ضرب طيران الاحتلال الإسرائيلي مجدداً، اليوم الأربعاء، مواقع لقوات النظام السوري و"الحرس الثوري الإيراني" في محيط العاصمة السورية دمشق، مستهدفاً أهداف لها علاقة بالدفاع الجوي ومنصات إطلاق الصواريخ، في رسالة تؤكد أنّ الاحتلال لن يتساهل مع محاولات طهران ترسيخ وجود عسكري بسورية.
وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في تغريدة على "تويتر"، استهداف جيش الاحتلال، فجر الأربعاء، 8 أهداف وصفها بـ"النوعية" لـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني"، ولقوات النظام السوري.
وأشار إلى أن أبرز هذه الأهداف "معسكر بقيادة إيرانية يستخدم كمقر قيادة رئيس للقوات الإيرانية بالقرب من مطار دمشق الدولي، إضافة إلى موقع سري يستخدم لاستضافة شخصيات وبعثات إيرانية رفيعة المستوى جنوب شرق دمشق ويستخدم لمكوث مسؤولين في فيلق القدس".
في المقابل، نقلت وكالة "سانا"، الناطقة باسم النظام السوري، عن مصدر عسكري قوله إن "وسائط الدفاع الجوي في قوات النظام تصدت، فجر الأربعاء، لعدوان إسرائيلي في سماء المنطقة الجنوبية وأسقطت عدداً من صواريخ العدوان"، مشيراً إلى "أن العدوان "أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين سوريين وجرح جندي ووقوع بعض الخسائر المادية"، وفق المصدر.
وفي الشأن، أوضح وائل علوان وهو باحث في مركز "جسور" للدراسات، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "طائرات إسرائيلية من نوع "اف 16" المطورة، نفذت هجمات من سماء الجولان السوري المحتل ضربات صاروخية على مجموعة من الأهداف في جنوب سورية".
وبيّن علوان أن "الاستهداف الرئيسي كان لكتيبة الدفاع الجوي في بلدة زاكية جنوبي دمشق"، مشيراً إلى أن هذه الكتيبة تابعة للفرقة السابعة في قوات النظام والمتمركزة في بلدة الكسوة، لافتاً إلى "أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت رادارات دفاع جوي".
ولفت إلى "مقتل 3 ضباط في قوات النظام بالهجوم على الكتيبة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى "أن الطيران الإسرائيلي استهدف مقر الفرقة السابعة ومحيط مطار دمشق الدولي".
وكان الطيران الإسرائيلي قد قصف في منتصف العام الجاري أهدافاً عدة في ريف دمشق، أبرزها: محيط مطار دمشق الدولي، ومقر قيادة الفرقة الأولى في مدينة الكسوة، وجبل المانع بمحيط مدينة الكسوة، ومعامل الدفاع الاحتياطية قرب بلدة الهامة.
وبات من المعروف أن للإيرانيين وجوداً عسكرياً كبيراً في محيط العاصمة السورية، خاصة في ريفها الجنوبي، وفي داخل مطار دمشق الدولي جنوب شرقي العاصمة وبالقرب منه.
وبحسب مصادر مطلعة في المعارضة السورية، فإن الحرس الثوري يسيطر على جانب من مطار دمشق الدولي، لضمان نقل الذخائر والمعدات العسكرية من طهران إلى دمشق ومنها إلى المليشيات في سورية وإلى حزب الله اللبناني. وأقام "الحرس الثوري الإيراني" داخل مطار دمشق الدولي ما يُعرف بـ"البيت الزجاجي" والذي تعرض لعدة ضربات إسرائيلية خلال العامين الأخيرين.
وفي دراسة نشرها مركز "حرمون" للدراسات، في مايو/ أيار الماضي، ذكر الكاتب السوري المختص في الشؤون العسكرية العقيد خالد المطلق، أن "البيت الزجاجي" بناء "يتألف من 180 غرفة موزعة على خمسة طوابق: الأول والثاني فوق الأرض والباقي تحت الأرض، والطابق الأخير تحت الأرض يحوي خزائن مليئة بملايين الدولارات التي تنقل جواً من طهران. ويحتوي الطابق قبل الأخير تحت الأرض على مستشفى لعلاج كبار القادة. والمبنى محصّن بجدران مضادة للانفجار، ويحرسه حوالي ألف عنصر مسلح".
كذلك تؤكد مصادر مطلعة أن الميلشيات الإيرانية تنتشر داخل مقرات فرق النظام العسكرية خاصة في محافظة درعا، حيث كانت قد كشفت هذه المصادر لـ"العربي الجديد" أن قوات إيرانية تنتشر في مقرات الفرقة الخامسة في تل الحارة شمال غرب درعا، وفي الفرقة التاسعة ببلدة الصنمين، وفي مواقع أخرى.
مزيد من التفاصيل