ماذا وراء الأكمة؟... بقلم د.أحمد الصاوي - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    الماسونية - نشأتها وخفاياها
    (الكاتـب : حشيش ) (آخر مشاركة : Veronaoqr)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > شهود على العصر

    شهود على العصر

    ماذا وراء الأكمة؟... بقلم د.أحمد الصاوي


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 14th April 2023, 01:26 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    :bulb: ماذا وراء الأكمة؟... بقلم د.أحمد الصاوي

    أنا : د. يحي الشاعر




    ماذا وراء الأكمة؟

    بقلم د.أحمد الصاوي


    اقتباس

    ماذا وراء الأكمة؟


    11 - 04 - 2021 بقلم د.أحمد الصاوي


    بعد طول صمت "مريب" كانت "واشنطون" أول من اخترق ذاك الصمت الذي التزمته أطراف يعلم القاصي والداني أنها تقف وراء إنشاء سد النهضة بشكل أو بآخر.

    تناثرت تصريحات لمسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية لتصب في مجرى واحد عنوانه الأبرز أن "المجتمع الدولي" لن يسمح بعمل عسكري ضد السد وأن الأزمة حول سد النهضة هي جزء من إشكاليات مماثلة في عدة دول حول الأنهار الدولية.


    وعلى وقع هذه التصريحات بادرت أثيوبيا بدعوة مصر والسودان لتعيين مراقبين من لدنها لمراقبة عملية الملء الثاني ولتبادل المعلومات الفنية بذلك الشأن وهو اقتراح قابلته مصر والسودان معا بالرفض.

    ومهما يكن من أمر فإن الصمت لايزال يغلف موقف الاتحاد الأوربي ومعه بريطانيا وكذلك الأمم المتحدة فيما تقف تل أبيب في الظل وكأن الأمر لا يعنيها وستبقى كذلك لأمد ليس بالقصير لحساباتها الإقليمية الخاصة.

    ولا جدال في أن السودان كان مصيبا في إصراره على الدعوة للوساطة "الرباعية" ليس فقط لأن الاتحاد الأفريقي ليس فعليا بالوسيط المحايد أو الكفء ولكن قبل ذلك وبعده لحمل كل من أمريكا والاتحاد الأوربي ومعهما أداتهما الطيعة "الأمم المتحدة" على الكشف عن نواياهم الحقيقية وكذلك لإحراجهم في حال فشل المفاوضات وهم شهودها.


    وبالطبع ينبغي علينا أن نشغل أنفسنا بتوقع ما تحمله الأيام القادمة من أفعال وردودها وهو ما يجعلنا نقف عند تحليل مواقف ونوايا الأطراف الحاضرة في تلك الأزمة.

    الاتحاد الأفريقي الضحية التي تتقمص دور الجلاد

    هذا هو الطرف الأول الذي ينبغي العناية بردة فعله ليس لأنه أهم أطراف الأزمة ولكنه في الحقيقة هو الطرف الذي من السهولة بمكان التنبؤ بما سيفعله.

    فهذا الاتحاد الذي ورث منظمة الوحدة الأفريقية هيمنت عليه في العقود الثلاثة الأخيرة روح "عنصرية" مفادها العداء لكل من وما هو أبيض

    ورغم أن تلك النزعة "الزنوجية المفرطة" نشأت كردة فعل على ازدراء المستعمر الأبيض للرجل الأسود في أوساط الأفارقة الذين يدرسون في المراكز الاستعمارية في أوربا إلا أنها هيمن فعليا على أروقة الاتحاد الأفريقي ولاسيما في توزيع المواقع القيادية داخل الاتحاد إذ ينظر دوما إلى الأفارقة العرب أحيانا أنهم "نصف أفارقة" أو انهم ليسوا أفارقة حقيقين طالما لا يتمتعون ببشرة سوداء بل وتروج ضدهم من حين لآخر اتهامات بأنهم استعبدوا الأفارقة وتاجروا بهم رقيقا.

    وبغض النظر عن الدوافع التنافسية التي لا يمكن إنكارها في أوساط النخب الأفريقية للولوج لمناصب الاتحاد الأفريقي فإن تلك النزعة العنصرية تقوى يوما بعد يوم وخاصة مع تطلع دول مثل جنوب أفريقيا لزعامة القارة.

    ولم يكن عبثا أن أصرت أثيوبيا على أن يكون الاتحاد الأفريقي وسيطا للمفاوضات الثلاثية منذ اللحظة الأولى لعلمها اليقيني أن الروح العدائية ضد "العرب الأفارقة" ستجعل هذا الاتحاد وخاصة في ظل رئاسة جنوب أفريقيا له أكثر "تفهما" لوجهة النظر الأثيوبية.

    ولهذا السبب ترفض أديس أبابا بشكل قاطع الاقتراح السوداني للوساطة الرباعية.


    وترتيبا على ذلك فإنه في حالة نشوب نزاع مسلح حول سد النهضة فإن الاتحاد الأفريقي سيكون مع فرض عقوبات على مصر رغما عن معارضة بعض الدول التي تتمتع بعلاقات خاصة مع مصر وبالطيع ستطال تلك العقوبات السودان إن بقي في صف مصر إلى وقت نشوب النزاع المسلح.

    الولايات المتحدة وموسم اصطياد مصر

    من السذاجة بمكان الظن بأن الولايات المتحدة قد تخلت عن هدفها الجوهري في إعادة هندسة خرائط المنطقة العربية إذ هي ماضية في سبيل ذلك تركيزا على الحلقة التي تحيط بفلسطين المحتلة وقد تحققت نجاحات لسياستها المرتكزة على تصورات برنارد لويس لإعادة المنطقة إلى ما كانت عليه فيما قبل الحرب العالمية الأولى بل وإلى أبعد من ذلك.

    وإذا كانت مصر قد خرجت مبكرا وبأقل قدر من خسائر "تشتيت الهوية" من تداعيات خطة الفوضى الخلاقة التي يحلو للبعض أن يدللها باسم "الربيع العربي" فإن كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لا تنظر بعين الرضا لهذا "الخروج"، وما الإبقاء على خطوط تعامل مع "حكومة الانقلاب" بمصر إلا تسليم بأمر واقع حتى تحين الفرصة لتغييره في جولة أخرى من صراع لم تخمد نيرانه بعد تحت الرماد.

    ذكرت بريطانيا أولا قبل أمريكا لأنها صاحبة براءة اختراع خطة برنارد لويس (الإنجليزي الذي حصل على الجنسية الأمريكية) ولأن تلك هي نظريتها التي خرجت بها من تجربتها الاستعمارية والمعروفة لدى تلاميذ المدارس باسم ساسة فرق تسد.

    وعلى الرغم من أن مصر خاطبت لندن بشأن أزمة سد النهضة إلا أنها لم تحرك ساكنا ولم تتوقف يوما عن دعم أداتها الإقليمية التي اخترعتها لإضعاف متانة "الاندماج الوطني في مصر".


    أعني بذلك الإخوان المسلمين الذين كانوا خيار بريطانيا بعد فشل خطط كرومر لتقسيم مصر بين مسلمين وأقباط أو لتحويل الأقباط عن كنيستهم الأرثوذكسية فهذا التنظيم يمارس فعل "الطائفة" بكل آليات ابتداعها وتطورها وذلك أمر يستحق سياقا مستقلا لشرحه.

    أما الولايات المتحدة التي أدت البرجماتية المفرطة لحكومة دونالد ترامب وحساباتها التجارية للربح والخسارة لتوقف مؤقت لسياسة الاستهداف النشط لمصر، فهي منذ اليوم الأول لرئاسة بايدن تعاود فعليا تلك السياسة بدءا من الحديث عن مشاكل "الديمقراطية وحقوق الإنسان" وانتهاء بالموقف الذي يزداد سفورا من النزاع حول سد النهضة.

    ولعل واشنطون تجد في التعنت الأثيوبي ما يكفي وزيادة لتهديد الحياة في مصر ودفعها إما لقبول الموت البطيء والتقاتل الداخلي على وقع أزمة مياه وغذاء حتمية إذا حققت الحبشة هدفها القديم في التحكم بمياه النيل، أو للإقدام على عمل عسكري يتخذ كذريعة لتدخل أمريكي ضد مصر شبيه بما جرى مع العراق وأيضا في سوريا وليبيا مع تباين الذرائع.

    يعني ذلك ببساطة أن الولايات المتحدة لن تكون وسيطا وستقف موقفا سلبيا من اقتراح الوساطة الرباعية وهو أمر سينتقل بالتبعية لكل من الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة ليبقى أمام مصر والسودان الوسيط الأفريقي العليل.

    الفصل الصهيوني للمسارات

    على الرغم من أن تل أبيب لم تضبط متلبسة بأي تصريح يتصل بسد النهضة من قريب أو بعيد ولو حتى بالدعوة للتفاهم بين أطراف الأزمة، إلا أنه بوسع المراقب السياسي أن يشتم رائحة خبراتها في "الدعاية" وادعاء الحق بالمخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية ثم قبل ذلك وبعده بتقسيم التعامل مع بناء السد وما يثيره من خلافات بأسلوب "كيسنجر" أي سياسة الخطوة خطوة وأيضا الفصل بين المسارات بتفريق الأطراف التي يمكن أن تتخذ موقفا موحدا ضدها.

    وفيما يتعلق بسد النهضة اعتمدت أثيوبيا منذ بداية التنفيذ الفعلي سياسة من شأنها تشجيع السودان على عدم الالتقاء مع الموقف المصري الرافض ابتداء لفكرة إقامة سدود تتحكم بفيضان النيل الأزرق.

    وقد وجدت تلك السياسة مناخا ملائما في ظل حكم البشير، أولا بحكم الخلافات "الإخوانية" مع مصر، وثانيا لوجود رافد سوداني داخلي "معادي" لمصر على خلفية تاريخية تمتد من الثورة المهدية إلى استفتاء تقرير المصير.

    وقد ظل السودان يرفل في الشعار المريب "أثيوبيا أخت بلادي" وهو على يقين بأن السد يمكن أن يلحق الأذى بمصر ولكنه أبدا لن يمس السودان بسوء، وكانت قمة نجاح خطة الفصل بين مصر والسودان في هذا الشأن امتناع الوفد السوداني في مفاوضات واشنطون عن التوقيع على مسودة الاتفاقية مثلما فعل الوفد الأثيوبي، مع ملاحظة أن ذلك كان بعد الثورة وسقوط نظام الكيزان.


    وقد تعثرت خطة الفصل بين المسارين السوداني والمصري بعد أن عاين السودان فعليا النتائج السلبية للملء الأول على سدوده الصغيرة ومحطات توليد الكهرباء، وأصبح هناك "تناغم" وربما "تنسيق جزئي" بين مواقف القاهرة والخرطوم مع إدراك حجم التهديد الذي تشكله كمية المياه وراء سد هناك شكوك حقيقية حول درجة أمانه إنشائيا، ناهيك عن القوة الهائلة التي يمنحها للطرف الأثيوبي للتحكم بدولتي المصب.

    ومن جهتها فإن القاهرة عمدت إلى تدفئة هذا التنسيق، بل ووافقت دون تردد على اقتراح السودان للوساطة الرباعية وبدت الأمور في أوج حيويتها مع إسهامات قيمة من الخبراء السودانيين في مجال الري ، لكن ذلك كله ربما يكون على المحك في قادم الأيام.

    فمن جهة وعلى ضوء النجاحات المبكرة للفصل بين المسارين المصري والسوداني تتطلع أثيوبيا لإعادة إحياء سياسة الفصل تلك، ومن جهة أخرى تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لدق "إسفين" بين القاهرة والخرطوم، وقد صرح أحد المتحدثين باسم الخارجية الأمريكية أن تعقد مسار المفاوضات سببه أن مصر تستخدم السودان كورقة ضغط وتوظفها للدفاع عن وجهة النظر والمصالح المصرية.

    وقد دعت الولايات المتحدة أثيوبيا "صراحة" لأن تطمئن السودان على تدفق احتياجاته من المياه واطلاعه على خطة الملء الثاني، وزادت على ذلك دعوتها لحل الخلافات الحدودية بين البلدين بالوسائل السلمية ودون أن يتضمن ذلك احترام الحدود بين البلدين.

    علينا ان نتوقع في قادم الأيام جهودا أكثر وضغوطا أكبر من أجل إثارة حساسية السودان من التعاون مع مصر وحمله على الدخول في مسار مفاوضات قصير يتضمن ربما تلقي معلومات فنية من أديس أبابا عن خطة الملء والتصرفات المائية إبانها، وربما يلحق بذلك تهدئة طويلة الأمد للصراعات الحدودية.

    وبغض النظر عن الهدف المباشر من سياسة فصل المسارات وهو تفريق المواقف ومواجهة كل طرف بمعزل عن الآخر فإن من شأن ذلك "تحجيم" الخيارات أمام أي قرار بالتدخل العسكري في شأن سد النهضة.

    وراء الأكمة ما وراءها من شر "بايت" ولكنه حتما جزء من مكونات قرار تقسيم مصر ودفعها لمصاف الدول الفاشلة بالمنطقة، ولم لا وهي الموصوفة في أدبيات "الفوضى الخلاقة" بالجائزة الكبرى.



    بقلم د.أحمد الصاوي


    https://www.elmashhad.online/Post/de...85%D8%A9%D8%9F




    د.يحي ألشاعر

     

    الموضوع الأصلي : ماذا وراء الأكمة؟... بقلم د.أحمد الصاوي     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 162 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 1582 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 760 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 339 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 257 29th January 2024 01:31 PM

    قديم 14th April 2023, 01:37 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    :bulb: صمت أكثر من مريب في بناء سد النهضة ..... بقلم: د. أحمد الصاوي

    أنا : د. يحي الشاعر






    صمت أكثر من مريب في بناء سد النهضة



    بقلم: د. أحمد الصاوي



    اقتباس

    صمت أكثر من مريب

    في بناء سد النهضة

    07 - 04 - 2021 بقلم: د. أحمد السيد الصاوي


    ربما لاحظ الأصدقاء أنني لم أدع ولم أحبذ أي دعوة للدخول في حرب أو شن عمل عسكري كحل للخلاف التاريخي المزمن مع الحبشة التي صارت تعرف حديثا باسم أثيوبيا.

    ولا يعني ذلك بالطبع أنني "ضد" العمل العسكري ولكن فقط أراه خيارا أخيرا إذا ما وضع ظهرنا لحائط الرغبة الشريرة في جعل مصر "رهينة" لسد ظاهر الهدف من بنائه توليد الكهرباء ومكنونه هو التحكم في تدفق مياه النيل.

    ودون عودة للماضي القريب والبعيد فإن المعنيين بتاريخ نهر النيل يدركون جيدا أمرين

    أولهما "حلم" و "توق" حبشي لمنع انسياب النيل شمالا ولطالما لوح ملوكها بتهديدات من هذا النوع وذلك أمر سجل بجلاء في عدة مصادر تاريخية

    والأمر الثاني هو "الهاجس" الدائم لدى مصر منذ عصورها الموغلة في القدم من أن تنجح الحبشة من فعل ذلك وخاصة عند انخفاض مستوى الفيضان.

    وهناك تقييدات تفيد بتوجه وفود من الكنيسة القبطية المصرية للحبشة، وكانت تتبع الكنيسة المرقصية المصرية لمخاطبة النجاشي وحثه عن الامتناع عن أي عمل من شأنه حبس الفيضان عن مصر.

    والخشية من ذلك هي التي حملت الحسن بن الهيثم على أن يأتي من العراق ويعرض على الحاكم بأمر الله الفاطمي أن يقوم بعمل يحفظ به مياه الفيضان للانتفاع بها في سنوات التحاريق، ولكن همته فترت لما شاهد أوابد المعبد والأهرام المصرية محدثا نفسه بأن إذا كان هؤلاء الذين شيدوا هذه المعجزات المعمارية قد عجزوا عن ذلك، فكيف لي أن أفعل ذلك. وتخفى ابن الهيثم خوفا من غضبة الحاكم بأمر الله وتعيش من نسخ الكتب حتى توفي أو اختفى بالأدق الخليفة الفاطمي.


    وفي العصور الحديثة سعت أثيوبيا لبناء سد أو سدود للتحكم في النهر، ليس لأنها بحاجة لمياهه من أجل الزراعة ولكن لفرض "سطوة" على سكان المصب حسدا من عند أنفسهم، وأديس أبابا ترى حالها المتردي بينما هي منبع الخير الذي ترفل فيه حضارة دولة المصب.

    من الناحية الهندسية كانت الدراسات العلمية تؤكد استحالة إنشاء عمل هندسي على هضبة الحبشة للتحكم بجريان النهر وهو أمر تم تجاوزه عندما منحت حكومة السودان لاثيوبيا حق الارتفاق بمنطقة الفشقة ليزرعها الأثيوبيون بشرط عدم إقامة منشآت مائية عليها إلا بموافقة حكومة السودان، وهو الشرط الذي تغاضت عنه حكومة الكيزان ظنا منها أنها بذلك "تكيد لمصر" وبناء على "أوهام" بأن أثيوبيا "أخت بلادي" لن تلحق الأذى بالسودان، بل وظلت اللجان الفنية السودانية ترى أن بلادها لن تتضرر من بناء سد النهضة وتعاملت بكل سفور وكأنها وسيط في أولى مراحل التفاوض حتى كان الخطأ الأشهر بالامتناع عن التوقيع عن وثيقة واشنطون في تغطية خرقاء للموقف الأثيوبي.

    ينبغي أن نتوقف هنا عن ذكر ما مضى وكان لنشير إلى أن ثمة عدة أطراف سعت علانية حينا وخفية أحيانا للإبقاء على الحلم الحبشي حيا، ولاسيما منذ الدور المصري الحاسم في معركة التحرر الوطني داخل القارة السمراء

    كانت هناك الولايات المتحدة الأمريكية ومازالت

    كان هناك الكيان الصهيوني ومازال

    كانت هناك إيطاليا وإن على استحياء


    وهؤلاء جميعا يمثلون حلف الأطلسي ويستقطبون خبراء من كل جنسياته في هندسة الري

    ثم لحق بهؤلاء تركيا وقطر ورأسماليون عرب يبحثون عن فرص للاستثمار الزراعي في بلد واسع الأرجاء ووافر الموارد المائية


    أصبح لدينا مزيج من أنصار "بناء السد" مع اختلاف الأهداف ما بين "استراتيجية" تستهدف حصار مصر وإفقارها وهذا أمر ليس بحاجة لشرح أو براهين ، وأهداف ربح أنانية لا تدرك العواقب الكارثية على بلد إن قدر الإله مماته فلن ترى الشرق يرفع الرأس بعده.

    مالذي يثير الريبة؟

    أن بعض الأطراف الضالعة تاريخيا في بناء سد النهضة "صامتة" صمت القبور طوال فترات المفاوضات، وحتى عندما لوحت مصر بأنها قد تضطر للتدخل عسكريا لحمل أثيوبيا على عدم التصرف بشكل فردي للتحكم بنهر دولي.

    واشنطن صامته ولم تبد أي تحرك إيجابي تجاه دعوة السودان بأن تكون ضمن الوساطة الرباعية

    الاتحاد الأوربي عن بكرة أبيه "أكلت القطة لسانه الذرب"

    تل أبيب كأنها لا تسمع ولا ترى، بل أنها زودت أثيوبيا بمنظومة دفاع جوي لحماية السد من أي هجوم لتدميره (٢٠١٩).

    الأمم المتحدة "ودن من طين وأخرى من عجين" رغم تلويح مصر بأن هناك تهديد للسلم العالمي بل أنها فضلت أن يعود أمر النزاع إلى الاتحاد الأفريقي قبل نحو عامين.

    هؤلاء جميعا في صمتهم ما يريب

    وكأنهم يشجعون أثيوبيا على المضي قدما في استفزاز دول المصب

    وكأنهم ينتظرون أن نقدم على عمل عسكري حتى يتدخلوا

    لو نشبت حرب من هذا النوع فإنها لن تنتهي في وقت قصير ولن تكون محدودة الخسائر بالنسبة لكل أطرافها، فالإنفاق العسكري سيبتلع موارد هائلة لبلدان هي مدينة جميعا للصندوق والبنك الدوليين.

    هناك مخاطر لا يمكن إغفالها مثل ردة فعل الاتحاد الأفريقي الذي تهيمن عليه ردة فعل عنصرية "زنجية/سوداء" ضد هيمنة "البيض" وقد جرى توجيه هذه "العنصرية الاضطهادية" تجاه العرب الأفارقة باعتبارهم وفقا لدعايات البيض الأوربيين تجار رقيق استعبدوا الأفارقة.


    وهناك معضلات جانبية مثل موقف إريتريا التي يتحسس أفورقي من أن تغلب عليها هويتها العربية وكذلك جنوب أفريقيا التي تتطلع لزعامة أفريقيا وترافقها عقدة الزنوجة رغما عما بذلته مصر تاريخيا لتحريرها من براثن الحكم العنصري.

    هل سنكون إزاء تدخل يحاكي ما جرى عندما دخلت العراق للكويت؟

    هل سنعود لسيناريو قريب من عدوان ١٩٥٦ الذي نشب فيه قتال على أرض سيناء فتدخلت بريطانيا وفرنسا بزعم الفصل بين المتحاربين ولتأمين الملاحة في قناة السويس؟

    إذا كانت كل هذه التخوفات والحسابات تدور في ذهن المراقب السياسي ففوقها مئات من الأسئلة وملايين من المعلومات التفصيلية وقوائم لا نهاية لها من الحسابات تدور بذهن الدولة المصرية بما فيها حسابات القوة الذاتية وتحركات وأهداف الصامتين المريبين

    أرجو أن لا نتعجل قرارا بحرب:-

    يحثنا الأخوان المسلمين عليه ليل نهار

    ولا يستنكر أي طرف دولي تلويحنا به

    ولا يسعى أي طرف دولي لنزع فتيل انفجاره

    ولا تتوقف أديس أبابا عن استفزازنا لشنها

    أبديت من قبل رأيي ان عملية الملء الثانية بحد ذاتها لن تلحق أذى بمصر ولكنها ستفعل بالنسبة للسود.




    بقلم د.أحمد الصاوي

    https://www.elmashhad.online/Post/de...B1%D9%8A%D8%A8






    د.يحي ألشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    ماذا, الأكمة؟..., الصاوى, بقلم, د.محمد, وراء

    ماذا وراء الأكمة؟... بقلم د.أحمد الصاوي


    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]