(3) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل

[د. يحي الشاعر]

الصحف المصرية والعربية

( 3 )
حول اتفاقية سيناء
بقلم محمد حسنين هيكل

نظرا لأهمية سطور محمد حسنين هيكل ونقده لهذذه الإتفاقية ، تبقي أيضا سطوري التالية كمقدمة لموضوع نشر سطور ومقال محمد حسنين هيكل عن الإتفاقية محمد حسنين هيكل وما يتطرق إليه ، ونشره يوم 17/10/1975 في مقالاته المتعددة في صحف عربية ، لم يتاح لنا قرائتهم في مصر في لك الوقت ........

حقا ، أصبح موضوع إتفاقية "كامب ديفيد" ... و ما نقرأه من تخطيط أمريكي لها .... وما نقرأه عن أنفاق "التهريب" التي تصعقنا مشاهدة صور تطوراهم ، بشكل يؤكد وجود منظمة تدعيمية ، سواء قومية فلسطينية ، أو "إسرائيلية" مدعمة من الموساد وإسرائيل ، من أجل تحقيق الخطة الصهيونية بالسيطرة والإستيلاء علي سيناء .... توسيعا لأرض إسرائيل ..... وهو ما تؤكده الأخبار عن إكتشاف بيع مساحة كبيرة بقاس بـــ "كيلومترات مربعة" لعدد من الأجانب ... يختفي ورائهم منظمات "إسرائيلية" .... بل بيع مئات من الوحدات السكنية لعدد منهم ، بحجة "إتفاقية السلام"

نعاصر اليوم ، إغتصاب الأرض المصرية ... أمام أعيننا .... وللأسف المحزن ، أن عدد من المصريين ينتموا إلي طبقات "مهنية" مختلفة ، تساعد علي ذذلك ، بتزوير وثائق ، ولف ودوران حول القانون ....

لم يصبح الأمر ... تبديد التراث القومي ، والثروة البترولية القومية والغاز الطبيعي المصري ، بتصديره وبيعه بأدني الاسعار لإسرائيل ، وإستيرادنا لما يحتاجه الشعب المصري نفسه ، بأسعار عالمية غالية ، تكلف خزانتنا الكثير ....

فلا عجب علي ذلك ... ففي النهاية ... حساب العمولة ... للغاز والبترول المصدر ... وعمولة إستيراد غاز وبترول من الخارج من أجل "السوق المصري المحلي" .... ولا يهمهم سوي الربح الفاحش

سأضع في نهاية الموضوع ، الروابط للمواضيع التي تتعلق بما أنوه به ، حتي يمكن للقاريء والباحث ، الرجوع إليهم

في الواقع ، أردت أن أنشر سطور ومقال محمد حسنين هيكل عن الإتفاقية وما يتطرق إليه ، ونشره يوم 17/10/1975 في مقالاته المتعددة في صحف عربية ، لم يتاح لنا قرائتهم في مصر في لك الوقت ........

"بــصـــراحة" مقالات كانت وستبقي ، تدوينأسرار وملابسات وتعليقات عن حقبة هامة من تاريخنا القومي


إســـــــلـــمي يــــــامــصـــــــر


د. يحي الشاعر

 

[د. يحي الشاعر]

( 3 )
حول اتفاقية سيناء
بقلم محمد حسنين هيكل

اقتباس (3) حول اتفاقية سيناء هل صحيح أن الحل كله - أو معظمه - فى يد الولايات المتحدة الأمريكية؟ إذا كان مسموحاً لى - فإنى أستأذن أن أختلف. وأريد منذ البداية أن أضع بعض النقط على حروفها: 1 - أننى ضد العداء المطلق لأى شعب أو لأى دولة أو لأى جنس، بمعنى أننى لا أفهم ولا أقبل معاداة الأمريكيين، أو معاداة جنوب أفريقيا، أو معاداة السامية، ولكننى أفهم وأقبل معاداة "حالة" بالذات، "حالة" الاستعمار أو "حالة " التمييز العنصرى أو "حالة " الصهيونية. العداء الأول كراهية عمياء... وأما العداء الثانى فإنه صراع لرد عدوان. 2 - أننى على وجه التحديد معجب إلى حد بعيد بالأمة الأمريكية، فقد قادت الإنسانية إلى آفاق هائلة من التقدم الشامل، وفى حين كان كثيرون يأخذون فضيحة "ووترجيت" على أنها دليل السقوط فى المجتمع الأمريكى، فقد كنت أراها دليل ارتفاع مؤكد، فأين فى هذا العالم وفى هذا العصر تستطيع مؤسسات ديمقراطية - كالصحافة والقضاء والمجالس النيابية - أن تحاسب وتحاكم وتسقط رئيس الدولة على هذا النحو الذى حدث لريتشارد نيكسون. 3 - إن الإعجاب بالأمة الأمريكية ليس من شأنه أن يخفى جنون السيطرة وحماقة القوة التى مارستها السياسة الأمريكية - تعبيراً بالطبع عن قوى معينة داخل المجتمع الأمريكى وعلى قمته - وكان ذلك الجنون وتلك الحماقة هما السبب فى ويلات إنسانية مروعة ومحزنة تشهد عليها القارات الثلاث المناضلة: آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. 4 - بصرف النظر عن ذلك كله فإن حقائق الحياة لا تسمح لأحد بأن يجهل أو يتجاهل الدور الأمريكى فى أقدار العالم كما نعرفه اليوم ولعقود طويلة من الزمان آتية فى المستقبل. وفى الصراع العربى الإسرائيلى بالذات فإن الجهل أو التجاهل بالدور الأمريكى لا يكون تقصيراً فحسب، وإنما يكون جريمة من الجرائم. 5 - أننى من هذه الاعتبارات - وخصوصاً فى عصر الوفاق - ناديت مبكراً ولا زلت أنادى حتى اليوم بضرورة تحييد الولايات المتحدة الأمريكية، والسعى بكل الوسائل لعرقلة أو شل دورها فى تأييد إسرائيل ضدنا، وهو تأييد له أسباب طويلة وكثيرة ليس هنا الآن مجال شرحها. وحين طرحت للتفكير العربى العام سياسة تحييد أمريكا قامت الدنيا على وقعدت. قيل لى: - إن عدونا هو أمريكا وليس إسرائيل، ولهذا فإن حربنا المسلحة هى ضد أمريكا". وقلت: - نحن بذلك نتحمل أكثر مما نطيق!" وقيل لى: - إن سياسة أمريكا هى سياسة إسرائيل، والقول بإمكانية تحييد أمريكا يعنى القول بإمكانية تحييد إسرائيل، وهذا مستحيل". وقلت: - هناك توافق فى المصالح بغير شك، ولكن ليس هناك تطابق كامل، وإذا استطعنا أن نعثر على المساحة ما بين التوافق والتطابق فإن فى مقدورنا استغلالها". وقيل لى: - لا مفر من مواجهة كاملة مع الولايات المتحدة، وليكن ما يكون". وقلت: - فى مصائر الشعوب ليس هناك شىء اسمه " وليكن ما يكون"، وإذا كان لابد من مواجهة فلتكن بأسلوب مصارع الثيران يستنزف قوة الوحش ويسيل دمه... ولكنه لا يضع نفسه أمام قرونه". وقيل لى: - هذا كلام نظرى، وإلا فقل لنا كيف السبيل إلى تحقيقه؟ ". وقلت: - أحاول... نستطيع الوصول إلى ذلك عن طريق بناء قوتنا الذاتية، عن طريق العمل العربى الموحد، عن طريق صداقاتنا الدولية وفى مقدمتها صداقتنا مع الاتحاد السوفيتى، وعن طريق الضغط على المصالح الأمريكية فوق أرضنا العربية، وعن طريق حشد وتعبئة الرأى العام العالمى فى الدنيا كلها، عن طريق إدارة حوار مع الولايات المتحدة ذاتها، وفتح أبواب عليها حتى ولو كانت هذه الأبواب مواربة ". كان ذلك رأيى وما زال. بل وأتذكر أننى تعرضت بالنقد للكثير من ظواهر علاقاتنا مع الاتحاد السوفيتى، وقد وجدتها فى بعض الأحيان غير صحية، أكاد أقول غير مقبولة. وحـين كان البعض يقولون: إن الاتحاد السوفيتى هو صديقنا الوحيد، فقد كان ردى عليهم: - إذا كان ذلك صحيحاً إذن فنحن فى مشكلة حقيقية أسوأ بكثير مما يبدو على السطح... إذا كنا قد وصلنا إلى درجة لم يعد لنا فيها غير صديق واحد ووحيد، إذن فقد سلكنا الطريق الخطأ وعزلنا أنفسنا ونحن لا ندرى! وما قلته عن الاتحاد السوفيتى أقوله اليوم عن الولايات المتحدة: - إذا لم يكن لدينا صديق غير الولايات المتحدة الأمريكية... إذن فإننا شردنا فعلاً وتهنا إلى طريق ليس عليه غير المخاطر. وبالقياس على ذلك أستطرد: - إذا لم يكن هناك غير الولايات المتحدة يملك مفاتيح الحل كلها أو معظمها - إذن فأين ذهبت إرادتنا؟". بل أزعم أيضاً أن مثل هذا القول ليس إنكاراً لإرادتنا فحسب، وإنما هو إنكار لحقائق الدنيا الراهنة، وأول هذه الحقائق أن النظام العالمى الجديد يقوم على التنافس والتوازن بين اثنين من القوى الأعظم: الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، وذلك هو أساس الوفاق الذى نكثر أحياناً من الحديث عنه. أى مراكز القوة الغالبة فى العالم اثنين، ولعلى أضيف أنها فى الحقيقة أكثر من الاثنين، وبالتالى فإن قضايا الحرب والسلام فى عالمنا المعاصر لا تحل، ولا يمكن أن تحل - فى معزل عن الاثنين أو ما هو أكثر من الاثنين. ومع ذلك فهذه قصة أخرى.

 

 

[د. يحي الشاعر]

( 3 )
حول اتفاقية سيناء
بقلم محمد حسنين هيكل

اقتباس (3) حول اتفاقية سيناء وليس هناك من شك أن الولايات المتحدة الأمريكية أقبلت على دور نشيط فى أزمة الشرق الأوسط بعد حرب أكتوبر سنة 1973. ولنا أن نتساءل: - لمـاذا كان الإقـدام - بعد الإحجام - على دور أميركى نشيط فى أزمة الشرق الأوسط؟". والرد: كان الإقدام الأمريكى بعد الإحجام لأننا أظهرنا وأثبتنا أن قوتنا الذاتية لها طاقة، وهذه الطاقة تملك إرادة القتال، وقد قاتلت فعلاً... ... ولأن الأمة العربية كلها فى ساعات خطر مقدس أمسكت فى يدها أقدارها وارتفعت بالمسؤولية المشتركة فوق الخطر المحيط. ... ولأن صداقاتنا الدولية أكدت قيمتها، وفى المقدمة من هذه الصداقات صداقتنا مع الاتحاد السوفيتى، فقد كان السلاح الوحيد الذى أمسكت به أيدينا وحاربنا به هو السلاح السوفيتى... ... ولأننا استطعنا أن نلوح ولو من بعيد بمقدرتنا على الضغط فوق المصالح الأمريكية فى المنطـقة، فخرج سيف البترول من غمده، وإن كنت أقول إنه لم يقطع رؤوساً - بعد - ولم يسفك دماً. .... ولأن الرأى العام العالمى فى الدنيا كلها رأى حقنا وأحس باستعدادنا للدفاع عنه بأيدينا وليس بأيدى غيرنا ‍! ... ولأننا فى النهاية وبشجاعة لدى القيادة المصرية لا يمكن إنكارها لم ننغلق - بالجهل أو بالغيظ - وراء تجاربنا السابقة - وإنما فتحنا الباب وقلنا للولايات المتحدة: لديكم بالتأكيد دور، ولكم أن تتقدموا لأدائه ". ذلك ما حدث. وحدث بعده أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدمت لدور هى له مؤهلة أكثر من غيرها بحكم علاقتها الخاصة بإسرائيل، وللحظة من اللحظات بدا هذا المشهد - الدور الأمريكى - ملء المسرح السياسى للشرق الأوسط كله. ليكن... ولكن على شرط واحد. على شرط أن ندرك أن الدور الأمريكى مجرد مشهد من مشاهد قصة الصراع، ولكنه ليس القصة كلها! وإذا نسينا ذلك الشرط فمعنى ذلك أننا ننسى القصة كلها. وإذا توقفنا أمام الدور الأمريكى وحده، فإننا بذلك لا نكون نسينا القصة كلها، وإنما نكون أيضاً ناسين للظروف والملابسات والأدوار والعناصر التى قادت إلى هذا المشهد نفسه. تبهرنا الظاهرة وننسى أسبابها. نصفق للدور الأمريكى وننسى أننا نحن الذين صنعناه حين استطعنا إقامة التحالف الكبير الذى صنع كل المشاهد فى فصل أكتوبر العظيم. قوتنا الذاتية وإرادة القتال والقتال فعلاً - وحدة العمل العربى - صداقاتنا الدولية وفى مقدمتها الصداقة مع الاتحاد السوفيتى - الرأى العام العالمى ووقفته معنا. هذا هو التحالف الذى صنع فصل أكتوبر. وهذا هو الفصل الذى جاء الدور الأمريكى مشهداً من مشاهده. إن الدور الأمريكى لم يجئ تبرعاً ولا تطوعاً، وإنما جاء اضطراراً وأحكام ظروف. جاء تحت ضغوط قوة التحالف الكبير الذى صنع فصل أكتوبر ضمن قصة الصراع فى الشرق الأوسط. وإذا ما تذكرنا القول المأثور بأن هناك للدول مصالح ثابتة وسياسات متغيرة وفق الظروف لخدمة هذه المصالح - فلقد يكون مفيداً هنا أن نتذكر المصالح الأمريكية. المصالح الأمريكية كما حددها هنرى كيسنجر نفسه، وكما أشرت إليها فى حديث سبق هنا شرحت ظروفه من قبل كما يلى: 1 - ضمان أمن وسلامة إسرائيل. 2 - تحقيق عودة أمريكية من أوسع الأبواب إلى العالم العربى. 3 - إخراج الاتحاد السوفيتى من المنطقة. 4 - إحداث انقسام فى العالم العربى يمكنه من مواجهة كل دولة فيه على انفراد وفى عزلة عن غيرها. 5 - استمرار تدفق البترول العربى إلى الغرب وبأسعار معقولة. وإذا تذكرنا هذه القائمة من المصالح الأمريكية الدائمة كما حددها هنرى كيسنجر نفسه، إذن فنحن نستطيع أن نصل إلى استنتاجات ثلاثة هى بالتحديد كما يلى: الأول: أن الولايات المتحدة أقدمت على دور نشيط فى المنطقة كانت تحجم عنه سابقاً تحت ضغط تحالف كبير استطاعت القيادة العربية تحقيقه وتوجيه قواه إلى توليد طاقة ضخمة من الضغط لم يكن فى قدرة الولايات المتحدة تجاهلها. أى أنها اضطرت إلى انتهاج سياسة تختلف فى ظاهرها عن جوهر مصالحها. الثانى: أنه بما أن المصالح ثابتة والسياسات متغيرة فإن الدور الأمريكى لا يمكن ضمانه إلا باستمرار ضغط التحالف الكبير الذى فرض عليها سياسة تختلف فى ظاهرها عن جوهر مصالحها. الثالث: أنه فى الوقت الذى يخفّ فيه ضغط هذا التحالف على الدور الأمريكى فإن هذا الدور سيرتد يقيناً إلى خياراته هو ولن يثبت عند الحد الذى دفعته إليه الضغوط. بل إننا نستطيع فوق ذلك كله أن نتصور أن القوة الأمريكية سوف تخصص جهداً كبيراً من طاقتها لفك هذا التحالف الذى فرض عليها، لتعطى نفسها حرية فى الحركة تنتهج ما تشاء من سياسات دون أن تكون واقعة تحت أى ضغط من أى نوع! أزعم - وما أكثر مزاعمى فى هذا الحديث - أن شيئاً من ذلك وقع.

 

 

[د. يحي الشاعر]

( 3 )
حول اتفاقية سيناء
بقلم محمد حسنين هيكل

اقتباس (3) حول اتفاقية سيناء ... أزعم أن الولايات المتحدة وجهت جزءاً هاماً من طاقة قوتها إلى فك التحالف الكبير الذى فرض عليها ما فرض من دور فى فصل أكتوبر العظيم. ولننظر إلى ساحة الصراع نفسها تغنينا عن أى اجتهاد: * الإرادة الذاتية العربية فى حالة حيرة، على أخف تعبير. كانت مصر وسوريا هما طرفا الكماشة فى الإرادة الذاتية العربية التى أطبقت على إسرائيل بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973. لم يكن سهلاً أن ينجح العبور المصرى وأن يتم اجتياح خط بارليف لو لم يكن الجزء الأكبر من القوة الإسرائيلية يحاول صد الفرق السورية المدرعة التى راحت تتسابق عبر الجولان إلى حافة نهر الأردن. ولم يكن سهلاً إنقاذ دمشق من هجمة إسرائيلية شرسة لو لم يكن الجزء الأكبر من القوة الإسرائيلية يرمح بسرعة ليواجه قوة الاندفاع المصرى من رؤوس الجسور متجهاً إلى قلب سيناء. مصر وسوريا الآن تتبادلان الشتائم... وتتبادلان التهم. وبقـية العالم العربى بينهما حائر - فى أقل القليل - لا يعرف ماذا يفعل، ولا يعرف ماذا يقول. وليس هذا هو الوضع الأمثل لقوة عربية ذاتية خصوصاً عند طرفى الكماشة. * العمل العربى الموحد أبعد ما يكون عما كان مطلوباً منه أو مرجواً له. مصر وسوريا كما أسلفت، والعراق غاضب على الكل، وكذلك ليبيا، والأردن عاتب، والجزائر حزينة تخفى حزنها حتى الآن بصمتها، والمقاومة الفلسطينية فى مأزق، وهكذا وهكذا. وإمكانيات العمل العربى: البترول العربى مقبل على مواجهة فى موضوع الأسعار، وقد يفرضون عليه بأكثر مما يستطيع أن يفرض عليهم. ثم أن الأموال العربية كلها هناك فى بنوكهم تجرى - وفق ما يطلبونه وليس ما نطلبه نحن منها - أشبه ما تكون بثروة إحصائية... أرقام وأصفار فى كشوف لا أكثر ولا أقل. * وصداقاتنا الدولية تجاملنا بالكلمات على أكثر تقدير، ولسان حالها يقول:"لن نكون أحرص منهم على مصالحهم... فلنستفد منهم إذن بقدر ما نستطيع، وأما الباقى فهم عنه مسؤولون". والصداقة مع الاتحاد السوفيتى ضمن هذه الصداقات الدولية فى حال لا تغطيها المجاملات بالكلمات. وأتذكر مناقشة مع دبلوماسى سوفيتى لقيته فى المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف. قال لى: - ألم تعبروا أنتم إلى الشرق من القناة.. قناة السويس بسلاح سوفيتى؟ قلت: - صحيح". قال: ألم يعبر الإسرائيليون إلى الغرب من قناة السويس بسلاح أمريكى؟ ". قلت: - صحيح". قال: - إذا كنتم قد اقتحمتم خطوطهم بسلاح سوفيتى، وكانوا هم قد اقتحموا خطوطكم بسلاح أمريكى... إذن فقد كان سلاحنا فى أيدى رجالكم هو الذى غيّر الصورة فى الشرق الأوسط، وكان سـلاح الأمريكيين فى أيدى الإسرائيليين هو المحاولة بعد الثغرة لإعادة الأمور حيث كانت قبل 6 أكتوبر. كيف يمكن إذن أن تقبلوا بمساواة بيننا وبينهم بالنسبة لمصالحكم... بل كيف يمكن أن تسمحوا لهم بأن يحتلوا وحدهم صدر المسرح، وهم ما نعرف وتعرفون؟". قلت: - المشكلة معقدة أكثر من ذلك - وإن كان ما قلته يبدو على السطح صحيحاً". هكذا وهكذا الوضع على ساحة الصراع. ولست هنا فى معرض توزيع تهم على آخرين. لا أستطيع أن أقول إن مصر مسؤولة، ولا أن سوريا مسؤولة، ولا أن العراق مسؤول، ولا غيرها من الدول العربية. ولا أستطيع أن أقول أن الاتحاد السوفيتى مسؤول. بل ولا أستطيع حتى أن أقول أن الولايات المتحدة مسؤولة لأن السياسة مصالح وليست السياسة عواطف. أستطيع أن أقول شيئاً واحداً: - إن الولايات المتحدة لا تستطيع وحدها مهما حاولت - وحتى مع افتراض حسن النية - أن تصنع السلام. وليس الحل كله أو معظمه فى يدها مهما كان أو يكون. من يملك الحل إذن، ومن الذى يستطيع أن يصنع السلام؟ أقول بأمانة: - ذلك التحالف الكبير الذى صنع الحرب هو نفس التحالف الذى يستطيع أن يصنع السلام!

د. يحي الشاعر

 

 

[د. يحي الشاعر]

اقتباس حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل ( 1) https://************.square7.ch/misc...-trc-73-1.html حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل ( 2) https://************.square7.ch/misc...-trc-73-2.html حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل ( 3) https://************.square7.ch/misc...-trc-73-3.html حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل ( 4) https://************.square7.ch/misc...-trc-73-4.html

................."




د. يحي ألشاعر