ذرات ملح على جراح لا تندمل .. قصتي مع الثورة - الصفحة 3 - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > سياسة واقتصاد > فلسطين أرض الرباط

    فلسطين أرض الرباط    FREE PALESTINE

    فلسطين أرض الرباط

    ذرات ملح على جراح لا تندمل .. قصتي مع الثورة


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 19th February 2009, 11:32 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 21
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    دمار شامل



    جبل قدسيا .. الجبل الملاصق لجبل الهامة يرتفع بأكثر من ضعف ارتفاع جبلنا .. صعدت إلى قمته مرة واحدة .. كانت تجربة قاسية .. ما أن وصلت قمته حتى شعرت بالاختناق .. لا اجد هواءا لأتنفسه .. جلست فترة غير قصيرة حتى استطعت التقاط أنفاسي ..
    فيما بعد استولى الجيش السوري على ذلك الجبل .. وضعوا فوق قمته بطارية مدفعية ثقيلة مضادة للطائرات قيل بأنها من عيار 100ملم ..
    وبلدة الهامة المجاورة والتي تتسقر بين سلسلة جبلية قد أحيطت بثلاث بطاريات مدفعية رباعية مضادة للطائرات ..
    لذلك اقترحنا إزالة مدافع الدوشكا الرشاشة الثلاث من على سفح جبل الهامة وتسليمها للقوة المحمولة حيث أن المدافع ذاتها بحاجة إلى صيانة .. وأطقمها لا تمتلك أي خبرة في استخدامها ..

    وقد نفذ اقتراحنا بالفعل .. وبذلك نجى عدد لا يقل عن 10 مقاتلين كانوا سوف يكونون أهدافا مباشرة للقصف ..

    عندما بدأت الغارة .. لم يسمع المتواجدون في معسكر الهامة صوتا لأي من تلك المدافع المنتشرة من حولهم .. كانت صائرات ال سكاي هوك تدور من فوق بلدة الهامة لتكون القاعدة في مواجهتها فتفرغ حمولتها من صواريخ وقنابل ثم تستمر في نفس الاتجاه الموصل إلى الجولان المحتل ..


    أبو شريف
    شاب بدوي أمي انضم إلى الثورة في الرابعة عشرة من عمره .. كان شبلا من أشبال الثورة تربى فيها ..
    بعد الخروج من الأردن .. تمركز أبو شريف في معسكر الهامة .. وخلال فترة قصيرة صار ضابطا مسؤولا عن حراسات الدائرة العسكرية ..

    عندما نشا جهاز الخدمة الخاصة بدأ أبو شريف في التردد على شباب الجهاز .. اوليناه عناية خاصة جدا .. فقد كان الشاب مثالا للفلسطيني المكافح .. أقبل على تعلم القراءة والكتابة .. وفي زمن قياسي صار يمسك بالصحيفة يلتهم ما بها من أخبار وموضوعات ..

    كان أبو شريف غاضبا من الأمة العربية .. وتخليها عن الثورة الفلسطينية .. كان يردد دوما بأنه بعد التحرير سوف يعمل كونستابل حرس حدود .. ولسوف يتمركز ما بين أريحا والجسر.. مهمته تنحصر بالإمساك بأي عربي يستطيع المرور من العشرات من شباب الثورة الذين حجزوا أماكن لهم على الجسر لمنع العرب من المرور عبره ..

    تخيلوا كيف كانت احلام شاب في ربيع العمر .. وترجمته لامتعاضه من السلبية المستهجنة التي قابل بها العرب ما جرى لنا في الأردن ..
    كان أبو شريف قد أنهى نوبته في قيادة الحرس تمام الثانية ظهرا .. وسلم الحراسات للضابط المناوب من بعده .. ثم انطلق إلى موقع آخر يتبع جهازنا غير بعيد عن معسكرنا .. يمتاز ذلك الموقع بمكانه المميز .. فهو يقع على أخدود عميق يجري في أسفله نُهَيرٌ صغير .. لا ترى أشجاره الباسقة رغم ارتفاعها الشاهق من على سطح الأرض المنبسطة على يمين وشمال الأخدود..

    في ذلك الأخدود .. وتحت ظلال أشجار الحور التي يصل ارتفاعها لأكثر من ستة أمتار .. يجري تيار هوائي لا ينقطع .. نسيم عليل في قيظ أغسطس - آب اللهاب ..

    وضع أبو شريف رأسه ونام .. فقد كان قد سهر في نوبته للحراسة طوال الليل ..
    بعد ساعة أو أقل أفاق على زميله المناوب يوقظه طالبا منه استلام الحراسة منه لاضطراره لمغادرة المعسكر لقضاء حاجة لشقيقته طلبتها منه ..
    لكنني نعسان جدا .. اتوقظني من نومي وأنت تعلم بأنني لم أنم طوال الليل؟ ..
    لم يكن رفيقه بحاجة إلى كثير من وقت لإقناعه .. يمكنك النوم في غرفة قيادة الحرس بجوار البوابة .. فالحالة رايقة .. واليوم جمعة اي ليس هناك سوى ضابط الإدارة المناوب .. ونفر قليل جدا .. ولا مراجعين ولا مزعجين ..

    وقد كان .. انتقل أبو شريف إلى الدائرة العسكرية واستغرق في سبات عميق لم يفق منه أبدا ..
    عندما رفعوا من فوقه السقف والحائط وجدوه مستلقيا على السرير وقد رفع سبابتيه بجوار رأسه .. من شاهده أذهلته الابتسامة الخلابة التي كانت ترتسم على شفتيه ..

    العشرات من الشهداء وعدد كبير من الجرحى غصت بهم مستشفيات دمشق ..
    فقد اتت الصواريخ على كل شئ في معسكر الهامة .. إلا منطقة ال17 في أسفل الجبل حيث غطيت الغرف الطينية والبركسات بأشجار الجوز الباسقة ..

    وجدت غرفتي كما هي .. إلا من شظية دخلت من الحائط الشرقي للبرااكية وخرجت من الحائط الغربي .. أخرجت الأرشيف وما خف حمله من أشياء مهمة وغادرت معسكر الهامة لآخر مرة في حياتي ..


    الانتقال إلى بيروت
    لم يمضي وقت طويل حتى تناهت إلى أسماعنا أنباءا عن قلاقل في المخيمات الفلسطينية في لبنان .. اشتباكات مسلحة بين مليشيا فتح وتنظيمها!!
    تحركت القيادة بسرعة لوقف الاشتباكات وضبط الأوضاع ..

    امر بمغادرة حمدان للبنان فورا .. وحمدان هذا كان معتمدا لإقليم فتح في لبنان وجد أن سيطرته على فتح لبنان قد خرجت من يده مع انتقال قيادة فتح من الأردن إلى لبنان .. ومع تنامي قوة المليشيا المسلحة والتي هي في الأصل مجموعات من التنظيم حملت السلاح بدون التفرغ الكامل .. إذ يبقى كل منهم على رأس عمله .. ولا يفترض فيه حمل السلاح إلا عند صدور الأوامر بذلك .. فحرك أتباعه من قيادات التنظيم ليفتعلوا مشاكل واشتباكات مع المليشيا في كافة المخيمات ..

    وامر آخر بمغادرة أبو الزعيم للبنان (عطاالله عطاالله).. أبو الزعيم قائد قوات القسطل .. الرجل الفاسق الذي أزكمت مفاسده الأنوف وحوّل الجنوب اللبناني إلى عزبة خاصة يسرح ويمرح فيها ..

    وتم إنشاء غرفة عمليات مركزية في بيروت .. كان مقرها شقة صغيرة في حي الفاكهاني ..
    وصدر أمر بانتقالنا لتولي مسؤولية تلك الغرفة تحت قيادة أبو ماهر (غنيم) وأبو اكرم مسؤول الدائرة العسكرية ..

    ونقل ضابطان من الجهاز لتولي مسؤولية مخيمين حساسين في لبنان:
    الأول: صلاح القدوة وتولى مسؤولية قيادة مخيم تل الزعتر ..
    والثاني: أبو عماد (عبد الكريم زيدية) وتولى مسؤولية مخيم الرشيدية بالقرب من مدينة صور الجنوبية ..

    وآه يا تل الزعتر .. يا حسرتا عليك يا تل الزعتر ..
    قبل أن يتوجه صلاح لاستلام مهامه في تل الزعتر ولم نكن قد استقرينا بعد في بيروت .. وردت إشارة لا سلكية بأن هناك اشتباكات مسلحة في أزقة مخيم تل الزعتر ..
    كان الوقت ليلا .. وقف أبو ماهر قائلا : أن ذاهب إلى المخيم .. انضم إليه أبو أكرم ومجيد وصلاح بالطبع ..
    ما أن وصلوا إلى المخيم حتى وجدوا أن التراشق بالرصاص بين المليشيا والتنظيم يعم مختلف الأزقة التي خلت من المارة ..
    تقدم أبو ماهر الجمع وصاح بالمتراشقين: أنا أبو ماهر غنيم .. من شاء أن يقتل أحدا فليقتلني .. فأنا داخل إلى المخيم .. وإذا لم توقفوا رصاصكم فلتفرغوا أضغانكم في جسدي .. او كما قال ..
    فجأة توقف الرصاص تماما .. وشعر الجميع بخجل شديد .. ساد الصمت المخيم ..

    وتقدم الجمع إلى وسط المخيم حتى يضمنوا وقفا تاما للقتال العجيب ..
    لم يستغرق الوفد وقتا طويلا في التمكن من توطيد وقف نهائي لإطلاق النار وتسليم المخيم ليد من أنبل ما رأيت في حياتي .. صلاح القدوة .. وصلاح هذا أطلق اسمه على ميدان رئيس في مدينة غزة هاشم بعد قيام سلطة الحكم الذاتي المحدود (في غزة وأريحا أولا .. وأخيرا) ..


    تل الزعتر
    مخيم تل الزعتر في مجمله بيوت بنيت من أعواد الخشب المكسوة بالصفيح .. كان يحكمه رقيب (شرطي بشريطين) من المكتب الثاني اللبناني (المخابرات) .. الرقيب عبود إذا لم تخني الذاكرة كان الحاكم العام لكل من مخيمي تل الزعتر وجسر الباشا ذو الأغلبية المسيحية والقريب من تل ازعتر وكذلك تجمعات سكنية عشوائية في الكرنتينا والمسلخ ..
    كان على كل من يغادر المخيم أن يحصل على إذن من الحاكم بأمره صاحب الصولجان الرقيب العتيد ..

    البناء الوحيد المشيد بالأسمنت والطوب كان مقر مركز الشرطة بالمخيم وفيه يقيم الرقيب العتيد .. وشاهدت فيه عدد غير قليل من الزنازين الحديدية لزوم الترفيه عن السكان بالطبع ..

    إذا ما نادى الرقيب عبر الميكروفون المثبت أعلى سطح المبنى على أحد السكان .. كان عليه أن يأتي مهرولا ومن فوره .. أو ان يحضر واحد من أهله ليبلغ سيادة الرقيب بأنه قد غادر المخيم بإذن من سيادته ..
    ويل لمن عصى .. والويل كل الويل لكل من تسول له نفسه بمخالفة فرمانات سيادة الرقيب القراقوشية ..
    الرقيب عبده هذا اختفى منذ أن حررت المقاومة الفلسطينية المخيمات من سطوة المكتب الثاني اللبناني وطردت عناصره منها ..
    فمئات الثأرات كانت ستطارد السلطان عبود والمخلوع من كل مخيم من المخيمات الفلسطينية في لبنان ..
    والحق يقال .. إن أتعس حياة على وجه الأرض كانت ( تلك التي عاشها شعبنا في لبنان منذ الهجرة وحتى قيام الثورة الفلسطينية وسيطرتها على المخيمات في لبنان وقد عادت بعد مغادرة الثورة للبنان)..

    لا تعني الاشتباكات التي تشاغلت بها المخيمات - والتي كانت تنحصر داخل فتح من مليشيا وتنظيم - بأن المخيمات كانت حكرا على فتح، بل إن مختلف التنظيمات الفلسطينية كان لها تواجد متفاوت بتفاوت إقبال جماهير الشعب الفلسطيني على مبادئ ذلك التنظيم أو غيره، بالطبع كان للمصالح المادية دخل في انتماءات بعض الأهالي وكذلك العلاقات العشائرية ..

    كان مدخل صلاح إلى المخيم عبر عقول الشباب والشياب .. عمل بهدوء وتؤدة على كسب ود الجميع .. لم يحاول التدخل بين تنظيم ومليشيا .. بل ركز على العلاقة الفردية .. واستقطب مشاكسي المخيم ورموزه أولا .. ونشط في العمل للصالح العام وشكل لجان لبحث الاحتياجات الملحة .. وجد أن الصرف الصحي يتم عبر مجاري مكشوفة تتلوى كالثعبان في أزقة المخيم ..
    استقطب اهتمام شباب الجامعة الأمريكية ليتطوعوا بالعمل في مشروع تغطية الصرف الصحي حتى يكون صحيا ..

    بالطبع شاركهم عدد من شباب المخيم في التنفيذ، ما انس لا أنسى عصر ذلك اليوم، الشباب قد أعدوا خلطة أسمنتية كبيرة لتغطية مستطيل طويل من المجرى المائي الملوث .. فجأة هطلت الأمطار .. شباب الجامعة الأمريكية ببيروت والمعروفون بترفيههم الشديد يعملون تحت المطر بهمة ونشاط شباب من كلا الجنسين ألهبوا المشاعر وهم يتحدون المطر الشديد ويستكملون صَبِّيَة الباطون ..

    مالذي فعلته يا صلاح خلال أيام معدودات؟ يجيب بابتسامته الهادئة: هذا هو شعبنا .. عندما يجد الهدف ينطلق باتجاهه .. فأنا لم أغير شيئا .. لكنها الشرارة التي أشعلت جذوة الخير في أهلنا وأعادتهم إلى جادة الصواب ..

    عشرات من المشاريع الصغيرة في المخيم والتي لم تكلف ميزانية طائلة .. بل كان مبدأه تسول أهل الخير ليوجهوا صدقاتهم في الاتجاه السليم ..

    آخر مرة قابلت فيها أخي صلاح كانت في منتصف الثمانينيات في شقته بشارع اسماعيل القباني بمدينة نصر .. كان يصلي جالسا على الكرسي وقد أنهكه الروماتيزم الذي تمكن من مفاصله خلال أيام المبيت في المغارات بجبال دبين وعجلون وإربد .. لم يتمكن من علاج الروماتيزم الذي لازمه ما تبقى من حياته رحمه الله ..



    البداوي ونهر البارد

    القرارات لم تتوقف .. قرار بتكليف جهاز الخدمة الخاصة في غرفة العمليات المركزية بالتحكم في صرف مخصصات أعضاء المليشيا والتنظيم في مختلف المخيمات بلبنان ..
    وقد كان .. كلفت باستلام المخصصات الخاصة بمخيمي البداوي وعين الحلوة في الشمال بجوار طرابلس بالإضافة إلى بعض أعضاء التنظيم في الشمال ..

    كان ذلك اثناء رمضان .. وغادرت بيروت برفقة الأخ سليم أبو علي الذي عين مسؤولا عم تلك المنطقة في فتح .. والأخ سليم يحمل من اسم أبو علي كثير من مزاياه .. فهو رجل معروف بصدقه ونزاهته وصلاحه .. كنا صيام .. ووصلنا إلى مشارف طرابلس عندما جاء موعد الإفطار .. توقفنا أمام محل عصير في البحصاص وأفطرنا على أكواب من العصير الطازج .. وأكملنا السير باتجاه مخيم البداوي ..

    وصلنا وقد إلى منزله فلم نجد طعاما نأكله .. توجهنا صوب المكتب، وجدنا تجمهر الأهالي في المكتب، ولا أثر لطعام فيه .. شعر الأخ سليم بالحرج .. وشاء أن يعطي رجاله من العاملين بالمكتب درسا في الإخاء ..

    قال: في القواعد، عندما يغادر أحدنا في مهمة يرفع له طعام الغداء حتى العشاء، ومن ثم يرفع له طعام العشاء حتى الفطور، وهكذا حتى يعود الغائب فيجد ما يسد به رمقه .. فنحن لا ندري ما يجري معه خارج القاعدة، وهل يأكل أم يبيت جوعانا ..

    ما أن اكمل سليم كلامه حتى أقبل رجل في مقتبل العمر وهمس على استحياء: تفضلوا معي إلى منزلي، وأرجو ألا تؤاخذوني فالوقت لا يسمح بطهي طعام يليق بكم .. كان يقول ذلك فيما كنا نسير معه في الزقاق الضيق إلى بيته القريب من المكتب ..

    قدم لنا طبقا من البيض المقلي والزيتون والخبز ..
    الله أكبر .. ماهذا .. لم أذق في حياتي طعاما أشهى من ذلك البيض المقلي والزيتون الرائع .. ليس لأننا جوعى .. بل للنَفَس الطيب الذي أضفى على الطعام نكهة روحانية لا تضاهى ..

    حمدنا الله وشكرنا لرب وربة البيت كرمهما وحسن وفادتهما - ولا يَشْكُر الله من لا يشكر الناس - فيما كان الرجل يذوب خجلا من فقر سفرته وقلة ذات اليد .. ولا يبدي سوى الاعتذار الشديد بسبب ضيق الوقت ليس إلا، ونحن نكرر صادقين بأن بادرته الطيبة وما قدمه لنا خير من نعم الدنيا كلها ..

    شربنا الشاي في المكتب فيما كنا نحاول جمع أفراد التنظيم مع أفراد المليشيا دون جدوى .. الغريب أنهم يطعنون في وطنية بعضهم البعض .. خونة .. عملاء .. مسميات ومصطلحات كبيرة جدا تداولوها وهم في مجموعهم من ابناء قرية واحدة في شمال فلسطين .. بل وغالبيتهم العظمى ينتمون إلى عشيرة واحدة ..

    فشلنا في جمعهم فقمت بتوزيع المخصصات عليهم متفرقين وكونت ذاتية شخصية لكل عضو، كانت القيادة احوج ما تكون إليها .. إذ أنها ورثت من قيادة إقليم لبنان تركة مثقلة بالهموم .. ولا تعرف شيئا عن أعضاء فتح فيه ..

    ما أن انتهيت من البداوي حتى انتقلت برفقة أخي سليم أبو علي إلى نهر البارد .. وتكرر الحال هناك من حيث التفرقة والتناحر الداخلي..
    ثم طفقت أدور على باقي قيادات التنظيم في الشمال اللبناني حتى انتهيت منهم ..

    الشئ بالشئ يذكر ..
    ما ان وصلنا إلى بيروت حتى كان علينا ترتيب أوضاعنا المعيشية خصوصا وأننا في شهر رمضان المبارك ..
    طباخنا الرهيب رافقنا في الانتقال إلى بيروت .. فور وصوله .. سيطر على مطبخ غرفة العمليات المركزية .. وقام بإعداد وجبة إفطار شهية من الأرز المتبل بالبهارات وقد زين سطحه بقطع من اللحم .. كانت كمية اللحم مناسبة لعدد المتفرغين في ذلك المكتب ..

    لحظة الإفطار .. لا ندري من أين نبت عدد من الشباب وقفوا يزاحموننا على طاولة الطعام .. الغريب أننا لم نراهم خلال النهار .. وقفنا مشدوهين بما يفعلون .. كانت رائحة الدخان تفوح من أفواههم .. أي أن رمضان لم يمر بهم بعد .. تراجع بعض منا بسبب مزاحمتهم مما لفت انتباه القائد أبو ماهر (محمد غنيم) ..
    نظر إليهم مليا ثم قال بصرامة: من كان فاطرا لا يقرب طعامنا .. فهذا الطعام قد أعد للصائمين من العاملين بالمكتب، ونرحب بضيوف صائمين .. لكننا نرفض ان يزاحمنا على طعامنا من لا يصوم ..

    انسل جميع الفاطرين والخجل يلفهم .. ولم نرهم فيما بعد إلا فيما ندر ..

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة أسامة الكباريتي ; 19th February 2009 الساعة 12:00 PM
     
    رد مع اقتباس

    قديم 20th February 2009, 01:27 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 22
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي





    عين الحلوة


    بعد أيام كان رمضان قد انتهى .. وتلقيت امرا بالتوجه نحو مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا لدفع المخصصات هناك .. كنت برفقة ضابط شاب انيطت به مسؤولية عين الحلوة وهو فيما أذكر الأخ واصف عريقات ..
    كما سبق، أصريت على مقابلة كل عضو في التنظيم والمليشيا وتكوين كشف بذاتية العنصر بعد التأكد من شخصيته بشكل مباشر ..
    بدأت عملي مبكرا، وقمت بدفع المخصصات في مقر قيادة المخيم، وكان ةالعمل يجري بسهولة ويسر والأهل في صيدا كانوا متنوعي المشارب وبالتالي التقيت بثقافات متعددة ..
    عند العصر توجهت مع قائد فتح في المخيم الأخ واصف إلى مطعم في صيدا على ساحر البحر .. فوجئت بأن الغداء كان بدعوة من مسؤول الحزب القومي الاجتماعي السوري في منطقة صيدا والجنوب، الرجل توجه بدعوته بعدما علم بقدومي موفدا من اللجنة المركزية لفتح .. وعلى المائدة التي جمعت لها طاولات المطعم كله جلس عدد كبير من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية لم أكن أعرف أي منهم وإن كنت قد سمعت ببعضهم ..
    شعرت بالخجل الشديد من كرم الرجل الذي أجلسنا حوله وطفق يقدم لنا مختلف الأصناف اللبنانية اللذيذة (هو عمرو موسى مش عايز ينهي خلال الفرقاء في لبنان ليه؟ علشان يطيل استمتاعه بالأطباق اللبنانية الشهية طبعا) ..

    في المساء توجهت مع الأخ واصف إلى منزل المسؤول الحزبي اللبناني .. كان مجلسه يتسع لمئات من الزوار .. ولم يكن هناك معقد واحد خاليا سوى ثلاثة مقاعد من حوله ..مقعدان جلسنا عليهما والثالث كان فارغا لغرض ..
    ما ان جلسنا حتى قدم لي رزمة أوراق بيضاء وقلم .. ثم تحدث مضيفنا عن علاقة الحزب القومي الاجتماعي السوري بالثورة الفلسطينية وحرصه الشديد عليها بل ومشاركته في كثير من العمليات الخاصة التي خطط لها بالمشاركة وتم تنفيذها بالمشاركة أيضا ..

    ومن هذا المنطلق قال .. نحن لنا ملاحظاتنا على ممارسات مسؤولي فتح في المنطقة .. وكنا في السابق نرسل لقيادة فتح دون جدوى .. والآن وقد لمسنا أن هناك توجات للتغيير والإصلاح، فإننا نرى أنه من واجبنا إبلاغكم بكافة مآخذنا وملاحظاتنا آملين أن تعمل القيادة الفتحاوية على إصلاح الخلل ورأب الصدع الذي لحق بالمسيرة الثورية ..
    ثم بدأ ياستدعاء الشهود .. كان الشاهد يجلس بجواري ويملي علي شعادته بما رأى بأم عينه وما تعرض له شخصيا من أذى ألحقه به قادة مسؤولين من فتح عاثوا في الأرض فسادا بشكل مذهل ..
    صدمت بالكم المخيف من حالات الفساد التي ربطت جميعها بأشخاص معينين كانوا موضع ثقة قيادات فتح حتى عهد قريب جدا .. وخرجوا بل أبعدوا عن لبنان بأمر من اللجنة المركزية لفتح ..
    خرجت من مقر الحزب بكنز معلوماتي لا يقدر بثمن .. الحقيقة أن الأخ مجيد لم يصدم مثلي أنا ومن اطلع لعى الوثائق من مسؤولي الجهاز .. فقد كان على علم بحجم الفساد الذي يحيق بالحركة ..
    تجمعت الخيوط خلال أيام بربط المعلومات الواردة من مصادر مختلفة لتتضح لنا صورة غاية في الغرابة .. اللجنة المركزية مسؤولة بشكل مباشر عن كل الفساد الذي تجمعت خيوطه حول أسماء تسلسلية كانت تصل لهذا العضو في اللجنة المركزية أو ذاك
    كيف يكون هذا؟ النقيضين تلتقي خيوطهما في يد أبو عمار وزملاءه .. ونحن نعلم بأنه لا توجد خلافات بين الكرام البرة أعضاء اللجنة المركزية!!!
    الإفساد متعمد .. وضرب الميشيا بالتنظيم سياسة فرق تسد ليس إلا .. طريقة فنية لإلغاء قيادة إقليم فتح في لبنان وسيطرة القيادة المركزية بشكل مباشر على المخيمات والأحياء المسلمة في لبنان ضمانا لأن الثورة واستمرار تواجدها في لبنان ..




    ذات يوم ذهبت إلى مقر الأخ عزمي الصغير في شارع صبرا لتسليمهم حمولة شاحنة من السردين المغربي لتخزينهما تحسبا لحالات حصار يمكن أن يطبقها الجيش اللبناني في مواجهات محتملة .. خاصة وأن نذر مواجهة كبرى بدأت تلوح في الأفق ..
    بدأ الشباب في تفريغ الشاحنة بهمة ونشاط .. لكنني لاحظت أنهم يتعمدون إسقاط بعض كرتونات السردين على الأرض لتتعرض للتلف الجزئي وبالتالي يحصلون عليها كتالف خارج الحسبة .. استمروا في العمل مع تساقط عدد متزايد من الكرتونات عندما وصل الأخ عزمي ولاحظ أنني أسجل كل كرتون ينزل من الشاحنة ..
    صاح بالشباب قائلا: وله انت واياه .. الكرتون اللي بيقع على الأرض رايحين تلموه برموش عيونكم .. فاهمين؟ كله رايح ينحسب علينا عهده .. وأي نقص رايح أحاسبكم عليه حسابا عسيرا ..
    الغريب أن كرتونة واحدة لم تسقط منهم بعد ذلك .. وكان نشاطهم على أشده في تفريغ الشاحنة ..
    رحم الله عزمي الصغير .. استشهد خلال الاجتياح الصهيوني عام 1982 ولم يهرب .. ونكاية في اليهود رفضت زوجه التعرف على جثته وتركتهم في حيرة من أمرهم ..


    اسماعيل ياسين

    قصة طريفة غاب عني سرد أحداثها في موضعها .. لذا اعذروني عن التسلسل الزمني للأحداث بدقة ..
    عندما كنا في الهامة ورد علينا ضابط من قوات العاصفة يدعى اسماعيل ياسين .. لا أذكر تماما اكان هذا اسمه أو اسم القاعدة التي كان هو آمر عليها .. لذا سوف أرمز إليه باسم اسماعيل ياسين ..
    كان الرجل قادما من الكويت، فقد اطلق سراحه حديثا وعاد بالسيارة التي ضبطت معه في صفوان على الحدود الكويتية – العراقية ..
    كا طريفا جدا، حققنا معه بطريقة ذكية، كنا فقط نسأله فيصاب لسانه بإسهال شديد لا يوقفه سوى سؤال آخر ..
    تميز الرجل بسحنته التي تشبه كثيرا العمال الإيرانيين العاملين في الخليج .. واستغربت إتقانه للغة الفارسية بطلاقة .. إذ أنني ما أن بدأت بمخاطبته بكلمات فارسية أحفظها من خلال تعاملي اليومي مع الإيرانيين في قطر حتى اجاب بطلاقة كانه يتحدث بالعربية ..
    المهم أن الأخ سبق له أن مر بقاعدتنا في سيارة فولكسفاجن من القياس 1500 CC اشتراها من السوق الحرة ببيروت واخرجها للتصدير ..
    في القاعدة .. قام شباب مختصين بصناعة المتفجرات بتبطين السيارة بكمية محترمة من القطن المتفجر Gum Cotton وهو قطن عادي يجري تشبيعه بمواد خاصة فيتحول إلى مادة شديدة الانفجار ..
    وسافر الرجل بالسيارة من سوريا إلى الكويت عبر العراق .. حيث من المفترض أن ينتقل بها إلى إيران ومن ثم يقوم باقتحام سور القاعدة الجوية الكبرى بعبدان حيث يتدرب الطيارين الصهاينة على طائرات F5 في أجواء إيران الفسيحة .. على الحدود الكويتية كان رجال الجمارك والأمن العام بانتظاره ..

    فتشوا السيارة بدقة متناهية دون أن يعثروا على ضالتهم .. فقد كان تمويه البطانة القطنية غاية في الإتقان .. طفقوا يبحثون من جديد دون جدوى .. فهم الرجل بأن هناك من وشى به وبأن العملية قد أجهضت قبل أن تبدأ .. انبرى الرجل إلى الصندوق الخلفي للسيارة ونزع الغطاء الجانبي من مكانه ثم تناول قطعة من القطن المتفجر وصاعق تفجير بفتيل .. وضع الصاعق وسط كمشة المتفجرات في يده ثم سألهم: أهذه هي ضالتكم؟ نظر إليه مفتشوا الجمارك باستغراب سائلينه عن كنه ما يحمل، اجابهم متفجرات أوليس هذا ما تبحثون عنه .. قال ذلك وهو يشعل الفتيل القصير ويامرهم بالانبطاح على الأرض ثم ألقى بالكتلة القطنية من يده بعيدا عنهم في ساحة الجمارك ..

    ودوى الانفجار .. ومعه سلم الغبي للكويتيين مالم يخطر لهم على بال .. قبضوا عليه وهم يقولون بأن الإخبارية كانت عن سيارة شبيهة بسيارته تحمل كمية من الخمور لتهريبها إلى الكويت .. قهقهقهقهقه .. اللي على راسه بطحة بيحسس عليها ..

    كان على الأخ أبو إياد أن يسأل عنه في زيارته التالية للكويت حيث وبخه على ماجرى منه وطلب من الكويتيين اعتقاله بضعة أشهر عقابا له ..
    ضحكنا طويلا من روايته وطريقته في سرد الأحداث .. وفي واقع الأمر شككنا في تعمده كشف العملية للكويتيين حتى لا يذهب في انفجار بجوار قاعة الطعام بالقاعدة الجوية الإيرانية .. لكنه هو من كان صحب الفكرة .. وهو من خطط لها .. وهو من أعد كل متعلقاتها تقريبا ماعدا الجئيات الفنية الدقيقة التي قام بها ذوي الاختصاص والخبرة وفي أضيق الحدود .. ولا أحد كان يعلم بالهدف سواه والأخ أبو إياد قائد منظمة أيلول الأسود الغامضة .. وربما أبو حسن سلامة ..

    السيارة تركها الأخ اسماعيل ياسين في مركز "المصنع" الحدودي اللبناني حيث صودرت منه لأن اوراقها كانت للمغادرة من لبنان إلى بلد آخر .. وهاهو ادراجه يعود بها إلى بلد المصدر مرة ثانية ..
    كان علينا أن نصطحب معنا بطارية احتياط وأسلاك كهربية لنقل الشحنة الكهربية منها إلى السيارة وتشغيلها ..

    توجهنا إلى لبنان بالسيارة الثانية "عزيزة" ودخلنا عبر الطريق العسكري 242 ومن ثم توجهنا إلى المركز الحدودي كأننا قادمين من لبنان .. ترجلنا من السيارة وحملت البطارية فيما حمل زميلي الأسلاك وتوجهنا نحو حارس بوابة الدخول إلى لبنان حيث استأذناه بتشغيل السيارة التي تعطلت منا بسبب البطارية فأذن لنا بالدخول بكل ترحاب .. خلال دقائق معدودات كنت أمتطي السيارة التي دار محركها فورا وفتحت لي البوابة ودلفت داخلا إلى لبنان .. عند مفرق بيادر العدس انعطفنا يسارا ميممين شطر الطريق العسكري من جديد عائدين إلى معسكر الهامة .. بالطبع كان علينا مصادرة السيارة وتنظيفها تماما من أي أثر لما أعدت به من متفجرات .. وبات لدى "عزيزة" شقيقة جديدة احدث منها وأكثر همة ونشاطا ..

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 20th February 2009, 02:14 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 23
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي





    عين الحلوة


    بعد أيام كان رمضان قد انتهى .. وتلقيت امرا بالتوجه نحو مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا لدفع المخصصات هناك .. كنت برفقة ضابط شاب انيطت به مسؤولية عين الحلوة وهو فيما أذكر الأخ واصف عريقات ..
    كما سبق، أصريت على مقابلة كل عضو في التنظيم والمليشيا وتكوين كشف بذاتية العنصر بعد التأكد من شخصيته بشكل مباشر ..

    بدأت عملي مبكرا، وقمت بدفع المخصصات في مقر قيادة المخيم، وكان ةالعمل يجري بسهولة ويسر والأهل في صيدا كانوا متنوعي المشارب وبالتالي التقيت بثقافات متعددة ..
    عند العصر توجهت مع قائد فتح في المخيم الأخ واصف إلى مطعم في صيدا على ساحر البحر .. فوجئت بأن الغداء كان بدعوة من مسؤول الحزب القومي الاجتماعي السوري في منطقة صيدا والجنوب، الرجل توجه بدعوته بعدما علم بقدومي موفدا من اللجنة المركزية لفتح .. وعلى المائدة التي جمعت لها طاولات المطعم كله جلس عدد كبير من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية لم أكن أعرف أي منهم وإن كنت قد سمعت ببعضهم ..
    شعرت بالخجل الشديد من كرم الرجل الذي أجلسنا حوله وطفق يقدم لنا مختلف الأصناف اللبنانية اللذيذة (هو عمرو موسى مش عايز ينهي خلال الفرقاء في لبنان ليه؟ علشان يطيل استمتاعه بالأطباق اللبنانية الشهية طبعا) ..

    في المساء توجهت مع الأخ واصف إلى منزل المسؤول الحزبي اللبناني .. كان مجلسه يتسع لمئات من الزوار .. ولم يكن هناك معقد واحد خاليا سوى ثلاثة مقاعد من حوله ..مقعدان جلسنا عليهما والثالث كان فارغا لغرض ..
    ما ان جلسنا حتى قدم لي رزمة أوراق بيضاء وقلم .. ثم تحدث مضيفنا عن علاقة الحزب القومي الاجتماعي السوري بالثورة الفلسطينية وحرصه الشديد عليها بل ومشاركته في كثير من العمليات الخاصة التي خطط لها بالمشاركة وتم تنفيذها بالمشاركة أيضا ..

    ومن هذا المنطلق قال .. نحن لنا ملاحظاتنا على ممارسات مسؤولي فتح في المنطقة .. وكنا في السابق نرسل لقيادة فتح دون جدوى .. والآن وقد لمسنا أن هناك توجات للتغيير والإصلاح، فإننا نرى أنه من واجبنا إبلاغكم بكافة مآخذنا وملاحظاتنا آملين أن تعمل القيادة الفتحاوية على إصلاح الخلل ورأب الصدع الذي لحق بالمسيرة الثورية ..
    ثم بدأ ياستدعاء الشهود .. كان الشاهد يجلس بجواري ويملي علي شعادته بما رأى بأم عينه وما تعرض له شخصيا من أذى ألحقه به قادة مسؤولين من فتح عاثوا في الأرض فسادا بشكل مذهل ..
    صدمت بالكم المخيف من حالات الفساد التي ربطت جميعها بأشخاص معينين كانوا موضع ثقة قيادات فتح حتى عهد قريب جدا .. وخرجوا بل أبعدوا عن لبنان بأمر من اللجنة المركزية لفتح ..
    خرجت من مقر الحزب بكنز معلوماتي لا يقدر بثمن .. الحقيقة أن الأخ مجيد لم يصدم مثلي أنا ومن اطلع لعى الوثائق من مسؤولي الجهاز .. فقد كان على علم بحجم الفساد الذي يحيق بالحركة ..
    تجمعت الخيوط خلال أيام بربط المعلومات الواردة من مصادر مختلفة لتتضح لنا صورة غاية في الغرابة .. اللجنة المركزية مسؤولة بشكل مباشر عن كل الفساد الذي تجمعت خيوطه حول أسماء تسلسلية كانت تصل لهذا العضو في اللجنة المركزية أو ذاك
    كيف يكون هذا؟ النقيضين تلتقي خيوطهما في يد أبو عمار وزملاءه .. ونحن نعلم بأنه لا توجد خلافات بين الكرام البرة أعضاء اللجنة المركزية!!!
    الإفساد متعمد .. وضرب الميشيا بالتنظيم سياسة فرق تسد ليس إلا .. طريقة فنية لإلغاء قيادة إقليم فتح في لبنان وسيطرة القيادة المركزية بشكل مباشر على المخيمات والأحياء المسلمة في لبنان ضمانا لأن الثورة واستمرار تواجدها في لبنان ..


    ذات يوم ذهبت إلى مقر الأخ عزمي الصغير في شارع صبرا لتسليمهم حمولة شاحنة من السردين المغربي لتخزينهما تحسبا لحالات حصار يمكن أن يطبقها الجيش اللبناني في مواجهات محتملة .. خاصة وأن نذر مواجهة كبرى بدأت تلوح في الأفق ..

    بدأ الشباب في تفريغ الشاحنة بهمة ونشاط .. لكنني لاحظت أنهم يتعمدون إسقاط بعض كرتونات السردين على الأرض لتتعرض للتلف الجزئي وبالتالي يحصلون عليها كتالف خارج الحسبة .. استمروا في العمل مع تساقط عدد متزايد من الكرتونات عندما وصل الأخ عزمي ولاحظ أنني أسجل كل كرتون ينزل من الشاحنة ..
    صاح بالشباب قائلا: وله انت واياه .. الكرتون اللي بيقع على الأرض رايحين تلموه برموش عيونكم .. فاهمين؟ كله رايح ينحسب علينا عهده .. وأي نقص رايح أحاسبكم عليه حسابا عسيرا ..
    الغريب أن كرتونة واحدة لم تسقط منهم بعد ذلك .. وكان نشاطهم على أشده في تفريغ الشاحنة ..
    رحم الله عزمي الصغير .. استشهد خلال الاجتياح الصهيوني عام 1982 ولم يهرب .. ونكاية في اليهود رفضت زوجه التعرف على جثته وتركتهم في حيرة من أمرهم ..



    اسماعيل ياسين

    قصة طريفة غاب عني سرد أحداثها في موضعها .. لذا اعذروني عن التسلسل الزمني للأحداث بدقة ..
    عندما كنا في الهامة ورد علينا ضابط من قوات العاصفة يدعى اسماعيل ياسين .. لا أذكر تماما اكان هذا اسمه أو اسم القاعدة التي كان هو آمر عليها .. لذا سوف أرمز إليه باسم اسماعيل ياسين ..
    كان الرجل قادما من الكويت، فقد اطلق سراحه حديثا وعاد بالسيارة التي ضبطت معه في صفوان على الحدود الكويتية – العراقية ..
    كا طريفا جدا، حققنا معه بطريقة ذكية، كنا فقط نسأله فيصاب لسانه بإسهال شديد لا يوقفه سوى سؤال آخر ..
    تميز الرجل بسحنته التي تشبه كثيرا العمال الإيرانيين العاملين في الخليج .. واستغربت إتقانه للغة الفارسية بطلاقة .. إذ أنني ما أن بدأت بمخاطبته بكلمات فارسية أحفظها من خلال تعاملي اليومي مع الإيرانيين في قطر حتى اجاب بطلاقة كانه يتحدث بالعربية ..
    المهم أن الأخ سبق له أن مر بقاعدتنا في سيارة فولكسفاجن من القياس 1500 CC اشتراها من السوق الحرة ببيروت واخرجها للتصدير ..
    في القاعدة .. قام شباب مختصين بصناعة المتفجرات بتبطين السيارة بكمية محترمة من القطن المتفجر Gum Cotton وهو قطن عادي يجري تشبيعه بمواد خاصة فيتحول إلى مادة شديدة الانفجار ..
    وسافر الرجل بالسيارة من سوريا إلى الكويت عبر العراق .. حيث من المفترض أن ينتقل بها إلى إيران ومن ثم يقوم باقتحام سور القاعدة الجوية الكبرى بعبدان حيث يتدرب الطيارين الصهاينة على طائرات F5 في أجواء إيران الفسيحة .. على الحدود الكويتية كان رجال الجمارك والأمن العام بانتظاره ..

    فتشوا السيارة بدقة متناهية دون أن يعثروا على ضالتهم .. فقد كان تمويه البطانة القطنية غاية في الإتقان .. طفقوا يبحثون من جديد دون جدوى .. فهم الرجل بأن هناك من وشى به وبأن العملية قد أجهضت قبل أن تبدأ .. انبرى الرجل إلى الصندوق الخلفي للسيارة ونزع الغطاء الجانبي من مكانه ثم تناول قطعة من القطن المتفجر وصاعق تفجير بفتيل .. وضع الصاعق وسط كمشة المتفجرات في يده ثم سألهم: أهذه هي ضالتكم؟ نظر إليه مفتشوا الجمارك باستغراب سائلينه عن كنه ما يحمل، اجابهم متفجرات أوليس هذا ما تبحثون عنه .. قال ذلك وهو يشعل الفتيل القصير ويامرهم بالانبطاح على الأرض ثم ألقى بالكتلة القطنية من يده بعيدا عنهم في ساحة الجمارك ..

    ودوى الانفجار .. ومعه سلم الغبي للكويتيين مالم يخطر لهم على بال .. قبضوا عليه وهم يقولون بأن الإخبارية كانت عن سيارة شبيهة بسيارته تحمل كمية من الخمور لتهريبها إلى الكويت .. قهقهقهقهقه .. اللي على راسه بطحة بيحسس عليها ..

    كان على الأخ أبو إياد أن يسأل عنه في زيارته التالية للكويت حيث وبخه على ماجرى منه وطلب من الكويتيين اعتقاله بضعة أشهر عقابا له ..
    ضحكنا طويلا من روايته وطريقته في سرد الأحداث .. وفي واقع الأمر شككنا في تعمده كشف العملية للكويتيين حتى لا يذهب في انفجار بجوار قاعة الطعام بالقاعدة الجوية الإيرانية .. لكنه هو من كان صحب الفكرة .. وهو من خطط لها .. وهو من أعد كل متعلقاتها تقريبا ماعدا الجزئيات الفنية الدقيقة التي قام بها ذوي الاختصاص والخبرة وفي أضيق الحدود .. ولا أحد كان يعلم بالهدف سواه والأخ أبو إياد قائد منظمة أيلول الأسود الغامضة .. وربما أبو حسن سلامة ..

    السيارة تركها الأخ اسماعيل ياسين في مركز "المصنع" الحدودي اللبناني حيث صودرت منه لأن اوراقها كانت للمغادرة من لبنان إلى بلد آخر .. وهاهو يعود ادراجه بها إلى بلد المصدر مرة ثانية ..
    كان علينا أن نصطحب معنا بطارية احتياط وأسلاك كهربية لنقل الشحنة الكهربية منها إلى السيارة وتشغيلها ..

    توجهنا إلى لبنان بالسيارة الثانية "عزيزة" ودخلنا عبر الطريق العسكري 242 ومن ثم توجهنا إلى المركز الحدودي كأننا قادمين من لبنان .. ترجلنا من السيارة وحملت البطارية فيما حمل زميلي الأسلاك وتوجهنا نحو حارس بوابة الدخول إلى لبنان حيث استأذناه بتشغيل السيارة التي تعطلت منا بسبب البطارية فأذن لنا بالدخول بكل ترحاب .. خلال دقائق معدودات كنت أمتطي السيارة التي دار محركها فورا وفتحت لي البوابة ودلفت داخلا إلى لبنان .. عند مفترق بيادر العدس انعطفنا يسارا ميممين شطر الطريق العسكري من جديد عائدين إلى معسكر الهامة .. بالطبع كان علينا مصادرة السيارة وتنظيفها تماما من أي أثر لما أعدت به من متفجرات .. وبات لدى "عزيزة" شقيقة جديدة احدث منها وأكثر همة ونشاطا ..

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 20th February 2009, 07:57 AM ثورة غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 24
    ثورة
    Senior Member
     





    ثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant future

    افتراضي

    أنا : ثورة




    متابعون لك يا أخي

    أكمل رعاك الله

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 20th February 2009, 08:12 AM ثورة غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 25
    ثورة
    Senior Member
     





    ثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant futureثورة has a brilliant future

    افتراضي

    أنا : ثورة




    !For Medical Professionals Only

    جمعت ذكرياتك في ملف عندي وسأقوم برفعه عندما تكتمل إن شاء الله

    أطال الله عمرك وأعانك الله

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 20th February 2009, 10:01 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 26
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    المسلمون في لبنان .. سياسيون بلا أسنان


    الذي لاحظته في لبنان هو أن المسلمين بمختلف طوائفهم وعلى شتى مناحيهم ومشاربهم كانوا من القوة في المناطق السياسية بحيث كانوا يمثلون حجر الزاوية في القرارات السياسية الكبرى .. ولم يكن من الممكن تمرير أية توافقات سياسية بعيدان عنهم ..
    خلال ازمة 1969 بين المقاومة الفلسطينية الناشئةوبين النظام في لبنان متمثلا بقيادة الجيش .. تلك الأزمة التي أطلقت شرارتها مليشيات حزب الكتائب اللبنانية عندما أطلقت النار على موكب نعوش شهداء فلسطينيين كان متوجها صوب سوريا ليدفنوا في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك قرب دمشق .. هؤلاء استشهدوا في الجنوب اللبناني وهم من سكان سوريا، وعندما كان الموكب يمر ببلدة الكحالة المسيحية التي تعد معقلا للكتائب اللبنانية، وعند منعطف حاد جدا كان على الموكب أن يبطئ الحركة إجباريا .. انهال الرصاص من بنادق قناصة كانوا متمركزين على ذلك المنعطف .. وسقط شهداء جدد بجوار من كانوا يودعون ..
    تكهرب الجو بشكل لا يبشر بخير .. بدلا من تدخل قوى الأمن لوقف التصرفات الكتائبية، استنفر الجيش الذي كان يفتقر إلى التوازن الطائفي في قيادته العليا، وبدأت معارك بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية وعمادها قوات العاصفة الفتحاوية ..
    استقالت الحكومة اللبنانية .. من المعروف أن التشكيل الوزاري يكون برئاسة مسلم سني .. فالرئاسات الثلاث في لبنان بنيت على تعداد سكاني جرى في ظل الاحتلال الفرنسي ولم يسجل تعداد رسمي بعده حفاظا على التوازن الذي توافق عليه المؤتمرون قبيل إعلان الاستقلال .. وباتت الكراسي العليا للحكم موزعة كالتالي:
    الرئاسة الأولى: رئيس الجمهورية – مسيحي ماروني (طائفة من الكاثوليك يتبعون مار "القديس" مارون).

    الرئاسة الثانية: رئيس مجلس النواب – مسلم شيعي

    الرئاسة الثالثة: رئيس مجلس الوزراء – مسلم سني
    ويراعى تمثيل متوازن لباقي الطوائف في مجلس النواب والحكومة ..


    بسبب المعارك آنفة الذكر .. وشعور المسلمون السنة بخطورة ما ترمي إليه المؤسسة العسكرية المسيطرة على زمام الأمور .. وتحالفها غير المعلن مع المليشيا المسيحية المسلحة متمثلة بالكتائب اللبنانية برئاسة مؤسسها الشيخ بيير الجميل .. قدم رئيس الوزراء –رشيد كرامي فيما أذكر- استقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية ..
    لم يكن في لبنان مليشيا مسلحة غير قوات الكتائب اللبنانية .. وبشكل سري كانت نمور الوطنيين الأحرار برئاسة مؤسسها الرئيس السابق كميل شمعون ..

    اما المسلمون، فقد كانت قوتهم في ضعفهم .. شعار طالما تردد ولسنوات طويلة "قوة لبنان في ضعفه" الظاهر أن المسلمين قد استعاروا ذلك الشعار وتمسكوا به أيما تمسك ..

    طالت الأزمة الحكومية .. ورفض جميع من رشحهم الرئيس اللبناني شار الحلو التعاون معه في تشكيل حكومة .. الجميع كان يحيله على الرئيس رشيد كرامي المعتكف في مدينته طرابلس .. والرجل وضع شرطا أن يتوقف القتال ويتفاوض الجيش مع منظمة التحرير الفلسطينية للاتفاق على نسق وجود المقاومة الفلسطينية في لبنان ..

    بعد ستة أشهر من المعارك المتفاوتة في العنف ارتفاعا وهبوطا .. وانطلاق المظاهرات المعادية للبنان لما يرتكبه من قتل وتنكيل بالفلسطينيين .. وتدفق المتطوعين على لبنان للانضمام إلى المقاومة الفلسطينية .. تدخلت جامعة الدول العربية للوساطة بإيعاز من الرئيس جمال عبد الناصر .. وعقدت مفاوضات مطولة ومتعمقة في مقر جامعة الدول العربية انتهت باتفاق تفصيلي سمي باتفاق القاهرة ..

    وعرض الاتفاق على مجلس النواب بشكل رسمي فحظي بالموافقة عليه .. وشكل رشيد مرامي حكومة أقطاب تمثل فيها أقطاب السنة والشيعة والموارنة والدروز ..

    أجمل ما سمعت عن تلك الحكومة مقولة الزعيم الدرزي الكبير كمال جنبلاط "أنا وزير داخلية عموم لبنان" ..

    استقوت القوى السياسية السنية بالوجود الفلسطيني المسلح في لبنان وتوطيد قوته في مختلف المناطق اللبنانية .. فحيثما كانت هناك مخيمات .. كان هناك مقاتلين فلسطينيين .. كما تعزز تواجدهم في البلدات والمدن بل والأحياء ذات الكثافة المسلمة ..

    في الجنوب اللبناني، اتخذ أبو عمار من مدينة النبطية مقرا لقيادته العسكرية، وانشأ فيها الملاجئ العسكرية المنيعة التي صمدت بكفاءة أمام وابل من القنابل الثقيلة والصواريخ المختلفة التي قصفتها بها الطائرات مرارا وتكرارا ..

    حتى أن الطيران قام بحصار أبو عمار في مقر قيادته تحت الأرض، ودك الموقع بعدد من القنابل زنة طن، والصواريخ المختصة بأعماق التحصينات .. وكان أبو عمار وطاقمه يشعرون بشدة القصف الصهيوني المتواصل على الملجأ الحصين، فجأة استل أبو عمار مسدسه واندفع نحو مدخل الملجأ وهو يكيل السباب للصهاينة، أمسك به مرافقوه وبالكاد استطاعوا إعادته وتهدئته ..

    بعد انقضاء القصف الصهيوني التذي تناوبت عليه طائرات سكاي هوك و F5 معظم ساعات النهار، خرج أبو عمار يتفقد نتائج القصف فوجد أن مادمر لم يتعدى الطبقة العليا من التحصينات متعددة الطبقات .. بينما فتك طيران العدو بعدد كبير من البيوت المحيطة وقتل من قتل وجرح من جرح ..

    فورا امر أبو عمار بحصر الخسائر المدنية والتعويض عنها .. واعتبار جميع الشهداء من اللبنانيين شهداء للثورة الفلسطينية، وبالتالي تسجيل ذويهم ضمن أسر شهداء الثورة لتلقي معاشات دائمة ..

    انتشرت القواعد الفلسطينية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية، في العرقوب كان هناك "نسور العرقوب" الذين طالما أذهلوا العدو الصهيوني بصمودهم وبراعتهم في الاختفاء والاحتماء بقمم الجبال الشاهقة ..
    وكانت هناك قوات اخرى في القطاع الأوسط، في الأحراش وعلى الجبال ..
    وفي الغرب تناثرت القواعد البرية بالقرب من الناقورة والرشيدية وصور ..
    أما القواعد البحرية فقد توزعت على طول الساحل اللبناني بين الناقورة وصيدا ..

    الكثافة السكانية في الجنوب اللبناني، وقرب القواعد العسكرية الفلسطينية من القرى والبلدات كانت مصدر إزعاج كبير للقيادة الفلسطينية، لم يكن من الممكن فصل الفدائيين في قواعدهم، وومنعهم من الاختلاط بالفلاحين في مزارعم والتزاور معهم في بيوتهم .. بالطبع برزت للعيان حالات من الفساد الأخلاقي .. لم يكن هناك وازع من دين يحجز بين الفدائي وحاجاته من الشهوات والملذات ..

    أما في المدن، فقد كانت الكارثة أشد وضوحا .. ولا أريد الاسترسال في ضرب الأمثلة والقصص والروايات لما كان يجري في المدن من فساد أبطاله من يفترض فيهم أن يكونوا مرابطين على الحدود وأن ينطلقوا بعشرات العمليات العسكرية عبورا إلى الداخل الفلسطيني ..

    بكل أسف، يمكنني القول بأن اولائك الفحول من مناضلي الحانات ومقاهي "الفليبرز" .. لم يكن لهم أدنى علاقة بالرجال البواسل الذين كانوا يمضون ربيع أعمارهم مرابطين في القواعد، ويتدافعون على الاشتراك في المجموعات التي كانت تثير الرعب في الشمال الفلسطيني ليلا انطلاقا من الجنوب اللبناني وعبر طرق وعرة يمرون خلالها بالسفوح العليا للجبال في منطقة الجليل الأعلى وأصبع الجليل ..
    هؤلاء المناضلون هم من جعل الإعلام الصهيوني يطلق على مساحة من الأرض على الحدود اللبنانية السورية الفلسطينية اسم Fath land "أرض فتح" .. حيث عجزت قوات الجيش الصهيوني من الوصول إليها وطرد المقاومين المتمترسين فيها ..

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة أسامة الكباريتي ; 21st February 2009 الساعة 08:27 AM
     
    رد مع اقتباس

    قديم 21st February 2009, 08:38 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 27
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    العودة إلى قطر

    منذ أن وطأت قدماي أرض معسكر الهامة، لم تنقطع الزيارات من قبل أصدقاء العائلة، سواءا ممن ينضوون تحت جناح المقاومة أو من غيرهم من المقيمين في سوريا ولبنان ..

    كنت أشعر من تلميحاتهم بأنهم مبعوثين من قبل العائلة لمحاولة التأثير علي وإقناعي بالعودة إلى أحضان الأهل في قطر ..

    حتى الأخ أبو إياد (صلاح خلف) تساءل معي عن أوضاعي وألمح لي خلال زيارة له للهامة بالانضمام إلى طاقمه في بيروت .. كان تلميحا خفيفا لبقا منه رحمه الله، مع انه كان بمقدوره أخذي بالأمر لو شاء .. لكنه ترك لي الخيار بكل ذوق .. وجعل من نفسه رديفا احتياطيا او ما شابه ..

    صديق قديم حميم للعائلة زارني مرة في الهامة، وألمح لي بأنه يعمل على تأسيس مشروعا استثماريا في الخليج، وبأنه يريدني أن أنضم إلى كادره عندما تكتمل الاستعدادات .. شكرته مثمنا اهتمامه .. وتملصت من الرد عليه مكتفيا بالأمر الواقع الذي هو أنني متفرغ في "جهاز الخدمة الخاصة" ذو النكهة شديدة الخصوصية لدى كل من انضوىتحت لوائه .. فقد كنا نقيم جمهورية أفلاطون ضمن دكتاتورية فتح .. وكان للأخلاق الحميدة والأمانة والحرص على الثورة الأولوية المطلقة في كل تصرفاتنا وقراراتنا .. فكيف يمكن أن أفكر بترك جنتي والخروج إلى الملأ بما فيه ..

    حتى كان يوم قابلت فيه صديق العائلة العتيد في بيروت .. وفورا وجه إلى الدعوة لتناول طعام الغداء في بيته، قبلت الدعوة شاكرا وأبلغت زملائي في الجهاز بذلك ..

    في شقة الرجل التي في حي الفاكهاني، ولم تكن تبعد عن مقر قيادة غرفة العمليات المركزية إلا بعشرات الأمتار .. وجدت أن الصديق الكبير قد دعا صديق له يعمل في الدائرة المالية لحركة فتح عرفني عليه قائلا: "أخوك أبو علاء .. ألم يسبق لكما التعارف؟" لاحظ الإجابة بالسلب ترتسم على وجهينا فأكمل " أبو علاء قريع" ..

    تناولنا غذاءنا البيتي اللذيذ الذي طالما افتقدته .. فيما كان صديقنا يدردش في مشروعه الذي بدأ في تجهيزه في دبي أولا، ومن ثم في الدوحة ..

    المشروع عبارة عن شركة لمراجعة (تدقيق) الحسابات والاستشارات المالية، فصديقنا خبير مالي ومحاسبي كبير، سبق له وأن عمل مديرا لمكاتب مراجعة حسابات لبيوتات خبرة كبرى في الشرق الأوسط .. والمشروع عبارة عن استثمار لفتح في الخليج ..

    هذه المرة لم يعرض علي العمل لديه في شركة المراجعة .. بل فاجأني بدعوتي لزيارة أهلي بالدوحة .. لقد أمضيت سنة كاملة .. فلا بأس في أن تمضي إجازة بين أهلك تتعرف على أحوالهم وتطمئنهم عليك ..

    شعرت بالحرج، أأنا على هذه الدرجة من الجحود حتى أرفض زيارة والداي وإخوتي وأخواتي!!!
    لمح في عيناي تقبلي للفكرة فاستطرد .. لا تكلف الحركة شيئا على الإطلاق .. سوف أشتري لك تذكرة السفر ولتأخذ ما يلزمك من نقود للاستعداد للسفر ..

    الترتيبات للسفر لم تستغرق وقتا طويلا .. وخلال أقل من أسبوعين سلمت ما بعهدتي لرئيس الجهاز ونائبه ..

    آخر خدمة منهم كانت تبرع الأخ مجيد رحمه الله بشهادة التطعيم الخاصة به لتحويلها بإسمي .. بكل مهارة قام نائبه بالعمل وصرت حاملا لشهادة تطعيم دولية رسمية صادرة في مصر ..


    في أحضان العائلة
    كنا في كانون ثاني - يناير 1973 عندما وصلت الدوحة في زيارة قصيرة استمرت حتى يومنا هذا، فقد اتضح لي بأن الرسائل التي كان فيها والدي يطمئنني على أحوالهم المعيشية كانت نوع من المداراة حتى لا ينشغل بالي ليس إلا.

    فالشركة –شركة العائلة- في حالة من الإعسار المالي لا تحسد عليه، والأعمال لا تدر دخلا يكفي لتسديد رواتب وأجور العاملين.
    شقيقي الذي يصغرني ترك المدرسة وتحول إلى العمل حتى يسد خانة في مصروفات البيت ..

    ذهبت لزيارة الشيخ ياسين الشريف رحمه الله معتمد إقليم فتح ومدير مكتب منظمة التحرير في قطر والبحرين والإمارات في ذلك الحين، فأسر إلي عن أوضاعنا المادية بما صعقني .. امور حرص والدي وأعمامي على عدم إطلاعي عليها في محاولة لعدم التأثير على قراري، فكان لا بد مما ليس منه بد، وذلك ما احس به الأخ مجيد من قبل حين قال لي مودعا: إذا وجدت ما يستدعي بقاءك مع الأهل فلا تتردد، فأهلك أولى بك إذا ما كانوا بحاجة إلى جهدك ومدخولك ..

    أرسلت إلى مجيد تبليغا له بإعفائي من التفرغ وتصفية ذمتي المالية وإعادة عهدتي للحركة، وقد فعل رحمه الله مشكورا.
    انطلقت من فوري في العمل على تجهيز مكاتب شركة مراجعة الحسابات مع صديق العائلة .. لم نستغرق طويل وقت حتى كنا قد افتتحنا المكتب وباشرنا العمل فيه..

    كان علي ان أنتقل تنظيميا إلى إقليم قطر، فضلت العمل متحررا من قيود العمل التنظيمي الروتيني، فاعتمدت نوعا من العلاقة التنظيمية الخاصة مع معتمد الإقليم مباشرة ..
    كنت اتعاون فيما يفيد الحركة مع عدم الانخراط في خلايا التنظيم في قطر .. ذلك التنظيم الذي سرعان ما اكتشفت بأنه مهترئ بشكل مؤسف، الشللية والتحزبات قد نخرت عظام التنظيم كالسرطان واستنزفت دمه التبعية الشخصية.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 21st February 2009, 02:18 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 28
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    اغتيال الكمالين وأبو يوسف

    لم يمض على قدومي إلى الدوحة ثلاثة أشهر حتى صعقني خبر الهجوم الصاعق على شارع فردان ببيروت الغربية، كان ذلك في التاسع من نيسان – إبريل 1973
    تمكنت قوة خاصة صهيونية بمساعدة محلية من اغتيال ثلاثة من قادة المقاومة المشهورين .. كمال عدوان .. كمال ناصر .. محمد يوسف النجار!!

    تفاصيل أشهر عملية اغتيال إسرائيليه خلال السبعينات..
    كيف نفذ الموساد مجزرة فردان بحق القادة الفلسطينيين





    التاريخ: الأثنين 09 نيسان/أبريل 2007
    في مثل هذا اليوم في التاسع من نيسان من عام 1973 نفذ جهاز المخابرات الإسرائيلي ''الموساد'' مجزرة ''فردان'' ببيروت بحق القادة الشهداء كمال عدوان وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار.

    واشرف على عملية الاغتيال هذه أيهود بارك رئيس الوزراء والاسرائيلى السابق ومعه أمنون شاحاك وزير السياحة السابق وسميت بعملية ''ربيع فردان'' ويعتبرها الإسرائيليون أشهر عملية اغتيال نفذت في عهد غولدا مئير رئيسة مجلس الوزراء الاسرائيلى في ذلك الوقت .

    وكان المواطن اللبناني منعم عبد المنى، والذي كان يقيم في المبنى الذي حدث فيه الاغتيال في شارع فردان في بيروت روى ما حدث في ليلة التاسع من نيسان 1973وقال انه في تلك الليلة كان منعم وزوجته وولداه الصغيران نائمون في غرفة صغيرة في طابق أرضي في البناية التي استهدفها باراك ومن معه, واستيقظ منعم وذهب إلى النافذة ليرى امرأة شقراء تضع رشاشاً على خاصرتها وتطلق النار على الغرفة .

    عاد منعم إلى ابنه الصغير وخبأه تحت السرير ورمت زوجته نفسها على ابنهما الثاني ، وفيما بعد وجدا أكثر من 40 من فوارغ الرصاص في الموقع .

    بسبب الأزياء التي تنكّر فيها باراك ورفاقه أطلق على العملية اسم (عملية هيبي). و أعطت العملية باراك سمعة كبيرة ، وأدّت إلى استقالة رئيس الوزراء اللبناني صائب سلام احتجاجاً على عجز الجيش اللبناني عن تحقيق الأمن و إيقاف فرقة الكوماندوز التي قادها باراك متنكراً بثياب امرأة شقراء ، التي نزل أفرادها على أحد شواطئ بيروت و استقلوا سيارات أعدها عملاء لـ (إسرائيل).

    وانطلقت الفرقة إلى أحد المباني في فردان وتم تصفية أبو يوسف النجار أحد قادة فتح البارزين وقتذاك وزوجته التي حاولت حمايته، وكمال عدوان المسؤول العسكري لفتح في الأراضي المحتلة وكمال ناصر المتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية ، وقتل في العملية شرطيان لبنانيان وحارس وعجوز إيطالية تبلغ من العمر (70) عاماً.

    وترك الكوماندوز الإسرائيلي السيارات التي استخدموها في عدوانهم في أماكن متفرقة على الشاطئ اللبناني وغادروا بالطريقة التي دخلوها، وأكد الفلسطينيون أن حواجز لقوى الأمن الداخلي اللبناني منعت مجموعات فلسطينية مسلحة من الوصول إلى شارع فردان للتصدي للإسرائيليين.

    الشهيد ابو اياد يروي تفاصيل العملية:
    من جهته قدم الشهيد صلاح خلف (أبو إياد) شهادته عما حدث في (ربيع فردان) في كتابه فلسطيني بلا هوية ، وربط ذلك بالأجواء التي أعقبت عملية ميونخ، حيث تواصلت حرب الأشباح بين المخابرات الاسرائيلية و الفلسطينيين ، وبدأت كما هو معلوم بالاغتيالات و إرسال الطرود الملغومة والتي طالت مسؤولين فلسطينيين في مختلف العواصم العربية و العالمية ، وبالرد الفلسطيني بتنفيذ عمليات ناجحة طالت رجال للموساد في عواصم مختلفة أيضاً ، ومن بين ما قام به الفلسطينيون محاولتان استهدفتا مقر سفير ''إسرائيل'' في نيقوسيا و الأخرى ضد طائرة تابعة لشركة العال كانت في مطار قبرص ، كان ذلك في التاسع من نيسان ، و في اليوم التالي كانت وحدات الكومندوز الاسرائيلية تنزل إلى بيروت وتغتال القادة الثلاثة .

    وروى أبو إياد عن علاقته الوثيقة بكمال ناصر ، وأنه كيف كان في مرات كثيرة يقضي الليل عنده في شقته.
    وأشار إلى أنه قبل العملية بعشرة أيام كان هو والرئيس عرفات وآخرون في شقة كمال ناصر ، استرعى انتباهه عدم وجود حراسة و تحدّث بين الجد و الهزل ، عن احتمال أن تحطّ طائرة عمودية في الأرض الخلاء مقابل المبنى و تختطف القادة الثلاثة .

    وفي التاسع من نيسان ، كان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يعقد جلسة له في بيروت وطالت حتى ساعة متأخرة من الليل ، وقضى أبو إياد ليلته في شقة كمال ناصر ، وفي اليوم التالي عرض أبو إياد على كمال ناصر أن يقضي السهرة في شقته ولكن كمال ناصر أجابه مازحاً : (أفضّل أن أموت على أن أستقبلك عندي)، و أوضح أنه يريد أن ينظّم مرثاة في الشاعر عيسى نخلة المتوفى حديثاً ، و أن وجود أبو إياد سيلهيه عن تلك المهمة .

    وذهب أبو إياد ليلتقي الناجين الثلاثة من عملية ميونخ الذين أطلقت السلطات الألمانية سراحهم ، والموجودين في مبنى لا يبعد سوى عشرة أمتار عن مبنى الجبهة الديمقراطية القريب من البناية التي يسكنها القادة الثلاثة ، وبعد ساعات كانت وحدات الكوماندوز الاسرائيلية تنفّذ مهمتها ، انتقل أبو إياد إلى منزل عرفات، الذي قصف في العملية و كان الحراس قاوموا المعتدين، و تابع عرفات المعركة من سطح المبنى .

    وذهب أبو إياد إلى المبنى الذي كان يقطنه القادة الثلاثة بعد ورود الأنباء عن اغتيالهم ، وفي شقة كمال ناصر ، وجده ممدّداً على شكل صليب على الأرض بعد إصابته في وجهه بخمس عشر رصاصة على الأقل ، ويعتقد أن المهاجمين لم يغفلوا عن حقيقة أن ناصر مسيحي الديانة، فمدّدوه على شكل صليب وأطلقوا النار على وجهه، ورش المهاجمون برصاصهم سريره و السرير الذي كان يأوي إليه أبو إياد في أحيان كثيرة .
    لاحظ أبو إياد أن شباك النافذة كان مفتوحاً والستائر منتزعة ، الأمر الذي ربما يشير إلى أن ناصر كان حاول الفرار ، ولم يتمكن من ذلك، فردّ على المهاجمين بمسدس صغير وجد بجانب جثته .

    بالنسبة لأبي يوسف النجار فاتضح بأن منفذي العملية نسفوا مدخل شقته بقنبلة بلاستيكية ، بينما كان هو نائماً مبكراً كما يحب، والأولاد يذاكرون دروسهم في غرفهم ، وعندما تم نسف المدخل اندفع باتجاهه ابن الشهيد يوسف وكان عمره 16 عاماً ، ولكن الكوماندوز المهاجمين صرخوا به سائلين عن والده، فرجع يوسف إلى غرفته ونزل من شباكها إلى الطابق الخامس ، وخلال ذلك أغلق أبو يوسف النجار باب الغرفة التي يوجد فيها وطلب من زوجته أن تناوله مسدسه ، ولكن الاسرائيليين اقتحموا الغرفة و أصابوه وحاولت زوجته حمايته ووضعت نفسها بينه وبين المعتدين فتم قتل الزوجين معاً.

    وفي الطابق الثاني كانت مجموعة أخرى تقتحم شقة كمال عدوان الذي كان ما زال يعمل وعندما سمع بالجلبة أمام الباب أمسك برشاشه ، وقبل أن تتاح له فرصة استخدامه كانت مجموعة أخرى من الكوماندوز يدخلون من نافذة المطبخ ويصيبونه في ظهره .


    واتهم أبو إياد شركاء محليين لاسرائيل بالتواطؤ و تسهيل عملية الاغتيال ، و أكد أن الجيش اللبناني و الدرك و الأمن العام لم يحاولوا التدخل ، و قبيل الهجوم على المبنى في فردان ببضع دقائق حدث انقطاع في التيار الكهربائي و كان المهاجمون يتنقلون في بيروت بحرية و يسر مذهلتين و كذلك في الجنوب حيث شنت هجمات أخرى .

    سيرة ذاتية للشهداء :
    * الشهيد القائد كمال عدوان (1935 1973 - ) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
    ولد في بربره عام 1935 ودرس في غزة والقاهرة اشترك في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة عام 1956، وسجن حتى نهاية الاحتلال، عمل في السعودية وقطر في قطاع البترول.

    من أوائل المؤسسين لحركة فتح، واختير عضواً في أول مجلس وطني فلسطيني عام 1964، تفرغ للعمل الثوري في فتح اختارته القيادة الفلسطينية لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير واستطاع بجهده ودأبه أن يقيم جهازاً إعلامياً، له صحيفته وعلاقاته العربية الدولية.

    واشترك في معارك أيلول ثم انتقل إلى جرش ودبين، ثم إلى دمشق وبيروت مواصلاً النضال بلا كلل أو ملل.
    انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح في كانون الأول/يناير عام 1971 وانتُخب كمال عدوان في اللجنة المركزية لحركة فتح التي كلفته بالإشراف على القطاع الغربي إلى جانب مهمته الإعلامية حتى استشهاده في منزله بشارع فردان في العملية الإجرامية.

    * الشهيد القائد كمال ناصر (1924 - 1973) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحد رموز النضال والأدب في فلسطين، ابن إحدى العائلات المسيحية الفلسطينية من بلدة بيرزيت.

    تتشابه سيرة حياته مع كثير من أبناء جيله من نشطاء الحركة الوطنية الفلسطينية، فهو خريج الجامعة الأمريكية في بيروت، التي تخرج منها أيضاً العديد من الذين أصبحوا رموزاً في الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة القومية العربية.

    كان عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي، وأصدر صحيفة البعث في رام الله، وصحفاً أخرى، وانتخب عضواً في مجلس النواب الأردني.
    وتعرّض للاعتقال بعد الاحتلال عام 1967 وأبعدته سلطات الاحتلال للخارج، وأصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول دائرة الإعلام فيها، و ناطقاً رسمياً باسمها، ومشرفاً على مجلة فلسطين الثورة التي أصدرها باسم منظمة التحرير الفلسطينية .

    *الشهيد القائد محمد يوسف النجار (أبو يوسف) (1930 - 1973) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس اللجنة السياسية لشؤون الفلسطينيين في لبنان.

    ولد في يبنا عام 1930، ودرس في القدس ولجأ إلى رفح بعد النكبة عمل مدرساً بالقطاع حتى عام 1956، وانتسب إلى الاخوان المسلمين حتى عام 1958، اعتقلته السلطات المصرية في القطاع عام 1954، لقيادته مظاهرة تطالب بالتجنيد الإجباري، وفي عام 1955 لقيادته مظاهرة احتجاجية على مشروع التوطين في شمال غرب سيناء.

    غادر غزة في مركب شراعي عام 1957 إلى سورية ثم إلى قطر ليعمل في وزارة المعارف، تفرغ للعمل الثوري عام 1967، وتولى مسؤولية جهاز الإعلام وجهاز الأمن والدائرة السياسية، وشارك في الكثير من المؤتمرات العربية الدولية.

    وقد كان دائماً يؤكد على رفض القرار (242)، ويصر على القتال حتى النصر.

    هنا يحضرني التقرير الذي تقدم به الأخ مجيد للجنة المركزية عن الوضع المهلهل والمتراخي للحراسات الشخصية لأعضاء اللجنة المركزية ..

    كان راي مجيد ألا يكون الحرس شخصيا لكل عضو على حدة .. بل اقترح تأسيس مؤسسة للحراسات تضم نخبة مختارة من الأفراد ذوي الكفاءات القتالية العالية وأن يتلقوا تدريات خاصة في الدفاع عن النفس كالكراتيه وغيرها، وأن يتم توزيع الحراسات بشكل عشوائي يوميا واستبدالهم بشكل دوري وغير منتظم بالتنسيق مع القادة أنفسهم ..

    كان من الطبيعي ان يرفض القادة ذلك العرض الأمني المحكم، فحياة كل منهم لا رتابة فيها ولا عمل مكتبي منتظم، بل إن تنقلاتهم وسفرياتهم لا تخضع لقوانين الحراسات التي شعروا بأنها سوف تكون قيودا تكبلهم ..

    النتيجة أن القادة في مختلف التنظيمات ممن اغتيلوا فيما بعد قد أخذوا جميعا على حين غرة بسبب حالة التراخي واللامبالاة امنيا ..

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 21st February 2009, 02:29 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 29
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    معلومات تنشر لاول مرة
    التفاصيل الكاملة لعملية اغتيال
    كمال ناصر ، كمال عدوان وابو يوسف النجار.

    بقلم / د . سمير محمود قديح
    باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

    في مقر مبنى الموساد كان النقاش حاداً بين رئيس الجهاز وأعضائه وكان السؤال الذي لم تحدد اجابته حتى هذه اللحظة: كيف يمكن الانتقام لمقتل عميل الموساد باروخ كوهين الذي كان يعمل متخفياً كعميل للموساد في اسبانيا تحت اسم حانان بيشاي، وتم اغتياله أو تصفيته بمعنى اصح في احد شوارع مدريد قادما من مدينة براسيلز في مهمة خاصة بالموساد.

    لم يكن باروخ كوهين عميلاً عادياً للموساد بل كان تاريخه الطويل في قتل العرب الفلسطينيين في الارض المحتلة يجعله واحداً من أهم الأهداف التي يعمل الفدائيون على تعقبهم واصطيادهم في أي مكان بالعالم.

    كان باروخ احد الذين طاردوا ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية في اعقاب حرب 1967 وكاد يمسك به الا ان عرفات نجا من هذه المحاولة ولذا فان باروخ كان هدفاً دائماً لواحدة من أقوى المنظمات الفدائية التي عملت لفترة طويلة في تصفية العملاء والخونة من الجانبين الإسرائيلي والعربي، لذا فقد نجحت منظمة ايلول الاسود أخيراً وفي 26 يناير 1973 من اغتيال باروخ كوهين الذي لعب دوراً مهماً ومؤثراً في تصفية الفدائيين قبل ان يستقر في اوروبا كقائد لعملاء الموساد في أوروبا.

    عندما نشرت صحف تل أبيب والصحف العربية الصادرة في الارض المحتلة خبر مقتل كوهين انتبه الموساد إلى ان هذه الصحف العربية نشرت أيضاً قبل مقتل كوهين خبرا يقول ان منظمة ايلول الاسود اصدرت حكمها بإعدام احد عملاء الموساد في اوروبا.. وكان المقصود باروخ كوهين. كان مقتل كوهين يشكل بالنسبة للإسرائيليين اشارة تحذيرية خطيرة اذ ان معناها ان منظمة ايلول الاسود قد استطاعت اختراق شبكة الموساد في اوروبا وهو أكثر ما اقلق الموساد الذي اجتمع في فبراير 1973 ليقرر كيف سيكون الانتقام!!

    انقسم أعضاء الموساد في هذه الجلسة الى قسمين قسم يرى ضرورة قتل ياسر عرفات وقسم يرى ان الاهم هو قتل جورج حبش زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبدأت فرق الموساد تخطط لاغتيال عرفات أو جورج حبش.

    فشلت كل المحاولات لاغتيال هذين القائدين حتى تلك المحاولة التي تم خلالها تغيير مسار طائرة لبنانية وتوجيهها الى قاعدة عسكرية اسرائيلية ظناً ان جورج حبش على متنها باءت أيضاً بالفشل اذ لم يكن عليها ونجا الزعيم الفلسطيني المتشدد.


    شارع الخرطوم

    كانت الساعة وصلت الحادية عشرة صباحاً يوم 3 ابريل من عام 1973 كما تشير الى ذلك ساعة الحائط المثبتة خلف موظفي استقبال فندق سندس في قلب العاصمة الحية المرحة بيروت عندما دخل سائح انجليزي ابيض البشرة، أزرق العينين وشعره يميل إلى الأحمرار وتوجه من فوره الى موظف الاستقبال وحياه ثم طلب منه حجز غرفة له.

    سأله الموظف ليملأ استمارة الدخول عن اسمه قال..

    ـ ديتور التور

    ـ المهنة ـ رجل أعمال

    ـ المدة التي سيقضيها في الفندق.. ثلاث ليال.. وربما ثلاثون!

    ثم طلب موظف الفندق جواز سفره ليستكمل بقية اجراءاته وناوله السائح الجواز وصعد مع احد خدم الفندق الى غرفته وترك الجواز مع الموظف الذي نادى عليه لكي يوقع على استمارة الدخول، رد عليه السائح، ليس مهما ربما في المساء.

    وفي المساء وقف السائح الانجليزي التور يسأل الموظف: هل هناك محلات قريبة تبيع أدوات صيد؟

    ـ نعم ياسيدي.. لماذا؟

    ـ انا هاوٍ للصيد ولكني اهواه ليلا فقط.

    ـ غريبة.. اتصطاد ليلا فقط؟

    ـ نعم انها هواية غريبة ولكني أجد متعتي في ذلك دائما، ظل التور يخرج مساء كل ليلة من الفندق حاملاً سنارته ويسير على الشاطيء في الظلام حتى منطقة تسمى مغارة الحمام حيث يمارس هوايته ويعود في آخر الليل وكأنه صياد عائد من رحلة صيد حقيقية.

    وبعد ثلاثة أيام من وصول هذا السائح الغريب وصل إلى نفس الفندق ثلاثة سائحين كل منهم على حدة وفي توقيت يختلف عن توقيت الآخر بفارق ساعتين بين كل سائح وآخر، ولكن كان السائح الانجليزي آندرو هو أول من وصل وكان يبدو كرجل انجليزي تقليدي، كلاسيكي المظهر، متأنق ومتحفظ في كلامه لكنه كان على كل الاحوال يتحدث، واملى بياناته للموظف وسلمه جواز سفره أيضاً.

    بعد وصول اندرو بساعتين وصل سائح آخر لكنه كما قال لموظف الاستقبال بلجيكي وقال ان اسمه شارل بوسار ولكنه كان قادماً من روما.. وكان يبدو في الأربعين من عمره وعندما بلغت الساعة التاسعة مساء كان قد وصل سائح انجليزي ثالث اسمه جورج ألوار لم يتحدث بأية كلمة مع أي من العاملين بالفندق وعندما اراد موظف الاستقبال ان يسأله عن اسمه القى له بجواز سفره ثم طلب مفتاح غرفته وصعد اليها دون كلمة ولا مع الخادم الذي قاده الى الغرفة وكان يبدو في الثلاثين من عمره.

    لم يكن أي من السياح الثلاثة يعرف احدهم الاخر بشكل مباشر ولم يسبق ان التقوا معا من قبل لكنهم كانوا جميعاً يعملون لحساب جهة واحدة!!

    دقت الساعة الثانية عشرة منتصف ليل بيروت عندما فوجيء موظف استقبال فندق «سندس» بالسائح الغامض يقف أمامه ويسأله.

    كيف يمكنني ان اذهب إلى شاطيء البحر؟

    ـ الآن ياسيدي؟

    ـ هل هناك خطر يمنع ذلك؟

    ـ لا ولكن الوقت متأخر وعموماً اليك الطريق.. وصف موظف الاستقبال الطريق للسائح الانجليزي جورج الذي خرج من الفندق متجهاً إلى شاطيء البحر.

    في فندق أطلانطيك «اتلانتيك» تكرر المشهد نفسه أيضاً من سائح انجليزي اسمه اندروميسي الذي اختار هذا الفندق الواقع على شاطيء البياضة ومنذ لحظة وصوله وحتى مغادرته الفندق ظل يسأل عن حالة الطقس وكلما اجابه عامل من الفندق عن الطقس اعطاه مبلغاً من المال.

    لم يلاحظ أحد من عمال الفندق وموظفوه وجود أية علاقة بين هؤلاء السياح إطلاقاً، فهم لم يلتقوا مع بعضهم بعضاً في صالة الفندق وكان كل منهم يخرج بمفرده ليتجول في شوارع بيروت سيرا على الاقدام ولكنهم جميعاً كانوا يسيرون يومياً وبانتظام في شارع الخرطوم ببيروت اكثر من مرة في اليوم الواحد.

    كان شارع الخرطوم هو هدف جميع هؤلاء السياح، وفي الحقيقة انهم لم يكونوا أيضاً سياحاً.. ولكن المؤكد انهم لم يكونوا على معرفة مباشرة ببعضهم لكنهم جميعاً يعملون لصالح الموساد وقد تلقى كل منهم على حده تعليمات محددة بالسفر إلى بيروت والوصول بالطريقة التي وصلوا بها والا يتحدث كل منهم للآخر أبداً داخل الفندق وان يدرسوا جيداً شارع الخرطوم.. اهم شارع بالنسبة لهم في لبنان كله.. ولكن لماذا؟

    لسبب بسيط وهو ان مكاتب قيادة الجبهة الشعبية الديمقراطية الفلسطينية تقع جميعها في هذا الشارع، والأهم ان الشارع أيضاً يسكنه بعض فدائيي منظمة ايلول الأسود وقادة فتح.. كان شارع الخرطوم طويلاً ممتداً لمسافة بعيدة تنتهي بملعب وناد رياضي مقام على أحدث طراز لذا فانهم كانوا يلتقون في نهاية كل جولة يقومون بها لشارع الخرطوم في هذا الملعب ليس للعب الكرة أو البولينج بل لمراقبة مبنى قيادة الجبهة الشعبية.

    كان هناك أيضاً شارع آخر لابد لهؤلاء الجواسيس من مراقبته غير شارع الخرطوم، كان اسمه شارع فردان وهذا الشارع بالتحديد كان يسكن فيه الأعضاء المطلوبون من فتح ومنظمة أيلول الأسود.. كان المطلوبون هم علي حسن سلامة، كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار وكانوا جميعهم يقيمون بشارع فردان الا ان الذي لم يكن العملاء متأكدين من اقامته في هذا الشارع هو علي حسن سلامة ولكن ربما يكون موجوداً وتكلل العملية بالنجاح ويقضى على الاربعة خاصة علي حسن سلامة.

    كان علي حسن سلامة بالذات مشكلة المشاكل للموساد فقد كانت إسرائيل تعتبره مسئولاً عن عملية ميونيخ وانه هو الذي خطط لاغتيال فريق رياضي إسرائيلي خلال دورة ميونيخ للألعاب الاولمبية التي اقيمت في ألمانيا وفي يناير الماضي قتل أحد أهم ضباط الموساد النقيب باروخ كوهين المشرف على الفرع الخارجي في أوروبا،
    وهو في الوقت نفسه ابن أحد كبار رجال المقاومة الفلسطينية في حرب 1948 وكانت وظيفته الحقيقية قائد المجموعة 17 التي تقوم بحماية عرفات شخصياً، لذا فان قتله كان من أهم العمليات التي يخطط لها الموساد وعندما وصل جواسيس إسرائيل إلى بيروت يوم 3 ابريل الماضي كان للتمهيد لعملية اغتيال علي حسن سلامة الذي لم يكن عنوانه مؤكداً لدى الموساد الذي كان يطلق عليه اسم الامير الاحمر، ولكن ما كانت الموساد متأكدة منه بالفعل هو مكان كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار والغريب ان الذي توصل الى هذه المعلومة وابلغها للموساد كان الجاسوسة امينة المفتى التي تحدثنا عنها في حلقة سابقة وكانت آنذاك في بيروت تدير مصحة لعلاج الحالات المعاقة جسدياً ونفسياً.

    كان المطلوب علي حسن سلامة اذن وهذه المرة لابد من النيل منه فتكفي مرة فشل واحدة للموساد في مطاردة هذا الفدائي العنيد.


    التنفيذ

    قام الجاسوس ديتور التور والجاسوس اندروتيسلاو والبلجيكي شارل بوسار والجاسوس الغامض جورج آلوار باستئجار اربع سيارات بويك وسيارة رينو وسيارة بلايموث وسيارة فاليانت من مكتبي تأجير مشهورين هما آفيس «وليناكار» وهما وكالتان كانتا تؤجران السيارات الفخمة للسياح فقط ولكنهم اختاروا استئجار سيارات قوية ذات دفع رباعي ولما سألهم موظفو الوكالتين لماذا؟ قال كل منهم على حدة: للنزهة بها في المناطق الجبلية وارتياد لبنان من جنوبه الى شماله.

    سجل الموظفون اسم كل سائح من واقع جوازات السفر الانجليزية والبلجيكية وكانت بالطبع جميعها مزورة في مطابع الموساد الخاصة بتل ابيب حيث كانوا جميعاً من عملاء الموساد الاسرائيليين.

    طلب الموظف المسئول من كل فرد منهم عند استئجار سيارة مبلغ 200 دولار تأميناً للسيارة فدفع كل منهم مبلغ التأمين بسهولة وتجمعت السيارات الأربع بحوزتهم حيث بدأوا التحرك بها وفق الخطة والتدريب على المناطق التي ستستخدم فيها هذه السيارات فيما بعد.. خاصة المناطق الساحلية المؤدية الى منطقة برج الحمام التي كان الجاسوس الاول ديتور التور قد اختارها لصيد السمك فيها ليلاً!!

    في الساعة السادسة من صباح 9 ابريل 1973 كانت قافلة بحرية اسرائيلية قد تحركت في اتجاه المياه الاقليمية اللبنانية من ضمنها حاملة صواريخ وسفينة اغراض اخرى والتحمت هذه السفن في طريقها الى لبنان مع السفن التجارية الاخرى العابرة في الخطوط البحرية الدولية.

    كانت حاملة الصواريخ تحمل ايضاً في بطنها عدداً من جنود المظلات وكانت هذه المجموعة مكلفة بمهاجمة مبنى قيادة الجبهة الديمقراطية.

    اما السفينة الثانية فكانت مهمتها تفريغ مظلييها لمهاجمة واغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في شارع فردان كل جندي من الجنود في السفينة الثانية كانت معه 4 صور وكانت هذه الصور للضابط علي حسن سلامة وابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر..!!

    كما اعطيت لكل فرد من مجموعات الاغتيال صور اخرى للمناطق التي سيمرون بها اثناء تنفيذ العملية وخرائط دقيقة ومجسمات لمناطق العمليات في احياء وشوارع بيروت، واماكن الانتظار وطرق الانسحاب ومكان التجمع بعد تنفيذ العمليات واقتضت خطة الهجوم ان تتم بموجب عمليتي انزال بحري الاولى على شاطئ البياضة والثانية على شاطئ مغارة الحمام.

    وصلت الساعة التاسعة والنصف.. اصبح الليل مخيماً على كل بيروت الهادئة المسالمة والغارقة في اضوائها وفي هذه اللحظة القت السفينتان الاسرائيليتان مراسيهما في المياه وكان الجنود في جوفي السفينتين يرتدون جميعهم ملابس رياضية او مدنية وجميعهم مسلحون ببنادق سريعة الطلقات واخرى متوسطة ومدافع رشاشة ثقيلة ومدفع هاون ومورتر بينما كان الضباط مسلحين بمسدسات بريتا سريعة الطلقات.

    كان الجميع حتى هذه اللحظة ينتظرون اشارة قائد هذه العملية وكان القائد المقدم ايهود باراك!!

    نعم هو نفسه ايهود باراك رئيس وزراء العدو الاسرائيلي السابق، كان وقتها لايزال مقدماً في الجيش ولكنه كان من اكثر ضباط هذا الكيان الذي قام بعمليات خاصة للموساد وكانت هذه العملية من العمليات الكبيرة التي قادها، فالذي سيغتال في هذه الليلة اربع من اهم قيادات الفلسطينيين.

    ظل باراك ينظر كل فترة واخرى في ساعة يده الى ان وصلت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، عندها اعطى الاشارة ببدء العملية. في هذه اللحظة انزلت القوارب المطاطية من السفينتين الراسيتين في عرض البحر قبالة شاطئ بيروت واحداً في البياضه والاخرى في مغارة الحمام.

    لم يكن هناك اي انسان على الشاطئ في هذه الساعة ظلت القوارب المطاطية تقترب من الشاطئ بجنودها الى ان تلقت اشارات من اليابسة بمصابيح بطاريات كان متفقاً عليها مع الجواسيس الذين نزلوا فندق سندس على هيئة سياح بريطانيين واستأجروا السيارات قبل ايام، وبعد ان تلقت القوارب المطاطية الاشارات المتفق عليها نزل الجنود الى الشاطئ بينما هرع الجواسيس الى السيارات التي كانت تقف في الشارع اعلى رصيف الشاطئ وخلف كل مقود سيارة جلس السائق في هدوء بينما كانت اضواء السيارة مطفأة.

    في لحظات كان المظليون قد دخلوا بأسلحتهم الى السيارات الواقفة حيث انطلق السائقون الذين كان من الواضح جداً انهم يعرفون طرق بيروت جيداً وخاصة الطريق المؤدي الى شارع الخرطوم وشارع فردان.

    وفي شارع فردان نزلت مجموعة من سيارتين واختبأت في بيت مظلم بالقرب من المبنى المطلوب، بينما افراد المجموعة الأخرى اتجهوا الى شارع غانا حيث نزلوا هناك ثم تسللوا في الظلام باتجاه شارع الخرطوم حيث يقع مبنى الجبهة الشعبية الديمقراطية.


    التصفية

    في مساء الليلة التي وصلت فيها سفن الاغتيالات الى شاطئ بيروت كانت محادثات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قد انتهت لتوها والساعة تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل.

    وبعد ان انتهى الاجتماع قال ابو يوسف النجار لابو اياد (صلاح خلف).. يا ابا اياد انا مكلف من كمال ناصر وكمال عدوان بدعوتك على عشاء سمك الليلة وقبل ان يجيب ابو اياد قال له النجار هل تعرف اين؟ في مطعم السلطان ابراهيم على شاطئ الاوزاعي.

    قال ابو اياد: اعذرني يا ابو يوسف.. فأنت تعرف اني لا اجلس في الاماكن العامة، انا مستهدف كما تعلم وامني لا يسمح لي بقبول مثل هذه الدعوات.

    رد كمال عدوان، الا يعجبك السمك؟

    لا ليست المسألة كذلك ولكنها ليست خافية عليكم.

    سنؤمن المكان تماماً.. لا تخشى شيئاً.

    قبل ابو اياد في النهاية الدعوة وتوجه معهم الى المطعم في التاسعة مساء 9 ابريل، انتهت اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني وغادر اعضاء المجلس الى بيوتهم او المكان الذي يبيت فيه كل منهم، عندما اقترب ابو اياد من كمال ناصر وقال له هل لي ان ابيت عندك الليلة، هذه الليلة بالذات لست متفرغاً لك.. لدي مقال عن الشاعر عيسى نخلة اريد ان اكتبه رحمه الله كان صديقي.. وطبعاً اذا نمت عندي فلن اكتب المقال وغداً ورائي اعمال كثيرة.

    هكذا يابو ناصر.. انت الخاسر.

    ومضى ابو اياد وترك كمال ناصر يعود الى بيته وقرر ان يزور مجموعة من الفدائيين الذين نفذوا عملية ميونيخ والذين كان قد افرج عنهم مؤخراً.


    لحظة الصفر

    اصدر ايهود باراك اوامره ببدء التنفيذ للملازم اول ابيدع شور وضابط الصف حجاي معيين وطلب منهما اطلاق النار من مسدساتهما كاتمة الصوت على الحارسين امام مبنى الجبهة، وبالفعل تقدم الضابط وزميله من حراس المبنى حتى صارا على بعد خمسة امتار فقط من الحارسين ثم توقف الاثنان فجأة بينما اختبأ باراك ومجموعة جنوده والمقدم لفكين وجنوده في منطقة يستطيعون منها ان يشاهدوا ما يجري وعندما توقف ابيدع وحجاي فجأة، حبس باراك ولفكين انفاسهما رعباً حيث كانت الاشارة بالهجوم ستأتيهم عندما يفرغ الملازم وزميله الرصاص في الحارسين.. عندما توقف ابيدع كان ليتظاهر باشعال سيجارة لنفسه ثم اشعال سيجارة لزميله وذلك بالقرب من الحارسين الفلسطينيين لكنهما لم يهتما.

    تابع ابيدع وزميله السير في اتجاه الحارسين حتى صارت المسافة الفاصلة بينهم متراً واحداً وفجأة قال للحارسين مساء الخير وقبل ان يردا قال لهما مرة اخرى.. I sorry ثم اطلق الرصاص وزميله عليهما، وبعد ان دوى صوت الرصاص من مسدسات ابيدع وزميله قفز مقاتلان فلسطينيان من سيارة كانت تقف بالقرب من المبنى واطلقا وابلاً من الرصاص على الملازم وزميله فارداهما قتيلين.

    عندما سمع كمال ناصر صوت الرصاص كان لايزال يكتب مقاله عن الشاعر فقفز من مكانه نحو سلاحه يبحث عنه في نفس اللحظة التي كسر فيها باب شقته فجأة وافرغ المهاجمون في جسده ثلاثين طلقة ليستشهد على الفور قبل حتى ان ينطق كلمة واحدة.

    وفي الوقت نفسه كان ابو يوسف النجار يستعد للنوم بينما كان اولاده الخمسة يدرسون واجباتهم او يحضرون ليوم الدراسة التالي عندما انفجرت قنبلة دمرت باب شقته ودخل مجموعة من الاسرائيليين يغطون وجوههم بجوارب نسائية الشقة واتجهوا الى غرفة نومه بينما اسرعت زوجته بالبحث عن مسدسه وعندما دخلوا الغرفة وقبل ان يطلقوا النار عليه القت زوجته مها بنفسها عليه لحمايته فاخترقت الرصاصات جسدها وجسده ليموتا في لحظة واحدة.

    عندما سمع كمال عدوان صوت الانفجار والرصاص في شقة ابو يوسف النجار ادخل زوجته واطفالها الى غرفة داخلية وحمل بندقيته الكلاشينكوف لمواجهة ما سيحدث الا ان باب الشقة كسر بالطريقة نفسها ودخل ثمانية اسرائيليين بأسلحتهم حيث افرغوا رشاشاتهم في صدره وسرقوا اوراقه ومستنداته. بينما زوجته واولاده في حالة ذعر شديد.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 21st February 2009, 02:39 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 30
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    يمكننا القول بأن هذه كانت رواية الموساد عن العملية ...
    بالطبع لا يمكن لنا أخذها على علاتها ..

    رامبو وحشد من الجنود المدربين ينزلون على الساحل ..
    تلتقطهم سيارات كانت بانتظارهم ..

    تنفذ العملية بمنتهى السهولة واليسر وفق ما خطط لها ..
    ثم سكتت شهرزاد عن الكلام المباح!!

    هكذا تكون عملية غاية في النظافة وفق المنظور الصهيوني
    عملية تقوم بها النخبة من القوات الخاصة التي تدربت على موكيتات للشوارع ومداخل البنايات ووووووو.

    مالم يروه أحد:
    اكتوبر - 1973
    الدوحة - قطر


    وصل صديقنا حسام وادي من "أبو ظبي" إلى الدوحة حيث كان في استقباله "سمير" الذي شاركه غرفته في مقر مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في شارع الخليج بالدوحة ..

    ذات مساء كنا سمير وحسام وأنا نتمشى بسيارتي الداتسون 200l على طريق الوكرة عندما تطرقنا إلى موضوع العملية المذهلة التي تمت في جنح الظلام وتبخر الفاعلين وعجزت قوى الأمن الداخلي اللبناني وقوى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي كانت تنتشر في كل لبنان عن تتبعهم والإمساك بأي خيط يرشد إلى مكان الملجأ الآمن الذي أووا إليه بعدما غادروا شارع فردان القريب من طريق الجديدة / الفاكهاني عقر دار مختلف المنظمات الفلسطينية ..

    هنا انبرى حسام ليضع بعض النقاط على الحروف التي تبعثرت في فمي ..
    - بلغنا في الفاكهاني وجود حركة مريبة وإطلاق نار في شارع فردان، كان أول من تحرك هو "زياد الحلو" الذي سبق له أن اغتال "وصفي التل" رئيس وزراء الأردن ووزير خارجيتها على باب شيراتون الدقي ..

    سيارة زياد من نفس موديل سيارتك ونوعيتها .. وتعرف أنها مزودة بكاربوريترين يجعلانها تطير عن الأرض ..
    قفز معه في السيارة أربعة شباب مسلحين ..

    عندما اقترب زياد من المكان .. وعلى زاوية شارع فردان كانت تقف هناك سيارة داورية لفرقة 16 (قوات أمن لبنانية عناصرها منتقاة بعناية وعالية التجهيز والتدريب) ..
    أوقفتهم الداورية ومنعتهم من الولوج إلى شارع فردان ..
    اشتبك الشباب مع الداورية اللبنانية مصرين على الوصول إلى بيوت القادة الثلاث ..
    أصيب زياد في الاشتباك وفعلا استطاعوا بعد هنيهة المرور تحت زخات من رصاص الداورية ..
    كان الظلام مخيما على الشارع تماما، فالتيار الكهربي قد قطع عنه مركزيا ..


    بدأت المطاردة ..
    كلما دخلوا شارعا وجدوا أن التيار الكهربي قد قطع عنه بشكل منتظم ..
    السيارات تندفع أمام سيارة زياد بفارق شارع واحد أو أقل تقريبا ..
    لا يمكن لسائح غريب وصل منذ أيام أن يعرف الشوارع الفرعية بهذه المهارة ..
    هذا مالاحظه زياد ..
    لا بد أن يكون السائقين محليين ومحترفين أيضا ..

    انتهى بهم المطاف أمام مبنى السفارة الأمريكية (القديم) والواقع على الكورنيش ..

    طبعا لا يمكن لزياد ان يتجاوز رصيف الشارع أمام السفارة .. فمكث غير بعيد وهو ينزف من جرحه الخفيف .. وأرسل من يبلغ بالهاتف القيادة بالتطورات ..

    بقي أن نقول أن حسام هذا كان السائق رقم 1 لدى المرحوم ياسر عرفات (أبو عمار) في بيروت في تلك الفترة ..

    هناك رواية تقول بأن باراك وجنوده غادروا مقر السفارة فيما بعد إلى مطار بيروت بجوازات سفر دبلوماسية أمريكية وعلى دفعات متقطعة ..


    هنا لا بد لنا من التأكيد على أنه كان من الواضح منذ البداية أن المهاجمين قد حصلوا على دعم لوجستي محلي وعلى كافة المستويات ..

    أنه كان هناك تواطؤ واضح من قبل جهات امنية لبنانية شاركت في التغطية وإعاقة النجدات التي وصلت متفرقة وعلى عجل ..

    أنه كان هناك تواطؤ فلسطيني وعلى مستوى عال في توفير المعلومات وتنسيق الدعم اللوجستي ..

    من الذي هرّب شريف دودين من معتقل أمن فتح ببيروت، وهو كان طرف الخيط الذي كان من الممكن أن يكشف معلومات ذات قيمة بخصوص العملية ..
    وشريف دودين هو ابن ذلك العميل للموساد (وزير سابق في الحكومة الأردنية) الذي تزعم عملية تشكيل روابط القرى في الضفة الغربية والتي أفشلتها المقاومة الفلسطينية ورفضها الشعب الفلسطيني ..

    أيهود باراك يقول بأنه كان يتسكع في شوارع بيروت بملابس امرأة أوروبية شقراء (لايقاله .. فشكله يسمح بذلك) ..

    نحن هنا لا نشكك في كفاءة قوات النخبة الصهيونية ..
    لكننا ننبه للثغرات الكبيرة في الأمن الفلسطيني في ذلك الوقت ..
    والذي تفاقم اليوم مع تصهين قيادات بعض هذه الأجهزة الأمنية ..

    وزرع البعض الآخر على رأس أجهزة خاصة (الأمن الوبائي "الوقائي") فصلت لهم بمعرفة الشين بيت الصهيوني (محمد دحلان وجبريل الرجوب) ..

    الأخطر من هذا كله أن المنظمات الفلسطينية قد تلهت ولأكثر من 10 سنوات في مناحرات وانشقاقات داخلية طالما أدت إلى اشتباكات مسلحة داخل بيروت نفسها ..

    فكان من الطبيعي أن تسمع في الفاكهاني زخات الرصاص تنطلق من الرشاشات لأتفه الأسباب وطرفي النزاع يكونان فلسطينيان ..


    وما أشبه الليلة بالبارحة
    اغتيل أبو جهاد رحمه الله في تونس ..
    الطريقة مشابهة تماما ..


    في نفس الحي كان يقطن محمود عباس (أبو مازن) ..
    بعد انتهاء العملية وانسحاب الجنود الصهاينة بأمان ..
    أرسلت أم جهاد ابنتها الصغرى إلى بيت أبو مازن مستنجدة ..
    ظلت الطفلة تطرق الباب وتصيح مُعَرِّفَةٌ بنفسها وهي تبكي وتبلغ من بالداخل بأن والدها قد قتل ..

    ولا حياة لمن تنادي
    لم يفتحوا لها الباب ..
    ظل بابهم موصدا حتى الصباح..
    هذا ما أبلغتني اياه الأخت أم جهاد أثناء أول زيارة لها للدوحة ..

    من أغلق التحقيق في ملابسات اغتيال أبو جهاد؟

    من أغلق التحقيق في ملابسات اغتيال أبو إياد وأبو محمد (فخري العمري) وأبو الهول (هايل عبد الحميد) في بيت الأخير قبيل (ليلة) بدء اندلاع حرب تحرير الكويت؟

    لماذا رفض أبو عمار إطلاع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بنتائج التحقيق مع عميل صبري البنا "أبو نضال" منفذ عملية الاغتيال حيث قام بإعدامه في جزيرة يمنية كانت تستأجرها فتح قرب مضيق باب المندب ..

    قال تعالى : ( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس و بآؤوا بغضب من الله و ضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون )[سورة آل عمران : 112].

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    ذرات ملح على جراح لا تندمل .. قصتي مع الثورة

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    قصتي Matrix أدب وشعر وقراءات متنوعة 16 9th October 2011 07:11 AM
    الرقص على جراح الاخرين تقى موضوعات عامة ... موضوعات خفيفة ... منوعات 0 6th March 2009 07:25 PM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]