثيرتين من النوع المريح، أريكة طويلة ، طاولة متعددة الأغراض وضعت عليها بعض الأدوات المكتبية وجهاز فاكس صغير امامها كرسي مرتفع الظهر ..



    على جانب من الغرفة كان هناك ما هو أشبه ما يكون بالمطيبخ الصغير وقد جهز بآلة لصنع القهوة متعددة الأنواع، خلاط عصير كبير نسبيا جهاز ميكروويف صغير، سلة كبيرة حوت تشكيلة من الفواكه الطازجة المنتقاة بعناية وقد غلفت بورق السولوفان مع ربطة رشيقة وبطاقة مجاملة من إدارة الفندق.
    هذا بالإضافة إلى ثلاجة صغيرة مفعمة بأنواع المشروبات الغازية والمياه المعدنية.

    فوق الثلاجة كان هناك صندوق خشبي مصنوع يدويا وقد غطي بالنقوش وكأنه لوحة فنية، تعتيق لونه البني الداكن اضفى عليه فخامة وكأنه قد جلب من متحف للآثار القديمة ..
    عندما فتحت الصندوق وجدته قد قسم إلى مساحتين متساويتين، في المساحة الأولى كانت هناك تشكيلة جميلة من الشوكولاتة السويسرية الرائعة وقد نسقت بعناية .. في المساحة الثانية وجدت أن قد قسمت بقواطع من رقائق البسكويت السويسري اللذيذ، وقد ملئ كل قاطع بأحد انواع النقولات من فزدق حلبي وكاجو إيراني ولوز محمص ولم ينسى ماهي مغرمة به .. الفول السوداني..

    في الجانب الآخر وبالقرب من النافذة الكبيرة وضعت طاولة صغيرة وقد غطيت بالكامل بباقة كبيرة من الزهور، على طرفها كان هناك جهاز هاتف نقال من احدث الطرز وقد وضعت بجواره بطاقة ترحيب من ربيع وقد كتب عليها أن الهاتف مزود ببطاقة محلية تعمل دوليا ..
    "
    أرجو الاتصال بوئام فور وصولك كي تطمئن عليك"
    تناولت الهاتف وفتحته لتجد أن رقم منزلها بالقاهرة قد أضيف إليه وكذلك مجموعة أرقام مختلفة تخص ربيع سواء في جنيف او دبي، والمفاجأة ان رقم هاتف وئام النقال أيضا مضافا فيه!! كيف عرف رقم هاتف وئام؟!!

    على الفور اتصلت بابنتها التي كانت كما يبدو تحمل هاتفها بيدها ..
    -
    لو تأخرت لثواني كنت سأطلبك أيتها الأم الغالية
    -
    وكيف لك أن تطلبيني ؟ على أي رقم؟
    -
    يا أمي لا تخافي، لقد اتصل بنا السيد ربيع بعد مغادرتك وأخذ مني رقم جوالي وأعطاني الرقم الذي ستحملينه في سويسرا

    ربيع .. مرة أخرى لم يغب عن باله أصغر الأمور ..

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة أسامة الكباريتي ; 29th April 2013 الساعة 11:25 AM
     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2013, 02:44 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    اللقاء

    مع غروب الشمس نهضت حنان من فراشها مسرعة لتنعش جسمها بحمام دافئ .. جففت شعرها بسرعة .. أعقبته بترطيب جسمها ببعض الكريمات المرطبة.
    انتقلت إلى الدولاب لتختار ثوبا مناسبا ترتديه هذا المساء .. لفت انتباهها ثوب خمري اللون زين بياقة سوداء أضفت عليه مسحة جمالية ..

    كانت قد انتقت له طاقما يتكون من حذاء أسود قد زين بوردة صغيرة في حمرة الثوب، وحقيبة يد صغيرة سوداء اللون يقطعها خط محوري يفصل بين اللون الأسود السائد واللون الأحمر الخمري الذي يغطي الثلث السفلي الأمامي وكذلك حزام رفيع أسود ..
    اختارت للإكسسوار طاقما بلاتينيا تتدلى من عقده بضع حبات من اللؤلؤ وكذلك قرطان ازدان كل منهما بحبة لؤلؤ كبيرة أما السوار فقد كان مموجا كالعقد .

    تعمدت ألا تزين معصمها بساعة حتى لا يكون هناك حساب للزمن لديها .. إذ من السيئ أن تبدر منها التفاتة نحو الساعة مما قد يشعر جليسها عن غير قصد برغبتها في إنهاء اللقاء ..
    كعادتها لم تمض وقتا طويلا في تزيين وجهها .. مجرد لمسات خفيفة مما تتقن أضفت على وجهها رونقا خلابا ..

    رشفات مذهلة من فنجال قهوة اسبريسو جددت نشاطها فدفعتها للانطلاق للقاء ربيع الذي ينتظرها في صالة الفندق.. هل ستعرفه؟ طبيعي أن تعرفه فلطالما شاهدت صورته على المسنجر. لكن هل تكفي الصورة للتعرف عليه؟
    وصل المصعد للطابق الأرضي بسرعة .. لم تشعر بنفسها إلا وهي تتهادى بانسياب نحو قسم الاستعلامات لتسأل عنه .. سبقتها عيناها بالنظر إلى بهو الفندق الممتد أمامها .. هذا هو ..
    بالفعل تعرفت عليه فورا، فقد كان يقف في منتصف بهو الفندق، ولمزيد من التأكد جالت بعينيها بسرعة في البهو فلم يكن هناك عربي غيره .
    كان يلبس طاقما يتكون من معطف من الصوف الكشميري الناعم كحلي اللون بدا واضحا انه قد قطع ياقته بعناية ليغرس فيها قرنفلة بيضاء .. تحته قميص ناصع البياض وقد تدلت من عنقه ربطة كحلية اللون وقد تقاطعت عليها خطوط بيضاء مجدولة راسمة أشكالا هندسية متناسقة .. أما السروال فقد كان أزرق اللون ..
    الرجل كان غاية في الأناقة ..
    ارتسمت على ثغره ابتسامة فيها بشاشة وقد غلب على عينيه الإعجاب الشديد وقد انفرجت يداه بجواره مرحبة.
    - أهلا بسيدة الحلام .. أشرقت وأنورت .. سيدتي لقد سحرت بجمالك الخلاب كل النظارة من حولنا ..
    - أهلا بفارس المسنجر العتيد
    تعالت منهما ضحكتان مرحتين فيما كانا ينسابان بخفة متجهين نحو ركن هادئ بعيدا عن أعين الفضوليين الذين التفتوا نحوهما لدى سماعهم رنين ضحكتهما ..
    جلسا كل على طرف من طرفي كنبة طويلة ..

    - كيف كانت الرحلة يا سيدتي؟
    - حقيقة ولا في الأحلام لقد غمرتني خلالها بلطفك الزائد
    - أولم أعدك بأنها سوف تكون رحلة الأحلام
    - صدقت يا سيدي .. كنت مرتبكة قليلا بعدما ودعت وئام في المطار، حتى إذا ما تولتني المضيفة الأرضية بشبوبيتها وروحها المرحة، انتشلتني من حالة الضيق النفسي ووجدتني اجاريها في حيويتها وانطلاقاتها العفوية..
    - سيدتي هؤلاء أناس محترفون، فقد تدربوا طويلا واكتسبوا خبرات ثمينة في التعامل مع حالات ومواقف يحار فيها أمهر الأطباء النفسيين، وعادة ما يختار طاقم الضيافة للVIP من بين عشرات المرشحين من خريجي السياحة والفندقة وكليات اللغات.
    قبل أن أنسى .. لقد حجزت للعشاء في مطعم فرنسي صغير يشتهر بوجباته اللذيذة .. ما رأيك .. أعتقد أن المطبخ الفرنسي مقبول لديك
    - فعلا اشتقت للأكل الفرنسي .. لكن ليس في المطاعم بل في بيت أصيل حتى أضمن الإتقان ..
    - سيدتي مشكلة هذا المطعم أن الحجز لديه غير ممكن قبل أسبوع .. ولعلمك فهو يعتمد على زبائنه الدائمين .. أي أن مسألة الولاء لديه لها اولوية خاصة ..
    - ألهذه الدرجة
    - بكل تأكيد .. سيدتي
    - بل إن تعليماتك كان لها الأثر الواضح في جعلها أكثر إبهارا وذات خصوصية
    - هذا إطراء لا أستحقه

    خيم على المكان سكون وكأنهما يلتقطان أنفاسهما من جولة التعارف الأولية، كانت تنظر إلى لا شيء حينما التفتت نحوه لتجد عيناه وقد تسمرتا على وجهها فعلت حمرة الخجل وجنتيها..
    فوجئ بعينيها تضبطانه متلبسا بالإعجاب الذي كانت تنطق به عيناه وكل قسمات وجهه.
    تشاغل بعينيه في التلفت بحثا عن النادل فيما ارتسمت على ثغرها بسمة خفيفة تنم عن الرضا ..

    - هنا يقدمون قهوة فيينا الرائعة هل ترغبين بها ام أطلب لك شيئا آخر
    - أفضل كوبا من الشاي الأحمر
    - جيد

    عادا إلى سكون كأنه مطلب لكليهما، فكل منهما كان ينتظر المبادأة في الحديث من الآخر، وكليهما التقت عيونهما في رسائل سريعة سرعان ما يقطعها الحياء الشرقي المسيطر على الموقف، كانا بحاجة إلى الخطوة الأولى من جديد، وانتظراها غير طويل، فقد حضر النادل الشاب بالقهوة والشاي حيث دغدغ ربيع عواطفه بكلمات مجاملة مبديا إعجابه بحسن الخدمة، شاركت حنان فيها بكلمات قلائل ثم انتقلا للحديث عن الجو حيث انسل كل منهما من بيئته الدافئة نسبيا إلى جو سويسرا المطير.
    نظر ربيع في ساعته ثم همس قائلا:
    - لعلك سيدتي تودين الذهاب للاستعداد للخروج، المسافة ليست طويلة لكن زحمة الشوارع تستغرق بعض الوقت.
    - نعم .. بضع دقائق وأكون على أهبة الاستعداد

    بخطوات رشيقة توجها نحو المصعد منطلقان إلى الطابق الرابع حيث ينزلان

    - غرفتي ليست ببعيدة عن غرفتك يا سيدتي إنها تحمل الرقم 408 ، عادة ما أنزل فيها لهذا فإنني قد اعتدت عليها منذ مدة
    - حقيقة في وجداني أن ما وفرته لي أكثر من حجرة عادية يا سيد ربيع، إنه أقرب إلى الجناح
    - نعم غنه نظام الغرف الخاصة ، وحتى هذا الطابق بأكمله هو طابق خاص تكون الخدمة فيه مميزة، وهو مزود بقاعة للمأكولات والمشروبات الخفيفة، هي أقرب إلى غرفة معيشة مؤثثة بشكل يوفر جوا من الراحة، وعادة ما تكون جاهزة طوال الوقت لاستقبال النزلاء.. إنه طابق ال concierge في الفندق.

    ولجت حنان إلى غرفتها حيث أعادت ترتيب هندامها وأعادت إلى وجهها رونقه بماكياج للسهرة واستعدت للمغادرة بمعطفها الثقيل.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2013, 03:27 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    قلق

    انطلق سائد بالسيارة في الشارع العام الذي بدا مزدحما كعادته في أوقات الذروة، انعطف بسيارته مع اول منعطف إلى اليمين ليبدأ في ممارسة هوايته باختصار المسافات والزمن.
    كانت حنان قد اتخذت مقعدها في الجانب الأيمن من المقعد الخلفي وقد بسطت ساقيها أمامها علامة على الاسترخاء في تلك الليموزين الفارهة، فيما جلس ربيع خلف السائق .

    لم تشعر حنان بتسرب وابل من الوساوس إلى قلبها الصغير، فقد تجاوزت الوساوس مخيلتها لتبدأ في تحريك نبضات قلبها والتحكم في أنفاسها.. فبدأ صدرها يعلو ويهبط .. كانت تتنفس بصعوبة .. فقد أرهقت الوساوس عقلها الباطن بشكل مزعج ..
    ترى ماذا يريد ربيع من وراء هذا البذخ المريب، أيعقل ان يستمر في تصرفاته كمضيف كريم، أم ان تلك النفحات ليست سوى مقدمات ..
    وراء الأكمة ما وراءها .. فنظرات عيونه لم تشعرها بالطمأنينة، لقد شعرت لأكثر من مرة بشعاع عينيه وقد بدأ يلسع خديها، أهو الإعجاب البريء .. أم أنه صياد ماهر يعرف كيف ينوع في الطعوم لفرائسه .. لا فالرجل وطوال معرفتها به لم تبدر منه حتى ولو إشارات توحي بما تفكر فيه .. ثم إنه وحتى اللحظة يتصرف بخلق الفرسان ودماثة ندر ان مرت بحياتها من قبل.

    على الجانب الآخر من المقعد جلس ربيع صامتا وقد سرح بخياله في مراجعة هذه المغامرة التي لم تكن في حسبانه، إن هو إلا تلاقي فكريهما ترجمه إلى وعد عمل على تنفيذه مع صباح اليوم التالي ..

    هو رجل أعمال ناجح في دبي، كرس جل حياته لعمله إلا من أوقات كان يستقطعها كلما شعر بحاجته إلى شيء من الراحة، خاصة بعدما يكون قد انتهى من عقد صفقة كبيرة ذات مردود مقنع ..
    لم يفكر يوما في الزواج، فالمرأة ومسؤوليات البيت في نظره عناصر معوقة بالنسبة لرجال الأعمال، ولطالما شاهد أصدقاءه يمرون بمواقف غاية في الحرج بسبب مكالمة هاتفية من المنزل ..

    ترى بم تفكر حنان الآن، لقد عرفها امرأة في منتهى الذكاء، غاية في الأدب، كان يلمس تمسكها بسيف صارم يتدخل في الوقت المناسب ليبتر أي تطوير لعلاقتهما التي استمرت على وتيرة واحدة، كانت تستشيره في قراراتها المالية، تلك القرارات التي عليها أن تمليها على شقيقها الذي تركت له إدارة ميراثها من زوجها وكذلك ما ورثته عن والدها ..

    لطالما صرحت له بتفرغها لتربية وحيدتها وئام التي شاهد عبر المسنجر البوم كامل لصورها منذ ولادتها حتى تاريخه ..
    لم تكن حنان امرأة أعمال ولذا فإن حياتها لم تتحول إلى ذلك النوع من النساء اللاتي احترفن العمل في سوق الأعمال الذي ازدهر في مصر وتكونت بسببه طبقة جديدة من رجال الأعمال سيطرت على الأسواق التجارية والمالية ..
    بل بقيت على حالها يعكس اسمها طبيعتها الطيبة، فهي تحسن الظن في الناس مما اوقعها في متاعب كثير منها كان نفسيا، وكانت في كثير من الأحيان تلجأ إليه عبر المسنجر ليحلل معها الموقف ويحاول اقتراح حلول ما كانت بطيبتها لتفكر فيها ..

    سماحتها وجرأتها في الحديث معه هما ما جعلاه عن طيب خاطر يتجرأ بدعوتها إلى رحلة الأحلام التي انطلقا بها منذ صباح اليوم ..
    ما الذي يدور في عقل هذه السيدة ، ماهي انطباعاتها عنه، وكيف تحولت من ثورة عارمة ورفض مطلق إلى تحاور هادئ وسؤال بسيط بنت عليه ما بنت، فإذا بها وهي المرأة الشرقية التي تعتد بمحافظتها على القيم والعادات الجميلة لمجتمعها .. تراها ترمي إلى شيء من وراء لقاءاتهما هذه؟ أم هي استجابة بريئة لدعوة اعتبرتها من صديق وثقت به وآمنت بما يبديه من عفة نفس وطهارة روح ..

    وقفت السيارة أمام باب من ظلفتين لا يوحي بأنه مدخل لمطعم مرموق، حتى اللافتة النحاسية المثبتة بجوار الباب والتي تعلن عن ماهية المكان بالفرنسية كانت غاية في البساطة وقديمة قدم المبنى الذي ثبتت على جداره العتيق.

    قفز سائد من وراء المقود ليفتح لحنان باب السيارة بشماله فيما امتدت يمينه نحو باب المطعم لتفتحه في نفس الوقت، فالمطر شديد والريح كانت تزمجر في الخارج فاندفعت نحو المدخل لتقف على بعد خطوات داخله بانتظار ربيع الذي انتقل لينزل من نفس الباب اختصارا للمسافة واستبعادا لما قد يتعرض إليه من مطر ورياح رغم الشال الصوفي الذي كان يلف به رقبته ويغطي به جزءا من وجهه، فيما كان يحمل بيده مظلة صغيرة لم يضطر لفتحها حيث نزلا تحت مظلة كبيرة تمتد فوق باب المطعم ..

    -
    تفضلي سيدتي بالدخول فالرياح شديدة وأنت في غنى عن التعرض لنزلة برد لا سمح الله.

    بخطوات قلائل اجتازا منطقة المدخل ليكونا في صالة المطعم، استقبلهما مدير المطعم بنفسه مرحبا بالسيد ربيع ورفيقته
    -
    سيد ربيع شرفت جنيف بزيارتك .. لم نحظ بشرف زيارتك لنا منذ مدة طويلة .. سيدتي اسمحي لي بالتقدم لك بآيات الشكر لهذا التشريف
    -
    سيدي هو شرف لي أن أكون في ضيافتكم المتميزة والتي طالما أطنب السيد ربيع في مدحها وهو الذي لا أشك في ذوقه الرفيع.
    نطقت بها بفرنسية أوحت بأنها من رواد الصالونات الباريسية الرفيعة، مما زاد من إشراق وجه مدير المطعم وهو يشير لهم بذراعه نحو طاولة في ركن المطعم بدت منفردة بتجهيزات خاصة بخاصة باقة الزهور البديعة التي وضعت في فازة من الكريستال الفرنسي ..
    وقف خلف الكرسي يسحبه لتجلس السيدة ومن ثم انتقل إلى كرسي السيد ربيع الذي سبقه بخفة وشكره بلطف ..



    -
    حنان .. أتسمحين برفع الألقاب .. –أومأت برأسها إيجابا- هنا تشعرين بأنك في بيت من البيوت الفرنسية، فكل ما تطلبينه يجهزه رئيس الطباخين -الذي هو صاحب المطعم- بنفسه.. تلك المرأة العجوز التي تجلس أمام الصندوق هي زوجه .. أما مدير المطعم فهو موظف فرنسي انتقاه صاحب المطعم ليكون الواجهة المناسبة للمحل ..
    -
    يبدو أنك معروف لديهم جيدا يا ربيع .. فقد دخل بعدنا زبائن آخرين لم يظهر لهم المدير نفس المستوى من الاستقبال الذي حظينا به.
    -
    نعم .. فراستك في محلها والفارق يكمن في أنهم زبائن محليين لا ينقطعون عن المكان كثيرا مثلي ..

    بعد أن استقرا في مكانهما تقدم منهما مدير المطعم مستطلعا ما يرغبان في تناوله
    -
    كمقدمة سأقدم لكن بعض المقبلات مكونة من شرائح كبد البط الفرنسية، وسلطة الخس بالجوز المكسّر(عين الجمل) والخل، وبعض المقبلات الأخرى .. ماذا عن الحساء يا سيدتي؟
    -
    حقيقة أنا أفضل شوربة البصل الفرنسية الشهيرة
    -
    أوه يا سيدتي إنها حقا كما نقول مجال اختصاصنا الأول .. وعادة ما تكون الاختيار الأول للسيد ربيع
    -
    هذا حسن فقد اتفقنا عن غير تعمد على حساء موحد .. أرفقها ربيع بابتسامة رقيقة
    -
    سأذهب لتجهيز ما طلبتم فيما تفكرون في التالي سيدتي

    فيما هو يبتعد همس ربيع ضاحكا
    -
    ياله من مجامل .. أنا أعرف أن حساء أفخاذ الضفادع هو اختصاصهم الأول .. لكنه لا يجرؤ على ذكره أما زبائنه العرب .. ومن يرغب به فإنه يطلبه بنفسه ..
    -
    حساء الضفادع آخر شيء يمكنني مجرد النظر إليه .. أذكر أنه قد قدمت لنا في أحد مطاعم دمشق ضفادع مشوية على أنها عصافير شبيهة بالفري .. لا تتخيل ما جرى لنا عندما علمنا بحقيقتها بعد ذلك ..
    -
    نعم ضفادع مشوية .. من أفضل ما يقدم في المطاعم الشامية الراقية ..
    -
    بالطبع .. لا وألف لا .. فهي ليست مما يؤكل في بلادنا يكفينا إزعاجا نقيقها عندما نبيت في الأرياف.
    -
    ذكرت لي من قبل أنك من القدس الشريف
    -
    نعم .. و لنا أرض زراعية في حزام إحدى قرى محافظة نابلس .. أشترك فيها مع إخوتي تحقيقا للتجذر في الأرض
    -
    ألا تذهب إلى القدس حاليا
    -
    إنني أتردد عليها باستمرار، فأنا احافظ على بطاقة هوية القدس رغم كل محاولات الصهاينة سلبها مني
    -
    ربيع .. كيف يكون شعورك وأنت تعبر الحدود إلى فلسطين
    -
    رغم ما اواجهه منذ اللحظات الأولى من منغصات يجهد الصهاينة أن يضايقوني بها عند المعبر، إلا ان نسيم الأرض المقدسة هو الذي يسود، فيهون علي معاناتي، ويجعلها ضريبة بل مكوسا لارتباطي بقدسي التي أنا ذاهب إليها

    تقدم منهما نادل يدفع عربة الطعام وقد حملت تشكيلة من السلطات والمقبلات وأطباق الحساء ..
    شوربة البصل الفرنسية وقد وضعت في إناء من الفخار اكتسى وجهه بوشاح من الجبن الفرنسي الذي التصق بأطراف الطبق الفخاري بشكل مغرٍ
    ران عليهما الصمت فيما كانا يرتشفان الحساء الملتهب ببطء وتلذذ، وما أن انتهيا من الحساء حتى تقدم مدير المطعم من الطاولة يحمل بين يديه طبقا كبيرا يعلوه غطاء عالي لا ينبئ بما يخبئه لهم تحته
    -
    سيدتي .. اسمحي لي بتقديم بعضا من اطايب ما نشتهر به في مطعمنا، إننا نفخر بجلب المأكولات البحرية من سواحل البحر الأبيض كل يوم طازجة، أتمنى ان ينال منكم الرضى وأن أكون قد وفقت في الاختيار
    كشف الغطاء عن تلة صغيرة من القريدس العملاق (الجمبري) المقلي، تتوسطه كتلة من لحم اللوبستر المغطاة بطبقة رقيقة من الجبن وقد تكتل الجميع على صدفة بحرية كبيرة، فيما احاطت به حلقات من الكاليماري اليوناني الشهير

    شهقت حنان لروعة المنظر وفتنة تنسيق الطبق الذي أوحى لها وكأنه باقة من الزهور اليانعة وليس مأكولات بحرية

    -
    هذا جميل جدا، فعلا لقد خلق الله الذوق وركزه في بلادكم
    -
    هذا إطراء سوف نفخر به يا سيدتي دوما

    نظر ربيع إلى الرجل وقد نطقت عيناه بامتنان شديد لهذه البادرة الجميلة، وسكب عليه آيات من المديح الممتزج بالشكر الجزيل.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2013, 06:12 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    قهوة ..
    جوارح تخفق


    مع تباشير الصباح وجدت حنان نفسها تفيق وهي في قمة النشاط، فمناخ السفر يبدل من حالتها النفسية ويؤثر على وضعها الهرموني بشكل إيجابي ..
    تناولت كوبا كبيرا من الكابوتشينو المغطى بطبقة كثيفة من الكريمة الطبيعية، قبل أن تضع عليها بذلة رياضية شتوية وقد أحاطت جيدها بشال صوفي ارتفع ليغطي نصف وجهها .. فوق كل هذا كان لا بد لها من ارتداء معطفها الصوفي الثقيل فالبرد لا بد أن يكون شديدا في الخارج ..



    بهمة ونشاط انطلقت لممارسة رياضة الجري على الجانب الأيمن من الكورنيش على بحيرة جنيف حيث لسعات البرد تدغدغ وجنتيها فتمنحها حافزا للمزيد من الركض لعلها تتغلب عليها بحرارة الدم الذي تدفق بانسياب في عروقها.
    في طريقها مرت بعدد من المقاهي التي بدأ العاملون بها في إزالة آثار ليلة انصرمت، وإن بدت خالية من الزبائن فيما هي ذاهبة في مشوارها .. فيما بدأت الروح تداخلها وهي في طريق عودتها فقد بدأ المتريضون في التوقف فيها لأخذ قسطا من الراحة وارتشاف قهوة الصباح الساخنة مع إفطار خفيف يعوض بعضا من الطاقة التي فقدوها قبل قليل ..

    تابعت حنان سيرها بتؤدة وقد تحولت من الركض إلى المشي السريع في عملية إقلال من الجهد بشكل متواتر، حتى إذا ما رأت ربيع عبر زجاج المقهى الصغير الذي أشار إليه دلفت وهي مازالت تلهث من آثار الجري فيما كان صدرها يعلو ويهبط بشكل مطرد.
    -
    يا صباح الخيرات .. لقد سبقتني وأنا التي كنت أظن أنني أول من سار هذا الصباح
    كان وجهها متهللا وقد علت الحمرة وجنتيها اللتان فقد كان الدم يتدفق فيهما بفعل الجري
    -
    أسعد الله صباحك يا عزيزتي تفضلي هنا بالقرب من المدفأة
    تنحى لها جانبا بكرسيه حتى تتمكن من الجلوس في أقرب مكان من المدفأة التي تعمل بالغاز ..
    -
    حقيقة أن البرد هنا لا يوصف هذا الصباح
    -
    وكيف لو كان الكورنيش مغطى بالجليد كعادته في هذه الأوقات من السنة
    -
    ما كنت لأخرج من غرفتي و لفضلت ممارسة بعضا من الحركات السويدية بديلا عن الركض
    -
    كرواسون فرنسي طازج مع قليل من المربي سيمنحك طاقة جيدة
    -
    وقهوة فيينا إن وجدت
    -
    هذا المكان على صغره يمتاز بتخيره لأروما أكثر من ممتازة .. تشممي رائحة القهوة التي تتسلل إلى اليافوخ مباشرة ..



    رنت إليه بعينين ممتنتين عبرت فيهما عن مدى سعادتها برفقته مما جعل الدم يتزاحم في وجهه مضفيا مسحة من الخجل لإحساسه بتعابير عبر ناظريها عجز مبسمها عن البوح بها..
    لم تستطع عيناه مفارقة عينيها البديعتين بتعابيرهما الجياشة وقد بدأ في مجاهدة النفس حتى لا تفضح قسمات وجهه ما يعتمل فيها من شعور اعتادت نسيانه لزمن خلى..
    تسارع الدم في التدفق على وجنتيها بفعل النظرة الطويلة التي لا تريد لها أن تنتهي .. لم تصمد عيناها طويلا وتراخت ببطء لذيذ متغطية بطبقة من الخجل الذي قد اكتسى بدلال كاد أن يطير لربيع صوابه ..
    كان عليه أن يتشاغل بعينيه عن عينيها محاولا التلهي بلا شيء لكن عيناه عادتا بعناد لتتطوف بوجهها المشرق في شغف وقد امتلأت بمكنونات وجدانه التي بدا عليها استسلام عذب.
    امتدت يده لترفع نظارتها الشفاف التي كانت تقي بها عينيها من الرياح في الخارج وبقيت في هانئة موضعها تحتضن اجمل عينين .. فيما كان يتمتم بكلمات حاولت تغيير مجرى حديث العيون الذي يكان أن يبوح بالكثير ..
    -
    لا تهب الرياح عادة داخل المقهى
    -
    آه .. لقد نسيتها عند دخولي
    -
    عيناك بلا ساتر تكونان أجمل .. وأفصح ..
    -
    ربييييييييع .. العيون مرآة صادقة للنفس، قلما استطاع الإنسان التحكم في مسالكها ..
    -
    ونسائم الصبح قد تركت بصمات خلابة على وجنتيك فكستهما بوريقات جورية فزادتهما إشراقا
    فاجأتها جرأة الكلمات العفوية الصادقة التي دفعت بمزيد من الدم إلى وجهها فيما بدا أن خافقها في أوج نشاطه يعلو ويهبط كالمرجل، وتكاسلت عيناها في شبه إغماضة حالمة .. واحاسيس دفعت بروحها نحو حلقومها الصغير الذي شعرت فيه بشحنات عاطفية جياشة خدرته حتى عجز عن تلبية رغبتها في الكلام ..

    كانت تريد أن يكف عن دغدغة عواطفها التي ما عادت بقادرة على كبح جماحها ..
    اخيرا وبعد جهاد طال كالدهر خرجت نسيمات قلائل عبر مبسميها هاتفة :
    -
    على رسلك أيها الفارس، ما كل هذا الإطراء والمجاملة الفائقة
    -
    لا وعينيك ما كنت......
    وضعت كفها على فمه بلطف مانعة للكلمات من الاسترسال فقد اشتعلت النيران في صدرها ولم تعد تحتمل المزيد مما جعلها تتشاغل بالتلفت يمنة ويسرة في ايماءة إلى الاستعداد للخروج ..
    -
    علي الذهاب إلى الفندق والاستعداد للخروج .. هلا رافقتني في طريق العودة أم تراك بحاجة إلى مزيد من القهوة
    لم يكن ليفوت عليها تهربها وقد لاحقتها عينيه المشدودتين إليها بإصرار لا إرادي .. لكنه سرعان ما استلهم رباطة الجأش من نهوضها فهب واقفا باسطا ذراعه لتتعلق بها بمرح فيما سارا كتفا إلى كتف يحتميان من برودة عالية فاجأتهما لدن خروجهما من المقهى الذي ازداد دفئا بما تبادلته العيون ..

    على الرغم من التلكؤ المقصود في المسير فسرعان ما وصلا الفندق، لم يكونا يريدان للطريق أن تنتهي لكنه الفندق الذي غافلهما بالتقرب منهما بشكل سريع.
    السيارة كانت بالباب فيما كان سائد يجلس في الصالة بالقرب من الباب ليكون على أهبة الاستعداد للانطلاق، ألقيا عليه التحية وانطلقا في خطى حثيثة صوب المصعد .. عند باب غرفتها وقف ربيع قبالتها مواعدا إياها بلقاء قريب بعد عودتها من السوق ..
    -
    سأكون بانتظارك بإذن الله .. أرجو أن تطلبيني فور عودتك
    -
    سأبذل جهدي ألا أتغيب طويلا

    توجه ربيع نحو غرفته ببطء شديد وكأن ساقاه لا تطيعانه في البعاد عنها، فيما وقفت هي تتابعه بعينيها وقلبها حتى حال الباب بينهما ..

    انبرى ربيع يجري اتصالات هامة مع مقر عمله بدبي وبعض العملاء عبر البحار محاولا التهرب من أحاسيس مستجدة بدأت تتجمع في حنايا صدره، ما هذا الذي يشعر به، اهو حب جديد بعد هذا العمر؟ أم هي الحالة الفطرية للعواطف التي طالما كانت مرهفة في الصباح الباكر ومن ثم سرعان ما يبددها خضم الحياة ومشاغلها مع تقدم النهار !!

    هذه المرة فشلت كل محاولات التلهي في انتزاع ذلك الشعور اللذيذ المسيطر على وجدانه، طلب كوبا من عصير الليمون الطازج وقبل أن يصله ما طلبه كان قد شرع في ارتداء ملابسه على عجل، لن ينتظر عودتها .

    كانت حنان تتنقل بين مختلف المحلات داخل مركز كبير للتسوق شيد على الطراز الأمريكي حيث تتواجد فيه محلات تمثل مختلف الماركات العالمية، عندما فوجئت به يقف أمامها وقد تشاغل بتفحص ثوبا نسائيا حريريا نم لها عن ذوق رفيع
    -
    ربيع !! عجبا !! لم تقل لي بأن لديك مشاريع تسوق
    -
    أوه أهلا حنان .. انتهيت من اتصالاتي باكرا فأتيت لغرض معين .. ما رأيك في هذا الثوب .. أظنه يناسبك تماما لسهرتنا الليلة
    -
    سهرتنا الليلة؟
    -
    نعم فلدينا مقصورة قد حجزت في دار الأوبرا .. انهم يعرضون "كارمن"
    -
    كم أنا محظوظة، فلطالما تمنيت مشاهدتها ولكن بفرقة عالمية
    -
    أظنها قادمة من فيينا .. هل تعجبك
    -
    بالطبع من أروع فرق الأوبرا واكثرها إبداعا
    -
    هذا حسن، إذن لتستعدي منذ اللحظة، لا وقت لدينا ..تفضلي وجربي هذا الثوب

    دلفت إلى غرفة القياس حيث لبست الثوب الحريري فاتضح لها بأنه بحاجة إلى لمسات ترزي ماهر حتى يضبطه على جسمها كما تود .. دقائق وكان الترزي يأخذ مقاييسها وينطلق بالثوب إلى غرفة داخلية لتوضيبه ..
    بكل تأدب أفسح ربيع لحنان المجال للاحتفاظ بخصوصيتها فحافظ على مسافة واضحة بينه وبينها فيما كانت تتنقل بين مختلف المحلات ممارسة هواية تغذية النظر بأحدث المبتكرات العالمية، وباحثة عن بعض الملبوسات لابنتها ..

    سرعان ما انتهت جولتها في الأسواق فاصطحبها إلى مطعم ايطالي بقدم البيتزا الصقلية بطريقة تجعلك تعيش في باليرمو او بريولو لسويعات خلابة ..

    بعد الغذاء تركا لسائد الريادة في جولة حرة حول المدينة عمل خلالها دليلا سياحيا خاصا حتى انهما لم يشعرا به وهو يتوقف أمام مدخل الفندق ..
    أما باب غرفتها ودعها ربيع وانطلق إلى غرفته يحمل بعضا من الملابس التي اشتراها فيما فتحت هي الباب للخادم ليضع ما حمله من ملبوسات اشترتها خلال جولتها، بعد مغادرة الخادم التفتت نحو السرير حيث لفت نظرها لفافتين كبيرتين قد وضعتا على السرير ..

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2013, 07:51 PM نفرتارى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 9
    نفرتارى
    Golden Member
     





    نفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond reputeنفرتارى has a reputation beyond repute

    نفرتارى's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : نفرتارى




    تحياتي استاذ أسامة

    لي عودة بإذن الله

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2013, 09:25 PM مهاجرة غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 10
    مهاجرة
    Senior Member
     





    مهاجرة will become famous soon enough

    افتراضي

    أنا : مهاجرة




    جميل جدا وقصة رائعة ووصف اروع

    بانتظار التكملة.....

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    ماما, المدام, الذاكرة, تمده, تكتمل

    وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام - قصة لم تكتمل

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]