نشرت مجلة "سيكولوجي توداي" الأمريكيةتقريرا تحدثت فيه عن مخاطر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والتقاط صور السيلفيالتي أصبحت تشكل خطرا على حياتنا، علما وأن هذه السلوكيات الشائعة باتت تشبه إلى حدكبير الإدمان على المخدرات والكحول والقمار.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته"عربي21"، إن هذه الظاهرة لا تقتصر على مجرد التقاط صورة ذاتية، بل تشملالعديد من الأمور الأخرى، كتعديل الألوان والتباين، وتغيير الخلفيات، وإضافةتأثيرات أخرى، قبل تحميل الصور على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ساهمتإضافة كل هذه الخيارات، عند التقاط صور السيلفي، في ارتفاع شعبية هذا السلوك.
وكشفت المجلة أن التقاط صور السيلفي بات يشكل خطرامحدقا بالشباب، وخاصة المراهقين، وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "دايليميرور" البريطانية في شهر آذار/ مارس 2014 قصة مراهق يدعى "دانيبومان" دفعه "إدمانه على التقاط صور السيلفي " إلى قضاء 10 ساعاتفي اليوم لالتقاط 200 صورة شخصية له، مما تسبب في طرده من المدرسة، وفي نهايةالمطاف، حاول بومان الانتحار عندما لم يتمكن من التقاط صورة مثالية له.
وأضافت المجلة أن حالة هذا المراهق تعتبر مستعصية،نظرا لأنه كان يعاني من اضطراب نفسي، يطلق عليه اسم "اضطراب التشوهالجسمي"، حيث يجعل الشخص المصاب يشعر بقلق مفرط بسبب عيب في شكل أو تفاصيلجسمه، مع ذلك، يمكن تفسير هذه الظاهرة من منظور نفسي، حيث بين الخبراء النفسيون أنالتقاط هذا النوع من الصور يعد فعلا ذا توجه ذاتي يسمح من خلاله للفرد ببناءشخصيته وإظهار اعتزازه بذاته، كما يرتبط بسمات تتعلق بالشخصية، مثل النرجسية.
وذكرت المجلة أن العلماء والأطباء النفسيين صنفواالإدمان على التقاط صور السيلفي على أنه نوع جديد من الاضطرابات العقلية. وفي 31آذار/ مارس 2014، أفاد موقع "أدوبو كرونكيلز" أن "الجمعيةالأمريكية للطب النفسي" أدرجت هذا النوع من الإدمان على قائمة الاضطراباتالعقلية، وقد وصف الخبراء النفسيون هذاالإدمان بأنه "رغبة قهرية في التقاط صور شخصية ونشرها على مواقع التواصلالاجتماعي كوسيلة للتخلص من الشعور بانعدام الثقة بالنفس".
اقرأ أيضا: هل تحب صور "السيلفي"؟ عليك إذن أن تحذر من الموت!
ونقلت المجلة عن تقرير موقع "أدوبوكرونكيلز" أن العلماء النفسيين صنفوا مستويات الاضطراب، إلى مستوى متدني، وهوالتقاط صور السيلفي ثلاث مرات في اليوم على الأقل دون نشرها على مواقع التواصلالاجتماعي، وحاد، أي التقاطها ثلاث مرات في اليوم على الأقل ونشرها على مواقعالتواصل الاجتماعي، كما أن هناك مستوى "مزمن"، ويتمثل في عدم السيطرةعلى الرغبة الملحة في التقاط صور السيلفي على مدار الساعة ونشرها كلها على مواقعالتواصل الاجتماعي بمعدل يتجاوز ست مرات في اليوم.
في المقابل، تم تكذيب ما أورده موقع "أدوبوكرونكيلز" حول هذا التصنيف الجديد، حيث تمت الإشارة إليه على أنه خدعة، علىالرغم من أن هذا الخبر تم تداوله على العديد من المواقع الإخبارية في جميع أنحاءالعالم.
وتابعت المجلة أن هذا الموضوع أسال الكثير من الحبر،حيث ناقش العديد من الأكاديميين مدى حقيقة هذا المرض النفسي الذي يطلق عليه"إدمان السيلفي"، على غرار الدكتور بنكاج شاه الذي أقر بوجوده، وقد ذكرالدكتور شاه أن هذا النوع من الإدمان يتناسب مع المعايير الكلاسيكية لأشكالالإدمان المتعارف عليها، لكنه لم يحدد المعايير التي اعتمدها في تحديد أوجه الشبهبينهما.
في هذا السياق، اعتمد الدكتور شاه تصنيفا أكد منخلاله أن أي شخص يلتقط من ثلاث إلى خمس صور سيلفي يوميا، "يمكن أن نعتبرحالته مرضية". وأضاف الدكتور شاه أن "قضاء أكثر من خمس دقائق في التقاطصورة واحدة، أو قضاء 30 دقيقة يومية في التقاط الصور يعتبر "مرضا".
اقرأ أيضا: "مواقع التواصل" تحفز الناس على إجراء الجراحات التجميلية
وذكرت المجلة أن العديد من المختصين في الطب النفسيأكدوا أن معرفة كل ما يتعلق بهذه الظاهرة وتداعياتها النفسية أمر مهم للغايةبالنسبة للأفراد والمجتمعات بشكل عام، وذهب المختصون إلى القول إن التقاط صورالسيلفي قد ينم في بعض الأحيان عن "عدم مراعاة مشاعر" الآخرين، خاصةعندما يصبح التقاط الصورة المثالية "هاجسا".
علاوة على ذلك، قد يكون النقر بشكل مبالغ فيه بهدفالتقاط الصورة المثالية تعبيرا عن الإصابة "بهوس مثير للقلق قد يكون مرتبطابسمات مختلفة تتعلق بشخصية الفرد"، على غرار الاعتلال النفسي، والنرجسيةوالمكيافيلية.
وفي الختام، نوهت المجلة إلى أنه على الرغم من كلهذه المقالات والتقارير التي تطرقت إلى "إدمان السيلفي"، إلا أن الأدلةالعلمية القاطعة التي تثبت وجود مرض نفسي يحمل هذا الاسم تظل شحيحة.
مزيد من التفاصيل