Adel Elgogary
19. September 11:38
ومرة أخري ، يصل بالبريد الإيميل ، من الصديق العزيز ، الأستاذ عادل الجوجري ، بريد يشمل سطور وحقائق تاريخية ، عن الدكتور المهندس خالد جمال عبدالناصر "رحمه الله" ...
يشتمل البريد علي الحقائق وأسرار وتفاصيل عن التالي ، الذي يعتبر مشاركة كل من المشير الطنطاوي ...(رئيس المجلس الأأعلي العسكري" و الفريق عنان ، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة ) ، ليس فقط تبرئة علنية واضحة ، له ولتاريخه ، ولكن أيضا "تأييد واضح لا يساء فهمه) من القوات المسلحة المصرية ... للمباديء التي كان يمثلهم خالد رحمه الله .... وتأييد وتدعيمم واضح لا يدعو للشك ، للمنهندس "عبدالحكيم" لنجل الرئيس جمال عبدالناصر
هذا الوضع ، يستدعي ، أن تبدأ السلطات المسئولة ، في وضع "حراسة" لحماية "شخص" عبدالحكيم جمال عبدالناصر " ، حيث أن البوادر تشير ، إلي مستقبل ، يتعتبر فيه مباديء جمال عبدالناصر ... أساس واضح ... لإتجاه ... تدعمه القوات المسلحة المصرية
- أسرار 3محاولات لإغتيال خالد عبد الناصر في بيروت ويوغسلافيا
بقلم:عادل الجوجري
ماهو دور خالد عبد الناصر بالضبط في تأسيس وقيادة وتخطيط عمليات تنظيم ثورة مصر ،الذي نفذ أربع عمليات مسلحة ضد الموساد والس آي إيه على أرض مصر خلال الفترة من 1985حتى 1987؟
وعلى ماذا استندت النيابة في قرارها ومن ثم طالبت بإعدامه ضمن 11 آخرين هم أعضاء التنظيم؟
وماهي مصداقية المعلومات التي أشارت إلى ثلاث محاولات صهيونية وأميركية لاغتيال الابن الأكبر للزعيم جمال عبد الناصر والمولود في 26/12/1949ولد خالد عبد الناصر ؟
في فبراير 1988جاء قرار الاتهام في قضية تنظيم ثورة كصاعقة سقطت فجأة على رأس الشعب المصري والعربي ،فقد شمل اسم خالد عبد الناصر مشفوعا بطلب من النيابة بإعدامه مع آخرين قاموا بقتل عدد وجرح من الشخصيات الدبلوماسية الإسرائيلية والأميركية مع سبق الإصرار والتعمد.
وهنا برز سؤال كاد أن يتحول إلى انفجار تصيب شظاياه مبارك شخصيا :هل يجرؤ النظام على إعدام ابن الزعيم جمال عبد الناصر بتهمة قتل الصهاينة والجواسيس الأميركيين على شاطئ النيل؟
إن التهمة شريفة ،والقتلة مجرمون،ومن ثم حدث تعاطف بل إعجاب بخالد عبد الناصر ،وراح كثيرون يتساءلون عن الدور الحقيقي للرجل " الغامض الصامت " حسب توصيفه في دوائر الاستخبارات الإسرائيلية ،وهو سم ملفه في الموساد وباعتبار انه الرجل الذي لايظهر إطلاقا في وسائل الإعلام؟
لقد وجهت نيابة أمن الدولة العليا "طوارئ" لخالد عبد الناصر ومحمود نور وآخرين تهمة الاشتراك في قيادة وتمويل تنظيم مسلح نفذ 4عمليات مسلحة،وطلبت النيابة الإعدام لجميع المتهمين في قضية تنظيم"ثورة مصر".
قبل صدور قرار الاتهام بشهور كان خالد قد سافر إلى لندن ومن هناك إلى يوغسلافيا،لاسيما وكانت الأجهزة الأمنية قد توصلت إلى معلومات كشف عنها المتهم الثاني عصام نور الدين تفيد أن خالد هو قائد التنظيم وهو المخطط لعملياته وان محمود نور الدين هو القائد المنفذ للعمليات كما قام خالد بتوفير بعض الموارد المالية المحدودة للتنظيم لشراء أسلحة.
والشاهد أن هذا التنظيم الذي جاء في موعد هام للغاية حيث انفرد العدو الصهيوني بضرب لبنان واجتياحه وقام بتشريد المقاومة الفلسطينية في ظل عجز تام وتآمر مبارك مع الصهاينة لتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية دبلوماسية يمكن حلها في إطار الأمر الواقع في ظل الجبروت الصهيوأميركي.
وهنا التقى خالد مع محمود نور الدين وجمعت بينهما صداقة ،عمادها العداء للكيان الصهيوني،وعندما اقترح نور فكرة تأسيس تنظيم سلح مهمته الوحيدة مطاردة السفير الصهيوني والعاملين معه وعناصر الموساد والاستخبارات الأميركية وافق خالد،وقال أنها فكرة عملية للرد على الغطرسة الصهيونية.
وهنا تولى نور الدين اختيار العناصر بعناية وكانوا جميعا وطنيين يكرهون العدو ومتدربون على إطلاق النار .
ونفذ التنظيم عملياته الأربع لم يصب فيها مصري واحد رغم توفر كل الاحتمالات في مثل هذه العمليات التي شملت:
عملية في يونيو عام 1985 حين تمكنوا من اغتيال زيفي كيدار مسئول الأمن في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وفي أغسطس من نفس العام وجهت "ثورة مصر" ضربتها الثانية للموساد الإسرائيلي حين قام أعضاؤها باغتيال ألبرت اتراكشي المسئول السابق للموساد في إنجلترا والذي كان يعمل بالسفارة الإسرائيلية في مصر والذي وصفه محمود نور الدين في حوار صحفي فيما بعد بأنه كان "يتلذذ بفقء أعين الأسرى المصريين".
جاءت العملية الثالثة احتجاجا على مشاركة إسرائيل في معرض القاهرة التجاري الدولي فقامت ثورة مصر بهجوم على سيارة إسرائيلية تضم المشاركين في جناح إسرائيل بالمعرض في عام 1986، وشهدت العملية الرابعة توسعا لضربات التنظيم حيث قرر نور الدين استهداف رجال المخابرات الأمريكية في القاهرة وتحقق ذلك في هجوم شنه أعضاء التنظيم على 3 عاملين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة في مايو 1987، مما جعل التنظيم ملاحقا من الأمن المصري والموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية (سي.أي.إيه) على حد سواء.
الخيانة في مقر السفارة الأميركية
والواقع أن التنظيم كان في غاية السرية ومن الصعب اكتشافه وقد نفى وزير الداخلية وقتها زكي بدر وجود هذا التنظيم إلى أن وقعت مفاجأة سوداء هي خيانة أحد العناصر، وهو شقيق محمود نور الدين الذي تطوع بالذهاب إلى السفارة الأميركية بالقاهرة بحثا عن مكافأة قدرها نصف مليون دولار وأبلغها كل تفاصيل العمليات الأربع التي شارك هو نفسه فيها.
ظل خالد خارج مصر 33شهرا كانت الأمة العربية تغلي ولجان الدفاع تتشكل واللجان الشعبية تضم رموز الوطن العربي من الرئيس الجزائري احمد بن بيلا إلى الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد،والجميع لايصدق أن حكومة مصر يمكن أن تحاكم ابن عبد الناصر بتهمة قتل جواسيس صهاينة،وحصل ضغط شديد من القذافي وصدام حسين والشيخ زايد حاكم الأمارات على مبارك،الذي استدعى خالد وقال له :إذا أردت أن تمارس البيزنس فمرحبا البلد أمامك واسعة لكن لاداعي للعمل المسلح.
ورد خالد:أنني لااريد البيزنس ولم افعل سوى أتعاطف مع عملات التنظيم مثل أي مصري وطني
لقد رأت السلطات المصرية أن أفضل مخرج لها هو أن يخرج خالد إلى يوغوسلافيا حتى تتضح كل الأبعاد القانونية .
وقضى خالد عبد الناصر33شهرا خارج مصر ،لبى أكثر من دعوة عربية من زعماء ورؤساء لزيارة عواصمها،ومنها الجزائر وليبيا واليمن ،وقد حضر اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر 1987،واستقبله القادة الفلسطينيون وقتها بتصفيق متواصل ووقف أبو عمار يحتضنه وقد وصف مسؤول فلسطيني المشهد بأنه "استفتاء تلقائي يثبت صحة المنطلقات الفكرية الناصرية في النظر إلى الصراع العربي الصهيوني،ووقف خالد يؤكد على انه"لاصلح- لااعتراف-لاتفاوض" مع العدو الصهيوني.
والواقع أن خالد لم يمارس السياسة أبدا لكنه لم يغادر الموقف الوطني أبدا والفرق شاسع بين الأمرين، أول بروز لمواقف خالد القومية كان في احتفال أقامته منظمة التضامن الافرواسيوي في يوليو 1986لمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة يوليو ،وكان الاحتفال في مقر الجامعة العربية التي لاتبعد سوى دقائق عن السفارة الصهيونية على شاطئ النيل ،وهو أمر كان-ولازال- يستفز ملايين المصريين والعرب ومنهم خالد عبد الناصر الذي وقف في الاحتفال يعيد كلمات آبيه"ماأخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة" ودعا وقتها إلى وحدة المقاومة الفلسطينية مشيرا أنه على استعداد لبذل كل الجهد من اجل توحيد البندقية الفلسطينية.
وأعلن وقتها رفضه الاتفاق الأردني الفلسطيني ورفضه المؤتمر الدولي للسلام في جنيف ،وأكد على ضرورة الكفاح المسلح.
والشاهد أن أول تدشين قومي ووطني كان في15يناير 1985في ذكرى رحيل والده،ووسط حشد من آلاف المواطنين وفي قلعة الدفاع عن العدالة "نقابة المحامين" ووقف خالد ليقول انه ناصري ليس لأنه ابن جمال عبد الناصر وإنما لأنه مؤمن في الأفكار الناصرية،وقال أن اصحب المصلحة الحقيقية في الثورة يعانون في ظل عودة الإقطاع وبروز الرأسمالية الانتهازية.
وأضاف "أن الحلف الرجعي في المنطقة العربية هو الذي يقدم دعما للاستعمار الأميركي الصهيوني ليمكنه من هزيمة المشروع القومي العربي
وفي هذا اللقاء قام خالد محيي الدين رئيس حزب التجمع اليساري بتسليمه وساما منيا رفيع المستوى مهدى من الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد .
هكذا دخل خالد باب العمل الوطن كمواطن عربي له كل الحقوق لكنه تميز في دوره العروبي ففي أمام النصب التذكاري لشهداء الحركة الطلابية عام 1935 وأمام جامعة القاهرة وقف خال يقود تظاهرة ضخمة شارك فيها المناضلان،شيخ الوطنية المصرية فتحي رضوان وإبراهيم شكري زعيم حزب العمل للاحتجاج على تقديم الجندي سليمان خاطر إلى المحاكمة بتهمة قتل وإصابة سبعة صهاينة كانوا يتجسسون على موقعه العسكري في سيناء عام 1985
لقد حاولت أجهزة الأمن إقناعه بعدم المشاركة في التظاهرة واتصل به دكتور حلمي نمر عميد جامعة القاهرة حيث يعمل خالد أستاذا في كلية الهندسة محاولا إثنائه عن قيادة التظاهرة والاكتفاء بكتابة مقالا في أي صحية يعبر فيها عن غضبه لكن موقف خالد كان صارما وهو المشاركة في التظاهرة مع آلاف الطلاب والشباب من شعب مصر.
لم يكن خالد يوما سياسيا محترفا ولم يبحث لنفسه عن دور في المشد الحزبي، وقد رفض التوريث استنادا إلى موقف والده الذي أوصى الأم السيدة تحية بأن لايعمل الأولاد في السياسية وان كان لهم أن يشاركوا في قضايا وطنهم "وقد سألت خالد ذات مرة عندما جلسنا في مطار حلب في طريقنا إلى دمشق للمشاركة في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاة الرئيس حافظ الأسد عن رأيه في الانتخابات الرئاسية ولماذا لا يرشح نفسه منافسا لمبارك ،لاسيما ولديه شعبية هائلة فقال" الرئاسة ليست عقارا يورث أو يباع أو يشترى ، والشعب إذا انتخب سينتخب عبد الناصر ولن ينتخبني".
واللافت أنه رفض المشاركة في أي حزب ناصري،ولم يشارك في المحاولات الأولى لإنشاء :
-الحزب الناصري -تحالف قوى الشعب العامل مع كمال احمد.
-الحزب الاشتراكي العربي الناصري –ومؤسسه فريد عبد الكريم
-الحزب العربي الديمقراطي الناصري ورئيسه ضياء الدين داود.
ولكن خالد كان يميل إلى التيار الذي يقوده حمدين صباحي وأمين اسكندر ،وقد اعتقلا معا أثناء التحقيقات في قضية (تنظيم ثورة مصر) ووجهت لهما تهمة المشاركة السياسية في تنظيم مسلح.
محاولات اغتيال صهيونية
وتعرض خالد إلى عدة محاولات اغتيال صهيونية، أولها في عام 1971 وأثناء زيارة كان يقوم بها إلى بيروت ابلغه الزعيم كمال جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي أن الحزب ألقى القبض على عنصرين من الموساد كانا في إحدى الشقق يخططان لاغتياله،وتكررت المحاولة في عام1988 عندما ضبطت السلطات الأمنية اليوغسلافية فريق اغتيال صهيوني جاء لمهمة واحدة هي اصطياده ، وكانت السلطات اليوغسلافية فرضت إجراءات مشددة على البيت الذي يقي فيه ا لان اكتشفت سيارة تقترب من منطقة وعندما تم توقيفها بادرت إلى الهرب طاردتها سيارات الشرطة وألقت القبض على من فيها.
وتعرض خالد أيضا إلى محاولة بل محاولات اغتيال معوية وأدبية استهدفت تشويه صورته وشاركت فيها صحف مصرية على النحو التالي:
- في عام 1974نشرت إحدى المجلات اللبنانية خبرا يقول أن اكبر أبناء عبد الناصر الذكور حاول أن يبيع ماسة نادرة في لندن فذهب بها إلى الجواهرجي الذي فحصها ،وعرف أنها من التاج الإيراني فقام بالاتصال السفارة الإيرانية التي اتصلت بدورها بطهران فقيل أن الماسة كانت من القطع التي أهديت للأميرة فوزية –شقيقة الملك فاروق-عند زواجها من الشاه،وبالتالي صارت من حق مصر،وتمضي الرواية بأن التاجر اتصل أيضا بالسفارة المصرية والشرطة البريطانية لكن من حفظ التحقيق-منعا للإحراج"
الطريف أن هذه القصة الملفقة كانت قد نشرتها صحيفة"الحياة" اللبنانية بحذافيرها لكن في عام 1955 أي عندما كان عمر خالد يكن تجاوز خمسة أعوام
وفي رواية أخرى أن خالد باع في باريس سيفا فضيا مطعم بالذهب أهداه أمير سعودي لعبد لناصر لماذا هذه الحملات على عبد الناصر حيا وميتا؟
يقول الأستاذ هيكل في كتابه"لمصر لعبد الناصر"" أن وكالة الاستخبارات الأميركية أنشأت من وراء الستار عدا من الصحف في بلدان العالم الثالث تقوم بمهام محددة منها تشويه صورة قيادات مناوئة للسلطات الاميريكية
د. يحي الشاعر