أكد مؤرخ إسرائيلي، أن الاحتلال الإسرائيلي أمام خيارين سيئين، قصف المنشآت النووية الايرانية، ويرجح أن سيشعل هذا حربا شاملة، لكنه أقل من "سيناريو الرعب" المتمثل بالعيش مع نووي إيران.
وذكر بيني موريس في مقاله المطول في صحيفة "هآرتس"، أن السطر الأخير في هذا المقال بسيط، "إما أن تدمر إسرائيل بقدر الإمكان المنشآت النووية في إيران، أو أن تضطر إلى العيش بجانب إيران نووية".
وأعرب عن أسفة الشديد لأن "هذه هي الخيارات ولا يوجد غيرها"، زاعما أن "الولايات المتحدة، لن تقوم بهذا العمل لصالحنا، وهي لم تفعل ما هو مطلوب في العقود الأخيرة..، ولم تفعل ذلك في ظل صاحب الفم الكبير، دونالد ترامب، وهي بالتأكيد لن تفعل ذلك في ولاية جو بايدن، حيث تعزز اليقين أيضا بعد الانسحاب المخجل من أفغانستان".
ولفت المؤرخ، أن "الوضع اليوم، يذكر قليلا بالدول العظمى الغربية في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، عندما امتنعت عن توجيه ضربة وقائية لليابان المارقة وألمانيا المهددة"، مضيفا: "هناك من سيقولون، أنه بسبب الانسحاب المتسرع والمخجل من كابول، بايدن سيرغب في استعراض عضلاته تجاه طهران وإثبات أن الولايات المتحدة ما زالت دولة عظمى، ولكن هذا ليس هو الرجل".
وأضاف: "سواء وقع على اتفاق جديد أم لا، إيرنا تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم بمستوى 60 في المئة (خلافا لتعهداتها في 2015)، وستواصل التقدم بصورة مستمرة نحو القنبلة، وهي بحسب خبراء، بعيدة مسافة شهر عن مراكمة اليورانيوم المخصب الكافي لإنتاج قنبلة نووية واحدة، وبعد ذلك، ستواصل مراكمة المزيد من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة، في الوقت الذي تركز فيه على حل مشكلة إنتاج الرؤوس النووية المتفجرة لصواريخها، وعندما ستحل هذه المشكلة، ستخصب اليورانيوم بمستوى 90 في المئة، الضروري لإنتاج قنبلة نووية".
وبين أن "زعماء إسرائيل في العقود الأخيرة، لم يتصرفوا بصورة مختلفة كثيرا عن زعماء أمريكا، وأحدا لم يستجمع شجاعته بمواجهة تحدي النووي الإيراني؛ عبر مهاجمة المنشآت النووية"، مؤكدا أن "الاغتيالات والتفجيرات الصغيرة والعقوبات الاقتصادية، لن توقف المشروع النووي الإيراني، والجميع امتنعوا عن ارسال سلاح الجو لمهاجمة المنشآت النووية، ربما لم يثقوا بقدرة السلاح وربما خافوا من النتائج المتوقعة، حتى لو نجح الهجوم، وحقيقة هذا لا يغير شيء، فإيران اليوم أقرب من أي وقت مضى من السلاح النووي".
ونتيجة لهذه "الحقيقة المرة"، رأى موريس أن "إسرائيل بقيت أمام خيارين سيئين؛ القصف أو العيش بجانب نووي إيران"، منوها أن "إرسال سلاح البحرية وقوات خاصة وسلاح الجو، ربما ينتهي بضرر شديد للمشروع النووي الإيراني، وربما حتى بضرر بيئي شديد ودائم".
وقدر أن احتمالية عدم رد إيران على هجوم كهذا "هي صفر تقريبا، والأكثر ترجيحا، أن لإيران سترد بإطلاق صواريخ بالستية ومروحيات تجاه إسرائيل، وبعمليات ضد اسرائيل في أرجاء العالم، وباستخدام حزب الله وغيره، أي إطلاق حرب شاملة في الشرق الأوسط لسنوات، تشمل بالضرورة دخول بري للجيش الإسرائيلي إلى داخل لبنان وربما غزة، وضربات ضد منشآت استراتيجية أخرى في أرجاء ايران".
وتساءل المؤرخ: "هل هذه الحرب ستجر الدول العظمى للتدخل من أجل ضبط طموحات إيران النووية كما تأمل إسرائيل؟، نحن لا نعرف"، مرجحا أن تؤدي هذه الحرب في حال وقعت إلى اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، مع انضمام الكثير من عرب الداخل للمواجهات".
ورجح أن تؤدي هذه الحرب إلى "تشويش علاقات إسرائيل مع الدول العربية (المطبعة)، حيث سيضطر سلاح الجو الإسرائيلي للتحليق فوق أراضيها في موجات الهجوم ضد إيران، وربما تضر بعلاقات تل أبيب مع واشنطن وأوروبا".
وتابع موريس: "هذا سيناريو مخيف، لكنه أقل رعبا من البديل، الذي هو عيش إسرائيل بجانب إيران نووية لسنوات وعقود؛ فإيران يمكنها في يوم من الأيام أن تقامر بهجوم نووي على إسرائيل".
وأكد أن "إيران نووية، ستشوش بصورة شديدة مكانة إسرائيل في المنطقة، والحياة فيها"، مضيفا: " فشل إسرائيل وأمريكا المتمثل بعدم منع سلاح نووي عن إيران، سيعتبر انتصارا كبيرا لطهران على الغرب وإسرائيل، وسيشجع المس بإسرائيل".
ونبه المؤرخ، أن "تسلح إيران بسلاح نووي، سيضر أيضا بشدة بإسرائيل من ناحية اقتصادية؛ فهي ستضطر لانفاق مبالغ ضخمة لأغراض دفاعية، الأجانب سيخافون من الاستثمار في إسرائيل، إسرائيليون سيغادرون البلاد لصالح أماكن أكثر أمنا، والمهاجرون المحتملون سيفضلون البقاء في أماكنهم".
ورجح أن "حيازة ليران للسلاح النووي، سيدفع دولا أخرى في المنطقة منها؛ السعودية وتركيا ومصر، إلى السعي للحصول على سلاح نووي، وحث سوريا للحصول على قدرة نووية مرة أخرى"، محذرا من أن "زيادة الدول التي تمتلك النووي في المنطقة من ناحية تل أبيب، أمر لا يبشر بخير".
ورأى أن "اللحظة التي فيها ستضطر إسرائيل للحسم بين ضربة وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية وبين التسليم بإيران نووية والعيش في ظلها، قريبة جدا"، منوهة أن "هناك مفارقة، أن حكومة نفتالي بينيت، المساعد السابق والباهت لنتنياهو، ستكون هي التي ستبت في هذه القضية، وليست حكومة الثرثار المخضرم نتنياهو).
مزيد من التفاصيل