صبرا وشاتيلا: الضحايا الأحياء.. والأحياء الضحايا
بيان نويهض الحوت
في يوم من أيام سنة ،١٩٨٢ وبيروت يحاصرها الجيش الإسرائيلي، قال شاعر العرب، محمود درويش:
»يا فجرَ بيروتَ الطويلا
عجّل قليلا
عجّل لأعرف جيداً:
إن كنتُ حياً أم قتيلا...«
هذه الصورة الرائعة تنقلنا الى جريح ما بين الحياة والموت، ملقى في شارع او زقاق من أزقة بيروت، هكذا أتخيله، وهذا الجريح... لديه أمل بأن يساعده نور الفجر على رؤية جراحه، ورؤية المسافة ما بينه وبين الموت.
غير ان هذه الصورة الشاعرية... ما هي إلا الصورة الواقعية لما جرى على أرض صبرا وشاتيلا خلال الأيام الثلاثة الدامية من أيلول سنة ،١٩٨٢ ولكل ما جرى من بعدها من عذابات حتى أيامنا هذه. هناك ما زالت المسافة بين الموت والحياة غير مرئية. هناك ما زال تحت التراب كثير من »الضحايا« الذين لم يثبت موتهم بعد، وهم الذين يقال لهم »مفقودون«! ونحن نراهم كما نرى الآخرين الذين ثبت موتهم، في صور على الحيطان، ونعرف عنهم من أحاديث أهاليهم. هؤلاء وهؤلاء هم »الضحايا الأحياء«.
وما زال على أرض صبرا وشاتيلا، التي تدعوها إلن سيغل بـ »الأرض المقدسة«، ما زال أهالي الضحايا يتسقطون أخباراً عن مخطوفيهم ومفقوديهم، ولا ييأسون من رحمة الله. وبين الحين والحين يجدّون لمعرفة المزيد من أخبار ضحاياهم، فمن قال إن ضحايا المجازر كغيرهم من الضحايا؟ كضحايا الزلازل او البراكين او الأعاصير؟ فضحايا كوارث الطبيعة لا تنكرهم دولهم، ولا المؤسسات الدولية، ولا ينكرهم أحد... أما ضحايا المجازر، فهم الذين يُطالَب (بفتح اللام) أهاليهم بتقديم هوياتهم، وتقديم إثباتات موتهم، وإلا... فأسماؤهم لا تسجل في لوائح الضحايا. هؤلاء الأهالي المعذبون هم »الضحايا الأحياء«.
لم أقرأ عن مجزرة في عالمنا المعاصر تعرضت للإنكار والتعتيم والشطب، من قبل الحكام المسؤولين، كما تعرضت مجزرة صبرا وشاتيلا، غير أن أصحاب الضمائر الحية، عبر العالم كله، هم الذين تكلموا، هم الذين صوّروا، هم الذين كتبوا، هم الذين عقدوا المؤتمرات الدولية للاستماع الى الشهادات، هم الذين أنتجوا الأفلام، وهم الذين يعودون بين عام وآخر لإنتاج المزيد، وهم الذين انضمت الى قافلتهم لجنة »كي لا ننسى صبرا وشاتيلا«. غير ان هذه اللجنة تفوقت على سواها في كونها هي التي جاءت الى صبرا وشاتيلا، وهي التي ما زالت تأتي كل عام، منذ زيارتها الأولى، سنة .٢٠٠٠
ولو سألنا أطفال شاتيلا عن ستيفانو كياريني، المناضل الايطالي اليساري التقدمي، مؤسس اللجنة ورائدها الذي غاب عنا وجهه منذ عامين، وغابت عنا ابتسامته الواثقة الحنون والمفعمة بالأمل، لعرفنا من أجوبتهم كم كان لعمله العظيم من أثر في نفوسهم وفي حياتهم.
كثيرون اعتقدوا ان هذه اللجنة لن تعمر طويلاً، كمثيلاتها من اللجان، وخصوصا بعد ان رحل ستيفانو عن الدنيا فجأة من غير وداع، لكنه رحل بعد ان كتب في أيامه الأخيرة مقاله الأخير عن العراق الحزين الصامد... وأما اللجنة فلم تتوقف أعمالها مع رحيل مؤسسها، اذ استمرت رفيقات ستيفانو ورفاقه على دربه، وهم من ايطاليا ومن العديد من البلدان، من فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، وغيرها... وكلهم مؤتمنون على سر اللجنة، وما »سرها« إلا في كونها ليست لجنة إنسانية في إطار تقديم المساعدات، وهي ليست في أي حال من الأحوال »أونروا« ثانية، سرها في تأسيسها على قيم التعارف والمحبة والأخذ والعطاء، وبإيجاز: الصداقة المتبادلة. فأعضاؤها لا تنقطع صلاتهم مع الأهالي، وهم عندما يأتون، يتجولون في شاتيلا كما يتجولون في مدنهم وأحيائهم.
أنا لا يمكنني ان أنسى ذلك اليوم الذي فوجئت فيه بخبر في الصحف عن مجيء وفد إيطالي لإحياء ذكرى »صبرا وشاتيلا«. ولعلنا نذكر جميعاً انه حتى مطلع القرن الحادي والعشرين، أي بعد ثمانية عشر عاما من الحدث المأساوي، كانت »صبرا وشاتيلا« ما تزال خارج الزمن، وخارج الأرشيف، وخارج التأريخ، مع بعض الاستثناءات المحدودة من مقال هنا او هناك. هذه المرة، هؤلاء الأجانب هم الذين زاروا أهالي المخيم، كما زاروا الرؤساء، وأعني بهم الرؤساء الثلاثة، هم الذين راحوا يتحدثون عن مجزرة عرفت بـ »صبرا وشاتيلا«، وعن ضرورة إحياء ذكراها.
وكيف يمكنني ان أنسى أنني كنت في تلك الأيام غارقة في كتابي عن »صبرا وشاتيلا«، وكانت »صبرا وشاتيلا« نفسها ما زالت غارقة في بحر من النسيان، فعلى الرغم من »الطائف« وما بعد »الطائف«، وعلى الرغم من رحيل حكومات ومجيء حكومات، وعلى الرغم من شعار »عفا الله عما مضى«، فـ »صبرا وشاتيلا« بقيت »نسيجاً وحدها«. لا اعتراف بالجريمة أصلاً حتى تسجل في سطر واحد على لائحة »عفا الله عما مضى«. كانت مشكلتي، يومذاك، في ان أجد ناشراً عربياً يرضى بأن ينشر لي ما أكتب. لكن ها هم رفاق من إيطاليا، البلد الذي فاز بكأس العالم في كرة القدم، لسنة ،١٩٨٢ والذي راح يقدمه لشباب فلسطين الثوار، ها هم هؤلاء لا يعترفون بالموانع التي فرضتها السلطات اللبنانية، ومنها ان كلمة »المجزرة« أضحت من المحرمات بمجرد انتهاء عمليات البحث عن الضحايا ورحيل المراسلين الأجانب. ها هم يتحدثون مع مطلع القرن الحادي والعشرين عن »إحياء« لذكرى صبرا وشاتيلا! بكل صلابة وإيمان! فيا له من حلم!
تحقق الحلم! وستيفانو لم يكن وحده، كانت هناك مونيكا ماوري، وستيفانيا ليميتي، وموريتسيو مسولينو، وغيرهم... وانضمت اليهم أنطونيتا كياريني، شقيقة ستيفانو. ومع الأعوام، فرضت هذه اللجنة كلمتي »صبرا وشاتيلا« مادة إعلامية ـ على الأقل ـ مرة في كل ايلول من كل سنة، والأهم، إن مجيء اللجنة بحد ذاته أضحى منبعا للأمل في نفوس »الأحياء الضحايا«.
ولأبدأ بالتعريف: صبرا وشاتيلا التي أتحدث عنها ليست مجرد مكان، ولا مجرد مجزرة على لائحة المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، او الشعب اللبناني، او أي شعب عربي مقاوم. صبرا وشاتيلا مجموعات من البشر كان من حقهم ان يستمروا في حياتهم، حتى لو كانت حياة فقر وتشرد، وما كان من حق احد ان يسلبهم حياتهم، او أمنهم، او كرامتهم، او لقمة عيشهم، في اية صورة من الصور، فما بالنا حين تكون تلك الصور على أشد ما يكون عليه العدوان همجية.
ومن التعريف الى بعض التفاصيل: ما كان هؤلاء كلهم فلسطينيين مقاتلين كما ادّعى شارون، كانوا في غالبيتهم الساحقة سكانا مدنيين، وكانوا ينتمون الى اثنتي عشرة جنسية: نصفهم، أي نحو ٥٠٪ منهم فلسطينيون، و٣٥٪ لبنانيون، و٥٪ سوريون، و٤٪ مصريون، والباقون الذين تراوحت نسبهم ما دون ٢٪ أو ١٪ جاؤوا من بنغلادش، والأردن، وتركيا، والسودان، وباكستان، والجزائر، وإيران، وتونس. كانت صبرا وشاتيلا في أعقاب الاجتياح الاسرائيلي بقعة مثالية للعمال العرب والأجانب الباحثين عن غرفة او بيت او مأوى، وكذلك كانت مقصدا للعائلات اللبنانية التي دمرت الطائرات الاسرائيلية بيوتها في الجنوب.
هؤلاء قُتلوا. غير أن الموت في المجازر لا يحدث مرة واحدة. الموت الأول هو الموت. والموت الثاني هو في إنكار حدوث ذلك الموت، هو العذاب في البحث عن ضحايا ضائعين، وفي البحث عن حق ذويهم في الحصول على إثباتات. والموت الثالث هو اليأس من نتائج البحث، في بلد كان الجلادون فيه هم الحكام، غير أنه حتى بعد ان انتهى دور الجلادين، وحتى بعد ان جاء حكام آخرون، فالخوف من كشف الحقائق بقي الشبح المهيمن، وكأن الخوف هو الأصل، وما عداه هو الشواذ. وما كان هذا الخوف ليطال مأساة شاتيلا وحدها، بل مآسي الحروب الاهلية المتلاحقة كلها، حتى ما عاد ممكنا تجاهل السؤال:
هل شعار »عفا الله عما مضى« معناه طمس التاريخ والحقائق والحقوق؟ ليس من حق أحد ان يقف حائلا دون الكشف عن الجرائم ضد الانسانية، ودون البحث عن ضحايا تلك الجرائم الذين هم بشر، ومن حق هؤلاء الضحايا علينا ان نبحث عنهم، وأن نجل ذكراهم. وأما عن مجزرة صبرا وشاتيلا تحديداً، فإنه على الرغم من كل ما كُتب وما نشر وما أذيع، فما زال البحث عن المزيد من الحقائق وأسماء الضحايا ممكناً، بل واجباً.
وفي هذه الذكرى السادسة والعشرين، أجد ان افضل ما بإمكاني ان أساهم فيه لإحياء ذكرى صبرا وشاتيلا، هو ان أتقدم بمشروعين: الأول من أجل »الضحايا الأحياء«، والثاني من أجل »الأحياء الضحايا«. وكلا المشروعين يستمدان شرعيتهما واحتمال نجاحهما من »أصحاب الضمائر الحية«، وفي طليعة هؤلاء أعضاء لجنة »كي لا ننسى صبرا وشاتيلا«.
المشروع الأول: استكمال العمل على لوائح الضحايا والمخطوفين والمفقودين، إجلالاً لأرواح ضحايا صبرا وشاتيلا.
هناك عدة دراسات وتحقيقات تناولت أرقام الضحايا، والبعض منها تناول الأسماء، غير أنه ما عاد ممكنا تجاهل ذاك القول المهين، وهو ان عدد الضحايا »يتراوح ما بين الثلاثمئة والثلاثة آلاف ضحية«. إن اللجوء الى مثل هذه الأرقام المتباعدة جدا إرضاء لجميع الفرقاء، لا يمت إلى المنهج العلمي بصلة. وإنني لأعتقد ان هناك ايضاً وراء هذا التفاوت المذهل سببين:
ـ أولهما، عدم وجود أية مرجعية واحدة لضحايا صبرا وشاتيلا، لا على الصعيد اللبناني، ولا الفلسطيني، وهذا ما يترك جهود الباحثين تنحصر ما بين غلافي كتاب ما، او مجلة ما، لا أكثر. حتى تقرير كيركبرايد الشهير انتهى الى كتاب على الرف.
ـ ثانيهما، وصول الأبحاث التي يقوم بها باحثون أفراد الى الحائط المسدود في نقطة ما، او في محطة ما، بحيث يصبح من الضرورة ـ وخصوصا مع الغياب الكلي للمؤسسات الرسمية المسؤولة، من لبنانية، او فلسطينية، او دولية ـ ان تتقدم مؤسسات علمية رائدة لتكمل مشوار البحث عن الضحايا.
صحيح إنني كنت في عداد القلة من الباحثين المنفردين، فطوال الأعوام الثلاثة الأولى التي تلت المجزرة، قمت بمشروع تاريخ شفهي متكامل، وبمشروع دراسة ميدانية للضحايا والمخطوفين، غير أنني أعترف بأن عملية البحث عن الأسماء والأعداد كانت العملية الأكثر صعوبة، اذ اصطدمت في أكثر من مرحلة بجدار مسدود، لكنه لما كانت الأمور يُحكم عليها بنهاياتها، فيمكن القول إن عملية البحث نجحت أخيرا، إذ توصلت الى سبعة عشر مصدراً، كان أولها لوائح الأسماء التي جمعت على أرض المجزرة قبل نهاية شهر ايلول الدامي، وآخرها لائحة أسماء الدعوى التي تقدم بها المحامون الثلاثة: شبلي الملاط ولوك والين وميشيل فيرهيغي أمام المحاكم البلجيكية، وكان هذا سنة .٢٠٠١
وكان ممكنا لي أن أكتفي بنتائج تلك الدراسة التي نشرتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية منذ خمسة أعوام في كتاب: »صبرا وشاتيلا: أيلول ١٩٨٢«، فيما لو كان الهدف ينحصر في الرد على تقرير كاهان المليء بالمغالطات والأرقام المضللة، وكذلك الرد على التقرير اللبناني الرسمي المعروف بتقرير جرمانوس، والذي لا يستحق الإشارة اليه لكونه أكثر إمعاناً في التضليل والمغالطات، ذلك أنه في ملاحق الكتاب لوائح أسماء موثقة بالمصادر لكل اسم بمفرده، وهي تضم أسماء لـ٩٠٦ ضحايا، و١٠٠ مخطوف، و٣٨٤ مفقوداً، ومجموعهم ١٣٩٠ ضحية ومخطوفاً ومفقوداً. غير ان الهدف أبعد من مجرد الرد على تقرير كاهان الذي وصلت ذروة رقمه التقديري استنادا إلى الجيش الاسرائيلي »المراقب ليل نهار« الى رقم يتراوح ما بين ٧٠٠ و٨٠٠ ضحية، او الرد على الرقم الشائع الذكر، أي رقم ٣٢٨ »جثة«، وهو رقم الصليب الأحمر اللبناني كما ورد في تقرير كاهان، حتى بات رقم ،٣٢٨ هو السقف الأعلى لكل لائحة تعود الى مرحلة ما بعد المجزرة، إذ لم تتجاوز أية لائحة منها هذا الرقم!!
أما لو طرحنا السؤال: هل هناك مصادر لم يُعثر عليها بعد؟ فالجواب: بالتأكيد نعم. خلال الأعوام الستة الأخيرة، كثيرا ما قرأت حكاية ما، او حديثا ما مع أحد الناجين من المجزرة، وفي الحديث أسماء ضحايا لم أكن قد عرفت عنها. كذلك، جاءني كثيرون من الأهالي ـ بعد صدور الكتاب ـ ليحدثوني عن ضحاياهم.
وهناك سبب آخر يستند الى المعلومات الأكيدة لدي، بوجود لوائح لعدد من هيئات الدفاع المدني الأهلية، وكذلك لمؤسسة دولية كبرى، وقد تحدث عاملون في هذه الهيئات والمؤسسات عن الأرقام النهائية التي توفرت لديهم، ووعدوا بتقديم لوائح مؤسساتهم، لكنهم لم يتمكنوا من الوفاء بوعودهم، فالمسؤولون في المؤسسات او الهيئات التي يعملون فيها رضخوا لسياسة التعتيم، ورفضوا. وقياسا على تحليل اللوائح المماثلة التي كانت قد توفرت لدينا، فالمتوقع في حال الحصول على اللوائح المخبأة في الأدراج حتى الآن، ان يضاف الى لائحة الضحايا والمفقودين أسماء تفوق الألف، ولعلها الأسماء التي يُقال إنها »ضاعت«!!
في حال نجح هذا المشروع، نكون قد قمنا بالواجب المبدئي والأول تجاه الضحايا وذويهم، ولو بعد عشرات السنين. وسوف نكتشف أخيرا التقارب بين الأسماء الموثقة بالمصادر، وبين الأعداد التقديرية كما وردت لدى تقرير ماك برايد، او كتاب أمنون كابليوك، او كتاب صبرا وشاتيلا: أيلول .١٩٨٢
المشروع الثاني: تشجيع أهالي صبرا وشاتيلا على كتابة مذكراتهم، وتشجيع الباحثين العرب على البحث والكتابة ليس عن مجزرة صبرا وشاتيلا، فحسب، بل عن المجازر الصهيونية، والأساليب الصهيونية المتنوعة ضد الشعب الفلسطيني خاصة، والأمة العربية عامة.
واسمحوا لي في هذا المجال بأن أتوقف إزاء ما أرجو ان يبعث فينا روح النضال، لا اليأس والاستسلام، اسمحوا لي بأن أذكر بأن الحركة الصهيونية ما زالت تنتج كل عام، بل كل شهر، كتبا جديدة، وأفلاما جديدة، وروايات جديدة، عن الهولوكوست، وهذا بالإضافة الى تشييد المتاحف، وإقامة أجنحة خاصة بأرشيف الهولوكست في الجامعات الكبرى. وكل هذا، والصهيونية ما زالت تعتبر نفسها في موقع الضحية، متجاهلة أحيانا، ومتباهية في أحيان أخرى، بأنها أصبحت هي الجلاد! ومن مهازل العصر ادعاء هذا الجلاد بأنه لا يفعل شيئاً سوى الدفاع عن نفسه!!
ويبقى السؤال الأخير: ونحن، متى ندافع ـ كما يجب ان ندافع ـ عن ضحايانا؟ متى ندافع عن وجودنا؟ ومتى ندافع عن مستقبلنا، وأعني به مستقبل الأمة، لا فلسطين وحدها، ولا لبنان وحده.
([) كلمتان القيتا في مسرح المدينة بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا (بيروت: ١٦/٩/٢٠٠٨)