حماس تُراهن على نجاح تركيا في صفقة التبادل.. وتكشف شروطها
هآرتس كشفت أن أردوغان ينوي التوسط لإتمام الصفقة
2016-06-29
بعد توقف مباحثات صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجانب الإسرائيلي لشهور طويلة، وفشل الوساطة المصرية والدولية التي جرت في السابق في إحراز أي تقدم بهذا الملف، عاد ملف الأسرى مجدداً للطرح على المستوى الفلسطيني والدولي.
عودة الملف للتداول عبر وسائل الإعلام المختلفة جاء بعد الكشف رسمياً عن تحرك تقوده تركيا لإعادة تفعيله من جديد، وإجراء حوارات ولقاءات سرية مع حركة "حماس" والمسؤولين الإسرائيليين، في محاولة للوصول لنقطة تلاقٍ تساعد في إتمام الصفقة خلال الفترة المقبلة.
الحديث بدأ بعدما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تعهد شخصي من قبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بنية تركيا التوسط لإعادة الجنود المفقودين الإسرائيليين بقطاع غزة.
- مفاوضات شاقة
قيادي بارز في حركة "حماس" ومطلع على ملف مفاوضات صفقة التبادل، كشف لـ"الخليج أونلاين"، عن بدء تحركات رسمية بين حركة "حماس" والجانب الإسرائيلي، تتعلق بالجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة صيف 2014.
وقال: "قبل أسابيع جرى لقاء هام داخل الأراضي التركية بين وفد كبير من حركة حماس" وجهاز المخابرات التركية؛ من أجل تحريك ومناقشة عدة ملفات فلسطينية تتعلق بقطاع غزة المحاصر؛ ومن بينها ملف "صفقة التبادل".
وأكد القيادي في حركة "حماس" لـ"الخليج أونلاين" أن تركيا الآن تؤدي دور الوسيط بملف "صفقة التبادل"، وتجري اتصالات وتحركات هامة، وقطعت شوطاً كبيراً من أجل التوصل لنقطة تلاق جيدة، تسمح بالإعلان رسمياً عن هذا الملف.
وذكر أن هناك عقبات كثيرة تعترض التوصل للاتفاق حتى اللحظة، على رأسها المماطلة الإسرائيلية في تقديم وعود رسمية للوسيط التركي تتعلق بملف صفقة التبادل، ولكن الجانب التركي يواصل جهوده وتحركاته بهذا الجانب.
وكشف أن من أهم الشروط التي تضعها "حماس" لإتمام أي صفقة مع الاحتلال، الإفراج أولاً عن كل المعتقلين الذين اعتقلهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة "جلعاد شاليط" أو "وفاء الأحرار"، ورفع الحصار الكامل عن قطاع غزة وفتح جميع معابره، إضافة إلى إنشاء ميناء بحري ومطار دولي في القطاع.
وأضاف: "في ملف عدد الأسرى، فما تملكه المقاومة من غنائم الحرب الأخيرة وتتعلق بجثث وعدد الجنود الإسرائيليين، سيكون له أثر كبير وتبيض كافة السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، والذين تجاوز عدهم الـ6000 أسير".
وأوضح أن نجاح مفاوضات "صفقة التبادل" والوصول لتفاهمات رسمية بوساطة تركية، "سيكون خطوة مفاجئة وكبيرة لشعبنا الفلسطيني، وما سيترتب عليه من خطوات لرفع الحصار كاملاً عن غزة، والإفراج عن كل الأسرى بمن فيهم من قاموا بعمليات بطولية وكبيرة، ومحكوم عليهم بعشرات المؤبدات".
وألمح القيادي في حركة "حماس" إلى أن الشهور المقبلة قد تشهد إعلاناً رسمياً عن صفقة التبادل، مؤكداً أن إعلان المصالحة بين تركيا وإسرائيل سيعجل بشكل كبير من إتمام صفقة تبادل الأسرى في الشهور القريبة المقبلة.
- الوساطة التركية
وفي السياق أفادت صحيفة "هآرتس" أن التعهد التركي جاء بطلب إسرائيلي سابق بالتوسط مع حركة حماس لإعادتهم، حيث أبلغ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عائلات الجنود المفقودين بالقطاع بالتعهد التركي؛ وذلك في محاولة للتخفيف من الاحتقان القائم بهذا الخصوص.
ولفتت الصحيفة إلى تعهد أردوغان في كتابه بتوجيه المخابرات التركية للعمل على الوساطة ما بين حماس و"إسرائيل"؛ وذلك بهدف إعادة المفقودين.
من جانبه يرى المحلل السياسي نشأت الناصري أن: "دخول تركيا على خط الوساطة في ملف تبادل الأسرى، لمساندة ألمانيا التي تجري بطرق الوساطة منذ شهور، سيساهم بشكل كبير في إنجاح تلك المفاوضات رغم صعوبتها".
وأوضح الناصري لـ"الخليج أونلاين" أن "الوضع التركي الآن وخاصة بعد الاتفاق الذي جرى مع إسرائيل (الأحد)، يضعها في موقف قوي وقادر على قلب تلك المفاوضات رأساً على عقب بما يخدم الشروط الفلسطينية، ويلزم الاحتلال ببنود أي صفقة قد تتم".
وذكر أن حماس فعلياً أوكلت الملف بأكمله إلى تركيا منذ شهور، وذلك خلال لقاء جرى بين رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والأخير وعد مشعل بأن يقدم كل شيء يساعد في إتمام صفقة مشرفة تبيض السجون من الأسرى وترفع الحصار كاملاً عن غزة.
وتوقع المحلل السياسي أن تنجح تركيا بهذا الاختبار، وأن تنتهج طريقاً آخر غير الطريق الفاشل الذي سلكته مصر في بداية رعايتها لملف "صفقة التبادل"، وحرصها الأول والأخير كان على كسر شوكة حماس، والتقرب لإسرائيل.
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت، مساء 20 يوليو/تموز 2014، أسرها جندياً إسرائيلياً يدعى شاؤول أرون خلال عملية شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة إبان العدوان البري؛ لكن جيش الاحتلال أعلن عن مقتله.
وفي الأول من أغسطس/آب من العام الماضي، أعلن جيش الاحتلال فقد الاتصال بضابط يدعى هدار غولدن في رفح جنوبي قطاع غزة، وأعلنت القسام حينها أنها فقدت الاتصال بمجموعتها المقاتلة التي كانت في المكان، ورجحّت استشهادها ومقتل الضابط الإسرائيلي.
وفي يوليو/تموز 2015 سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ اختفاء الإسرائيلي أبراهام منغستو، من ذوي الأصول الإثيوبية بقطاع غزة قبل 10 أشهر (سبتمبر/أيلول 2014) بعد تسلله من السياج الأمني شمال القطاع، وهو الأمر الذي لم تتعاط معه حماس مطلقاً.
وتقول هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن السلطات الإسرائيلية قامت باعتقال 70 أسيراً ممّن تحرروا بموجب صفقة "شاليط"، وأعادت أحكام 34 أسيراً "من بينهم أحكام بالمؤبد".
وتمت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2011 برعاية مصرية، أُفرج من خلالها عن 1027 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حركة "حماس" عام 2006.
المصدر:
https://alkhaleejonline.net/articles/1467033035848604100/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AD-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D9%88%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7%D9%87%D8%A7/