الظاهرة باير ليفركوزن

[المستشار الصحفى]

قبل بضعة أيام على نهاية الموسم الكروي الأوروبي، يتجه باير ليفركوزن الألماني نحو صناعة إنجازات محلية وأوروبية استثنائية بعد فوزه في روما، الخميس الماضي، على الفريق الإيطالي بهدفين لصفر في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي، وبلوغه 47 مباراة من دون خسارة هذا الموسم بعد تتويجه المسبق بلقب البوندسليغا لأول مرة بالتاريخ، في انتظار نهائي كأس ألمانيا المقرر في الخامس والعشرين من مايو/أيار، ضد كايزرسلاوترن من الدرجة الثانية، وبنسبة كبيرة التتويج بلقب الدوري الأوروبي، ليصنع الحدث ويخطف الأضواء، وينصّب نفسه معجزة هذا الموسم وأفضل فريق أوروبي حتى على حساب المتوج بدوري الأبطال مهما كان اسمه.

باير ليفركوزن الألماني صار أول فريق من الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى يتجنب الخسارة في 47 مباراة متتالية في جميع المسابقات، بعدما حقق 39 انتصاراً وتعادل ثماني مرات، من بينها 25 انتصاراً في الدوري الذي يتربع فيه على عرش أفضل خط دفاع بتلقيه 22 هدفاً فقط، وثاني أفضل خط هجوم بعد البايرن بـ77 هدفاً، قبل ثلاث جولات على نهاية الموسم، وهي أرقام تاريخية واستثنائية، تحدث مع فريق لم يسبق له أن توج بأي لقب في تاريخه، ومدربٍ يخوض أول تجربة احترافية مدرباً، لكنه تمكّن من التفوق على البايرن وبوروسيا دورتموند في الدوري والكأس، وعلى كلّ الفرق الأوروبية التي واجهها في مسابقة الدوري الأوروبي.

كلّ ألمانيا وأوروبا تتحدث عن باير ليفركوزن هذه الأيام، وعن مدربه الإسباني تشابي ألونسو، الذي يشرف على الفريق منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، محمّلاً بخبرة اللاعب الذي تألق في ريال سوسيداد، وريال مدريد، وليفربول، والبايرن، وفاز بألقاب في الدوريات والكؤوس المحلية، وكأس العالم للأندية، ودوري الأبطال وكأس السوبر الأوروبي، وفاز أيضاً مع المنتخب الاسباني بكأس العالم وكأس أمم أوروبا، لكن لا أحد كان يتوقع له مشواراً تدريبياً متميزاً على الأقل، في تجربته الأولى مع فريق من الدرجة الأولى، بعد تجربة مع رديف ريال سوسيداد الإسباني بين 2019 و2022.

تشابي ألونسو قرر منذ أيام الاستمرار مع فريقه الموسم المقبل، ليغلق الباب أمام إمكانية رحيله، وبالتالي صموده أمام كلّ العروض التي وصلت إليه من فريقيه السابقين ليفربول والريال، وعروض أخرى لم تخرج للإعلام، حتى صار أكثر المدربين المطلوبين في أوروبا، قبل أن يختار مواصلة تجربة فريدة من نوعها في تاريخ الكرة الأوروبية، صنع فيها الفارق بشخصيته وخياراته الفنية والتكتيكية وجرأته، بمنظومة لعب لم يقدر على مواجهتها أي فريق ألماني على غرار البايرن ودورتموند، أو أوروبي من الفرق التي واجهها، على غرار روما في ذهاب نصف نهائي المسابقة الأوروبية التي حقق فيها تسعة انتصارات في إحدى عشرة مباراة.

التحدي الأكبر لنادي باير ليفركوزن ليس فقط الفوز بكأس ألمانيا وكأس الدوري الأوروبي، بل إنهاء الموسم من دون خسارة في الدوري قبل ثلاث مواجهات ضد فرانكفورت وبوخوم وأوغسبورغ، والتتويج بلقب الدوري الأوروبي من دون خسارة في الثاني والعشرين مايو/أيار، ثم كأس ألمانيا في الخامس والعشرين من الشهر نفسه، ليحقق الثلاثية التاريخية، ويحافظ معها على مدربه الإسباني تشابي ألونسو الذي تحول في ظرف وجيز إلى رقمٍ مهمٍ جداً في معادلة الكرة الأوروبية، لا يقلّ شأناً عن الإسباني بيب غوارديولا، والإيطالي كارلو أنشيلوتي، والألماني يورغن وكلوب، الذين سينافسهم الموسم المقبل على لقب أفضل مدرب ولقب دوري الأبطال.




مزيد من التفاصيل