قال معهد واشنطن، إن على الولايات المتحدة، أن تكون حاضرة ومستعدةللمبادرة في الملف الليبي، في حال توقف التقدم في تعزيز الحوار السياسي وعرقلةالانتخابات عن موعدها، والتجاوز العسكري الروسي المقلق.
وأوضح المعهد في تقرير له أن المكالمةالهاتفية، التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في 21 آذار/مارس معرئيس الوزراء الليبي المعين حديثاً عبد الحميد الدبيبة، أشارت إلى عودة ظهورالولايات المتحدة في الجهود الرامية لمعالجة مسألة العملية الانتقالية المطولةوالعنيفة في كثير من الأحيان في ليبيا، وهو "خروجٌ مرحب به عن المسار الذياتبعه الرئيس دونالد ترامب خلال سنوات حكمه".
وأضاف: "يمكن القول إن دعوة الرئيسالأمريكي السابق للجنرال خليفة حفتر في نيسان/أبريل 2019 ساهمت في اندلاع الحربالأهلية التي استمرت 18 شهراً وخلفت مئات القتلى، وجلبت الآلاف من المقاتلين منالخارج، وعمّقت الاستقطاب في البلاد.
ورغم أن الدبلوماسية الأمريكية ساعدت لاحقاًفي وقف القتال، إلّا أن السبب الرئيسي وراء وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر(المنصرم) كان الإرهاق في صفوف الأطراف المتحاربة وداعميها من الخارج بعد أن طردتالقوات المدعومة من تركيا تحالف حفتر من طرابلس".
لكنه في المقابل أشار المعهد رغم التقدم فيالعملية السياسية، إلى أنه "لا تزال الطريق محفوفة بمخاطر عديدة، ولكن للمرةالأولى منذ عام 2014، أُقيمت في ليبيا حكومة موحدة، وهو إنجاز لا ينبغي التغاضيعنه".
وشدد على أنه يجب عدم اعتبار الانخراط الأمريكي في ليبيا،على الأقل على مستوى رفيع كما أشارت المكالمة الهاتفية للوزير بلينكن، أمراًمفروغاً منه. فقد شددت إدارة بايدن على أن أولويات سياستها الخارجية ستكون متجهةنحو آسيا وبعيداً عن الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا: دلائل متزايدة تؤكد بقاء المرتزقة في ليبيا.. النفط كلمة السر
وأكد على أن ليبيا تحدياً يتجاوز منطقة الشرقالأوسط ويجب أن يُنظر إليها على أنها أولوية أمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.كما أن عدم الاستقرار المستمر في ليبيا يشكل تهديدات لأوروبا من خلال الهجرةوالإرهاب. وقد اجتذبت الحرب الأهلية آلاف المقاتلين الأجانب، من بينهم مرتزقة منسوريا والسودان.
وقال إن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لحلف"الناتو"، هو وجود ما يقدر بنحو 2000 من مرتزقة "فاغنر" الروسوهم لا يزالون محصنين بطائرات مقاتلة متقدمة تهدد الجناح الجنوبي لحلف"الناتو". ويمنح الوضع فرصة مثالية لإدارة بايدن لإظهار كيف يمكن أنيساعد إنعاش التحالفات في الحفاظ على الاستقرار في منطقة ذات أهمية مشتركةللولايات المتحدة وأوروبا.
وشدد على أن المعايير الدولية المطلوبة منالفرقاء السياسيين، مثل الشفافية والنزاهة والديمقراطية، "معايير عاليةولكنها ليست غير معقولة بالنسبة لحكومة مشكلة حديثاً تعمل في ظل نظام بيروقراطيمعقّد، لم يشهد إصلاحات هادفة منذ عهد القذافي. إلّا أن هذا النظام سيتطلب دعماًنشطاً من الولايات المتحدة، يشمل تنسيق عمل حلفائها الأوروبيين وضمان استمرارتركيزهم ووحدة جهودهم"
وتابع: "وليس من الضروري دائماً أن تجلسالولايات المتحدة في وسط الطاولة، وتقود جميع المناقشات، ولكن يجب أن تكون حاضرةومستعدة للتدخل في حالة تعرقل التقدم، وعلى سبيل المثال إذا وصلت جهود الأممالمتحدة للتوسط في اتفاق حول الأساس الدستوري للانتخابات إلى طريق مسدود".
ورأى أن الوضع الأمني سيشكل مجالا بالغ الأهمية، حيث يمكن للولاياتالمتحدة المساعدة فيه، والقيام به، وعلى القيادةالعسكرية الأمريكية في أفريقيا أن تستأنف الكشف عن أنشطة مجموعة "فاغنر"في ليبيا، ويتعين على مخططي الدفاع في حلف "الناتو" الاستعداد للحالاتالطارئة المتعلقة بتواجد عسكري روسي طويل الأمد في ليبيا.
كما أشار إلى أنه على الولايات المتحدةأن توضح للإمارات إلزامية وقف تمويل وجود "فاغنر" (والمرتزقة الآخرين)في ليبيا فضلاً عن انتهاكاتهم المستمرة لحظر توريد الأسلحة.
وجنباً إلى جنب مع الحلفاء الأوروبيين للولاياتالمتحدة، يجب على واشنطن الضغط أيضاً على تركيا وقصر أنشطتها العسكرية علىالتدريبات الشرعية، مثل أعمالها المنقذة للحياة للتخلص من الذخائر المتفجرة.
مزيد من التفاصيل