حاوي الثورة المصرية (اول كتاب يدرس ظاهرة عكاشة) - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    الماسونية - نشأتها وخفاياها
    (الكاتـب : حشيش ) (آخر مشاركة : Veronaoqr)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > المكتبة

    المكتبة

    المكتبة

    حاوي الثورة المصرية (اول كتاب يدرس ظاهرة عكاشة)


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 17th February 2015, 07:41 PM KANE غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Brigadier General
     






    KANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond repute

    KANE's Flag is: Egypt

    افتراضي حاوي الثورة المصرية (اول كتاب يدرس ظاهرة عكاشة)

    أنا : KANE








    طارق عثمان
    تكاد تكون الأنثروبولوجيا (الأناسة أو علم الإنسان) حقلا مهملا في السياق الأكاديمي العربي، بالرغم من أهميتها في تفسير الظواهر الاجتماعية والإنسانية بعامة. يقدم مركز نماء للبحوث والدراسات هذا الكتاب كمشاركة في إعادة الاعتبار لهذا الحقل العلمي. وهو عبارة عن دراسة أنثروبولوجية ميدانية أنجزها المؤلف البروفيسور والتر أرمبرست خلال سنتين قضاهمها في مصر.
    اختار أرمبرست توفيق عكاشة كموضوع لدراسته، حيث نظر إلى بزوغه واشتهاره اللافت للنظر في المشهد السياسي المصري بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كظاهرة تتطلب التفسير.
    لقد كان السؤال الذي سعى أرمبرست للجواب عنه هو: لماذا يشتهر شخص مثل عكاشة، حتى يمتلك هذا القدر من التأثير في المجال السياسي، بينما هو لا يملك موضوعيا أية مؤهلات تمكنه من بلوغ هذا القدر؟
    يعرض أرميرست مقاربتين للجواب على هذا السؤال:المقاربة السوسيولوجية والمقاربة السياسية. ولكنه يرى أنهما قاصران ولا يقدمان تفسيرا واضحا لظاهرة عكاشة.
    في المقابل يقدم المقاربة الأنثروبولوجية كبديل أكثر نجاعة في تفسير الظاهرة من تينك المقاربتين. تنهض هذه المقاربة على عدد من المفاهيم الأنثروبولوجية مثل: وضعية المجاز، أزمة المجاز، وضعية ضد البنية، والحاوي. وكلها مفاهيم تعتبر غير مطروقة في المجال الثقافي العربي.
    لذا فإن هدف نشر هذه الدراسة مزدوج في واقع الأمر: أولا؛ تقديم جواب علمي على سؤال عكاشة، بعيدا عن ركام الأحاديث الساخرة وغير الجادة الذي تراكم حول الرجل. وثانيا؛ فتح أفق معرفي جديد للقارئ العربي، يتجاوز موضوع عكاشة، أفق المعرفة الأنثروبولوجية.


    https://www.goodreads.com/book/show/24744164

    حد جاب الكتاب ده يا جماعة؟

     

    الموضوع الأصلي : حاوي الثورة المصرية (اول كتاب يدرس ظاهرة عكاشة)     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : KANE

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة KANE ; 17th February 2015 الساعة 07:48 PM
     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    في ذكر 25 يناير القبض على اشرف حمدي شؤون مصر الداخلية حشيش 1 2363 26th January 2021 07:57 PM
    البدائل الحرة للبرامج الكمبيوتر والإنترنت Mafia 19 5853 13th November 2020 07:50 PM
    خلاصة القول في تعديلات الدستور توعية جماهيرية حشيش 1 1570 5th February 2019 12:26 PM
    من عين جمال عبد الناصر تاريخ مصر KANE 0 3671 3rd February 2019 07:29 PM
    نزلة السمان - كنا هناك من اجلكم شؤون مصر الداخلية حشيش 3 1873 21st January 2019 05:37 PM

    قديم 17th February 2015, 07:43 PM KANE غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    KANE
    Brigadier General
     






    KANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond repute

    KANE's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : KANE





    متأكّدٌ أنّك تعرف الحاوي “توفيق عكاشة”؟!
    توفيق عكاشة -

    فارس الصغير

    منذ أسبوعين
    4 فبراير,2015

    (1)
    لماذا تحوّل “توفيق عكاشة” من مجرّد سياسي وإعلامي مغمور قبل ثورة يناير، إلى نجم بالغ التأثير في المجال السياسي المصري للدرجة التي جعلته متحدّثًا غير رسمي للثورة المضادّة؟!

    محاولة الإجابة عن هذا السؤال بشكل صحيح وافٍ، من خلال “مقاربة سياسية” تفسّر السبب في ذلك بدعم المؤسسة العسكرية له، ليست كافية؛ فهناك كثيرون من السياسيين والإعلاميين الذي حظوا بنفس الدعم دون أن يكون لهم نفس شهرة وتأثير “عكاشة”.

    أيضًا، محاولة البحث عن إجابة صحيحة وافية لهذا السؤال، من خلال “مقاربة سوسيولوجية/ اجتماعية” تفسّر سبب نجومية “عكاشة” وتأثيره بأنهما راجعان إلى طبيعة خطابه الملائم للفلاحين وغير المتعلمين والطبقة المتوسطة السُفلى، هي محاولة غير واقعية بشكلٍ كافٍ؛ فجمهور “عكاشة” تضمّن حاملي شهادات علمية مرموقة وأصحاب مناصب عالية وكثيرًا من البرجوازيين.

    ما السبيل الأمثل للإجابة عن سؤال بزوغ نجم “عكاشة” واشتهاره واتساع تأثيره إذًا؟!

    في كتابه (حاوي الثورة المصرية – دراسة أنثربولوجية لظاهرة توفيق عكاشة)، الذي ترجمه الباحث الأريب طارق عثمان، ونشره مركز نماء للبحوث والدراسات، يحاول البروفيسير الأنثروبولوجي “والتر أرمبرست” استخدام “مقاربة أنثربولوجية” لدراسة الثورات، تعامل فيها – بصورة علمية رصينة للغاية- مع “عكاشة” كـ(حالة مرتبطة بمرحلة) وليس كـ(شخص مرتبط بجهة).

    تنظر هذه المقاربة الأنثربولوجية إلى الثورة المصرية باعتبارها مرحلة “مجَاز ثوري” = مرحلة مَعبرية = مرحلة وسيطة انفصَل فيها المجتمع المصري عن النظام السياسي قديم، ولكنه لم يتمكّن بعدُ من تكوين نظامٍ سياسي جديد، وإنما هو عالقٌ بينهما في “وضعية مجاز” خالية من أي نظام سوسيو- سياسي. بطبيعة الحال، هذه المرحلة جزء من أي ثورة، وكلما قصرت مدة هذه المرحلة كلما كان أفضل، كي يسهل احتواء مخاطرها على المجتمع.

    كما تنظر هذه المقاربة إلى “توفيق عكاشة” باعتباره حالة من نموذج “الحاوي”؛ فالحاوي: شخصية قوية وخطيرة، ولكنه تافه وسخيف في نفس الوقت، ومن ثمّ بإمكانه أن يتصرّف في سياق وضعية المجاز بطريقة مبدعة و/أو مدمّرة أيضًا. شخصية ذات طبيعة مزدوجة، مثيرة للضحك والرهبة في آن. الحاوي شخصٌ سخيفٌ بالفعل، ولكنه أيضًا خطير.

    يرصد “أرمبرست” بصورة عملية حالة “عكاشة”، فقبل الثورة يمكن اعتباره شخصًا فاشلاً تمامًا ذا رتبة سُفلى في سلّم المحسوبيات داخل الحزب الوطني، وكان كإعلامي ما يزال ضائعًا وسط خليط من برامج المحطات الأخرى الأكثر شهرة، كسمكة صغيرة في بحر من الحيتان.

    بعد الثورة، ورغم الشكوك حول حصوله على البكالوريوس، بل والدكتوراه!، واتهامه بتمويل البلطجية، والتورّط في موقعة الجمل، حاول “عكاشة” التبرؤ من ماضيه في الحزب الوطني مبررًّا ذلك بخلافات كثيرة كانت بينه وبين الكبار فيه. ثم انطلق من خلال (لغة شعبية مصاغة بوضوح شديد، وأسلوب يتسم بالتكرار، ونبرة وإيقاع ملائمان جدًا للمشاهد الأمّي ونصف المتعلّم) في صناعة حالة من “البارانويا الوطنية” بدأت تنتشر، قامت عناصرها على خليط عجيب من: الهجمات الخبيثة على الثورة، والولاء الخالص للجيش المصري، والعزف على نظرية المؤامرة، والبرهنة الدائمة المتكرّرة على كون الثورة صنيعة عناصر أجنبية تروم تدمير مصر! وجاءت مظاهرة “جمعة العبور” في ميدان العباسية الضيّق، 23 ديسمبر 2011م، تنصيبًا وبزوغًا لنجم “عكاشة” وجهوده الخطابية في برنامجه، حيث حضرها بضعة آلاف أغلبهم من ضباط الشرطة وأسرهم ومجموعات من الأشخاص قساة الملامح، وحظيت برعاية إعلامية موسّعة من تلفزيون الدولة. إلى جانب محطّات أخرى كان أبرزها قضية منظمات المجتمع المدني الشهيرة، ومن قبلها “فرقعة” (قانون مضاجعة الوداع)، ثم حلقته عن الكاتب الأمريكي “توماس فريدمان” لترسّخ تأثير “عكاشة” في مستمعيه أكثر. وبحلول ربيع 2012م، صار عكاشة ببساطة هو الوجه المعبّر عن عداوة الثورة وعداوة الإخوان، دون أن يدرك الكثيرون ذلك الوضع السياسي الخطير الذي بات يحتله.

    ومع هذا، كانت خطب “عكاشة” البليغة تصرف الانتباه بعيدًا عن القضايا الهامّة، كالضغط الأمريكي على مصر لاعتماد أجندات بعينها، أو ضمان أمن إسرائيل عبر العلاقة الوسطية بين أمريكا والجيش المصري، وكما يقول أرمبرست: (إن مثل هذه القضايا هي آخر ما يودّ عكاشة أن يلفت انتباه الناس إليه في واقع الأمر).

    من هنا يمكننا أن نفهم المقاربة التي استخدمها “أرمبرست” ببساطة. الحاوي “توفيق عكاشة” لم يكُن ليظهر ويؤثّر لولا وجود هذه المرحلة من “المجاز الثوري” الذي علَق فيها المجتمع المصري بعد يناير 2011، وكي يحافظ هذا الحاوي “عكاشة” على بقائه ظاهرًا ومؤثرًا لا بدّ أن يحافظ على استمرارية مرحلة “المجاز الثوري” وإطالة أمدها.

    بعبارة أخرى أكثر تجريدًا، في حالة استثنائية (كمثال: مرحلة المجاز الثوري المليء بالفوضى والسيولة والتشوّش والارتباك)، ثمّة شخص استثنائي (كمثال: الحاوي الثقافي) يجد نفسَه في هذه الحالة باعتبارها المثالية المناسبة لطبيعته؛ وبالتالي يبذل قصارى جهده للحفاظ على استمراريتها، بترسيخ تشويش المعنى والتباسه وغموضه، ويبقى المجتمع في “أزمة المجاز” هذه.

    جزء من طبيعة الحاوي أنّ الناس ينظرون إليه في مرحلة “المجاز” باعتباره “مخلّصًا” بدرجةٍ ما، وهو ما استثمره “عكاشة” جيدًا. وهذا الملمَح، بحسب ما عقّب به المترجم طارق عثمان، يفسّر بدرجة ما سخط الناس على الرئيس المعزول “محمد مرسي”، لأنه لم يضَع حدًّا لحالة “المجاز” المُربِكة هذه، ويفسّر أيضًا بدرجة ما، انجذاب الناس للجنرال السيسي لاعتقادهم فيه بأنه “المخلّص” القادر على إخراجهم من مرحلة “المجاز” هذه.

    (2)
    الكِتاب وإن لم يكن في حدّ ذاته “ممارسة نقدية” خالصة، إلا أنه مهمّ جدًا – ولا يمكن الاستغناء عنه- لكلّ مَن يروم المراجعة والنقد والتقييم لتجربة الثورة المصرية والفاعلين فيها، وديناميكية التغييرات التي مُنيَت بها، منذ قيامها وحتى اللحظة.

    كما أنه إضافة مهمة للغاية في حقل الدراسات الأنثربولوجية التي تفسّر الكثير من الظواهر التي نحياها ونحتاج إلى فهمها من أكثر من زاوية “صحيحة”، وقد نجح المؤلف في محاولته في هذا الكتاب لبلورة مقاربة أنثربولوجية فاعلة للثورات.

    الكتاب هو الثاني لي – إطلاعًا- في الأطروحات الأنثربولوجية التي تناقش المجتمع المصري، بعد كتاب (الدين والتصور الشعبي للكون) للسيد الأسود، وإن كان كتاب الأسود اعتمد منهجًا إثنوجرافيًا وصفيًا أكثر. المثير في كتاب “حاوي الثورة المصرية” أن هوامشه تحوي – ما يمكن بعد تجميعه اعتباره- قائمة بالكتب والأبحاث الرصينة التي تناولت المجتمع المصري بعد الثورة، خاصة في الطرح الأنثربولوجي غير المُحتفى به لسوء الحظّ.

    (3)
    أما عن الترجمة الرائقة، فقد ظهرت شخصية الباحث المترجم في الكتاب بشكلٍ طاغٍ، لدرجة أنني كنتُ أسمع صوته أكثر من صوت المؤلّف ذاته، وسبّب لي هذا بعض الارتباك الطريف في المناطق التي تحدّث فيها أرمبرست عن تجاربه الشخصية في البحث.

    وكعادة المترجم ” طارق عثمان”، في انتهاز كل فرصة سانحة لإفادة القارئ بتكثيف وسهولة وسخاء، ضَمّن الكتاب مقدّمة لا غِنى عنها لفهم مادة الكتاب، وتعقيبًا يصلح أن يكون ملخّصًا لأهم ملامح البحث، وإن حفل بكثيرٍ من الآراء اللافتة والمعتبرة للمترجِم. وأرفق الكثير من الإحالات والتعليقات التوضيحية المفيدة في الهوامش على مدار الدراسة، بشكلٍ يُحمَد له.

    فقط، لاحظتُ في الترجمة أن الترجمة الحرفية لمصطلح (anti-structure) على أنه (ضد– البنية) كانت تحتاج حَفرًا مُعجَميًا لائقًا لتقديم تعبير اصطلاحي أكثر وضوحًا ودلالة. عن نفسي اضطررت أكثر من أربع مرات، أثناء القراءة، أن أرجع إلى ص20 لإعادة استيضاح مفهوم “ضد البنية” الذي لم يستقرّ في ذهني بعدُ؛ لبُعد الارتباط بين الصيغة الاصطلاحية المُترجَمة والمضمون المفهومي لها، في ذهني على الأقل.

    (4)
    أخيرًا؛ فالدراسة التي تضمنّها الكتاب، كما عبّر المترجم، تفتح لنا – بحقّ- أفقًا أرحب لفهم الظواهر السياسية عامة والثورة خاصة. وتُجَرّؤنا بحثيًا لطرح أسئلة على شاكلة: هل تنسحب حالة “الحاوي” ومقاربة “المجاز الثوري” على نماذج مرّت بنا مثل المحامي المصري “حازم أبو إسماعيل” وآخرين؟

    https://www.sasapost.com/opinion/tawfiq-okasha/

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 17th February 2015, 07:45 PM KANE غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    KANE
    Brigadier General
     






    KANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond repute

    KANE's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : KANE





    درس في الجديّة.. أو الحديث عن كتاب: حاوي الثورة المصرية؛ دراسة أنثروبولوجية لظاهرة توفيق عكاشة

    مصطفى نور
    منذ 20 ساعة
    17 فبراير,2015

    أصدر مركز نماء للبحوث والدراسات ضمن هذا العام دراسة علمية رصينة تدور حول السيد توفيق عكاشة، قام بها البروفيسور “والتر أرمبرست” أثناء فترة إقامته في مصر في الفترة الممتدة من أغسطس 2010 إلى أغسطس 2012، والذي عكف على ترجمتها حتى أُخرجت لنا في شكلها الأكثر أناقة وأكثرها ثراءً الباحث المصري “طارق عثمان”.

    سعى أرمبرست خلال هذه الدراسة لتقديم جواب علمي حول بزوغ نجم “توفيق عكاشة” فيما بعد الثورة، لأنه قبل الثورة لم يكن له أثر يُذكر في المجال التداولي، فضلًا عن كونه شخصًا مُتعثرًا تمامًا سواء من الجانب السياسي كمرشح عن الحزب الوطني الديمقراطي، أو في الحقل الإعلامي كإعلامي مغمور يخرج عبر محطته الفضائية مسترسلًا في الحديث عن ذاته ودعم طموحاته المخيبة للرجاء.

    لمع فجأة نجم عكاشة واشتهر في فضاء ما بعد الثورة، وصار يلعب دورًا مؤثرًا في هذا الفضاء، بالرغم من كونه لا يتمتع بالإمكانات التي تؤهله للعب هذا الدور المؤثر، لماذا؟ يحاول أرمبرست للجواب عن هذا السؤال تجاوز المقاربات السياسية التي تفي بالقول أن عكاشة مجرد صنيعة للعسكر ودعمهم اللوجيستي له، كما أنه يتمتع بهذه الشهرة بسبب هزله المستمر وظهوره دومًا بوصفه شخصًا مُهرجًا تمامًا، مما جعله يستقطب فئة الفلاحين وغير المتعلمين والطبقة المتوسطة، وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع المصري.

    لا يمكن بحال إهمال هذين السببين في بزوغ عكاشة فجأة من شخص مغمور إلى شخص أكثر شهرة، إنه مادة ثرية جدًا للضحك والهزل، لكن بحسب أرمبرست فإن فهم ظاهرة عكاشة لا تقف عندهما، أي لا تقف عند المقاربات السياسية وحدها.

    كما أنها، أي ظاهرة بزوغ عكاشة؛ تتجاوز المقاربات السوسيولوجية الواقعة تحت المزاج الوضعي لعلم الاجتماع، باعتمادها الصارم على الحس والتجريب في فهم الظواهر الاجتماعية، والتي تبحث بدورها على قوانين سببية مطردة حتى تبدو الظواهر قابلة للتفسير. يبدو أن الظواهر الإنسانية والاجتماعية ليست خاضعة على الدوام للدقة العلمية والمنهجية!

    ما الذي تعامل معه أرمبرست إذن لفهم ظاهرة بزوغ عكاشة فجأة بعيدًا عن المقاربات السياسية والسوسيولوجية الصارمة؟ إنها الأنثروبولوجيا؛ الأناسة أو علم الإنسان.

    عمد أرمبرست إذن على مقاربة أنثروبولوجية أكثر انفتاحًا من الأخرى السوسيولوجية المطعونة بالسببية وفكرة الاحتمالية، وذلك لفهم بزوغ عكاشة الذي ما كان أبدًا بميسور أحد معرفة الأسباب القادرة على تنبؤ بزوغه المريع هذا.

    ثمة كتابات في الحقل الأنثروبولوجي (على رأسها كتابات تيرنر) استخدمها أرمبرست للجواب على سؤال عكاشة: بزوغه، شهرته، وتأثيره، في بيئة ما بعد الثورة، وذلك بانشغال تلك الكتابات بوضعية الثورة ذاتها، والتي تتشكل على إثرها عدة مفاهيم مستخدمة منها: أزمة المجاز أو وضعية المجاز، وشخصية الحاوي.

    الفكرة ببساطة التي رام بها أرمبرست لتفسير ظاهرة عكاشة هي كالآتي: لكي نفهم ظاهرة عكاشة، علينا أن نفهم الثورة المصرية أولا من خلال “وضعية المجاز” التي وُجدت فيها، وكذلك نفهم طبيعة شخصية عكاشة كشخص “حاوٍ” ووجوده في فترة كهذه. ما هي وضعية المجاز إذن؟ وما هي مظاهر شخصية الحاوي؟

    أولًا: وضعية المجاز أو العتبة Liminality

    هو مصطلح متداول في الحقل الأنثروبولوجي للتعبير عن حالة تتوسط بين وضعيتين مختلفتين تمامًا عن بعضهما، أي أنها عتبة أو حدّ ما بين وضعية قديمة أولى وبين وضعية جديدة تختلف جذريًا عن نظيرتها الأولى.

    بداية مَن استخدم هذا المصطلح كان الأنثروبولوجي الفرنسي أرنولد فان جيب (1873 ـ 1975) ضمن تقسيماته المصاحبة لظاهرة “طقس العبور” للتدليل على لحظات التحول المجتمعي الرئيسية في حياة الشخص، حيث ينتقل من وضعية مجتمعية معينة لوضعية مجتمعية أخرى مختلفة عنها كلية.

    وتأتي وضعية المجازة/ العتبة بين مرحلتين: الأولى مرحلة الانفصال؛ وفيها ينفصل الشخص من الوضعية المجتمعية الأولى. والثالثة مرحلة إعادة الإدماج؛ وفيها يدخل الشخص في الوضعية المجتمعية الجديدة، بحيث تكون المرحلة الثانية، وهي وضعية المجاز، وضعية عالقة قد انفصل الشخص فيها عن الوضعية المجتمعية الأولى، لكنه لم يدخل بعد إلى وضعية مجتمعية ثالثة جديدة، (مرحلة الخطوبة مثلا، أو مرحلة المراهقة)، وبإنجاز تلك المراحل الثلاث المتتابعة، يكون قد اكتمل الطقس وحُقق أمره.

    أخذ الأنثروبولوجي الإنجليزي فيكتور تيرنر (1920 ـ 1983) مصطلح وضعية المجاز الذي صكه فان جينب ليعممه على المجتمع برمته عوضًا عن حبسه ضمن نطاق طقس العبور، ليكون مفهوم وضعية المجاز في السياق المجتمعي يعني كما يعني في طقس العبور: انسلاخ المجتمع برمته من وضعية معينة، لكنه لم تلبسه بعد وضعية جديدة، أي يظل المجتمع عالقًا في مجاز بينهما.

    كانت أطروحات تيرنر مادة ثرية جدًا لأرمبرست لإقامة دراسته لفهم الثورة المصرية ومن ثم فهم ظاهرة بزوغ عكاشة كشخصية مؤثرة وفعّالة؛ فاعتمادًا عليها بمقدورنا أن نسوق الثورة المصرية تشكلت من خلالها وضعية المجاز في الفضاء السوسيو-سياسي كمرحلة وسيطة بين “الانفصال” من حقبة مبارك، وبين “الاندماج” في نظام سوسيو-سياسي جديد.

    وفي حالة الثورة المصرية، قد طال مقام وضعية المجاز ومكث، أي أن المرحلة الثالثة من العملية التي يسميها فان جينب “الإدماج” ومن بعده تيرنر يسميها “الاندماج”، وهي التي يتم فيها بناء معايير سوسيو-سياسية جديدة، لم تحدث. وعليه، فقد ظل المجتمع المصري في حالة ارتباك تمامًا، لا هو ينتمي إلى الحقبة القديمة “حقبة مبارك” ولا هو ينتمي لحقبة جديدة، حالة من الـ”بين- بين”، أي ظل المجتمع عالقا في مرحلة المجاز.

    هذه الحالة قد سماها توماسين ورفاقه (وهم من أحيوا تراث تيرنر الذي ظل لفترة مغمورًا في الحقل الأنثروبولوجي): أزمة مجاز، والتي تعني بوضعية “ضد-البنية “anti-structure، يتحرر الجميع فيها من المعايير والتقاليد التي تحكم المجتمع، فضلًا عن غياب القدرات الإبداعية والخلاقة، بسبب اتسام تلك البيئة بالاضطراب والفوضى، وافتقارها لأي قواعد سياسية واجتماعية مألوفة.

    إن وضعية المجاز التي آلت لأزمة بسبب إطالتها، توفر بدرجة كبيرة، بفضل حالة الارتياب والارتباك الشديدة التي يعيشها الجميع، وغياب الإبداع وكل مظاهر الابتكار؛ توفر هذه الوضعية بيئة مواتية تمامًا لشخصية لم يكن لها شيء يُذكر في الحالتين الأخريين، حالتي الانفصال والاندماج، إنها شخصية الحاوي.

    ثانيًا: شخصية الحاوي “the trickster”

    (ترجمها طارق بالحاوي وليس المحتال لزيادة مضمونها المفهومي عنها في المحتال، وتلك لفتة إبداعية منه). الحاوي شخصيته ذات طبيعة متناقضة ومزدوجة بشكل مذهل: إنه يبدو سخيفًا وتافهًا في واقع الأمر ولكنه شخصية قوية وخطيرة في نفس الوقت. مُضحك ومهرج ومحط للسخرية، لكنه قادر وباقتدار على خداع الآخرين. شخص غير أخلاقي بالمرة، “إنه لا يأخذ في اعتباره أية قيم أو أخلاق، فكلها تحت رحمة هواه وشهواته، إن أفعاله وأفعاله وحدها هي مَن يحدد القيم”.

    ولما كانت وضعية المجاز وضعية مربكة ومزدوجة بامتياز، وضعية بين-بين، “وضعية غموض والتباس ولا حسم بامتياز”، كانت شخصية الحاوي بما هي كذلك، تجد موطنها في تلك البيئة الملتبسة؛ إذ هو قادر بفضل تذبذبه لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، على النشاط السريع في تلك البيئة البئيسة، لاجئين إليه أولئك المشوشون تمامًا والمرتبكون على الدوام، ظانين منه أنه سيخلصهم من وضعية المجاز تلك، وما هو بمحقق ذلك، إنه يزيدهم تشويشًا على تشويش، إنه يريد تطويل وضعية المجاز، إنها موطنه الذي يجد فيه مبتغاه.

    وجد أرمبرست مفهوم “الحاوي” مطابقًا تمامًا لشخص عكاشة، وبزوغه السريع والمفاجئ في بيئة ما بعد الثورة المصرية، بيئة عالقة في مجاز، الجميع مشوش، والأمور ملتبسة بدرجة فظيعة، وما لهم من خروج من تلك الأزمة والكشف عن المعنى الغامض سوى بشخص “حاوٍ” له المقدرة على تحقيق ذلك، بفضل صفة الازدواج والغموض المدهش اللتين يتمتع بهما، وقد حظي بهما عكاشة بدرجة كبيرة بلا شك.

    لقد أخذ أرمبرست السيد عكاشة على محمل الجد، وتتبع بزوغه المفاجئ مع مظاهرات العباسية في ديسمبر 2011، وعرض جانبه الخطير منه (بعدما عرض جانبه الهزلي) من خلال شاشته الفضائية، وتأثيره في دفة ما يُطلق عليه بـ “الرأي العام” دونًا عن رفاقه من الإعلاميين (مما يؤكد أن عكاشة صنع نفسه بنفسه بفضل تمتعه بسمات الشخص “الحاوي” وليس من تدعيم العسكر أو غيره)، كقضية “الفتاة المسحولة” حيث ظل يطعن في مصداقية الصورة، مدعيًا أن الأمر من تدبير “الطرف الثالث” بغرض تشويه سمعة الجيش.

    والأمر الأكثر خطورة ويبين مدى خطورة هذا الرجل؛ حينما خرج على الناس بخبر “قانون المضاجعة”، لقد وجد أرمبرست أن عكاشة هو أول من خلق هذا الخبر من خلال فتوى شيخ مغربي مثير للجدل واعتبرها أنها قضية مثارة من مجلس الشعب الذي يغلب عليه السمت “الإسلامي”، وقد سار الخبر كالنار في الهشيم، وظل هو المتداول على نطاق واسع، حتى الصحافة الأجنبية قد التقطته!

    “إن الحاوي شخصية فعالة ومنتجة بطبعها، حتى ولو لم تتقصد ذلك. الحاوي يضحكنا ويرهبنا في آن”.

    خاتمة
    أما بعد، لما تعلمنا مع هايدغر أن أعظم ما يمكن أن يمنحه الفكر هو ضمن ما لم يفكر فيه، وبقدر ما يكون عمل مفكر ما عملًا عظيمًا، يكون ما لم يفكر فيه شأنًا خصبًا غنيًا، فإن هذه الدراسة الرصينة تتيح لنا أفقًا أكثر انفتاحًا لفهم الظواهر السياسية بعامة والثورة بخاصة تتجاوز المقاربات السياسية أو الاجتماعية، والتي تجر معظمنا في أغلب الظروف إلى جدالات عقيمة لا تغني ولا تُسمن في شيء.

    وهو ربما ما رامه المترجم طارق عثمان حينما حاول، في تعقيبه الأخير؛ أن يظهر دقة المقاربة الأنثروبولوجية التي انتهجها أرمبرست، وذلك من خلال الإجابة على هذا التساؤل: هل يحظى عكاشة بنفس القدر من التأثير والشهرة في مصر بعد انقلاب 3 يوليو؟ أو ما هو حال عكاشة في تلك الفترة تحديدًا؟ إن حال عكاشة في مصر بعد الانقلاب يوشك أن ينتهي تمامًا رغم ظهوره بشكل شبه يومي على محطته الفضائية. لماذا؟ ببساطة لأن وضعية المجاز التي عُلق فيها المجتمع المصري بعد حقبة مبارك قد انتهت بفضل الانقلاب.

    المعادلة هي بالضبط كالآتي: وضعية مجاز + حاوٍ = بزوغ الحاوي واشتهاره. فعندما كان المجتمع المصري غارقًا في أزمة مجاز بعد الانفصال عن حقبة مبارك، صار من اليسير جدًا أن يبزغ الحاوي ويشتهر، ولم يستطع السيد محمد مرسي أن يضع حدًا لوضعية المجاز هذه خلال فترة حكمه، لكن بوصول الجنرال السيسي للحكم تم وضع نهاية حاسمة لوضعية المجاز هذه.

    إن الشعب المصري لم يقع في هوى الجنرال بقدر أنهم اعتقدوا فيه أنه وحده القادر على إخراجهم من وضعية المجاز المتسمة بكثير من الارتباك والقلق، فراحوا يسخطون على السيد مرسي لأنهم لم يجدوا فيه ما كانوا يأملون منه، أي أنه لم يكن بقادر على أن يضع حدا حاسمًا لوضعية المجاز البئيسة هذه.

    وبعد، إن كان ثمة درس واحد نتعلمه من هذه الدراسة، من بين عدة دروس أخرى تحتويها، فهو حقًا يكون درسًا في “الجدية”، إن العقل المصري يفتقد وبشكل بشع هذه السمة في تعاطيه مع الظواهر والقضايا المختلفة، إنه لا ينتج سوى كم مذهل من السخرية والهزل والجدال العقيم، فبينما كانت البيئة المصرية آخذة في التغير على كل النواحي والتي تجعلها مادة ثرية جدًا للبحث والإبداع الحقيقي، كان الجميع غارقًا في ما هو هزلي وسخيف، مما جعلها بيئة مناسبة تمامًا لشخصية الحاوي آتية من كل فئة حاضرة.

    https://www.sasapost.com/opinion/the-...tawfiq-okasha/

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    (اول, المصرية, الثورة, داود, يدرس, ظاهرة, عكاشة), كتاب

    حاوي الثورة المصرية (اول كتاب يدرس ظاهرة عكاشة)


    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]