الدكتور يحيى الشاعر كمصدر لاخبار الجزيرة نت ... عن نكسة حرب 1967 ..(وتفاصيل الحـــرب) - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    تعديل اسم التسجيل
    (الكاتـب : Clinical chemist ) (آخر مشاركة : Calvinses)
    ذكرى من أكتوبر
    (الكاتـب : blue bird ) (آخر مشاركة : Calvinses)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > نكسة يونيو 1967

    نكسة يونيو 1967

    الدكتور يحيى الشاعر كمصدر لاخبار الجزيرة نت ... عن نكسة حرب 1967 ..(وتفاصيل الحـــرب)


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 10th December 2009, 09:16 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي الدكتور يحيى الشاعر كمصدر لاخبار الجزيرة نت ... عن نكسة حرب 1967 ..(وتفاصيل الحـــرب)

    أنا : د. يحي الشاعر




    الدكتور يحيى الشاعر كمصدر لاخبار الجزيرة نت
    عن نكسة حرب 1967 ..(وتفاصيل الحـــرب)








    سعدت بالخبر التالى وترحيب أصدقائى فى المنتدى ...

    وسأنشر"حرفيا" كامل الموضوع الذى نشرته الجزيرة ، لنكتمل ما ينقص حول نكسة حرب 1967

    د. يحى الشاعر




    الموقع المنوه عنه ... فى الجزيرة نت ...




    اقتباس
    اقتباس:اقتباس:المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hassan
    سررت جدا لوجود اسم العزيز الدكتور يحيى الشاعر كمصدر لاخبار الجزيرة نت...... الف مبروك لنا
    المصدر
    اقتباس:
    الميزان العسكري العربي الإسرائيلي عام 67
    إحدى عشرة سنة هي الفترة الزمنية التي فصلت حرب السويس عام 1956 عن حرب يونيو/حزيران 1967. وخلال هذه الفترة طورت الدول العربية وكذلك إسرائيل من قدراتها العسكرية وميزان قواها. وتتفق المصادر في العديد من المعطيات الإحصائية حول ميزان القوى العسكري قبل حرب يونيو/حزيران 1967، وإن كانت تختلف في بعض الجزئيات. وتجمع بلا استثناء على أن عدد وعدة الجيوش العربية في الجبهات الثلاث كانت أكثر من عدد وعدة الجيش الإسرئيلي.
    وتذهب تلك المصادر إلى أن الاختلاف الأساسي بين الجيوش يكمن في كفاءة الجيش الإسرائيلي في استخدام الأسلحة والمعدات والمقدرة التنظيمية والقيادية وتوظيفها عكس الجيوش العربية الثلاثة.......
    الجزيرة نت
    المصادر:
    1 - د. فراس البيطار، الموسوعة السياسية والعسكرية، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2003.
    2 - الفريق عبد المنعم واصل، الصراع العربي الإسرائيلي، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2002.
    3 - موسوعة مقاتل من خلال الرابط:
    https:// www.moqatel.com
    4 - د. يحيى الشاعر، العديد من مقالاته في مواقع مختلفة.
    المصدر: الجزيرة
    عودة الى الصفحة الرئيسية

    مصدر الخبر أعلاه



    اقتباس


    الصفحة الرئيسية تحليلات كتب وجهات نظر تغطيات خاصة ملفات خاصة
    الاثنين 19/5/1428 هـ - الموافق4/6/2007 م (آخر تحديث) الساعة 19:20 (مكة المكرمة)، 16:20 (غرينتش)
    الصفحة الرئيسية: ملفات خاصة 2007: حرب 67 بعد أربعين عاما





    د. يحي الشاعر

     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 452 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 1834 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 896 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 418 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 351 29th January 2024 01:31 PM

    قديم 10th December 2009, 09:19 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    فيما يلي المواضيع المختلفة التي تنشرهم الجزيرة في هذا السياق



    اقتباس
    استطلاع ملف حرب 67 بعد أربعين عاما





    هناك من يقول إن العرب تجاوزوا آثار هزيمة يونيو/حزيران 1967، وإن الوقائع التي تلتها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الشعوب تسلمت زمام المبادرة ولو بالحد الأدنى، حيث تسير الطموحات الإسرائيلية إلى الانحسار، وتبدو الأنظمة أكثر واقعية.


    بينما يرى آخرون أن ما يحصل هو تكرار ممل لتلك الهزيمة، إذ يضفي العرب الانتصارات على هزائمهم، ويخسرون المزيد من السيادة ويقرون إسرائيل على مزيد من الأرض، ولا تزال الجيوش العربية محطمة، ولا يزال الإنسان العربي غائبا عن مركز القرار.


    فهل تعتقد بعد مرور أربعين عاما على الهزيمة، أن العرب تجاوزوا آثار هزيمة يونيو/حزيران 1967، أم أنهم لا يزالون يعيشون تلك الآثار؟

    المصدر:الجزيرة







    الميزان العسكري العربي الإسرائيلي عام 67






    إحدى عشرة سنة هي الفترة الزمنية التي فصلت حرب السويس عام 1956 عن حرب يونيو/حزيران 1967. وخلال هذه الفترة طورت الدول العربية وكذلك إسرائيل من قدراتها العسكرية وميزان قواها. وتتفق المصادر في العديد من المعطيات الإحصائية حول ميزان القوى العسكري قبل حرب يونيو/حزيران 1967، وإن كانت تختلف في بعض الجزئيات. وتجمع بلا استثناء على أن عدد وعدة الجيوش العربية في الجبهات الثلاث كانت أكثر من عدد وعدة الجيش الإسرئيلي.

    وتذهب تلك المصادر إلى أن الاختلاف الأساسي بين الجيوش يكمن في كفاءة الجيش الإسرائيلي في استخدام الأسلحة والمعدات والمقدرة التنظيمية والقيادية وتوظيفها عكس الجيوش العربية الثلاثة.

    مصادر السلاح الإسرائيليمصادر السلاح العربي




    مصادر السلاح الإسرائيلي

    ظلت أوروبا الغربية وخصوصا ألمانيا الاتحادية وفرنسا وبريطانيا مزود إسرائيل الرئيسي بالسلاح. وتتهم أميركا عربيا بأنها أغرت حليفاتها الغربية بتسليح إسرائيل حتى لا تتصادم هي مع الاتحاد السوفياتي فتشعل لهيب نار الحرب الباردة.
    • كانت فرنسا أهم مورد للسلاح نحو إسرائيل قبل حرب 67، وقد عقدت الدولتان عدة صفقات في الفترة بين 1955 و1967 حصلت إسرائيل بموجبها على حوالي 300 طائرة حربية. وأغلب طائرات إسرائيل الحربية في هذه الفترة فرنسية الصنع، فضلا عن دباباتها ومدفعيتها الثقيلة.
    • وفي 1961 وقعت إسرائيل اتفاقية سرية مع ألمانيا الاتحادية تم بموجبها تزويد إسرائيل بالدبابات والقوارب الطوربيدية والأسلحة المضادة للدبابات وقاذفات القنابل. وكذلك حصلت من ألمانيا على طائرات مروحية ودبابات أميركية الصنع.
    • وباعت بريطانيا لإسرائيل دبابات سنتيوريان الثقيلة وعددا من السفن الحربية.
    ومنذ قيام الوحدة بين مصر وسوريا منذ 1958 إلى 1961 بدأت الولايات المتحدة الأميركية في تسليح إسرائيل بشكل مباشر.
    • في مايو/أيار 1960 حصلت إسرائيل على أجهزة رادار واتصال متطورة يستخدمها عدد محدود من الجيوش في العالم.
    • كما تسلمت الكثير من دبابات شيرمان و250 دبابة معدلة من طراز أم 48 ونحو 50 صاروخا أرض-جو من طراز (هوك) ومدافع ميدانية وبنادق غير مرتدة وأجهزة إلكترونية وأجهزة اتصال.
    • في أغسطس/آب 1966 وقعت إسرائيل مع الولايات المتحدة صفقة إنتاج 48 طائرة سكاي هوك أي 4 إتش معدلة للإقلاع من الأرض(*).
    مصادر السلاح العربي

    "
    فهمت مصر من كلمات وزير الدفاع السوفياتي غريشيكو الشفهية أن الاتحاد السوفياتي سيمد مصر بأسلحة جديدة وسيقف معها في حالة نشوب الحرب، بينما كانت الكلمات حسب القيادة الروسية مجاملة تقليدية
    "
    امتنعت أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية عن تسليح الدول العربية إلا بشروط سياسية وأمنية كما في الحالة الأردنية.
    • كانت بريطانيا المزود الرئيسي بالأسلحة للأردن حتى بدايات خمسينيات القرن الماضي.
    • بدأت المساعدة العسكرية الأميركية للأردن في نطاق محدود عام 1950، ومنذ 1957 أصبحت الولايات المتحدة المصدر الرئيسي للسلاح الأردني.
    • حصلت عمان قبل حرب 1967 على السلاح الأميركي على شكل قروض.
    أما الاتحاد السوفياتي فقد كان مصدر تسليح الدول العربية بدون شروط كما أرسل خبراء لتدريب الجيوش العربية على استخدام أسلحته.
    • في 27 سبتمبر/أيلول 1955 أبرمت مصر صفقة الأسلحة التشيكية الشهيرة، وتقدر قيمتها في ذلك الوقت بما يناهز 200 مليون دولار. وكانت الأسلحة سوفياتية صرفة تم تمريرها عن طريق تشيكوسلوفاكيا.
    • حصلت مصر من الاتحاد السوفياتي على العديد من طائرات يوشن 28 القاذفة، و70 طائرة نقل يوشن وعدد من طائرات النقل أنتينوف، وحصلت على عدد كبير من الدبابات، وشملت مبيعات الأسلحة الروسية لمصر سلاح مدفعية ميدان ومدفعية مضادة للطائرات وأنظمة صاروخية وأنظمة هندسية وعربات برمائية.
    كان الاتحاد السوفياتي هو مصدر التسلح لسوريا أيضا، وكانت علاقات التسليح بين دمشق وموسكو قد بدأت في خمسينيات القرن الماضي.
    • وقعت الدولتان اتفاقية في نوفمبر/تشرين الثاني 1955، وقدم الاتحاد السوفياتي منذ ذلك التاريخ مساعدات عسكرية عامة لدمشق
    • لما صل حزب البعث إلى الحكم في الثامن من مارس/آذار 1963 أمدت موسكو سوريا بمزيد من الأسلحة.
    ولكن السلاح السوفياتي على العموم كان دفاعي الطابع ولم ترق في أي حال لمواجهة الترسانة الإسرائيلية الغربية.


    وبينما كانت الولايات المتحدة ترسل إشارات تحذير لخصوم إسرائيل طالبت مصر الاتحاد السوفياتي إعلان موقف أكثر حزم ردا على الحشود الإسرائيلية على الحدود السورية نهاية أبريل/نيسان وبداية مايو/أيار 1967.



    واستجابة للمطلب المصري أصدرت القيادة السوفياتية بيانا يوم 23 مايو/أيار تقول إحدى فقراته: "إن كل من يغامر بشن عدوان في الشرق الأوسط لن يواجه فقط القوى المتحدة للدول العربية، بل سيواجه مقاومة صلبة من الاتحاد السوفياتي والدول المحبة للسلام".


    وبعيد هذا الإعلان سافر وزير الحربية المصري شمس بدران إلى موسكو يوم 25 مايو/أيار 1967 والتقى القيادة السوفياتية وخاصة وزير الدفاع المشير آندري غريشيكو.


    تذكر العديد من المصادر اعتمادا على تصرحيات بدران أن غريشيكو طمأنه يوم 28 مايو/حزيران 1967 وهو يغادر مطار فنوكوفو بموسكو بأن على المصريين ألا يخافوا ضربة إسرائيلية، وأن صفقات السلاح المتأخرة سيبت بشأنها، كما أن الاتحاد السوفياتي سيدخل بأسطوله الموجود في البحر الأبيض المتوسط إذا تدخلت أميركا لصالح إسرائيل.


    وقد حملت القيادة المصرية كلمات الوزير السوفياتي الشفهية على أنها موقف مبدئي، وأن الاتحاد السوفياتي سيمد مصر بأسلحة جديدة وسيقف معها إن اندلعت الحرب. بينما كانت الكلمات حسب القيادة الروسية مجاملة تقليدية.


    ميزان القوى العسكري


    ملاحظة: عدد الجنود بالألف


    الجيوش والعتاد



    مصر



    سوريا



    الأردن



    الدول العربية مجتمعة



    إسرائيل



    عدد الجنود



    190



    110



    55



    355



    240 -260



    الألوية



    25



    12



    8



    45



    35



    الدبابات



    أكثر من ألف



    550



    أكثر من 250



    أكثر من 1800



    1200 إلى 1400



    الناقلات المدرعة



    1160



    500



    أكثر من 210



    أكثر من 1760



    1500



    الطائرات المقاتلة والقاذفة



    أكثر من 360



    120



    32



    أكثر من 512



    في حدود 380



    القطع البحرية



    أكثر من 60



    أكثر من 20



    0



    أكثر من 80



    20



    الصواريخ



    160



    -



    -



    160



    50



    _______________
    الجزيرة نت

    الهوامش
    * وصلت أول طائرة سكاي هوك إلى إسرائيل بعد حرب يونيو/حزيران في ديسمبر/كانون الأول لتستخدم بعد ذلك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
    المصادر:
    1 - د. فراس البيطار، الموسوعة السياسية والعسكرية، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2003.
    2 - الفريق عبد المنعم واصل، الصراع العربي الإسرائيلي، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2002.
    3 - موسوعة مقاتل من خلال الرابط:
    www.moqatel.com
    4 - د. يحيى الشاعر، العديد من مقالاته في مواقع مختلفة.
    5- حول صفقة الطائرة سكاوي هوك انظر موقع الطائرة الخاص على الرابط التالي: https://home.att.net/~jbaugher4/newa4_11.html

    المصدر:الجزيرة



    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 10th December 2009, 09:20 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    يوميات حرب 1967


    اقتباس

    يوميات حرب 1967




    محمد جمال المظلوم

    اعتبرت إسرائيل أن الأحداث التي تلت حملة سيناء عام 1956 تشكل تهديدًا لأمنها سواء جهود جمال عبد الناصر ونشاط سوريا ضد المستعمرات الإسرائيلية على الجبهة السورية وأمام الجبهة الأردنية وقرار القمة العربية 1964 في القاهرة بتحويل مياه نهر الأردن في كل من سوريا ولبنان وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965.

    وعلى ذلك بدأ تخطيط إسرائيل لشن الحرب على العرب مع مطلع عام 1967، في ظل تواطؤ خفي ظاهره عدوان ضد سوريا حيث أبلغ وفد سوفياتي مصر أن إسرائيل حشدت 11 لواء على الحدود السورية وإعلان مصر تدخلها لمساندة سوريا وما تلاها من أحداث، ويمكن القول إن الأحداث تصاعدت بوتيرة متسارعة في الجانبين منذ منتصف مايو/أيار 1967 مع ما رافق ذلك من قرارات وأحداث مهمة ذات صلة بالحرب التي أصبحت واقعا صباح الخامس من يونيو/حزيران.



    قبل الهجوم الجوي قامت قوات إسرائيلية بهجوم في الساعة السابعة والنصف صباحا من يوم 5 يونيو/حزيران على المحور الأوسط بسيناء واحتلت موقعا متقدما في منطقة "أم بسيس" الأمامية، وقد سبقت ذلك تحركات في اتجاه العوجة ليلة 4/5 يونيو/حزيران لم تبلغ القيادة العليا، بل علم بها قائد المنطقة الشرقية ظهرا بعد فوات الأوان وكان الرد عليها كفيلاً بتغيير الموقف.

    الضربة الجوية الإسرائيلية

    قامت إسرائيل في الساعة 8 و45 دقيقة صباح الاثنين 5 يونيو/حزيران لمدة ثلاث ساعات بغارات جوية على مصر في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل في ثلاث موجات الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة دمرت فيها 25 مطاراً حربياً وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.
    وطبقا للبيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية منها:
    • 30 طائرة تي يو-16
    • 27 طائرة اليوشن قاذفة
    • 12 طائرة سوخوي- في
    • 90 طائرة مقاتلة ونقل وهليكوبتر
    وردا على الضربة الجوية الإسرائيلية قامت القوات الجوية الأردنية بقصف مطار قرب كفار سركن. أما الطيران السوري فقد قصف مصافي البترول في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الإسرائيلية، بينما قصفت القوات العراقية(*) جوا بلدة ناتانيا على ساحل البحر المتوسط، أما إسرائيل فلم تكتف بقصف السلاح الجوي المصري بل قصفت عدة مطارات أردنية منها المفرق وعمان ودمرت 22 طائرة مقاتلة و5 طائرات نقل وطائرتي هليكوبتر.

    ثم قصفت المطارات السورية ومنها الدمير ودمشق، ودمرت 32 طائرة مقاتلة من نوع ميغ، و2 اليوشن 28 قاذفة. كما هاجمت القاعدة الجوية هـ3 في العراق.

    وقدرت المصادر الإسرائيلية أنها دمرت 416 طائرة مقاتلة عربية. وقدرت خسائر إسرائيل بـ26 طائرة مقاتلة.

    الحرب على الجبهات
    "
    في ساعة متأخرة من المساء استطاعت إسرائيل بهجومها على ثلاثة محاور في سيناء الشمالي والأوسط والجنوبي تدمير فرقتي مشاة النسق الأول التي كان يرتكز عليها النظام الدفاعي لمصر
    "
    اعتمدت إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967 على الطيران وعلى جيشها البري في كافة الجبهات العربية المحيطة بها.

    1- الجبهة المصرية

    انطلقت في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية مباشرة وفي الساعة 9.15 تشكيلات القوات البرية الإسرائيلية لتخترق الحد الأمامي للجبهة المصرية في سيناء بثلاث مجموعات عمليات، وفي ساعة متأخرة من المساء استطاعت بهجومها على المحاور الثلاثة الشمالي والأوسط والجنوبي تدمير فرقتي مشاة النسق الأول، السابعة والثانية، التي كان يرتكز عليها النظام الدفاعي لمصر.

    2- الجبهة الأردنية

    قصفت القوات الأردنية الساعة 11 صباحا بالمدفعية مدن تل أبيب والقدس وعبرت جنوب القدس، وقام الطيران الأردني بقصف مطارات إسرائيلية، وهنا تحول القصف الجوي الإسرائيلي بعد أن قضى على القوات الجوية المصرية إلى الجبهة والمطارات الأردنية وقام بتدمير طائرات الأردن، وأصبحت المملكة بدون قوات جوية بينما قامت القوات الإسرائيلية بعد الظهر بهجوم على الضفة الغربية وعزلت القدس عن الضفة ووصلت إلى جنين.

    3- على الجبهة السورية

    قصف جوي ومدفعي متبادل بين الجانبين ومحاولة اختراق من جانب سوريا أحبطها الجيش الإسرائيلي.




    الجبهة المصرية

    صباح يوم 6 يونيو/حزيران سقطت العريش وانفتح المحور الشمالي أمام القوات الإسرائيلية المدرعة.

    وكانت مهمة الطيران الإسرائيلي طوال اليوم هي تثبيت الوحدات المدرعة في الممرات الجبلية وفي مساء اليوم نفسه أذاعت إسرائيل أن عناصر قواتها وصلت إلي قناة السويس مما أصاب جنود الجيش المصري بالذعر فيما أطلق عليه الغرب الحرب الخاطفة.

    وفي مساء هذا اليوم أيضا تمكن الإسرائيليون من الاستيلاء على مدينتي غزة وخان يونس.
    وكان نائب القائد الأعلى للقوات المصرية عبد الحكيم عامر قد أصدر في الساعة الخامسة من بعد الظهر، أمرا بالانسحاب العام لجميع قوات سيناء إلى غرب قناة السويس، على أن ينفذ على مراحل وخلال الأيام التالية، وهو القرار الذي أثر سلبا على أداء الجيش المصري وعلى مسار الحرب بالنسبة له.

    أما على الصعيد الدبلوماسي الدولي فصدر قرار مجلس الأمن رقم 233 بوقف إطلاق النار وهو ما كان يعني حينها إقرارا دوليا باحتلال إسرائيل أراضي مصرية وحرمان مصر من حقها في استعادتها.

    الجبهة الأردنية:
    شهدت قتالا في كافة أنحاء الضفة الغربية وسقطت نابلس وأخذت القوات الإسرائيلية تتحرك في اتجاه نهر الأردن مع قتال حول القدس الشرقية.

    الجبهة السورية:
    استمرار الاشتباكات من دون أي جديد على الأرض غير ما كان في يوم 5 يونيو/حزيران.




    الجبهة المصرية:
    كان على القوات المصرية صباحا وفي وسط سيناء مواجهة ثلاث مجموعات عمليات، وظهرت في هذا اليوم الذي تركزت فيه العمليات على الجبهة المصرية مع وقف إطلاق النار على الجبهة الأردنية بوادر الانهيار التام للقوات المصرية وقرب وصول القوات الإسرائيلية إلى قناة السويس.

    الجبهة الأردنية
    احتلت القدس الشرقية حيث وصلت القوات الإسرائيلية في العاشرة صباحا إلى حائط البراق بينما كانت قد سيطرت تماما على المدينة مساء.

    وعلى صعيد التحركات الدولية صدر قرار مجلس الأمن رقم 234 للتأكيد على وقف إطلاق النار الساعة 8 مساء، وأعلن الملك حسين قبول وقف إطلاق النار مع إسرائيل بصفة رسمية.

    الجبهة السورية
    استمرار الاشتباك بالمدفعية والدبابات.



    قصفت إسرائيل السفينة الأميركية ليبرتي الساعة 1.54 ظهرا، وهو أمر لا يزال يثير جدلا حتى اليوم: هل حصل الهجوم عمدا أم خطأ.

    الجبهة المصرية
    مع قرب وصول القوات الإسرائيلية إلى قناة السويس بدأت في هذا اليوم الاستعدادات للدفاع عن القاهرة من مدخلي السويس والإسماعيلية.

    وجرى حديث بين السوفيات والرئيس المصري جمال عبد الناصر عن وقف القتال على الجبهة المصرية في الوقت الذي شكلت فيه الوحدات المصرية المدرعة المتبقية سدا دفاعيا وسط سيناء، ولكن مع قبول مصر وقف إطلاق النار كانت قد انهارت الدفاعات المصرية المتبقية شرق القناة وبدأ الارتداد العام والانسحاب من سيناء.

    الجبهة السورية
    استمرار الاشتباكات بالمدفعية والدبابات.




    الجبهة المصرية
    قامت القوات الإسرائيلية في هدوء باحتلال سيناء كلها حتى شرم الشيخ باستثناء الخط من رأس العش شمالاً حتى شرق بور فؤاد الذي ظل تحت سيطرة القوات المصرية.

    وصدر قرار مجلس الأمن رقم 235 للتأكيد على وقف إطلاق النار، بينما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر في أعقاب هذه الخسارة تنحيه عن السلطة.

    الجبهة السورية
    بدأ في هذا اليوم الهجوم الإسرائيلي على سوريا واخترق الدفاعات السورية شمال هضبة الجولان.



    بتنحي الرئيس عبد الناصر استقال عبد الحكيم عامر ووزير الحربية شمس بدران، وخرجت مظاهرات شعبية ترفض قبول تنحي الرئيس وطالبت بعودته فوافق عبد الناصر على ذلك وعاد إلى الحكم.
    الجبهة السورية
    واصلت القوات الإسرائيلية اختراقها للدفاعات السورية على طول الجبهة في الجولان ووصلت إلى القنيطرة، فأعلنت سوريا قبولها وقف إطلاق النيران الساعة السادسة والنصف مساء من ذلك اليوم.
    وقف العمليات العسكرية





    صدر قرار مجلس الأمن 236 الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 يونيو/حزيران ونص على إدانة أي تحرك للقوات بعد 10 يونيو/حزيران.
    وخسر العرب في هذه الحرب المزيد من الأراضي لصالح إسرائيل، أما الخسائر الميدانية والعسكرية للحرب فغالب بياناتها قد تضاربت لاعتبارها معلومات سرية.
    _______________
    لواء وباحث في الشؤون العسكرية
    * شارك لواء من القوات العراقية في الحرب من خلال الجبهة الأردنية، ووصفت مشاركة العراق بأنها كانت غير فاعلة لأن تسارع الأحداث قد سبق دخولها الفاعل في الحرب.
    المصادر
    1- لواء أحمد جاد الرب – أستاذ كرسي التاريخ – أكاديمية ناصر العسكرية العليا – حرب 67.
    2- الفريق صلاح الدين الحديدي – شاهد على حرب 67 دار الشروق – بيروت.
    3- هيئة البحوث العسكرية – جمهورية مصر – الجولة العربية الإسرائيلية الثالثة صيف 1967 – القاهرة – عام 1968 .
    4- الجولات العربية الإسرائيلية – أكاديمية ناصر العسكرية العليا – عام 2000.
    5- صابر أبو نضال – معركة 5 يونيو 1967.
    6- محمد حسنين هيكل – 1967 الانفجار – 1990.
    7- الحروب العربية الإسرائيلية – ترجمات مختارة – مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة المصرية – وجهة نظر إسرائيلية – مايو 1991 .

    المصدر:الجزيرة

    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 10th December 2009, 09:22 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    النظام العربي الرسمي بين حرب 67 واليوم



    اقتباس

    النظام العربي الرسمي بين حرب 67 واليوم






    عندما شنت إسرائيل في 5 يونيو/حزيران عام 1967 حربها الخاطفة على الدول العربية لم يكن النظام العربي الرسمي في أحسن حالاته. ومع ذلك يكفي أن نلقي نظرة سريعة على ما يجري حاليا في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال لندرك أن حال هذا النظام يبدو اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه قبل أربعين عاما وبات أشبه بسفينة بلا قبطان تطفو فوق بحر هائج.
    النظام العربي قبل حرب 67
    مسار النظام العربي بعد حرب 67
    خاتمة


    النظام العربي قبل حرب 67
    "
    التحالف المصري السعودي السوري الذي سبق له أن حقق نجاحات كبيرة في التصدي لحلف بغداد والعدوان الثلاثي, راح يتصدع على خلفية المواقف المتباينة من نظرية الفراغ التي طرحها أيزنهاور
    "
    كان النظام العربي عشية حرب 67 يبدو قويا وقادرا على الصمود في وجه عواصف وأعاصير راحت تهب على المنطقة. فمن ناحية, بدا الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممسكا بقوة بدفة القيادة وبزمام المبادرة.
    ومن ناحية ثانية, بدت الدول العربية مستعدة لتنحية خلافاتها وتوحيد صفوفها لمواجهة عدوها المشترك ممثلا في إسرائيل كما بدت الجيوش العربية في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه من قبل.
    غير أن تلك المظاهر التي بدت إيجابية وقادرة على حسم الأزمة لصالح النظام العربي لم تكن في الواقع سوى الجزء العائم من جبل ثلج كان يخفي تحت السطح عكس ما يظهر فوقه.
    فقد تكشف فيما بعد أن جمال عبد الناصر كان شخصية معزولة لا يدري شيئا عما يدور داخل جيشه وأن صراعا مكتوما على السلطة كان يجري منذ فترة مع القائد الفعلي لهذا الجيش ممثلا في الرجل الثاني في النظام المشير عبد الحكيم عامر، وعجز في أكثر من مناسبة عن زحزحته رغم تكراره لأخطاء عسكرية وسياسية كانت لها آثار كارثية.
    وتكشف أن تصعيد المواجهة مع إسرائيل لم يكن كافيا وحده لطمس خلافات عربية بدت عميقة على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية.
    فالتحالف المصري السعودي السوري الذي سبق له أن حقق نجاحات كبيرة في التصدي لحلف بغداد والعدوان الثلاثي على مصر, راح يتصدع, على خلفية المواقف المتباينة من نظرية الفراغ التي طرحها الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور عقب أزمة السويس وقيام الوحدة بين مصر وسوريا, إلى أن انهار كلية بعد الانفصال، وقرار مصر بالتدخل عسكريا لدعم ثورة اليمن الذي سمح باستدراج الجيش المصري خارج حدوده واستنزافه بعيدا عن خط المواجهة مع إسرائيل.
    ومع هذا الانهيار, وعلى خلفية صراع اجتماعي وفكري عميق, بدأ يظهر على الساحة العربية معسكران تدور بينهما حرب باردة كادت تتحول إلى حرب ساخنة على حدود اليمن أحدهما "رجعي" تقوده السعودية والآخر "تقدمي" تقوده مصر.
    والواقع أن الصراع داخل المعسكرين, خاصة "التقدمي", لم يكن أقل حدة من الصراع بينهما, وظهر أن التصعيد في مواجهة إسرائيل استخدم وسيلة للابتزاز هنا والمزايدة هناك.
    كان على عبد الناصر, بعد أن رفضت الجماهير المصرية والعربية قراره بالتنحي, معالجة أوجه الخلل التي تضافرت في صنع الانتكاسة في الحرب.
    وهذا ما تم, فعلى الصعيد المصري, حسم عبد الناصر الصراع مع عبد الحكيم عامر وشرع في إعادة بناء الجيش على أسس جديدة.
    وعلى الصعيد العربي تم في قمة الخرطوم رأب جانب من الصدع الذي كان أصاب العلاقات بين مصر والسعودية وتأمين دعم سياسي ومالي لتمكين دول الطوق من الصمود.

    مسار النظام العربي بعد حرب 67
    وإذا كانت الأقدار شاءت أن يرحل عبد الناصر عن عالمنا قبل أن يتمكن من أن يدير بنفسه معركة الحسم التي كرس كل جهده لها, فإن رحيله أضاف عنصرا إيجابيا إلى جملة العناصر التي صنعت النجاح في حرب 1973.
    المفارقة: حرب وتسوية!
    كان خلفه الرئيس المصري أنور السادات بحكم تكوينه الأيديولوجي وارتباطاته الشخصية السابقة جاهزا للحرب, وتمكن من دعم علاقاته بالسعودية وفتح قنوات اتصال سرية مع الولايات المتحدة دون إحداث قطيعة كاملة مع المعسكر الآخر.
    وبالتالي خلق ظروفا مواتية, حين أصبحت المواجهة الميدانية حتمية, بالتنسيق عسكريا مع سوريا لشن الحرب بالتزامن على الجبهتين, وسياسيا مع السعودية لاستخدام النفط كسلاح سياسي في المعركة إذا لزم الأمر.
    وبين حالتي السمو التي بدا عليها النظام العربي الرسمي في أكتوبر/تشرين أول 1973 والدنو التي يبدو عليها اليوم, تتجلى مفارقة تحتاج إلى تفسير.
    ولأنه يبدو واضحا الآن أن دوافع الدول العربية التي توحدت لشن الحرب كانت مختلفة ولم يكن لديها تصور مشترك لكيفية صنع السلام أو حتى لإدارة مرحلة ما بعد الحرب, فلم يكن من المستغرب أن يتفرق شملها بسرعة.
    "
    حين تقرر الدولة العربية الأكبر البحث عن تسوية سلمية حتى ولو منفردة, لا يصبح أمام النظام العربي الرسمي إلا الانخراط في عملية سياسية تقودها الشقيقة الكبرى، أو إقامة حلف جماعي لموازنة خروجها من معادلة الصراع

    "فالسادات دخل حرب "تحريك" بهدف إطلاق عملية تسوية سياسية, وليس لتحرير الأرض المحتلة بقوة السلاح. ولأنه كان مقتنعا بأن الولايات المتحدة تملك 99% من أوراقها, فقد كان جاهزا للتعاون معها إلى أقصى مدى.
    ولذلك لم يجد وزير الخارجية الأميركي آنذاك هنري كيسنجر صعوبة كبيرة في إقناعه بسياسة الخطوة خطوة التي نجحت في رفع الحظر النفطي, وإبعاد السوفيات عن العملية السياسية وتحويل "التسوية" إلى "عملية سياسية" تجرى على مسارات منفصلة وليس إلى مفاوضات جماعية تستهدف التوصل إلى تسوية شاملة ونهائية من خلال مؤتمر دولي ووفد عربي موحد, كما كانت تطالب سورية.
    وبهذا النهج تمكن كيسنجر من تجريد النظام العربي من كل أسلحته وأوراق ضغطه مقابل عملية "فض اشتباك" محدودة، وفي سياق كهذا كان من الطبيعي أن تعود التناقضات العربية للظهور. وكان لبنان, الذي بدأ الوضع الداخلي يحتقن فيه إلى أن وصل إلى حالة الحرب الأهلية, أول من دفع أثمان تلك التناقضات.
    عندما عادت "عملية التسوية" إلى حالة التجمد من جديد, بعد أن قضى منها كيسنجر وطره, لم يكن باستطاعة السادات, الذي كان قد قطع شوطا طويلا على طريق التنازلات, أن يعود إلى حمل السلاح حين اكتشف أنه مازال خالي الوفاض بعد سنوات من حرب أكتوبر.
    ولأن الطريق الوحيد الذي بدا مفتوحا أمامه كان هو طريق الحل منفردا, فقد بدأ التفكير جديا في "زيارة القدس"، واضعا النظام الرسمي العربي أمام مفترق طرق حقيقي.
    فحين تقرر الدولة العربية الأكبر, التي يستحيل في غيابها شن حرب تقليدية في مواجهة إسرائيل, البحث عن تسوية سلمية حتى ولو منفردة, لا يصبح أمام النظام العربي الرسمي سوى واحد من بديلين:
    1. الانخراط في عملية سياسية تقودها الشقيقة الكبرى, أملا في تحسين شروطها وقطع الطريق على أي تسوية منفردة.
    2. الاستمرار في المواجهة وهو ما يقضي بإقامة حلف جماعي لموازنة خروج مصر من معادلة الصراع.
    وفي ظل احتدام المنافسة على موقع القيادة الشاغر اختار النظام العربي الطريق الثاني وتقدم العراق لشغل الفراغ وقيادة "جبهة الصمود والتصدي" التي أعلنت تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية ونقل مقرها إلى تونس.
    غير أن هذه الجبهة لم تدم طويلا, وبالتالي لم تصمد ولم تتصدّ, لأنها ما لبثت أن انهارت عقب اندلاع الثورة الإسلامية في إيران وقرار الرئيس العراقي صدام حسين شن الحرب عليها.
    لم يكن لهذا القرار, الذي جر معه منطقة الخليج العربي برمتها إلى حرب ضد إيران, سوى مغزى واحد وهو تراجع موقع القضية الفلسطينية على جدول أعمال النظام العربي الرسمي وبداية عملية واسعة النطاق لاستنزافه سياسيا وماديا.
    ولأن إسرائيل أرادت, ضمن ما أرادت, إثبات أن "جبهة الصمود والتصدي" أضعف من أن تصمد أو تتصدى, فقد تعمدت اللجوء إلى التصعيد العسكري من جانب واحد وأقدمت على ضرب المفاعل النووي العراقي لإحراج العراق, ثم راحت تضغط عسكريا على جنوب لبنان لإحراج سوريا.
    في سياق كهذا كان من الطبيعي أن تؤدي الحرب العراقية على إيران, من الناحية العملية, إلى تخفيف الضغط السياسي الواقع على مصر, خاصة بعد اغتيال السادات, وتعيد طرح "عملية التسوية السياسية" حتى ولو بالشروط الإسرائيلية, باعتبارها الخيار الوحيد المتاح.
    ولأن سوريا بدت مشغولة بلبنان, والعراق ودول الخليج الأخرى بإيران وبقية الدول بأحوالها الداخلية, فقد كان من الطبيعي أن تتراجع القضية الفلسطينية إلى أدنى سلم اهتمامات النظام العربي.
    وبدأ الشعب الفلسطيني يدرك بعمق أنه ترك في منتصف الطريق وحيدا, وأنه بات عليه أن يأخذ مصيره بيديه، وهكذا اندلعت شرارة الانتفاضة وبدأ ظهور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الساحة الفلسطينية.
    الجرح العربي من جديد
    "
    يفتقر النظام العربي اليوم إلى مشروع سياسي أو حتى قضية مركزية يمكن أن يلتف أو يتوحد حولها، فهو لا يملك مشروعا للوحدة أو حتى للتكامل الاقتصادي الجاد, ولم تعد فلسطين قضيته المركزية وإنما تحولت إلى جثة يبحث لها عن مكان آمن للدفن
    "
    وبالتدريج بدأ الواقع المحلي والإقليمي يفرز عوامل جديدة تضافرت لإعادة إحياء الأمل في إمكانية ترتيب البيت العربي من جديد.
    من هذه العوامل انتهاء الحرب مع إيران بانتصار عراقي نسبي, وعودة مصر للنظام العربي، غير أن الأمل في تحقيق انطلاقة جديدة للنظام العربي ما لبث أن انطفأ من جديد حين قرر صدام حسين, فجأة وبشكل منفرد ودون التشاور مع أحد, غزو الكويت, الذي كان بمثابة المسمار الأخير أو قبل الأخير في نعش هذا النظام.
    فتح الغزو العراقي للكويت جرحا كبيرا في جسد عربي مريض, وبدأت بعض الدول العربية تدرك أن مصادر الخطر الأكبر على أمنها الوطني ينبع من داخل النظام العربي نفسه, وليس من خارجه.
    ومع النزيف المستمر لهذا الجرح الملوث, تراجع الإيمان بالعروبة وبعدم جدوى النظام العربي إلى الدرجة التي أصبح فيها باب التدخل الأجنبي في شؤون العالم العربي مفتوحا على مصراعيه.
    وقد أفضى هذا الوضع الجديد في نهاية المطاف إلى خمس نتائج بالغة الخطورة:
    الأولى: تمكين الولايات المتحدة الأميركية من شن حربين متتاليتين على العراق لحمله على الخروج من الكويت أولا ثم لإضعافه بعد ذلك تمهيدا لغزوه واحتلاله وتدميره والاستيلاء على نفطه.
    ثانيا: بداية انخراط كافة الدول العربية في عملية التسوية السياسية بحضور مؤتمر مدريد أولا ثم بداية ظاهرة الهرولة العربية لتطبيع العلاقة مع إسرائيل حتى من قبل أن تنسحب من الأراضي المحتلة.
    ثالثا: عودة القواعد العسكرية الأجنبية, وخاصة الأميركية, للظهور في المنطقة العربية, وتزايد مبيعات السلاح الغربي لها بطريقة مبالغ فيها دون ما ضرورة أو حاجة فعلية بعد أن تراجع الصراع مع إسرائيل تماما وتم وضع أمن دول المنطقة في عهدة الراعي الأميركي.
    رابعا: بروز أزمة شرعية في الدول العربية بعد تزايد الفجوة على نحو غير مسبوق بين تطلعات الشعوب واحتياجات النظم الحاكمة.
    خامسا: تصاعد استخدام العنف كوسيلة لحسم الصراعات في المنطقة سواء من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل أو من جانب التنظيمات غير الرسمية الرافضة لمحاولتهما فرض الهيمنة على المنطقة.

    خاتمة
    يختلف النظام الرسمي العربي اليوم عن النظام الذي كان قائما عشية نكسة 67, من زوايا عدة:
    الأولى: افتقاره إلى قيادة سياسية, ممثلة في زعيم أو دولة أو مجموعة دول نواة, مؤهلة ولديها الاستعداد لتحمل أعبائها السياسية والنفسية والمادية.
    الثانية: افتقاره إلى مشروع سياسي أو حتى لقضية مركزية يمكن أن يلتف أو يتوحد حولها. فلا يملك النظام العربي مشروعا للوحدة أو حتى للتكامل الاقتصادي الجاد, ولم تعد فلسطين قضيته المركزية وإنما تحولت إلى جثة يبحث لها عن مكان آمن للدفن, ورغم اشتداد خطر إسرائيل عليه أصبح يفضل البحث عن وسيلة لمهادنتها وليس لمواجهتها.
    ثالثا: تصاعد دور الدول الهامشية, على حساب دول المركز أو القلب, وذلك من خلال اضطلاعها بوظائف مرسومة ومحددة لها تستهدف تشتيت انتباه النظام الرسمي وإحداث الفرقة بين وحداته.
    رابعا: انعدام الثقة في الأطر الرسمية وتزايد الإيمان بعدم قابلية النظام العربي الرسمي للإصلاح من داخله وبوجوب العمل على تغييره من خارجه.
    وفي هذا السياق يبدو أن النظام العربي وصل إلى مفترق طرق بعد أن أصبح محشورا بين أطماع الخارج وتحالف الفساد والاستبداد في الداخل.
    _______________
    باحث مصري وأمين عام منتدى الفكر العربي

    المصدر:الجزيرة




    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 10th December 2009, 09:24 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    !For Medical Professionals Only

    خسائر عربية وغنائم إسرائيليةأهم النتائج الميدانية لحرب 67





    اقتباس
    خسائر عربية وغنائم إسرائيليةأهم النتائج الميدانية لحرب 67


    شن الطيران الإسرائيلي في الخامس من يونيو/ حزيران 1967 هجوما جويا دمر به أغلب ما بحوزة سلاح الطيران في كل من مصر وسوريا والأردن، وفرض سيطرته الجوية على سماء البلدان الثلاثة.


    بعد ذلك بدأت عملياته البرية والبحرية، وحققت إسرائيل في نهايتها نصرا كبيرا كانت له نتائج مهمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

    وعلى الرغم من الانتصار الجزئي الذي حققه العرب في حرب 1973، فإن عظم الآثار التي خلفتها هزيمة 1967 لا تزال تتفاعل في الواقع العربي حتى الآن.





    الخسائر البشرية والعسكرية

    الطلعات الجوية المباغتة للطيران الإسرائيلي في اليوم الأول لحرب 1967 وما خلفته من تدمير لسلاح الطيران العربي حسمت المعركة، وأصبح بمقدور هذا الجيش تنفيذ مهامه العسكرية بسهولة وكانت الخسائر العسكرية والبشرية على النحو التالي:


    الخسائر البشرية العسكرية (*)

    نوع الخسائر
    العرب
    إسرائيل
    قتلى
    من 15 - 25 ألفا
    من 650 - 800
    جرحى
    من 40 - 45 ألفا
    2000 - 2500
    أسرى
    من 4000 - 5000
    15 - 20
    عتاد حربي
    من 70 - 80%
    من 2 - 5%


    "
    أجبرت الهزيمة التي مني بها العرب ما بين 300 و400 ألف عربي في الضفة وغزة ومدن القناة (بورسعيد والإسماعيلة والسويس) على الهجرة من ديارهم "ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد وإنما أجبرت تلك الهزيمة التي مني بها العرب ما بين 300 و400 ألف عربي بالضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الواقعة على طول قناة السويس (بورسعيد والإسماعيلة والسويس) على الهجرة من ديارهم، وخلقت مشكلة لاجئين فلسطينيين جديدة تضاف إلى مشكلة اللاجئين الذين أجبروا على ترك منازلهم عام 1948. كما أجبرت قرابة مائة ألف من أهالي الجولان على النزوح من ديارهم إلى داخل سوريا.


    كما ألحقت الحرب هزيمة نفسية بالجيوش العربية بعد أن فقدت الكثير من ثقتها في قدراتها العسكرية وكفاءتها القتالية، في حين ارتفعت معنويات الجيش الإسرائيلي وراجت مقولته "إنه الجيش الذي لا يقهر".

    وطال الإحباط كذلك الشعوب العربية، وانعكس ذلك في المظاهرات والمسيرات التي اندلعت بعد الحرب كما انعكس على ما أنتجته هذه الشعوب من أدب وفن.



    احتلال الأرض

    شملت النتائج أيضا احتلال مساحات كبيرة من الأرض، الأمر الذي زاد من صعوبة استرجاعها حتى الآن كما هو الشأن في كل من فلسطين وسوريا، وحتى ما استرجع منها (سيناء) كانت استعادة منقوصة السيادة.

    وبعد أن وضعت الحرب أوزارها كانت إسرائيل تحتل المناطق التالية:


    الأرض المحتلة عام 1967 (*)


    المناطق المحتلة
    المساحة / كلم 2
    شبه جزيرة سيناء
    61948
    هضبة الجولان
    1158
    الضفة الغربية
    بما فيها القدس الشرقية
    5878
    قطاع غزة
    363
    الإجمالي
    69347


    اضغط على الخريطة للتكبير
    كما يتضح من الجدول، فقد كانت مساحة شاسعة (69347 كلم2) تلك التي استولت عليها إسرائيل في تلك الحرب، وإذا قارناها بما استولت عليه عام 1948 وأقامت عليه دولتها (
    20700 كلم2) يتضح أن هزيمة يونيو/ حزيران أضافت لإسرائيل ما يعادل ثلاثة أضعاف ونصف من مساحتها التي كانت عليها يوم الرابع من يونيو/حزيران 1967.

    هذه المساحات الجغرافية الشاسعة حسنت من وضعها الإستراتيجي وقدرتها على المناورة العسكرية، ومكنتها لأول مرة منذ نشأتها من الاستناد في خططها الدفاعية إلى موانع جغرافية طبيعية مثل مرتفعات الجولان ونهر الأردن وقناة السويس.




    سيناء منقوصة السيادة

    فور احتلالها لسيناء عام 1967 شرعت إسرائيل على الفور في:
    • نهب آبار النفط لسد احتياجاتها المحلية
    • الاستفادة من المطارات والقواعد الجوية التي كانت موجودة آنذاك
    • وضع أجهزة إنذار على الجبال والمرتفعات
    • إقامة خط دفاعي على الضفة الشرقية لقناة السويس عرف باسم خط بارليف
    "
    عام 1967 احتلت إسرائيل سيناء، وعام 1973 استعادت مصر جزءا منها، وعام 1979 وبعد معاهدة السلام مع إسرائيل استعادتها على مراحل، ولكن وفقا لشروط المعاهدة لا تمتلك مصر حرية تسليح سيناء
    "
    هذه الأمور مجتمعة أفادتها عسكريا وإستراتيجيا فحسنت من قدرتها على المناورة بقواتها، وأصبح بمقدورها مهاجمة مصر في العمق فطالت طائراتها الكثير من المنشآت العسكرية والمدنية والاقتصادية (مطارات، مصانع، مدارس،.. إلخ) إلى أن تمكن الجيش المصري من الحد من هذه الهجمات وذلك بعد تمكنه من بناء حائط صواريخ على القناة بمساعدة الاتحاد السوفياتي.

    وعلى الرغم من استعادة مصر جزءا من سيناء في حرب عام 1973 والأجزاء الأخرى بالمفاوضات التي أعقبت ذلك سواء في كامب ديفد عام 1978 وما تلاها من توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 أو بالتحكيم الدولي عام 1988 واستعادة آخر ما تبقى (طابا) عام 1989، فإن هذه الاستعادة -كما سبق القول- غير مكتملة السيادة، وهو ما يعني أن هزيمة 1967 لا تزال تلقي بتداعياتها على الشأن المصري حتى الآن.

    فطبقا لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وملاحقها (1، 2، 3) فإنه:
    • محرم على الجيش المصري تسليح سيناء بالعتاد الحربي الذي يريده والذي يضمن لها السيادة والحماية الكاملة، وكل ما يوجد هناك بدءا من أعداد الجنود ونوعيات ما يحملونه من أسلحة مقرر سلفا في المعاهدة وخاضع لمراقبين دوليين تابعين للأمم المتحدة ومن غير الجائز تغييره إلا بموافقة الطرفين وبتصديق من برلمانهما.
    • وفي عموم سيناء ممنوع على المصريين إقامة مطارات أو موانئ حربية، وأن سيناء كلها مقسمة إلى خطوط ومناطق أمنية، ويتم وفقا للمعاهدة وضع أعداد معينة بأسلحة محددة من القوات المصرية في كل منطقة أو خط أمني.
    وقد التزمت الحكومات المصرية المتعاقبة بتنفيذ ما ورد في هذه المعاهدة، حتى إنه حينما قالت إسرائيل إن عمليات تهريب الأسلحة من سيناء إلى الأراضي الفلسطينية عبر غزة قد ازدادت طالبة من الحكومة المصرية زيادة أعداد قواتها لمراقبة الحدود بواقع 750 جنديا فقط، اشترطت مصر أن يتم ذلك بتوقيع بروتوكول إضافي يلحق بمعاهدة السلام وأن يصادق عليه الكنيست، وهو ما تم بالفعل في سبتمبر/ أيلول 2005 بأغلبية ‏53‏ صوتا مقابل ‏28‏.‏

    أما طابا (كلم2 واحد) الواقعة شمال خليج العقبة والتي استعادتها مصر بالتحكيم الدولي عام 1988 واستلمتها عام 1989، فإنه ووفقا لقرار القضاة الدوليين مسموح للإسرائيليين بدخولها دون تأشيرة دخول مدة 48 ساعة.



    ولا تزال تلك الأوضاع على حالها حتى الآن، أرض غير مكتملة السيادة، ووجود إسرائيلي في منتجع طابا تحت لافتة السياحة بتحكيم دولي.


    الضفة الغربية والقدس الشرقية
    احتلال وتهويد

    "
    كان من تداعيات 1967 احتلال الضفة والقدس الشرقية وتقطيعهما بالمستوطنات وتهويدهما بمحاولات طرد العرب وهدم منازلهم، كما صودرت أراض بلغت نصف القدس الشرقية يوم الرابع من يونيو/ حزيران 1967
    "والحال نفسه تكرر على الجبهة الأردنية، فقد احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (5878 كلم2) عام 1967 وقلصت حدودها مع
    الأردن من 650 كلم إلى 480 كلم (من بينها 83.5 كلم طول البحر الميت).

    وشرعت إسرئيل على الفور في نهب الكثير من ثروات الضفة لا سيما المائية منها، والقيام وبطريقة منهجية بعمليات تهويد للقدس الشرقية.

    واستطاعت باستيلائها على أراضي الضفة تحسين وضعها الإستراتيجي وقدرتها على المناورة العسكرية، وإزالة الخطر الذي كان من الممكن أن يتهددها من وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة الغربية التي تعتبر القلب الجغرافي لفلسطين التاريخية.

    وكان من تداعيات ذلك:
    • السيطرة على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (حوالي 70 كلم 2) والتحكم في مقدساتها الإسلامية كالمسجد الأقصى وقبة الصخرة.
    • إخضاع 2.5 مليون فلسطيني لسيطرتها. (تقديرات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني عام 2006).
    • زيادة أعداد المستوطنين وبناء المستوطنات التي ابتلعت مساحات كبيرة من أراضي الضفة والقدس حتى وصل عدد المستوطنين الآن 260 ألفا بالضفة و185 ألفا بالقدس الشرقية (وفقا للمصدر السابق).
    • ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية في يوليو/ تموز 1967 ثم إعلانهما بقرار من الكنيست عاصمة موحدة وأبدية في يوليو/ تموز 1980.
    • العمل وبالتدريج على تنفيذ سياسة تهويد للقدس وطرد للسكان العرب وهدم للمنازل والأحياء العربية، ومصادرة للأراضي حتى بلغ مجموع ما صادرته من تلك الأرض ما يقارب نصف المساحة التي كانت عليها القدس الشرقية في الرابع من يونيو/ حزيران 1967.
    الجولان.. احتلال ونهب للثروات

    أما على الجبهة السورية وبعد هزيمة الجيش السوري، فقد استولت إسرائيل على 1158 كلم 2 من إجمالي مساحة هضبة الجولان البالغة 1860 كلم 2.

    وحقق استلاؤها على تلك الهضبة مزيدا من المكاسب الإستراتيجية التي كانت تحلم بها وذلك لما تتميز به الجولان من تضاريس تجعلها مرتفعة عن سطح البحر حيث تستند إلى جبل الشيخ من جهة الشمال ووادي اليرموك من الجنوب، وتشرف إشرافا مباشرا على الجليل الأعلى وسهلي الحولة وطبريا. وكانت إسرائيل قبل الخامس من يونيو/ حزيران تعتبر الوجود العسكري السوري فيها مدعاة لتهديد مناطقها الشمالية.

    وشرعت إسرائيل في تجهيز نقاط عسكرية في تلك الأماكن ومن أهمها ما أعدته في جبل الشيخ من حصن عسكري على ارتفاع 2224 مترا عن مستوى سطح البحر، كما أقامت كذلك قاعدة عسكرية جنوب الجولان.



    وقد أضافت الجولان لإسرائيل عمقا دفاعيا تأكد به إبعاد الخطر المباشر عن مناطقها الحيوية الآهلة بالسكان وجعل القوات الإسرائيلية نفسها مصدر تهديد للعاصمة السورية دمشق عبر محور القنيطرة دمشق وكذلك عبر محاور حوران.

    ولا تزال إسرائيل -حتى اليوم ورغم مرور أربعين عاما- تحتل الجولان، ولم تستطع سوريا في حرب عام 1973 تحريرها، ولا تزال تداعيات هذا الاحتلال تتوالى.

    فممن تم تهجيره من أهالي الجولان ما يقارب 100 ألف نسمة لا يزالون يعانون المشكلات الناجمة عن النزوح عن ديارهم، وقد بلغ عددهم الآن حوالي 170 ألفا يسكن معظمهم العاصمة دمشق.

    أما من بقي منهم في الجولان فيتراح عددهم بين 17 و20 ألف نسمة يعيشون في أربع قرى رئيسية ويعمل أغلبهم بالرعي والزراعة، فيخضعون للقانون الإسرائيلي الذي صدر من الكنيست عام 1981 تحت عنوان قانون مرتفعات الجولان.

    وكما فعلت من قبل بالضفة الغربية والقدس الشرقية، فقد شجعت اليهود على الاستقرار في الجولان حتى بلغ عددهم الآن -وفقا للمصادر الرسمية الإسرائيلية- حوالي 18 ألف مستوطن يقيمون في 33 مستوطنة.

    ولم يتوقف يوما منذ أربعة عقود النهب الإسرائيلي لموارد الجولان الطبيعية وخيراتها الزراعية.

    فالمستوطنون يزرعون حوالي 80 كلم 2، ويستفيدون من معظم المراعي البالغة مساحتها 500 كلم 2.

    كما نشطت شركات السياحة الإسرائيلية في استغلال ذلك لدرجة وصلت نسبة إشغال الغرف السياحية المستثمرة لحسابها حوالي 100 ألف غرفة، وبلغت أعداد السائحين للجولان سنة 2006 قرابة مليوني سائح.

    وتستغل إسرائيل الجولان صناعيا حيث أقامت هناك منطقة صناعية يعمل فيها أكثر من ألف عامل إسرائيلي.

    أما عن الثروات المائية فهي من أهم ما تستغله إسرائيل من موارد الجولان الطبيعية، حيث تستولي على مياه نهري اليرموك وبانياس وتستفيد منهما في الشرب والزراعة.

    وفي العموم يمكن إجمال ما تستفيده إسرائيل من خيرات الجولان المحتل في الجدول التالي:


    استفادة إسرائيل من خيرات الجولان (*)

    الصنف
    من احتياجات السوق
    المياه المعدنية
    50%
    اللحوم
    41%
    الألبان
    6%
    الذرة
    23%
    الكروم المعد
    لصناعة الخمور21% للاستهلاك داخل إسرائيل،
    38% من جملة ما تصدره
    التفاح
    30%
    الكمثرى
    41%
    الكرز
    50%
    المانجو
    32%


    كل هذه النتائج العسكرية والإستراتيجية والاقتصادية التي أسفرت عنها هزيمة يونيو/ حزيران 1967 من غير المؤكد -على الأقل في المستقبل المنظور- أن تتوقف تفاعلاتها، لأن اختلال موازين القوى الناجم عن تلك الحرب لا يزال متحكما في الكثير من معادلات المشهد السياسي العربي حتى الآن.


    _______________
    الجزيرة نت

    المصادر:

    1- Israel Ministry of Foreign Affairs, Peace Treaty between Israel And Egypt https://www.israel-mfa.gov.il/ وانظر أيضا ترجمة لنفس المعاهدة وملاحقها في موسوعة مقاتل على الإنترنت.
    2- الجدول الخاص بمساحات الأرض المحتلة عام 1967: الموسوعة السياسية والعسكرية، فراس البيطار، الجزء الخامس، النتائج العامة للحرب العربية الصهيونية الثالثة 1967، ص 1758-1761، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط 1، 2003.
    3- المعلومات الأساسية المتعلقة بالمساحات الجغرافية الحالية وأعداد السكان والموارد الطبيعية... انظر:
    West Bank, Columbia Encyclopedia, Sixth Edition
    https://www.infoplease.com/ce6/world/A0851886.html
    4- الجولان السوري المحتل.. تاريخ وجذور، رسالة ماجستير، نبيل السهلي، عرض كتاب، موقع الجولان لتنمية القرى العربية. https://www.jawlan.org/ وكذلك فيما يتعلق بالإحصائيات المتعلقة بالجولان، انظر https://lcweb2.loc.gov/frd/cs/profiles/Syria.pdf
    5- الجدول الخاص بالإحصائيات المتعلقة بحجم ما تستفيده إسرائيل من المنتجات الزراعية والحيوانية الناجمة عن استغلالها لأراضي الجولان، انظر: المكتبة اليهودية عبر الرابط التالي: Economic Data Summary - Golan Heights
    https://www.jewishvirtuallibrary.org
    6- حجم الخسائر البشرية والعسكرية على الجانب العربي، تم اعتماد ما اشتهر من أقل رقم وأعلى رقم في الكتب التالية: مذكرات القادة الميدانيين الإسرائيليين والعرب المشاركين في حرب 1967 مثل أرييل شارون، محمد فوزي، سعد الدين الشاذلي، عبد المنعم واصل. وكتب محمد حسنين هيكل 1967 الانفجار و1973 السلاح والسياسة ووقائع تحقيق سياسي، وكتاب أمين هويدي الفرص الضائعة. وموسوعتا: مقاتل من الصحراء للأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية بالمملكة العربية السعودية، والموسوعة العسكرية لفراس البيطار.

    المصدر:الجزيرة



    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 10th December 2009, 09:25 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    إسرائيل بين حرب 67 واليوم



    اقتباس
    إسرائيل بين حرب 67 واليوم

    في كتابه الشامل الذي كتبه عن حرب حزيران 1967 والذي أطلق عليه اسم "1967" يقول المؤرخ الإسرائيلي توم سيغف واصفاً مشاعر الإسرائيليين عشية تلك الحرب قائلاً:
    "لقد رأى الإسرائيليون أنفسهم جزءاً من العالم الغربي، وبناء على ذلك صاغوا أمانيهم في الحياة وبنوا توقعاتهم من دولتهم. لقد أكثر الإسرائيليون في حينه من السفر خارج البلاد، وقاموا بشراء أجهزة تلفزيون قبل أن يبدأ التلفزيون الإسرائيلي بث برامجه".
    عاش الإسرائيليون منذ حرب 1956 حالة من الثقة وآمنوا بأن الحياة تبتسم لهم. كانت إسرائيل، منتصف الستينيات دولة تتقدم باضطراد من إنجاز إلى إنجاز في كل مجالات الحياة تقريباً... كانت قراءة الصحف الإسرائيلية في حينه تثير الفخر والاعتزاز في نفوس الإسرائيليين.
    صحيفة معاريف أفادت بأن إسرائيل ستنضم لخطة الفضاء الفرنسية الطامحة لإقامة شبكة اتصالات تعمل بواسطة القمر الصناعي. أما صحيفة هآرتس فقد اقتبست من أقوال عالم معروف أرنست دافيد برغمان الذي قال بأن هناك أساساً لخطة فضائية إسرائيلية.
    إسرائيل قبل حرب 1967
    إسرائيل بعد حرب 1967


    إسرائيل قبل حرب 67
    ما من شك بأن وصف سيغف طموحات الإسرائيليين وتقديرهم لأنفسهم -عشية حرب 1967- يمكن أن يكون بوصلة لفهم سلوك الإسرائيليين أثناء الحرب وبعدها، بل ومعياراً لقياس مدى تغلغل الأفكار السائدة للزعماء ومصممي الرأي العام الإسرائيليين في نفوس الإسرائليين العاديين.
    فقد اعتمدت هذه الأفكار على أساسين بارزين وهما:
    1. تصوير إسرائيل على أنها دولة غربية نيرة.
    2. التميّز الكيفي عن شعوب المنطقة علمياً وحضارياً.
    "
    لقد مررنا بفترة ألفي عام حتى استطعنا أن نكون جزءا عضوياً من الحضارة الأوروبية الغربية. ليس بإمكاننا الآن أن نعيد عجلة التاريخ إلى الوراء ونقبل بحضارة اليمن والمغرب والعراق
    حاييم هزاز
    أديب إسرائيلي
    "
    إسرائيل دولة غربية
    "إسرائيل دولة غربية نيّرة تعيش في محيط من الدول العربية الشرقية الدكتاتورية والمتخلفة".
    من هذا المنطلق رأى الإسرائيليون أنفسهم جزءاً من العالم الغربي وسعوا بكل ما أوتوا من قوة لأن يستوعبوا في هذه المنظومة المتقدمة من النواحي الحضارية والثقافية والقيمية والعلمية والتكنولوجية.
    وواكب هذا السعي تثبيت لهيمنة النخب الإشكنازية (اليهود من أصل أوروبي) على المواقع المؤثرة في المؤسسات الفاعلة في المجتمع الإسرائيلي. حيث قوبل هذا التثبيت برضوخ وقبول شبه تام من اليهود ذوي الأصول الشرقية الذين قبلوا مرغمين بدونية حضارتهم وحاولوا التنصل منها إما لكونها حضارة عرفتها النخب في إسرائيل على أنها "حضارة عدو" أو لأنهم رغبوا بالاندماج في الحياة العامة للمجتمع الإسرائيلي والتي حدد معالمها وآليات عملها أناس انتموا للنخب الإشكنازية آنفة الذكر.
    بعض اليهود الشرقيين عمد إلى عبرنة أسمائهم بشكل لا يذكّر بماضيهم الشرقي "فتال" أصبح "شاحل"، "بن أبو" أصبح "بن عامي" وهكذا.. أما سيرتهم الحياتية في المأكل ولهجة الكلام والغناء فقد مارسوها بشكل مزدوج، ففي بيوتهم تصرفوا حسبما كانوا يتصرفون في البلاد التي قدموا منها، أما في الحيّز العام فقد مالوا إلى تقليد النخب الإشكنازية المهيمنة.
    لم يخف أعضاء هذه النخب آراءهم بالنسبة لهذا الموضوع بل جعلوها شرطاً أساسياً من شروط نجاح فكرة "فرن الصهر" الذي نادى به بن غوريون لصياغة أوليات هوية المجتمع الإسرائيلي الجديد.
    فالأديب حاييم هزاز -على سبيل المثال- أعلن بشكل واضح "ليس بوسعنا أن نكون شعباً شرقياً" مفسرا هذا الإعلان بقوله " لقد مررنا بفترة ألفي عام حتى استطعنا أن نكون جزءا عضوياً من الحضارة الأوروبية الغربية. ليس بإمكاننا الآن أن نعيد عجلة التاريخ إلى الوراء ونقبل بحضارة اليمن والمغرب والعراق".
    أما الكاتب شبتاي طبيت فقد حذّر من وضع تزداد فيه نسبة اليهود من أصل شرقي الشيء الذي سيؤدي -حسب رأيه- لانخفاض معدل المستوى الثقافي والعلمي، وذلك يعني "الاقتراب من معدلات شعوب المنطقة والابتعاد عن المستوى العالي للثقافة الغربية".
    فالدعوة للحفاظ على إسرائيل جزءاً من الحضارة الغربية لم يكن تعلقاً بهذه الحضارة بقدر ما هو رغبة بالابتعاد عن حضارة المجال وعدم الانخراط فيها.
    بل يمكن القول إن ذلك غذى مشاعر الإسرائيليين بالتفوق من خلال تبني حضارة الغرب والاستعلاء على حضارة المجال، حتى أولئك القلائل من بين اليهود الشرقيين الذين انضموا للحزب الشيوعي وأحزاب وحركات معارضة أخرى محاولين من خلالها ممارسة الاحتجاج على سياسات القمع والطمس التي مارستها مؤسسات الدولة تجاههم، خف صوتهم عشيّة حرب حزيران بل انضوى معظمهم في أذرعة السلطة كموظفين ومعلمين وكتاب ومحاضرين جامعيين قابلين إلى حد كبير مقتضيات وقواعد اللعبة التي صاغها رجال النظام ومؤسسات الدولة.
    من الجدير ذكره هنا أن معظم مصممي الرأي العام الإسرائيلي في تلك الفترة حاولوا التأكيد على فكرة كون إسرائيل "واحة الديمقراطية" الوحيدة في الشرق الأوسط، ومحاولة تسويقها خاصة فيما يتعلق بصورة تعاملهم مع الأقلية العربية الفلسطينية التي بقيت في حدود دولة إسرائيل بعد نكبة عام 1948.
    التميز الكيفي حضاريا
    واعتمد الإسرائيليون في تقديرهم لذاتهم أيضا على الدعوة لتفضيل الكيفية النوعية وتجاهل البعد الكمّي.

    فأحد أهم الميّزات التي تمتعت بها الحركة الصهيونية في سعيها لإقامة إسرائيل والتي تباهى بها دافيد بن غوريون في أكثر من مناسبة، هي التميّز الكيفي عن شعوب المنطقة علمياً وحضارياً.
    وقد أقر في تصريحاته تلك بوجوب الحفاظ على هذا التفوق واستخدامه في سبيل صناعة القوة العسكرية الرادعة التي رأى بها الضمان الأساسي لاستمرارية بقاء الدولة التي أعلن عن إقامتها في مايو / أيار 1948.
    ومع إدراكه للتفوق الهائل للطرف العربي من حيث الموارد البشرية والطبيعية فقد رأى أن يلجأ الطرف الإسرائيلي إلى رفع المستوى الكيفي للموارد البشرية المتوفرة لديه، والسعي لتعويض النقص في الموارد الطبيعية من خلال تطوير العلوم الدقيقة والتكنولوجيا المتطورة.
    وتم الربط بين الطموح للتميز والسعي الدائب لبناء قدرة عسكرية متطورة ذات مستوى كيفي عال يضمن حدا من الردع للجوار العربي بشكل يجعله يفكر مليا قبل المبادأة بأي هجوم.
    وولد هذا الربط أنماط تفكير وطموحات الأجيال الإسرائيلية الشابة التي كان سقف توقعاتها الانتماء إلى الوحدات العسكرية القتالية الخاصة المبنية على مبدأ الضربات الخاطفة التي تضرب العدو في عصب قوته الأساسي، وتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق النصر السريع بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية والموارد الطبيعية والبنى التحتية.
    أما الوحدات العسكرية التي تهافت عليها المتجندون الجدد فكانت وحدات المظلات وسلاح الجو والقوات الخاصة التي كانت القدوة في هذا الجانب لأن قادتها الميدانيين كانوا قد بدؤوا حياتهم العسكرية -على الأغلب- في وحدات الهاغناه التي اصطلح على تسميتها بوحدات البالماح.
    بناء على كل ما تقدم يمكننا القول إن الإسرائيليين دخلوا حرب يونيو/ حزيران 1967 وهم في حال من المعنويات المرتفعة والثقة الكبيرة وذلك على عكس ما يشاع عن حالات الهلع والخوف عشية الحرب، وإن كانت حالات من هذا القبيل قد حصلت وقد تم تضخيمها في وسائل الإعلام فإنها -بطبيعة الحال- لا تستطيع أن تنبئ بتفشيها في الأوساط العامة أو أوساط القوى الفاعلة على وجه الخصوص والتي دخلت الحرب بأعصاب باردة وثقة من نجاح الحرب الخاطفة التي كانوا بصدد شنها والتي آتت أكلها في الساعات الأولى للحرب.

    إسرائيل بعد حرب 67
    "
    اليوم لم يعد طموح الشباب الإسرائيلي منصباً على الانضمام إلى وحدات النخبة العسكرية المقاتلة، ولم تعد صورة رجال المظلات المنتصرين في حرب يونيو/حزيران 1967 هي الصورة القدوة
    "جاءت نتائج الحرب موافقة لتلك المعنويات والثقة العالية بل إنها زادت من قدرها وأدخلت الإسرائيليين في حالة من نشوة القوة لم يصحوا منها إلا خلال حرب الاستنزاف التي أعادت بعض ماء الوجه للمقاتل العربي وأدخلت شرخاً معيناً في معنويات الجيش الإسرائيلي، علماً بأن هذا الشرخ أضحى صدعاًًً بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 والتي فاجأت مصر وسوريا إسرائيل فيها بهجوم مباغت، وعبر الجيش المصري قناة السويس واقتحم بعدها قلاع خط بارليف الحصين.

    أضافت حرب يونيو/ حزيران مساحات شاسعة من الأراضي للسيطرة الإسرائيلية بشكل عدّل الكثير من الحسابات الإستراتيجية، وقلّل إلى حد كبير مخاوف أولئك الذين ضايقتهم -إلى حد كبير- المسافة الضئيلة (12 كلم) بين طولكرم وشاطئ البحر المتوسط، وتحدثوا مراراً وتكراراً عن ضرورة معالجة نقطة الضعف هذه من خلال توسيع العمق الإستراتيجي الإسرائيلي بشكل يجعله عمقاً آمناً.
    لكن هذا التحسن في العمق الإستراتيجي واكبه تدهور في صورة "الدولة الديمقراطية الغربية النيرّة " وذلك بعد أن أصبحت تحكم ملايين أخرى من الفلسطينيين وتتعامل معهم كدولة احتلال.
    كما أن تحسين الوضع الجغرافي الإستراتيجي تعدى هذه المرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المباشر إلى سيطرة على أراض دول عربية أخرى هي مصر وسوريا، الشيء الذي وسّع دائرة الصراع وعمّق حالة العداء على المستوى العربي العام.
    لكن ثمة تغييرات داخلية إسرائيلية غيّرت إلى حد بعيد الأسس التي حرصت إسرائيل على إقامة دولتها عليها، أي التغرب والتميز الكيفي.
    تباطؤ التغرب وضعف الثقة
    فالسعي للتغرب تباطأ بعد استيقاظ اليهود من أصل شرقي وإطاحتهم بحكومة حزب العمل الوريثة الشرعية لحزب مباي الذي أذاقهم الأمرين، ومنذ ذلك التاريخ ووزنهم السياسي وتأثيرهم يعلو باضطراد رغم أنهم لم يفلحوا حتى الآن بكسر الهيمنة الإشكنازية بشكل تام. مع ذلك فإن ظهور حزب شاس وترسيخ أفكاره في أوساط اليهود الشرقيين وضع علامات استفهام كثيرة حول مدى "غربية" الدولة.
    وقد أضيف لذلك قدوم موجات هجرة جديدة من الروس والإثيوبيين، وقد سببت هذه الهجرات -على أقل تقدير- المزيد من الخروق في النسيج الاجتماعي المكون للمجتمع الإسرائيلي، وزادت إلى حد كبير نسبة أولئك الذين لا يمكن اعتبارهم جزءاً من الدولة الغربية المأمولة.
    ومع ازدياد قدرة هؤلاء على إيصال عدد أكبر من أعضاء الكنيست إلى البرلمان والضغط من هناك لنيل مصالح حزبية وقطاعية، ضعفت إلى حد كبير البنية السياسية الإسرائيلية وقلّت قدرة ممثلي "النظام القديم" على المناورة وتنفيذ سياسة تخدم المصالح العامة للمجتمع الواحد، الشيء الذي انعكس بلا شك على ثقتها بنفسها وثقتها بأنها تمثل الإجماع العام للمجتمع الإسرائيلي.
    وقد واكب هذه التطورات استشراء حالات الفساد السياسي والفضائح الأخلاقية لبعض الزعماء: فثلاثة رؤساء حكومات ورئيس دولة وعدة وزراء وموظفين كبار اتهموا في العقد الأخير بأعمال شائنة أو مخالفة للقانون، وهي أمور أساءت كثيراً للثقة بين الرأي العام والفعاليات السياسية، وأضعفت إلى حد كبير قدرة المنظومة الإسرائيلية الحالية على الفوز بالثقة التامة من الجمهور كما كان الأمر عشية حرب 1967 وأثناءها.
    إخفاق أساس التميز
    أما فيما يتعلق بالأساس الثاني التميّز الكيفي والنوعي فقد أصابه الكثير من الإخفاقات:
    • على جبهة الصراع مع الفلسطينيين الذي كان قد دخل عام 1987 مرحلة جديدة بصيغة صراع بين جيش إسرائيلي منظم وانتفاضة شعبية لا زالت تتطور وتتفاعل حتى يومنا هذا.
    • وعلى جبهة التورط في لبنان منذ عام 1978 ومن ثم الخروج منه بشكل لم يضف كثيراً للمعنويات الإسرائيلية عام 2000، إلى أن جاءت حرب صيف 2006 وما كان لها من تأثيرات سلبية هائلة على مستوى المعنويات والثقة بالنفس، حيث كان أهم تجلياتها إعادة النظر في قضية التفوق النوعي الإسرائيلي على الطرف العربي والتي دأب الزعماء ومصممو الرأي العام في إسرائيل على صياغتها تلك السنوات الطويلة.
    لم يعد طموح الشباب الإسرائيلي منصباً على الانضمام إلى وحدات النخبة العسكرية المقاتلة كما كان الأمر من قبل، ولم تعد صورة رجال المظلات المنتصرين في حرب 67 والتي علقت في معظم بيوت الإسرائيلييين بعد الحرب هي "الصورة القدوة" التي تثير انفعاله كلما نظر، وتثير رغبته بتكرارها بشكل شخصي.
    صحيح أن المجتمع الإسرائيلي زاد تطرفاً وتفكيراً بحلول القوة في السنوات الأخيرة، ولكن إيمانه بالقدرة على تنفيذها أقل بكثير مما كان عليه عشية حرب 67.
    والأهم من ذلك كله هو تضاؤل الثقة العمياء التي منحها الإسرائيليون لجيشهم وقدرته على الردع والحسم السريع، وتكاثر أصوات المشككيين بقدرة هذا الجيش على تكرار ما فعله عام 1967، حتى أن بعض المحللين العسكريين وصف ما حصل حينذاك من نصر خاطف وحاسم بالمعجزة التي لا يمكن تكرارها.
    ولقد أثبت تطور الصراع في الشرق الأوسط والتفاعلات الداخلية الإسرائيلية -منذ ذلك التاريخ- صدق هذه المقولة، فيما ثقة الإسرائيليين بقدرة زعاماتهم وجيشهم لم تعد كما كانت بالماضي بل هي أقل بكثير.
    ______________
    باحث وأكاديمي من عرب 48


    المصدر:الجزيرة


    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 10th December 2009, 09:27 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    مسار الحروب العربية الإسرائيلية وحرب 67




    اقتباس

    مسار الحروب العربية الإسرائيلية وحرب 67

    سبقت حرب النكسة عام 1967 حربان وأعقبها ثلاث أخرى، وذلك بالأخذ بالاعتبار قاعدة معلومات كوسيمو لتصنيف الحروب، مع الإشارة إلى أن بعض الأزمات العنيفة سقطت في بعضها خسائر فادحة في الأرواح والأرض بما لا يحصل عادة بالحروب. والجامع بين الحروب آنفة الذكر أن السبب الأساسي لنشوبها هو ظهور الكيان الإسرائيلي وسط المنطقة العربية.
    حروب ما قبل هزيمة 67
    حروب ما بعد هزيمة 67


    حروب ما قبل هزيمة 67

    حرب 1948
    أول حرب كانت للعرب بعد ولادة الدولة العربية الحديثة، حرب عام 1948، والتي اعتبرها العرب "نكبة" فسموها حرب النكبة، ويطلقون عليها أيضا حرب فلسطين، أما الإسرائيليون فسموها "حرب الاستقلال".
    وقد نشبت عقب إعلان قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين يوم 15 مايو/ أيار 1948 حيث قامت قوات خمس دول عربية (مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق) بدخول فلسطين لمنع قيام الدولة العبرية على أرض فلسطين، واستمرت العمليات العسكرية حتى يناير/ كانون الثاني 1949 بعد أن سيطرت إسرائيل عمليا على الأجزاء التي أعطاها إياها قرار التقسيم 194 وأكثر منها.
    وفي ذاك التاريخ ولدت مسألة اللاجئين بخروج أكثر من 400 ألف فلسطيني من ديارهم، ليبدأ الصراع العربي الإسرائيلي.
    حرب 1956
    "
    النصر السياسي عام 1956 الذي ساهم في دفع الثقة بالقدرة على المواجهة في مصر والمنطقة العربية من ورائها أصبح مستهدفا من إسرائيل ومن أكثر من طرف دولي، وانتكس في حرب عام 1967
    "
    الحرب العربية الثانية، وتعرف دوليا باسم "حرب السويس" وتسمى في العالم العربي "العدوان الثلاثى".

    أما سببها فهو تأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس، إثر رفض البنك الدولي –بإيعاز أميركي– تقديم قرض لمصر لبناء السد العالي مما أدى إلى قيام كل من فرنسا وإنجلترا بالتنسيق مع إسرائيل، بشن هجوم شامل على مصر بدأ يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1956 بدخول القوات الإسرائيلية إلى سيناء، وتدخلت فرنسا وإنجلترا بذريعة التدخل لحماية الملاحة في منطقة القناة واحتلت بورسعيد.
    ولكن الضغط الدولي عموما والسوفياتي خصوصا -حيث إن الأخير هدد باستعمال القوة لرد الغزاة- إضافة إلى المقاومة المصرية، كلها أدت إلى إنهاء العمليات يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم انسحاب بريطانيا وفرنسا من بورسعيد يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 1956، ثم انسحاب إسرائيل يوم 6 مارس/آذار عام 1957 من سيناء إلى ما وراء خط هدنة 1949، وتحقق مصر انتصارا سياسيا بفشل العدوان في تحقيق أهدافه برغم الخسارة العسكرية.
    ولكن هذا النصر الذي ساهم في دفع الثقة بالقدرة على المواجهة في مصر والمنطقة العربية من ورائها، أصبح مستهدفا من إسرائيل ومن أكثر من طرف دولي، فانتكس في حرب عام 1967 بهزيمة الجيوش العربية وأطلق على هذه الحرب حرب "النكسة"، أي النكسة بعد النصر، وهي الحرب الثالثة بين العرب وإسرائيل.

    حروب ما بعد هزيمة 67
    إن مما يجمع بين الحروب العربية الإسرائيلية عموما وما بعد حرب 67 خصوصا أن أهم نتائجها كان المزيد من قضم مساحة العالم العربي لإسرائيل، أو إقرار إسرائيل على بعضها.
    أما ما تتميز به حرب 67 خاصة عما قبلها وسرى على ما بعدها، فهو كثرة الجدل حول معنى الهزيمة والنصر، حتى أن اسم "النكسة" اشتق من هذا الجدل المبكر حيث أن هناك من رأى في معاني "النكسة" ولو لغة ما هو دون الهزيمة.
    واستمر هذا الجدل مع كل الحروب التالية، واستمر التساؤل حتى حرب يوليو/ تموز الأخيرة في لبنان، هل هزمنا في الحرب؟ هل خرجنا من الهزيمة؟ هل انتصرنا؟، ولكل جوابه.

    حرب 1973
    الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة، والأولى بعد حرب 67، تعرف عربيا باسم حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول أو العاشر من رمضان، بينما تطلق عليها إسرائيل "حرب يوم كيبور" (أو عيد الغفران). فقد قامت القوات المصرية والسورية في إطار خطة عسكرية مشتركة، بشن هجوم مفاجئ ضد القوات الإسرائيلية في سيناء والجولان، تحطمت على إثره خطوط الدفاع الأولى الإسرائيلية.

    وتمكنت القوات المصرية من تثبيت مواقعها على مسافة 15-20 كلم شرق قناة السويس، وتقدمت القوات السورية إلى عمق هضبة الجولان إلا أنها تراجعت إلى خطوط 5 أكتوبر/ تشرين الأول مرة أخرى، ثم تداخلت أوضاع القوات بصورة درامية على الجبهة المصرية حيث استطاعت قوات إسرائيلية النفاذ -من خلال ثغرة سميت ثغرة الدفرسوار- إلى غرب قناة السويس ومحاصرة القوات المصرية شرقها، الأمر الذي ساهم في توقف إطلاق النار في الأيام الأخيرة من أكتوبر/ تشرين الأول، لتبدأ في أعقابها مفاوضات فض الاشتباك والتي انتهت بتوقيع اتفاقية الفصل بين القوات يوم 17 يناير/كانون الثاني 1974.
    والمفاوضات التي أعقبت هذه الحرب فتحت الباب أمام التحول التاريخي في مصر بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، والخروج من الصراع العسكري مع إسرائيل.
    فيما هدأت الحدود السورية الإسرائيلية منذ ذلك الوقت حتى اليوم، ولم تشهد أي أزمات عنيفة فضلا عن الحروب، فيما استمر التوتر العسكري المحدود بين لبنان وإسرائيل متداخلا مع الحرب الأهلية اللبنانية.
    وكان سلاح النفط قد استعمل في هذه الحرب لأول وآخر مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث فرضت الدول العربية المنتجة للنفط حظرا على الدول التي ساندت إسرائيل مما تسبب بأزمة طاقة عالمية في سبعينيات القرن الماضي.
    ونتائج هذه الحرب برغم الحديث عن "النصر" فيها لم تخفف من حدة آثار هزيمة 67، حيث إن دوي الأخيرة في ذكراها بقي أعلى صوتا من كل الاحتفالات بذكرى "انتصار أكتوبر".
    حرب 1982
    "
    بعد حرب 1982 انتقلت البندقية من يد المقاومة الفلسطينية -التي خرجت من بيروت- إلى يد المقاومة اللبنانية، ثم انحصرت بعد اتفاق الطائف بيد المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله
    "
    وتعرف باسم حرب لبنان أو غزو لبنان، لقيام القوات الإسرائيلية بغزو لبنان لتدمير قواعد منظمة التحرير الفلسطينية بحسب زعمها، ولقيت مواجهة من القوات اللبنانية والفلسطينية المشتركة، كما شاركت فيها القوات السورية التي انسحبت تحت وقع الضربات الإسرائيلية نحو أراضيها ونحو المناطق اللبنانية القريبة من حدودها.

    وانسحبت القوات الإسرائيلية نحو الجنوب اللبناني بعد التوصل إلى اتفاق بشأن خروج "القوات الفلسطينية" من لبنان، وبعد تفاقم أعمال المقاومة ضدها. وكان من أهم نتائج هذه الحرب قيام إسرائيل بتوسيع "الشريط الحدودي" الذي كانت قد احتلته في جنوب لبنان عام 1978 بالعملية التي أطلق عليها اسم عملية الليطاني.
    ولم تنفصل هذه الحرب عن مسار الحرب الأهلية اللبنانية حيث وقفت بعض المليشيات اللبنانية وتحديدا في المناطق المسيحية إلى جانب إسرائيل في مواجهة ما كان يطلق عليها اسم القوى الوطنية والفلسطينية التي كانت تتمركز في المناطق الإسلامية غرب بيروت.
    وبعد هذه الحرب انتقلت البندقية من يد المقاومة الفلسطينية -التي خرجت من بيروت- إلى يد المقاومة اللبنانية، ثم انحصرت بعد اتفاق الطائف بيد المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله، والتي توجت انتصارها بانسحاب إسرائيل من الشريط الحدودي جنوب لبنان عام 2000، وانكفأت إلى منطقة غير مأهولة بالسكان تسمى مزارع شبعا، وتقع على الحدود اللبنانية السورية ولا زالت غير مرسمة بحسب المعايير الدولية.
    حرب تموز 2006
    سمتها إسرائيل رسميا بعد انتهائها بالحرب اللبنانية الثانية واشتهرت إعلاميا بحرب تموز، ووقعت يوم 12 يوليو/تموز إثر قيام المقاومة الإسلامية الذراع العسكري لحزب الله بعملية عسكرية عبر الحدود اللبنانية أدت لمقتل ثمانية جنود وأسر جنديين إسرائيليين، وسمى حزب الله العملية بالوعد الصادق في دلالة على صدق أمينه العام حسن نصر الله في خطف جنود لمبادلتهم مع المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائلية.
    وكان رد إسرائيل العسكري عنيفا جدا معتبرة فعل حزب الله حربا من لبنان عليها، فقامت قواتها بعبور الحدود اللبنانية لأول مرة منذ انسحابها عام 2000. فيما قام سلاح الطيران بقصف الجنوب اللبناني واستهدف بشكل مكثف ضاحية بيروت الجنوبية التي تمثل الخزان البشري لحزب الله، واستهدف الجسور والطرق في معظم المناطق اللبنانية بذريعة قطع سبل إمداد المقاومة في الجنوب.
    أما المقاومة الإسلامية فقامت بقصف صاروخي لمنشآت ومواقع عسكرية ومدنية حيوية في إسرائيل ووصل مداها إلى حيفا في العمق الإسرائيلي، وهدد الحزب بأن يستهدف تل أبيب نفسها إذا قصفت العاصمة بيروت.
    ورغم التفوق العسكري لإسرائيل فإن قادتها فشلوا في تحقيق أهدافهم التي أعلنوها أثناء الحرب وهي استعادة الجنديين ووقف الصواريخ والقضاء على حزب الله، وانتهت الحرب بالقرار الدولي رقم 1701 الذي صدر يوم 15 أغسطس/آب وجاء في بعضه الدعوة لانسحاب إسرائيل إلى ما وراء الخط الأزرق، وابتعاد المقاومة وانسحابها إلى ما وراء نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني وقوة أممية مكانها، وهو ما حصل.
    ________________
    الجزيرة نت

    المصادر:
    1- أرشيف الجزيرة نت
    2-
    قاعدة بيانات كوسيمو أحد المصادر الشهيرة لتصنيف الحروب والأزمات، ووفق قاعدة البيانات التي أعدتها للأزمات والحروب ما بين عامي 1945 و1999 فقد وقعت بين العرب وإسرائيل خمس حروب كبرى، وإذا أضيف إليها حرب 2006 الأخيرة في لبنان فهي ست حروب. وقد أطلقت الجزيرة عليها اسم الحرب السادسة في تغطياتها الإخبارية.
    https://www.hiik.de/kosimo/kosimo1.html.en
    3- انظر الحروب الآنفة الذكر في الموسوعة السياسية والعسكرية لفراس البيطار، والموسوعة السياسية لعبد الوهاب الكيالي
    4- موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، الحرب اللبنانية الثانية 2006.
    https://www.altawasul.net/MFAAR/this+is+israel
    /history/important+events/operation
    +in+the+north+12072006.htm#casualties
    5- موقع الأمم المتحدة، نص القرار 1701.
    https://daccessdds.un.org/doc/
    UNDOC/GEN/N06/465/01/PDF/N0646501.pdf?OpenElement


    المصدر:الجزيرة

    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 10th December 2009, 09:29 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    مسار التفاوض بعد حرب 67



    اقتباس
    مسار التفاوض بعد حرب 67


    لم تحصل أي مفاوضات رسمية بين العرب وإسرائيل قبل النكسة لإيجاد تسوية بين الطرفين، ولعل قرار التقسيم هو الفارقة الوحيدة في هذا الشأن إذا ما اعتبر في أحد وجوهه قرارا أمميا بفتح باب التفاوض، وهو الذي اتهمت إسرائيل العرب برفضه وإضاعة الفرصة فيما أن العرب اتهموها بأنها لم تكن جادة بقبوله.
    وتجدر الإشارة إلى أن الحبيب بورقيبة كان أول حاكم عربي يدعو الفلسطينيين عام 1965 إلى الاعتراف بقرار التقسيم، وهو ما جعله محط انتقاد لاذع من العرب لأنه قبل حرب حرب 67 لم تكن كلمة التفاوض من المسموحات.
    الاتفاقيات المصرية الإسرائيليةالاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيليةالاتفاقيات الأردنية الإسرائيليةاتفاقيات السلام وحرب 67




    الاتفاقيات المصرية الإسرائيلية
    "
    نصت الوثيقة الأولى من كامب ديفد على إجراء مفاوضات حول الوضع النهائي بين الأردن ومصر وإسرائيل خلال ثلاث سنوات حول الوضع النهائي على أن يضم الوفد العربي فلسطينيين ممثلين لقطاع غزة والضفة أو فلسطينيين آخرين
    "
    اتفاقية كامب ديفد (1978)
    اتفاقية كامب ديفد من أهم الاتفاقيات في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، فهي أول اتفاقية رسمية بين دولة عربية وإسرائيل، وأول اعتراف رسمي لدولة عربية بها. وجاءت بعد حرب 1973 التي فتحت باب التفاوض المصري الإسرائيلي، ومن أهم نتائج هذه الاتفاقية خروج مصر عسكريا من الصراع العربي الإسرائيلي.
    وقع الاتفاقية الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن بحضور الرئيس الأميركي جيمي كارتر، وذلك في كامب ديفد، في الفترة من 5 إلى 17 سبتمبر/أيلول 1978.
    وشملت الاتفاقية وثيقتين:
    الوثيقة الأولى:

    وسميت "إطار من أجل السلام في الشرق الأوسط" وحدد الإطار بقراري مجلس الأمن:
    • القرار 242 الذي يدعو (بنصه العربي) إسرائيل للانسحاب من "الأراضي" العربية التي احتلتها في حرب 1967".
    • والقرار 338 الذي صدر بعد حرب 1973 ويدعو لتنفيذ القرار 242، ووقف إطلاق النار والتفاوض بين الأطراف المعنية لإقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
    ونصت على إقامة سلطة تتمتع بحكم ذاتي خلال فترة انتقالية حددت بخمسة أعوام في الضفة الغربية وغزة، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي بمجرد قيام سلطة حكم ذاتي منتخبة.

    كما نصت أيضا على إجراء مفاوضات حول الوضع النهائي بين الأردن ومصر وإسرائيل خلال ثلاث سنوات حول الوضع النهائي، على أن يضم الوفد العربي فلسطينيين ممثلين لقطاع غزة والضفة أو فلسطينيين آخرين.
    الوثيقة الثانية:
    أكدت فيها مصر وإسرائيل نيتهما التوصل إلى معاهدة سلام بينهما خلال ثلاثة أشهر، وأن يتم تنفيذ بنود المعاهدة في فترة بين عامين إلى ثلاثة أعوام من تاريخ توقيع المعاهدة، فيما لو لم يتفق الطرفان على شيء آخر.
    واتفق الجانبان على تسوية الحدود وانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء، وأن لمصر استخدام المطارات التي يخلفها الإسرائيليون للأغراض المدنية، وعلى حرية مرور السفن في خليج وقناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات دولية مفتوحة.
    وحددت الوثيقة عدد الجنود المرابطين من الطرفين على ضفتي الحدود ومواقعهم وعددهم، وكذلك حددت مناطق تمركز قوات الأمم المتحدة.
    كما اتفق على إقامة علاقة طبيعية واعتراف كامل بين الطرفين إثر الانسحاب المرحلي وتوقيع اتفاقية السلام. وحددت الوثيقة فترة انسحاب القوات الإسرائيلية بمدة تتراوح بين ثلاثة وتسعة أشهر من توقيع الاتفاق.
    معاهدة السلام 1979
    وقع المعاهدة في واشنطن الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، وبحضور الرئيس الأميركي (وقتذاك) جيمي كارتر، وذلك يوم 26 مارس/آذار 1979.
    شملت الاتفاقية تسع مواد أنهت الحرب وأعلنت السلام رسميا بين مصر وإسرائيل، وأكدت ما اتفق عليه في كامب ديفد من احترام السيادة والأراضي والانسحاب من سيناء، وضمان أمن الحدود وما يستتبعه من ترتيبات وإقامة علاقات طبيعية وفتح الممرات المائية وغير ذلك.
    ولم تستعد مصر بموجب هذه المعاهدة كامل سيناء ونهائيا إلا سنة 1989، واستعادتها منزوعة السلاح بعد مماطلة إسرائيلية وإحالة القضية من الطرفين إلى محكمة لاهاي الدولية.

    الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية
    بعد حرب الخليج الثانية وقبول العرب بمبدأ الأرض مقابل السلام في محادثات مدريد التي بدأت أواخر أكتوبر/تشرين الأول 1993 نتج عنها اتفاقيات ثنائية على المسارين الفلسطيني والأردني، في حين تعثرت على المسار السوري اللبناني.
    اتفاقية أوسلو 1993
    أول اتفاق رسمي على المسار الفلسطيني عقد سرا في أوسلو (النرويج) وتم توقيعه رسميا في واشنطن يوم 13 سبتمبر/أيلول.
    وكان الوفد الفلسطيني ضمن (الوفد الأردني الفلسطيني المشترك إلى مفاوضات السلام في الشرق الأوسط) ووقعت عليه الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية روسيا الفدرالية بوصفهما شاهدتين.
    وتم التوصل من خلالها إلى اتفاقين اثنين:
    الأول: اعتراف متبادل بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بحق إسرائيل في الوجود وبأن منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثلة الشعب الفلسطيني، وتم توقيعه يوم العاشر من سبتمبر/أيلول في أوسلو.
    الثاني: يختص بإعلان المبادئ لتحقيق السلام وتم توقيعه رسميا في واشنطن يوم 13 سبتمبر/أيلول، ونص على انسحاب إسرائيلي تدريجي من الضفة وغزة وتشكيل سلطة فلسطينية منتخبة ذات صلاحيات محدودة، وأن تبحث القضايا العالقة بما لا يزيد على ثلاث سنوات مثل المستوطنات واللاجئين وغيرها.
    اتفاقية غزة أريحا 1994

    شرعت إسرائيل والمنظمة بعد أوسلو في جهود بناء الثقة من خلال عدة اتفاقيات أفضت إلى اتفاق تنفيذي لأوسلو أطلق عليه اسم اتفاق غزة أريحا وقعه الطرفان يوم 4 مايو/ أيار، وتضمن الخطوة الأولى لانسحاب إسرائيل من غزة وأريحا وتشكيل السلطة الفلسطينية وأجهزتها، واتبع باتفاقين تنفيذيين:
    • الأول اقتصادي (يوليو/تموز) ينظم العمالة الفلسطينية والعلاقات المالية والاقتصادية بين الطرفين.
    • والآخر اتفاق تمهيدي لنقل الصلاحيات المدنية في الضفة (أغسطس/آب).
    اتفاقية طابا (أوسلو/2) 1995

    استمر مسار التفاوض وأنتج اتفاقية مرحلية حول الضفة والقطاع، جرت مباحثاتها في طابا ووقعت رسميا في واشنطن يوم 28 سبتمبر/أيلول واشتهرت بأوسلو/2، وسبقتها وأعقبتها أيام دامية تركت أثرا عليها، فقد سبقتها مجزرة الحرم الإبراهيمي وعدة قنابل بشرية هزت العمق الإسرائيلي، وأعقبها اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين.
    وقسمت هذه الاتفاقية المناطق الفلسطينية إلى (أ) و(ب) و(ج) تحدد مناطق حكم السلطة والمناطق الخاضعة لإسرائيل وغير ذلك، على أن تنسحب إسرائيل من ست مدن عربية رئيسية و400 قرية بداية العام 1996، وانتخاب 82 عضوا للمجلس التشريعي، والإفراج عن معتقلين في السجون الإسرائيلية.
    وكان من المفترض أن يكون هذا الاتفاق هو المرحلة الثانية التي ستتلوها مفاوضات الوضع النهائي.
    اتفاق (واي ريفر/1) 1998
    "
    أرسى نتنياهو معادلة جديدة للمفاوضات "الأمن مقابل السلام" بدلا من "الأرض مقابل السلام" وظهرت نتائج هذه المعادلة في اتفاق (واي ريفر/1)
    "
    تصاعدت وتيرة الصراع بين المقاومة الفلسطينية وخاصة الإسلامية منها وإسرائيل، حيث تسبب اغتيال أحد قادة حماس (يحيى عياش) يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 برد عنيف بعدة عمليات فدائية في إسرائيل، فعقد على أثرها قمة صانعي السلام يوم 13 مارس/آذار من العام نفسه في شرم الشيخ لدعم المسار التفاوضي "ومحاربة الإرهاب".
    وأصبح مذاك ما يسمى الإرهاب من أبرز القضايا المطروحة للتداول في أي اتفاق، واستؤنفت المفاوضات بعقد اتفاق مكمل لاتفاق سابق حول الخليل والوجود الدولي المؤقت فيها يوم 9 مايو/أيار 1996، قبل أن تتوقف باستلام بنيامين نتنياهو الحكم في إسرائيل يوم الأول من يونيو/حزيران 1996 ثم استؤنفت باتفاق بروتوكول حول إعادة الانتشار في الخليل يوم 17 يناير/كانون الثاني 1997.
    وأرسى نتنياهو معادلة جديدة للمفاوضات "الأمن مقابل السلام" بدلا من "الأرض مقابل السلام" وظهرت نتائج هذه المعادلة في اتفاق (واي ريفر/1) ويطلق عليه أيضا اتفاق واي بلانتيشن.
    حيث نص الاتفاق على إعادة انتشار إسرائيلي في بعض المناطق الفلسطينية، وعلى قيام السلطة الفلسطينية بإعلان "المنظمات الإرهابية" خارجة على القانون، وتشكيل لجان فلسطينية إسرائيلية للتنسيق الأمني، وأخرى تضم أميركا إضافة إلى الطرفين لمنع التحريض المحتمل على الإرهاب وتضم ثلاثة خبراء من كل طرف إعلامي وقانوني وتربوي.
    كما نص على تشكيل لجنة أخرى ثلاثية أيضا لمراجعة وتنسيق الأمن ومحاربة الإرهاب، وعلى أن تستأنف مفاوضات الوضع النهائي والتوصل إلى اتفاق قبل الرابع من يونيو/حزيران 1999.
    اتفاق (واي ريفر/2) 1999
    طبق نتنياهو بعض ما في اتفاق (واي ريفر/1) ولم يطبق بعضه الآخر، وخسر انتخابات مايو/أيار 1999، واستلم الحكم حزب ليكود بزعامة إيهود باراك واستأنف عملية السلام على الأساس نفسه الذي عقد عليه (واي ريفر/1) فكانت مفاوضات شرم الشيخ (مصر) يوم 4 سبتمبر/أيلول وسميت (واي ريفر/2).
    وتم توقيع الاتفاقية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية برعاية أميركية وأردنية، وهي تعديل وتوضيح لبعض النقاط في (واي ريفر/1) وتنفيذ لها، خاصة فيما يخص إعادة الانتشار، وإطلاق السجناء والممر الآمن وميناء غزة والترتيبات الأمنية وسواها.
    توقف مسار التفاوض
    تعددت التفاهمات بعد اتفاق (واي ريفر/2) وتوجت بمحاولة الرئيس الأميركي بيل كلينتون التوصل إلى اتفاق الحل النهائي في كامب ديفد يوم 11 يوليو/تموز 2000، وفشلت المفاوضات للاختلافات العميقة بين الطرفين خاصة حول مدينة القدس ومقدساتها وعودة اللاجئين وسواها من المسائل العالقة.
    وتعثرت عملية السلام مذ ذاك الوقت وجرت محاولات لإحياء مسار التفاوض عام 2001 من قبل لجنة دولية تشكلت برئاسة السيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل، وتوصلت إلى عدة مقترحات تتمحور حول إيقاف الاستيطان الإسرائيلي وإيقاف العنف من الجانبين، وهو ما لم يتم.
    ثم كانت خارطة الطريق (خطة السلام في الشرق الأوسط) التي أعدتها عام 2002 ما تعرف باللجنة الرباعية والتي تضم كلا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
    وتقوم الخطة بجوهرها على التزام المجتمع الدولي المتمثل بالرباعية بإقامة دولتين إسرائيلية تنعم بالأمن، وفلسطينية ديمقراطية قادرة على الحياة، وعلى أن تتم التسوية النهائية بحلول عام 2005 وهو ما لم يتم.

    الاتفاقية الأردنية الإسرائيلية
    "
    بقية المسارات العربية متوقفة ولا يحركها إلا غبار المبادرة العربية التي تريد السلام على أساس الانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل إبان حرب 67، فيما أن واشنطن وإسرائيل طلبتا تعديلها
    "
    اتفاقية وادي عربة 1994
    من حيث الترتيب الزمني تم توقيع هذه الاتفاقية بعد توقيع الفلسطينيين اتفاق أوسلو عام 1993، مع ملاحظة أن المفاوض الأردني كان حاضرا في أوسلو بوفد مشترك مع الفلسطينيين.
    وقع الأردن يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الاتفاقية مع إسرائيل وبرعاية أميركية، وقد شملت عدة مواد أهم ما فيها أنها ترسي مبادئ عامة من الاعتراف والاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي. وتبين الحدود وترتيبات أمنية ضد اختراق الحدود، والإرهاب، والمياه، وإقامة علاقات طبيعية.
    وأحالت قضية اللاجئين إلى اللجنة متعددة الأطراف، واعترفت للأردن بدوره الخاص في رعاية الأماكن المقدسة في القدس.

    اتفاقيات السلام وحرب 67
    برغم أن اتفاقية كامب ديفد أول ما يعقد بين دولة عربية وإسرائيل وبعد حرب عام 1973 فإن جرح هزيمة 67 كان شاخصا فيها، حيث اعتبر المنتقدون حينذاك -وهم العرب عموما- هذه الاتفاقية من آثار هزيمة 67.
    فيما رأت فيها السلطات المصرية استكمالا لحرب 73 وأنها وضعت الأساس لاستكمال استرجاع الأراضي العربية بالتفاوض وخاصة الأراضي المصرية التي انتزعت منها عام 1967، مع ضرورة الإشارة إلى أنها (أي الاتفاقية) لا تزال تتعرض لنقد الشارع المصري حتى اللحظة.
    ومن جهة أخرى فإن القرارين 242 و338 شكلا إطارا لاتفاق السلام على المسار المصري أولا وعلى كافة المسارات لاحقا حتى التي لم تنته باتفاقات سلام، وهما متعلقان برغم اختلاف تاريخ صدورهما بحرب 67 ونتائجها، لأن الأول يدعو لانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 والثاني يؤكد ذلك ويدعو للتفاوض.
    واللافت أن القرار 242 يدعو بحسب النص الإنجليزي لإنسحاب إسرائيل من "أراض" بالتنكير وهو ما تتمسك به إسرائيل كي لا تنسحب من كل "الأراضي" التي احتلتها، الأمر الذي تسبب بتوقف عملية السلام على المسار السوري حيث تمسكت دمشق بانسحاب إسرائيلي كامل من أراضيها المحتلة عام 67.
    أما اتفاقية أوسلو فجاءت كمسار انشق عن محادثات مدريد لذا لم تحظ بإجماع عربي حينها، ودفعت ثلاثة أطراف عربية للتمايز بموقفها التفاوضي، وهو الطرف الفلسطيني والمصري والأردني. والجدير ذكره أن طريقة تمثيل الفلسطينيين كجزء من الوفد الإردني والمبادئ التي طرحت في أوسلو هي ما تضمنتها اتفاقية كامب ديفد ما بين مصر وإسرائيل.
    أما على المسار الأردني فإن اتفاقية وادي عربة اختطت للأردن مسارا تفاوضيا خاصا به بعيدا عن الخصوصية التي كانت تربطه بالمسألة الفلسطينية، فاتفاقية وادي عربة تشبه اتفاقية كامب ديفد لمصر، حيث سمحت لعلاقة الأردن بإسرائيل بالاستقرار والسير بناء على هذه الاتفاقية وليس بناء على ما يحدث في المسار الفلسطيني أو غيره.
    أما بقية المسارات العربية فهي متوقفة ولا يحركها إلا غبار المبادرة العربية التي صدرت في قمة بيروت عام 2002 بإجماع عربي، والتي تريد السلام على أساس الانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل إبان حرب 67، فيما أن واشنطن وإسرائيل طلبتا من القمة العربية في الرياض(2007) تعديل المبادرة بما لا يزيل آثار هزيمة 67.
    ______________
    الجزيرة نت
    المصادر:
    1- أرشيف الجزيرة نت
    2- موسوعة مقاتل، الوثائق، اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية.
    https://212.100.198.18/openshare/indexf.html
    وانظر مقتطفات من حديث السادات أمام الجالية المصرية في أميركا حول كامب ديفد، وانظر رسالته إلى الملوك والرؤساء العرب نفس المصدر السابق، الوثائق، الرئيس محمد أنور السادات، خطب ورسائل الملوك والرؤساء، الوثيقة رقم 111، ورقم 112.
    3- انظر عريضة المليون الداعية لإلغاء اتفاقية كامب ديفد، موقع الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)https://harakamasria.org/node/7269?page=1
    4- للاطلاع على اللجنة الرباعية واجتماعاتها ونص خارطة الطريق، انظر موقع الخارجية البريطانية
    https://www.fco.gov.uk/servlet/Front?...Xcelerate/Show
    Page&c=Page&cid=1091890599416


    المصدر:الجزيرة

    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 10th December 2009, 09:30 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 9
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    الحالة الشعبية العربية بين حرب 67 واليوم




    اقتباس
    الحالة الشعبية العربية بين حرب 67 واليوم



    لقد تشكل وعينا من الصغر على وقع أكبر هزيمة عربية في القرن العشرين، وهو ما يدفعنا لرسم الصورة الشعبية حال حرب 67 ونتائجها ثم كيف هي الآن.
    الحالة الشعبية العربية قبل حرب 67
    الحالة الشعبية العربية بعد حرب 67

    الحالة الشعبية العربية قبل حرب 67
    قبل حرب 67 كان هناك حالة مد قومي كبير تقوده مصر بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر في المنطقة العربية، وبالتالي النموذج المصري كان ملهماً لوعي للشعوب العربية وقائدا لها. لذلك سوف ننظر للحالة المصرية الشعبية كنموذج للحالة العربية في مرحلة ما قبل الحرب، خاصة وأنها شكلت رافعة شعبية ومعنوية للوضع العربي ومنها الدول المعنية بحرب 1967.
    التنظيمات السياسية:
    شعر قادة ثورة يوليو/تموز 1952 فور وصلهم الحكم أنهم بحاجة لتنظيم شعبي يمثلهم في المجتمع بعد أن كان حزب الوفد هو أكبر حزب سياسي يحوز الأغلبية فتم حله كما تم حل جميع الأحزاب عام 1953، واستثنيت حركة الإخوان المسلمين في البداية ثم ما لبثت أن حُلت بعد أن اصطدمت بالثورة عام 1954.
    وأنشأ ثوار يوليو أول تنظيم سياسي يعبر عنهم وكان اسمه "هيئة التحرير" من عام 1953 حتى 1956، وبعد حرب السويس عام 1956 أنشأ الثوار تنظيما جديدا تشرف عليه الدولة أطلق عليه اسم "الاتحاد القومي" واستمر هذا التنظيم في العمل من أوائل عام 1957 حتى ما بعد انفصال مصر عن سوريا وانتهاء تجربة الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.
    في نوفمبر/ تشرين الثاني 1961 عقدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للقوى الشعبية اجتماعها الاول، وفي مايو/ أيار 1962 عُقد المؤتمر الوطني للقوي الشعبية لاختيار قيادات من النقابات المهنية والعمالية والاتحادات الطلابية موزعة جغرافياً، وتم إعلان "الميثاق الوطني" والإعلان عن تأسيس "الاتحاد الاشتراكي العربي" كتنظيم سياسي شعبي جديد بدلاً من "الاتحاد القومي".
    وبعد سنتين من تأسيس "الاتحاد الإشتراكي العربي" الذي يقوم على تحالف قوى الشعب العاملة تم تأسيس تنظيم داخل الاتحاد الإشتراكي سراً لمن يضمن ولاءهم سمي "التنظيم الطليعي" ولا أدري ما حاجة نظام يتحكم في الدولة كلها إلى إنشاء تنظيم سري.
    في نفس العام 1964 تم تأسيس "منظمة الشباب الاشتراكي" كتنظيم مكتمل من القاعدة للقمة لكنه يتبع الاتحاد الإشتراكي أي أحد تنظيماته وإن كانت تشكيلاته شبه مستقلة عنه، ويتبع أمين الاتحاد الإشتراكي الذي كان في ذلك الوقت علي صبري.
    تشكل وعي الشباب في المنظمة على أفكار هي خليط بين الماركسية والاشتراكية والقومية والإسلام وإن كان المكون اليساري الماركسي أكبر فمال معظم خريجي المنظمة إلى الفكر اليساري الماركسي، وقاد عدد من قيادتها فيما بعد مظاهرات عام 1968 احتجاجاً على محاكمات ضباط الطيران المتسببين في الهزيمة، وكان هذا دافعاً للرئيس عبد الناصر لأن يأمر بتجنيد بعض قيادات المنظمة الموالين للنظام الحاكم في "التنظيم الطليعي" التشكيل السري، ومنع منظمة الشباب من النشاط في الجامعات والسماح فقط للتنظيم الطليعي.
    أحداث مؤثرة
    "
    من أهم ملامح القوة الشعبية تنامي الحلم في مصر كدولة عظمى وقائدة للأمة العربية وانتشار المد القومي الشعبي في بلدان عربية كثيرة تأثراً بزعامة الرئيس عبد الناصر ومشروعه القومي
    "وقعت أحداث قبل حرب 67 وكان لها أثر على الحالة الشعبية:
    1- قرار الشيوعيين المصريين بحل تنظيماتهم المستقلة، والإفراج عنهم من السجون في أبريل/نيسان 1965، وقرارهم دخول الاتحاد الإشتراكي والتنظيم الطليعي كأشخاص، وإن كانت السلطة في ذلك الوقت اختارت عددا منهم ممن ارتاحت لولائهم وقبلتهم في هذه الأماكن، ودخل عدد من الماركسيين إلى المؤسسات الصحفية الإعلامية والثقافية وكان أبرزهم الكاتب محمد سيد أحمد حيث أشرف على صفحة الرأي في "الأهرام" ولطفي الخولي أصدر مجلة "الطليعة" وكمال رفعت أصدر مجلة "الكاتب" وكانوا على يسار النظام وكان ذلك أيضاً بدايات مناخ نقدي.
    2- اعتقال الإخوان المسلمين في أغسطس/ آب 1965 بالآلاف، وجرت محاكمات وأُعدم عدد من قادة الجماعة علي رأسهم المفكر والكاتب سيد قطب، وسُجن وشُرد الكثير وتم استئصال الإخوان من الحياة السياسية وبالطبع هؤلاء أثروا في دوائر محيطة بهم ومتعاطفة معهم مما وفر مناخاً سلبياً كان بمثابة تهيئة سلبية لأجواء ما قبل معركة يونيو/ حزيران 1967.
    3- بروز "منظمة الشباب الاشتراكي" التي سبق ذكرها والتي روﱠج برنامجها الفكري لمشروع نهضوي كبير، وكان هناك تصور بأن مصر دولة كبرى: أليس لديها أقوى جيش في المنطقة؟ ألم تتبن الاشتراكية والتنمية المستقلة وعملية التصنيع والعدالة الإجتماعية؟ فكانت آمال كبار، وعبر عن هذا الحلم والأمل الدولة بجهازها الرسمي والإعلامي، فكانت الهزيمة شرخ كبير صدم حلم هؤلاء الناس.

    أهم ملامح القوة والضعف في الحالة الشعبية:
    نخلص مما سبق إلى أن من علامات القوة في الوضع الشعبي عشية حرب 67 ما يلي:
    • كانت هناك حالة شعبية معقولة في منظمة الشباب وذلك لأنها تحمل بوادر التمرد، وهو ما حدث عند أول اختبار بعد الهزيمة.
    • كان هناك رضا شعبي عن الإنجازات على المستوى الإجتماعي عند قطاعات متسعة ممن استفاد بمجانية التعليم وتطوير الريف بالوحدات الصحية والمدارس وتوزيع الأراضي على صغار الفلاحين واتساع الطبقة المتوسطة.
    • تنامي الحلم في مصر كدولة عظمى وقائدة للأمة العربية، وانتشار المد القومي الشعبي في بلدان عربية أخرى تأثراً بزعامة الرئيس عبد الناصر ومشروعه القومي وخاصة تحديه للولايات المتحدة الأميركية والصراع العربي الصهيوني، وتأسيسه لمنظمة دول عدم الإنحياز.... إلخ.
    • ازدياد الروح النقدية في الصحافة بشكل نسبي لوجود رموز ماركسية سبق الإشارة إليها.
    كما كانت علامات الضعف في الحالة الشعبية التي سبقت نكسة 1967 ما يلي:
    • التضييق على الحريات ومنع الأحزاب والقوى السياسية المخالفة وذلك منذ حل الأحزاب جميعاً ثم حل الإخوان واعتقالهم واعتقال الشيوعيين وانتهاك حقوق الإنسان بشكل كبير في السجون والمعتقلات.
    • تأميم الدولة للسياسة واختزالها في حزب واحد هو حزب السلطة بمراحله الثلاث (هيئة التحرير، الاتحاد القومي، الاتحاد الإشتراكي).
    • وجود شرائح أخرى معادية للنظام ممن تأثروا بالتأميم أو مصادرة الأراضي أو حل الأحزاب والجماعات، وكان آخرهم اعتقال الإخوان عام 1965 كما ذكرنا.
    • الانفصال بعد الوحدة بين مصر وسوريا الذي جرى بقرارات فوقية وليس بمشاركة شعبية أدى لإضعاف وإنهاك النظام والشعور الشعبي.
    الحالة الشعبية العربية بعد 67
    تركت هزيمة 67 أثرا كبيرا على الحالة الشعبية في مصر التي كانت قبل الحرب هي الرائدة للحالة العربية، وفي بقية العالم العربي عموما:
    علي المستوي المصري
    1- تمرد شباب الجامعات المصرية بقيادة منظمة الشباب الاشتراكي التي أنشئت لتكون الذراع الشبابية للنظام الناصري وذلك مرتين في سنة واحدة عام 1968 في فبراير/ شباط عقب محاكمات الهزيمة، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام احتجاجاً على قمع طلاب المدارس الأزهرية والثانوية في مدينة المنصورة، وكانت مطالب الشباب تتركز على الحريات ومواجهة مراكز القوى والسعي لتحرير الأرض المحتلة.
    2- بعد وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1970 وتولي الرئيس السادات السلطة نادى بأن 1971 هو عام الحسم لتحرير الأرض المحتلة، ومر عام 1971 دون حسم فخرجت مظاهرات غاضبة من طلاب الجامعات في فبراير/ شباط 1972 وتصادمت مع السلطة وأجهزة الأمن واعتقل العشرات، لكنها كانت وسيلة ضغط ناجحة وكانت دافعاً لحدوث معركة العبور عام 1973.
    3- تبلور تيار ماركسي في الجامعات أوائل السبعينيات كل رموزه وقادته من خريجي منظمة الشباب الاشتراكي.
    4- ظهر تيار قومي ناصري بدأ يبتعد عن تجربة الدولة الناصرية ويوجه لها نقدا وخاصة فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان.
    5- ظهور تيار إسلامي جديد مستقل عن الإخوان تقاسم السيطرة على الحركة الطلابية في السبعينيات مع التيارين الآخرين، ثم انضم عدد كبير من رموز التيار الإسلامي إلى الإخوان نهاية السبعينيات.
    7- بعد انتصار أكتوبر/ تشرين الأول 1973 والانفتاح الاقتصادي والتعددية الحزبية المقيدة التي أطلقها السادات، فاجأ الرئيس الجميع بذهابه إلى القدس في نوفمبر/تشرين الثاني 1977، ثم التوقيع على إطار السلام في كامب ديفد عام 1978 ثم اتفاقية السلام عام 1979 بين مصر وإسرائيل، وخرجت من الموقف العربي الموحد إلى الموقف المنفرد، وهو الأمر الذي أحدث منذ ذاك الوقت وحتى الآن شرخا بين توجهات الحكومة المصرية وتوجهات الشعب.
    على المستوي العربي:
    "
    أهم نتائج هزيمة 67 هو دخول الشعوب كطرف في إدارة الصراع بعد أن كانت تمنح ثقتها لأنظمة الحكم في إدارة هذا الصراع، وأصبحت الشعوب والحركات الشعبية هي التي تدير هذا الصراع
    "كان الشرخ أيضاً كبيراً في الحالة الشعبية بعد صدمة الهزيمة عام 1967، وكانت هناك أحداث أهم ملامحها:
    1- ظهور منظمة التحرير والمنظمات الفلسطينية بما لها من عمق شعبي فلسطيني وعربي، وقيامها بعمليات فدائية منذ ذلك الوقت وطوال عقد السبعينيات.
    2- نشأة حزب الله اللبناني بعد عام 1982 ودخوله على خط المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وخاصة في الجنوب، حتى علت أسهمه حين نجح لأول مرة في تحرير الأراضي اللبنانية عام 2000.
    3- ظهور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين مع الانتفاضة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 1987، وتنامي دورها حتى وصلت إلى السلطة عام 2006، كذلك ظهور حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني.
    التحولات الشعبية عامة
    أهم نتائج التحولات منذ نكسة 1967 وحتى الآن:
    1- وبسبب أن الناس أرجعوا الهزيمة لسببين: الأول غياب الدين ودوره الفعال، فكانت ظاهرة التدين ثم الصحوة الإسلامية التي قويت في معظم الدول العربية حتى أصبحت الحالة الإسلامية رقما صعبا في الحياة السياسية العربية. والسبب الثاني: غياب الحريات فأصبح هناك الآن عشرات من منظمات حقوق الإنسان وعدد أكبر من القوى الديمقراطية التي تقاوم من أجل الحريات السياسية والديمقراطية وهي ممثلة لكل التيارات السياسية.
    2- انتقال إدارة الصراع العربي الإسرائيلي المسلح من الجيوش العربية وأنظمة الحكم إلى الجماعات والحركات الشعبية والمقاومة، وخاصة بعد توقيع عدة دول عربية معاهدات صلح مع إسرائيل واختيار أنظمة الحكم العربية "السلام كخيار إستراتيجي" مما يؤكد عدم التفكير مطلقاً وكذلك عدم الاستعداد لأي حرب سواء دفاعية أو لتحرير الأراضي، مما حول الدفة كما قلت من الأنظمة الحاكمة إلى الجماعات والحركات الشعبية.
    3- ظهور أشكال جديدة من المقاومة الشعبية السلمية كالمقاطعة (مقاطعة السلع والبضائع والثقافة والنشاط) مع إسرائيل أو الدول التي تعاونها وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك مقاومة التطبيع الثقافي والفكري والسياسي مع إسرائيل، ووسائل دعم الانتفاضة الفلسطينية المتكررة ضد الاحتلال.
    4- تنامي المكون الديمقراطي في كل التيارات السياسية أو فصائل في كل هذه التيارات سواء كانت ماركسية أو قومية أو إسلامية أو ليبرالية، وأصبحت هناك حركات عابرة للأيديولوجيات وخاصة في المجال الديمقراطي مثال حركة (كفاية) المصرية.
    وفي الختام فإن شعور الشعوب العربية بالانكسار قد يكون مضراً، وقد يكون مفيداً في حفزها لتحقيق النصر كما حدث في حرب 1973، وفي تغيير الواقع إلى واقع أفضل.
    أما أهم جوانب الفائدة فهو دخول الشعوب كطرف في إدارة الصراع بعد أن كانت تمنح ثقتها في أنظمة الحكم في إدارة هذا الصراع، وأصبحت الشعوب والحركات الشعبية هي التي تدير هذا الصراع الآن سواء منه المسلح حركات المقاومة (كالجهاد وحماس وحزب الله وغيرهم) أو المقاومة المدنية كالمقاطعة ومقاومة التطبيع ودعم الانتفاضة.
    كما أنه توجد الآن حركات مقاومة سلمية للاستبداد والتسلط ولغياب الديمقراطية، والتي ستنجح فيها الشعوب بإذن الله كما نجحت في مقاومة الاحتلال.
    _______________
    مدير المركز الدولي للدراسات بالقاهرة، وكيل مؤسسي حزب الوسط المصري

    المصدر:الجزيرة


    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 10th December 2009, 09:32 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 10
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    الخسائر البشرية والعسكرية لحرب 1967






    اقتباس
    الخسائر البشرية والعسكرية لحرب 1967
    الخريطة الأولى تمثل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948 والثانية للأراضي التي احتلتها بعد 1967




    حصر النتائج العسكرية لهزيمة العرب في يونيو/حزيران 1967 أمر حتى الآن ورغم مرور أربعين عاما مختلف فيه.

    فالمصادر الإسرائيلية لديها أرقام تميل إلى تضخيم ما أحرزته من نصر، والدول العربية لديها هي الأخرى أرقامها تميل إلى تقليل حجم ما لحقها من خسارة، وما يمكن أن نطلق عليه مصادر محايدة كالموسوعات ومقالات المؤرخين العسكريين والسياسيين والباحثين في بعض مراكز الدراسات المهتمة بتأريخ هذه الحرب، كل هؤلاء لا يزالون مختلفين ولكل منهم منهجه الخاص في الاستدلال على صحة ما بحوزته من أرقام وإحصائيات.

    ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إن المصادر الإسرائيلية نفسها مختلفة في حجم ما أحرزته من انتصارات سواء في أعداد القتلى على الجانب العربي أو الإسرائيلي أو في أعداد الخسائر التي لحقت بالجانبين في العتاد الحربي بمختلف أشكاله وأنواعه، فما كتبه أرييل شارون في مذكراته يختلف عما كتبه إسحق شامير، وكلاهما يختلفان عما هو منشور في المواقع الرسمية الإسرائيلية التابعة لوزارة الخارجية أو للموسوعة اليهودية المنشورة بموقع المكتبة اليهودية.

    والحال نفسه يتكرر في الجانب العربي، فالمصادر السورية تختلف عن المصرية، وكلتاهما تختلفان عن الأردنية.

    وكما هو الشأن في الأدبيات الإسرائيلية فإنه في الدولة العربية الواحدة وبين القادة الذين شاركوا في الحرب أنفسهم تختلف الأرقام والإحصائيات أيضا، فعلى سبيل المثال ما يورده رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق وأحد قادة الجيش إبان حرب 1967الفريق أول محمد فوزي في مذكراته المعنونة بـ حرب الثلاث سنوات (حرب الاستنزاف) يختلف عما يورده وزير الحربية والمخابرات الأسبق أمين هويدي في كتابيه عن أسرار حرب 1967 والفرص الضائعة.

    وهذان يختلفان عما أورده رئيس أركان حرب الجيش الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي وقائد الجيش الثالث الفريق عبد المنعم واصل في مذكراتهما.

    ولا يقتصر أمر التضارب في الأرقام والإحصائيات على جانب الخسائر البشرية فقط وإنما يمتد -كما سبقت الإشارة- ليشمل مختلف أنواع الأسلحة سواء التي دمرتها إسرائيل من طائرات ودبابات وعربات مصفحة وبطاريات إطلاق صواريخ، أو تلك التي استولت عليها بعد أن تركها العرب في ساحة المعركة وانسحبوا.

    وبعيدا عن كل هذا الجدل ومع كل الحيطة والحذر وباستعمال طريقة الحد الأدني والأقصى، يمكن القول إن خسائر الجانبين كانت على النحو التالي:


    نوع الخسائر
    العرب
    إسرائيل
    القتلى
    من 15 - 25 ألفامن 650 - 800
    الجرحى
    من 40 - 45 ألفا2000 - 2500
    الأسرى
    من 4000 - 500015 - 20
    العتاد الحربي
    من 70 - 80% من 2 - 5%

    أما المهجرون عن ديارهم فتتراوح أعدادهم على جبهة غزة سيناء ما بين 300 و400 ألف من بينهم من 200 إلى 325 ألف فلسطيني تم تهجيرهم إلى الأردن، والنسبة المتبقية هم من المصريين ساكني مدن القناة في بورسعيد والإسماعيلية والسويس والذين تم تهجيرهم إلى محافظات مصر المختلفة لا سيما الوجه البحري. وعلى الجبهة السورية هجرت إسرائيل قرابة 100 ألف من أهالي الجولان إلى داخل سوريا.
    _______________
    الجزيرة نت

    المصادر:

    1- مذكرات القادة السابق ذكرهم

    2- Jewish encyclopedia, JEWISH VIRTUAL LIBRARY
    https://www.jewishvirtuallibrary.org/
    3- Zionism and Israel - Encyclopedic Dictionary
    Six Day War Definition

    https://www.zionism-israel.com/dic/6daywar.htm

    4- Six-Day War, Encarta Encyclopedia
    https://encarta.msn.com/
    5- موسعة مقاتل، حرب 1967 وجهة النظر المصرية، السورية، الإسرائيلية.
    https://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/index.htm
    6- Six Day War, GlobalSecurity.org

    المصدر:الجزيرة



    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    يحيى الشاعر, نكسة 1967, كمصدر لاخبار الجزيرة

    الدكتور يحيى الشاعر كمصدر لاخبار الجزيرة نت ... عن نكسة حرب 1967 ..(وتفاصيل الحـــرب)

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    أسماء ومهام القيادة العسكرية المصرية خلال نكسة حرب 1967 ...حرب الأيام الستة د. يحي الشاعر نكسة يونيو 1967 2 2nd June 2021 05:59 PM
    فيلم وثائقي - 1 مشاهد من نكسة حرب يونيو 1967 ."العمليات العسكرية" - 1 د. يحي الشاعر نكسة يونيو 1967 4 13th May 2011 07:41 AM
    إلى الدكتور يحيى الشاعر WolFox ترحيبات ... مناسبات ... علاقات عامة 7 17th November 2010 07:03 AM
    الدكتور عاصم الدسوقى يروى عن الدور الأمريكى فى نكسة 1967 د. يحي الشاعر نكسة يونيو 1967 0 25th November 2009 07:50 AM
    احتجاز الجزائر للرهائن الاسرائيليين بعد نكسة 1967 ودخول حرب الاستنزاف مرحلة الجد د. يحي الشاعر حرب الإستنزاف 1956-1970 0 22nd November 2009 08:44 PM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]