قالت صحيفة إسرائيلية الجمعة، إن "اتفاقالتعاون بين السعودية وباكستان هو فقط الوجبة الأولى في تمدد الرياض نحو الشرق،ولكن الحفاوة التي لقيها ولي العهد من المنطقة لا تبدد التوتر مع الكونغرسالأمريكي بسبب الحرب في اليمن".
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقالنشرته للكاتب تسفي برئيل، أن ابن سلمان كانت جعبته مليئة بكل الملذات في زيارتهلباكستان، موضحة أنه "وضع 3 مليارات دولار من الودائع في البنك المركزيالباكستاني، من أجل المساعدة في عجز الميزانية العميق، إضافة إلى 3 مليارات أخرىلبيع النفط، وكذلك الاستثمار بقيمة 20 مليار دولار في مشاريع بباكستان".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن كل هذا الدعم يعد"وجبة أولى في التمدد الذي تخطط له السعودية في الشرق"، مضيفة أن "جولةابن سلمان إلى باكستان والهند والصين تأتي في هذا الإطار".
ورأت الصحيفة أن "التوجه شرقا والزيارة الملكيةستخدم ابن سلمان في أن يعيد لنفسه شيئا من مكانته، وبصورة تلقائية مكانة السعودية،التي تلقت ضربة شديدة بسبب قتل الصحفي جمال خاشقجي"، مضيفة أن "هذهالساحة يلعب فيها الكبار مثل روسيا والولايات المتحدة وبالأساس الصين".
وتابعت: "يقتضي ذلك من السعودية العمل بحذرشديد، من أجل العيش بسلام مع أصحاب المصالح المتناقضة التي تستدعيها هذهالساحة"، مبينا أن "تضارب المصالح هو في الاستثمارات الضخمة بالموانئالكبرى التي تبعد 70 كيلو متر عن بعضها".
اقرأ أيضا: بماذا علق آل خليفة على صورة ابن سلمان فوق سور الصين؟
وأوضحت أن "الميناء الأول هو شهبخار بإيران،وهو مشروع مشترك بين الهند وإيران هدفه فتح شريان تجاري حيوي بين الهند ووسط آسياوالصين، الميناء الثاني جوادار في إقليم لوشستان في باكستان، وهو مشروع صينيباكستاني هدفه تمكين وصول بحري إلى الصين، كجزء من مشروع صيني ضخم باسم (الحزاموالطريق) الذي أساسه بناء بنية تحتية برية وبحرية تربط الصين بالشرق الأوسط ووسطآسيا وتوسع حجم تأثير الصين في هذه المناطق".
وأكدت "هآرتس" أن "قرار السعوديةباستثمار المليارات في بناء مصافي تكرير في ميناء جوادار، يسعد باكستان والصيناللتان استقبلتا بترحيب القرار السعودي"، متوقعة أن يعزز القرار حزام الحصارالذي تحاول السعودية فرضه على إيران، للإضرار بمكانة وقوة جذب ميناء شهبخار".
واستدركت بقولها: "الجيد لباكستان هو سيئللهند"، موضحة أنه "إذا تحول ميناء جوادار إلى القاعدة التجاريةالرئيسية، فإن من شأن ميناء شهبخار الذي فيه استثمرت الهند مليارات الدولارات، أنيتحول إلى ميناء هامشي".
وذكرت أن "المنافسة المتوقعة بين الميناءين هيفقط واجهة العرض الثمينة للصراع بين الهند وباكستان، والواقعتان أيضا في عقدةمصالح متناقضة في علاقاتهما مع إيران والسعودية والولايات المتحدة"، مشيرةإلى أن "الهند التي اشترت معظم نفطها من إيران حتى الآن، اضطرت إلى التقليصبصورة كبيرة شراءها بسبب العقوبات الأمريكية، مع ضمان سعودي بتوفير فرقالكمية".
اقرأ أيضا: قاسم سليماني يحذّر باكستان ويوجه تهديدا قويا للسعودية
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن السعودية تقول إنالهند هي الهدف رقم واحد في الاستثمارات السعودية، منوهة إلى أن الثمن السياسيالذي ستضطر الهند لدفعه، هو التخلي عن علاقاتها مع إيران.
وبحسب "هآرتس"، فإن "العناق التياستقبل به ابن سلمان في الشرق، لن يبدد بالنسبة له التوتر المتزايد بينه وبينالكونغرس الأمريكي، الذي من المتوقع أن يصادق بداية الشهر المقبل على قرار سبقواتخذ في الكونغرس بشأن وقف مشاركة الإدارة الأمريكية العسكرية والمالية في حرباليمن".
وأضافت أنه إلى جانب العلاقات المتوترة مع واشنطن،أيضا قرار ألمانيا عدم بيع السلاح للسعودية بسبب مسؤوليتها عن النتائج المأساويةفي حرب اليمن، معتبرة أن "القرار الألماني يعقد موقف بريطانيا التي تخشي أنهالن تستطيع الوفاء بتعهداتها بتوفير طائرات تايفون وتوراندو، لأن جزء من القطع فيهاهي من إنتاج ألمانيا".
مزيد من التفاصيل