لحظات من النشوى

[black knight]

الصحف المصرية والعربية

على فراشي في حالة إسترخاء غير مألوفة أطالع بطرف عيني تمثال نحاسي صغير لمعشوقي تشايكوفسكي وتذكرت يوم إشتريته من إحدى البازارات المجاورة لإوبرا فيينا بعد خروجي من احدى عروضه
ليلتها لم أشأ أن أركب وفضلت المسير حتى ساعات الصباح الأولى على ضفاف الدانوب أستمتع بمشهد الأنوار المتراقصة على مياه النهر وينطلق من بين شفتاي صفيرا بموسيقى بحيرة البجع ... ياللنشوى
كم هي قليلة أوقات النشوى في حياتي . وجلها كان برفقة موسيقى تشايكوفسكي ذلك العبقري الذي يأخذني بعيدا عن الحياة بمتاعبها.

وتذكرت أبي ذلك العنيد الذي أصر على زواجي من (هانيه ) إبنة أقرب أصدقاءه والذي فارق الحياة موصيا أبي برعاية إبنته . ولم يجد أبي رعاية لها سوى بتزويجي أياها .
للحق هي ليست دميمة ولكنها أبعد ما تكون عن نموذجي الإنثوي المفضل فضلا عن أنها مثال متجسد للإنسان المزعج . لا أتذكر حتى آخر مرة صمتت فيها عن الكلام والشكوى والصراخ لخمس دقائق متواصلة .
أظن أن هذا لم يحدث ولا لمرة واحدة منذ زواجنا .
ولا أذكر أخر مرة إنفردت مع نفسي في المنزل . فماذا إن كان الله رزقنا بأطفال . لابد أن هذا سيكون الجنون بعينه .
لا أنسى ثورة أبي الغاضبة حين ألمحت له برغبتي في الإنفصال عنها وتهديده ووعيده . ذلك الشيخ الذي ما فتأ يتمتع بعناد وعزيمة شاب في العشرين من عمره . آه لو كنت أستطيع الإستغناء عن مساعداته ولكن ماذا أفعل وأنا أعمل معه في شركته ولن أجد بسهولة عملا آخر بنفس الدخل وأنا من إعتاد على الحياة المرفهة الناعمة ولا أتخيل ما سيؤل له حالي من شظف العيش لو تخليت عن كل هذا

حلان لا ثالث لهما . هانيه أو حياة الفقر . ربما يكون الفقر أقل إزعاجا بكثير عن هانيه التي تبدأ يومها كل صباح وأنا مازلت أغط في نومي بصريخ متواصل مع الخادمة التي أكاد أن أقسم أنها لم تكن مخطأه في أية مره . ثم تواصل فقرات يومها بصراخ مع حارس منزلنا المسكين أو عامل إصلاح التليفون أو جامع القمامة أو ... أو ... المهم في المنظومة هو الصريخ بكل ما تخول لها حنجرتها القوية
ثم يأتي دوري في أوبرا هانيه فتأتيني كي أجد لها حلا من غباء كل هؤلاء صارخة شاكية من ضعفي وتهاوني معهم بينما أنا أنظر إليها ببلاهة متناهية دون أن أنطق بكلمة .

ويكون الجحيم مزدوجا بعد عودتي من العمل . فكل ما مر في يومها هو بسببي وبسبب ضعفي المزعوم حتى محاولات هروبي إلى غرفة مكتبي لا تفلح أبدا ويستمر الصراخ في سرمدية منتظمة .

اليوم ... ولأول مرة أتقلب في فراشي متمطعا مستمعا بلحظات من النشوى المفتقده سعيدا بأنغام تشايكوفسكي الساحرة . مددت يدي أمسكت بتمثاله ومسحت بعض الدماء التي علقت به ونظرت نظرة قصيرة إلى هانيه وهي راقدة إلى جواري مهشمة الرأس والدماء تغرق ما حاولها وتمددت مرة أخرى في فراشي في قمة النشوى .

 

[مــــلامــــح]

دعوه لموضوعي

رســـوماتى

يا ساتر

صدمتنى النهايه

بس شدتنى القصه تسسسلم

 

 

[مدى]

نهاية متوقعة ..
سلاسة الحكاية خلتني أتمنى لو تطول أكثر ..
ممتعة ..
تسلم

 

 

[le prince]

اكثر من رائعه
ابدعت

 

 

[نفرتارى]

تحياتى ثم تحياتى

الحقيقه طريقتك فى سرد القصه هائل

أنا باموت فى القصص ال من النوع ده مشوقه جدا

تسلم بجد

 

 

[بنت البلد]

دعوه لموضوعي

عدسة بنت البلد

black knight

أنت صاحب قلم مميز ينحنى بنا فى سلاسه وهدوء واصفاً أحداث مكثفه ببراعة مدهشه

العنوان : لحظات من النشوى
وفقت به بدرجه كبيره لأنه أخذنا بعيداً عن النشوى التى كان يتوقعها القارئ

أبدعت فى رسم شخصية الزوجه (هانيه )ناقلاً للقارئ ضجرالزوج منها حد القمه

النهايه الصادمه ماتوقعتها ولكنها أتت لتحول مسار القارئ وليعلمنا بقدرتك الرائعة فى تحريك الأحداث

فى النهايه

أحييك على قلمك الرائع

تقديرى لشخصك وقلمك

 

 

[مصري سكندري]

مبدع شاعراً و قصاصاً

تحياتي

 

 

[black knight]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مــــلامــــح يا ساتر صدمتنى النهايه بس شدتنى القصه تسسسلم

أشكرك وأعتذر عن النهاية الصادمة

 

 

[black knight]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدى نهاية متوقعة .. سلاسة الحكاية خلتني أتمنى لو تطول أكثر .. ممتعة .. تسلم

حيرتوني . هل النهاية صادمة أم متوقعة

أشكرك على الإطراء وأعدك بعمل أخر أطول قليلا .. فهي مازالت قصة قصيرة

 

 

[black knight]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة le prince اكثر من رائعه ابدعت

كل شكري وتقديري سمو الأمير