اعدت الملف : ايمان بدر
فى الوقت الذى تجمع فيه جميع الشخصيات العامة من القوى السياسية والثورية المدنية باختصار على عبارة أن حكم الرئيس مرسى وجماعته ما هو إلا إعادة إنتاج واستنساخ نظام مبارك تتمسك قيادات جماعة الإخوان المسلمين بأنه لا مجال للمقارنة بين رئيس منتخب فى أول انتخابات نزيهة وبين آخر تسلط على الشعب وسرق قوته وبعيدا عن العبارات الرنانة والمصطلحات الضخمة ليس صعبا أن نرصد أوجه التشابه والتوافق والالتقاء بين سياسات حكم مرسى والإخوان وسياسات آل مبارك أو بالأدق حكم جماعة البيزنس المنتمية لمكتب الارشاد وحكم جماعة رجال الأعمال أعضاء لجنة سياسات الحزب الوطنى المنحل وبالأسماء نجد المفكر السياسى والكاتب الصحفى د.عبدالحليم قنديل قال نصا إن خيرت الشاطر وحسن مالك ما هم إلا الصورة الملتحية لأحمد عز ورشيد محمد رشيد هكذا أكد قنديل من اليوم الأول لحكم مرسى ورد عليه وقتها القيادى الإخوانيد.حسن البرنس بأنه من الظلم أن نشبه رجالا متقين مصلين يصومون النهار ويقومون الليل بهؤلاء الفسدة سارقى أموال الشعب وقوته فرد قنديل بأن التدين الشخصى لا علاقة له بالتوجهات الاقتصادية والسياسية ولا علاقة لنا به لأن أحدا من الشعب لا يريد أن يزوجهم بناته وتمر الأيام وتتفجر الموجة الثانية من الثورة ويسقط الشهداء ويسحل المواطنين ويعرى أحدهم أمام قصر الرئاسة لتخرج علينا صحيفة الايكونوميست البريطانية بتاريخ 1 فبراير الجارى لتقول إن اتباع محمد مرسى لسياسات مبارك واستمرار هذا الاتباع سيؤدى لمزيد من الانهيار الاقتصادى وبالتالى التوتر والاحتقان فى الشارع المصري، ومن هنا تكون قيادات الفكر اليسارى والليبرالى والقومى فى مصر قد سبقت المحللين والصحف العالمية، حيث كان الكاتب الصحفى جمال فهمى وكيل نقابة الصحفيين قد دأب على وصف نظام الرئيس مرسى بعبارة أن نظام مبارك يعود ملتحيا وعلى الصعيد الاقتصادى قال القيادى اليسارى عبدالغفار شكر إن مرسى وجماعته يسيرون على درب مبارك فى الاعتماد على الاقتراض والتسول من صندوق النقد الدولى تارة ومن دول لها أجندات سياسية تارة أخرى ولا نجد خلافا بين روشتة صندوق النقد وبين التعليمات الأمريكية والتى تنتهى كلها إلى اخضاع مصر لشروط اقتصادية تزيد الفقراء فقرا وجوعا مثل إلغاء الدعم وتحرير أسعار السلع الغذائية والمحروقات والخدمات أو تعليمات سياسية تكرس للمصالح الصهيونية فى المنطقة على سبيل المثال الالتزام بمعاهدة كامب ديفيد ونزع السلاح فى سيناء بما يعنى نزع السيادة فى القاهرة بالإضافة للدور الذى لعبة مرسى فى عقد الهدنة والصلح بين حماس وإسرائيل على نفس طريقة مبارك بهدف إخماد روح المقاومة واختزال القضية الفلسطينية فى حركة حماس التى أدت هى الأخرى دورها فى تقسيم فلسطين وعزل الضفة الغربية عن غزة ويحلل هذه الآراء الدكتور جمال زهران رئيس قسم وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس وعضو التيار الشعبى بأنه منذ اليوم الأول لتنحى مبارك حدثت الصفقة الثلاثية التى أطلق عليها صفقة المثلث الشيطانى بين الإخوان والمجلس العسكرى والإدارة الأمريكية بألا تحقق الثورة أى هدف وألا يصل الثوار للحكم حتى لا يتغير النظام الحاكم فى مصر وتظل مصر سياسيا تابعة لأمريكا واقتصاديا خاضعة للتوجه الرأسمالى المتوحش الذى يفرضه صندوق النقد الدولى والدول الامبريالية الرأسمالية بقيادة أمريكا وبالتالى تجهض الثورة وتضيع معها أحلام الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم للمواطن العربى وفى الداخل وتوأد معانى القومية العربية والمقاومة والتحرر من الاستعمار الصهيونى على الصعيد العربى والعالمى ومن هنا سمعنا عن عمليات تزوير فى المرحلة الأولى لانتخابات الرئاسة لإسقاط حمدين صباحى حتى تكون الإعادة بين مرسى وشفيق ويصبح الشعب أمام خيارين كلاهما واحد إما عودة نظام مبارك بنفس صورته وأشخاصه أو عودة سياساته وأفكاره القمعية الرأسمالية الاستبدادية الديكتاتورية لكن بوجوه مختلفة ويضيف الدكتور جمال هذه الأفكار ليست جديدة وأذكر حينما كنت نائبا فى برلمان 2005 وكانت البلد تقطع وتباع بالقطعة وبرخص التراب لرموز النظام وشركاءهم وتهدر المليارات فى عمليات خصخصة الشركات وتسقيع الأراضى مقابل تشريد العمال وضياع حقوقهم وقتها قلت لنواب الإخوان مجموعة الـ88 انضموا لنا لنشكل كتلة مئة نائب ضد الخصخصة ورفضوا مؤكدين أنهم مع الخصخصة وظلت استجواباتهم تدور فى فلك أفلام يسرا ومسرحيات فيفى عبده تاركين البلد تباع وتضيع وعلى الصعيد السياسى المحلى والدولى يؤكد المحامى وأستاذ القانون الدولى الدكتور على الفتيت أن الفكر الذى يسير عليه الإخوان الآن وضع أساسه مبارك عام 2010 حينما أصدر حزمة قوانين عرفت بقوانين الخصخصة والعولمة وأبرها القانون 67 لسنة 2010 الذى بمقتضاه تتخلى الدولة عن دورها فى دعم وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والمواصلات والبنية الأساسية والمياه والكهرباء مقابل تدخل شركات خاصة محلية ومتعددة الجنسيات لتقوم بهذه الأْعمال بالأسعار العالمية وهو ما لا يؤدى فقط لارتفاع جنونى فى أسعار هذه الخدمات ولكن يعنى بيع البلد للشركات متعددة الجنسيات ذات الرأسمال الصهيونى على طريقة فيلم «عايز حقى» وهو أمر ليس جديدا حيث تفرض علينا معاهدة السلام واتفاقية كامب ديفيد وجود مئات الخبراء الأمريكان يعملون فى جميع مفاصل الدولة المصرية ليس فقط التعليم والزراعة والصحة والمواصلات ولكن وصولا للجيش حيث نشرت الصحف العالمية فى الأسبوع الماضى تحديدا آن اشتون كارتر نائب وزير الدفاع الأمريكى جاء إلى مصر وتفقد قواته الأمريكية فى سيناء ضمن القوات متعددة الجنسيات ووصف المحللون هذه المواقف بأن نزع سيادة السلاح فى سيناء تساوى نزع سيادة القرار فى القاهرة لتبقى مصر مستعمرة أمريكية من عهد مبارك وقبله السادات وصولا لحكم مرسى والإخوان وإذا كان الإخوان قد ورثوا نظام مبارك الذى ورث هو الآخر السادات خاصة فيما يتعلق بقضية الخضوع لأمريكا والحفاظ على مصالح إسرائيل نجد الرئيس مرسى ونظامه الإخوانى الذى يتهم بالتبعية للكيان الصهيونى العالمى يرد على خصومه بأن يتبع نفس الأسلوب المباركى حيث يتهم نفس الخصوم وهم البرادعى وحمدين صباحى وشباب الثورة وقوى المعارضة بنفس التهم التى ألقاها عليهم النظام الذى ثاروا ضده وهى الخيانة والعمالة والتمويل الخارجى والأجندات العالمية
فى عهد مبارك: رجال الأعمال بقيادة أحمد عز سيطروا على الحكومة والحزب واستولوا على مصانع وأراضى الدولة وشردوا العمال
فى عهد مرسى: الشاطر ومالك وأثرياء الجماعة تمسكوا باحتكار السلطة والثروة وعينوا شركاءهم فى المناصب القيادية وتركوا الفقراء يزدادون جوعاً
.