من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 - الاتجاه إلى مصادر بديلة بقلم سامي شرف - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > شهود على العصر

    شهود على العصر

    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 - الاتجاه إلى مصادر بديلة بقلم سامي شرف


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 28th April 2010, 02:27 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 - الاتجاه إلى مصادر بديلة بقلم سامي شرف

    أنا : د. يحي الشاعر





    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 -
    الاتجاه إلى مصادر بديلة
    بقلم
    سامي شرف



    اقتباس

    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 - سامي شرف
    ـ 4 ـ

    الاتجاه إلى مصادر بديلة


    جاءت الفرصة أثناء انعقاد مؤتمر باندونج فى الثامن من إبريل 1955 ، وجرى أول اتصال بين الرئيس جمال عبد الناصر وشوإين لاى رئيس وزراء الصين ، ودار الحديث عن الأوضاع فى الشرق الأوسط ، وما تتعرض له مصر من تهديدات إسرائيلية وموقف الغرب من قضية التسلح ، ثم سأله عن إمكانية مساهمة الاتحاد السوفيتى فى تزويد مصر بالأسلحة ، ووعد شو إن لاى بمفاتحة المسئولين السوفيت فى ذلك ، وبعد عودة الرئيس من باندونج ، رأى أن يلمح لكل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بأن تسويفهما فى الاستجابة لطلبات مصر من الأسلحة قد يدفعه للبحث عن مصدر آخر وسوف يضطر لقبول العرض السوفيتى إذا لم تستجب الدولتان .

    واعتقدت لندن وواشنطن أن عبد الناصر يمارس ضغوطا عليهما ، ورغم نصيحة سفرائهما لحكومتيهما بأن عبد الناصر يعنى ما يقول ، إلا أن رد البلدين جاء سلبيا .

    وعلى الجانب الآخر بحثت موسكو الطلب المصرى بكثير من الجدية ، ففى أعقاب عودة جمال عبد الناصر من باندونج بفترة قصيرة طلب السفير السوفيتى فى القاهرة دانيال سولود مقابلته لتسليمه رسالة من القادة السوفيت ، وكانت هذه الرسالة تتضمن موافقة القيادة السوفيتية على طلب مصر بشأن الحصول على الأسلحة .

    وبدأ التنفيذ على الفور ، وتشكل فريق عمل للجانب المصرى برئاسة عبد الناصر وكان يضم اللواء عبد الحكيم عامر وكل من على صبرى وسامى شرف ومحمد حافظ إسماعيل ونور الدين قرة ( الأخيران كانا مديرا مكتب عبد الحكيم عامر ) وكلف سامى شرف بعملية التنسيق والإشراف على أساليب الاتصال فى الداخل والخارج .

    تشكل وفد مصرى عسكرى برئاسة محمد حافظ إسماعيل ومعه عباس رضوان للسفر إلى براع ، حيث فضل الجانب السوفيتى أن تقوم تشيكوسلوفاكيا بإتمام الصفقة تجنبا لإثارة الغرب إذا ما وقعت مع موسكو مباشرة .

    وقد قمت بوصفى سكرتيرا للرئيس للمعلومات بالتحضير والمشاركة فى ترتيب الصفقة، و تم وضع خطة لتأمين التنفيذ فى سرية كاملة على مستويين ، الأول تأمين الاتصال بين البعثة ومكتبى بالقاهرة ـ سواء لاسلكيا عن طريق سفارتنا فى براع أو عن طريق الرسائل والتقارير والحقيبة الدبلوماسية لإبلاغنا بنتيجة التفاوض والمباحثات وتقارير بنجاح المهمة وتم تخصيص ماكينات للشفرة من نوع خاص جديد استوردناها من سويسرا لهذه المهمة ، وأعددنا جداول شفرة خاصة جديدة بأسلوب حديث ومعقد وغير مبنى على المعادلات الحسابية المعروفة والتى تقوم بها ماكينات الشفرة العادية ، وإنما استحدثنا أسلوب تشفير للشفرة وذلك بالتعاون مع فنيين ودبلوماسيين من وزارة الخارجية المصرية ( إدارة الأبحاث ) ، وكان هناك مندوب حامل حقيبة دبلوماسية جاهز للتحرك على مدار الأربع والعشرين ساعة فى القاهرة سواء من سكرتارية المعلومات أو من وزارة الخارجية المصرية ويقابله مندوب آخر فى براغ وموسكو جاهزين للتحرك إلى القاهرة حاملين الرسائل والتقارير فى أى لحظة .

    وهكذا انحصرت الاتصالات التى كفلت سريتها وتم تأمينها تماما ، فالرسائل والبرقيات الشفرية كانت تصلنى شخصيا وأقوم بنفسى بحل الشفرة وتكتب بخط يدى لتعرض على الرئيس عبد الناصر ويطلع عليها عبد الحكيم عامر وعلى صبرى ، وكذلك كانت التقارير، ثم تعود للحفظ فى خزانة خاصة فى مكتبى ، وكل هذه الأوراق والوثائق محفوظة فى أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى ، وكذلك دفاتر الشفرة هى والماكينات التى كنت أحتفظ بها فى مكتبى للتذكار .

    وأعد مشروع الاتفاقية بين القاهرة وموسكو ، وكانت تنص على أن تشترى مصر أسلحة سوفيتية من بينها مقاتلات من طراز " ميج " وقاذفات للقنابل من طراز " إليوشين " و" "توبوليف " ، ودبابات من طراز "ستالين " و"ت 54 و55 " وغواصات ومدافع ميدان ومضادة للطائرات من جميع العيارات الثقيلة والخفيفة ، وزوارق طوربيد وعربات مدرعة ونظام رادارى كامل ، على أن يسدد ثمن هذه الصفقة بالقطن المصرى والأرز وسلع تقليدية مصرية أخرى بفترة سماح لأربعة سنوات ثم يقسط الثمن على عشرين سنة بفائدة2% سنويا .

    وحاولت واشنطن إثناء عبد الناصر عن إتمام الصفقة بعد أن وصلتها أخبار نتيجة تسريب غير مقصود من أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة فى حديث له مع مصطفى أمين ، ولكنها فشلت ، فقد أرسلت بمساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط جورج آلن كمبعوث خاص ، وأذاعت وكالات الأنباء أنه جاء يحمل إنذارا لمصر ، وعندها بادر الرئيس عبد الناصر بالبحث عن أى مناسبة عامة يتحدث خلالها مع الجماهير فلم يجد سوى معرض أقامته القوات المسلحة فاختار أن يشارك فى افتتاحه ، وقام خلال حديثه بالإعلان رسميا عن صفقة الأسلحة التشيكية فى 27سبتمبر1955 .

    وبالطبع أثار الإعلان عن الصفقة ردود فعل عنيفة لدى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والغرب بصفة عامة .

    فقد طلب السفير البريطانى قى القاهرة لقاء عاجلا مع الرئيس عبد الناصر وزعم خلال حديثه أن الصفقة تتعارض مع اتفاقية الجلاء التى تشير فى ديباجتها إلى الصداقة والرغبة فى التعاون ، وان الصفقة تهدد أمن القاعدة البريطانية فى القناة لأن الأسلحة قادمة من بلد شيوعى وسوف تستلزم وجود فنيين وخبراء أجانب ، وقد رد عليه الرئيس عبد الناصر بأنه لا يوجد نص فى اتفاقية الجلاء يمنع مصر من شراء الأسلحة من أى مصدر وأن عدد الفنيين سيكون محدودا وسوف أختار أماكن التدريب فى مناطق بعيدة عن القاعدة ، ثم سأله السفير عن إمكانية إلغاء الصفقة ؟ فأفاده عبد الناصر بأن ذلك قد يؤدى إلى ثورة فى الجيش المصرى .

    وفى نيويورك كان وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا يعقدون اجتماعا لم يدرج فى جدول أعماله موضوع صفقة السلاح التشيكية لمصر ، لكنهم أصدروا بيانا مشتركا يقول : " أن سياسة الدول الثلاثة تهدف إلى تمكين دول الشرق الأوسط من المحافظة على أمنها الداخلى ، والدفاع عن سلامتها ، وتجنب قيام تسابق بينها على التسلح لأن ذلك سيولد مزيدا من التوتر فى المنطقة .

    وأعلنت الحكومة البريطانية أن شراء مصر للأسلحة السوفيتية يقلب الأوضاع التى كانت سائدة ، ويجعل التصريح الثلاثى الصادر فى عام 1950 غير ذى موضوع ، وسيدفع إسرائيل للمطالبة بمزيد من الأسلحة .

    ووصفت الصحف البريطانية الصفقة بأنها خطوة مشئومة وأن الاتحاد السوفيتى سيحصل على موطئ قدم فى البحر المتوسط .

    ووجهت واشنطن احتجاجا إلى الاتحاد السوفيتى ، واتهمته بأنه يتصيد فى الماء العكر .

    وعاد جمال عبد الناصر ليؤكد أن الصفقة لن تحول دون تنفيذ مصر لالتزاماتها ، وليست هى السبب فى سباق التسلح ، لكنها ستمنع إسرائيل من مواصلة اعتداءاتها ، ولا تعنى تسربا للنفوذ السوفيتى فى مصر ، وأنها قبل ذلك وبعده تعنى تحرير الإرادة المصرية ، وامتلاك مصر لحقها فى شراء الأسلحة من أى جهة ، وأنها اضطرت لعقد هذه الصفقة بعد تسويف الغرب ، وقيام إسرائيل بغارتها على غزة .

    ومن هنا مثلت هذه الصفقة محطة الاختبار الثالثة فى علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بثورة يوليو ، فلم تكن المسألة مجرد صفقة سلاح بين مصر والاتحاد السوفيتى ، بل كانت بمثابة تعديل كلى لمفاهيم السياسة الدولية فلأول مرة يقوم الاتحاد السوفيتى بتسليح دولة غير شيوعية ، ويخرج إلى منطقة حساسة جدا بالنسبة للإستراتيجية الأمريكية ، هى منطقة الشرق الأوسط مما كان يعنى ضربة شديدة للسياسة الأمريكية الخاطئة تجاه الثورة مما ترتب عليه آثار بعيدة المدى سوف نلحظها فيما بعد فى العلاقات المصرية الأمريكية .

    والأهم من ذلك أن رد الفعل العربى على الصفقة كان حماسيا بدرجة كبيرة حتى أن مجلسا النواب فى سوريا قررا تهنئة الرئيس جمال عبد الناصر باعتبار أن الصفقة تمثل كسرا للحصار المفروض على تسليح العرب ، وأخذت الصحف العربية تشيد بهذه الخطوة بل إن نورى السعيد رئيس وزراء العراق بعث مهنئا جمال عبد الناصر فى محاولة للخروج من العزلة العربية التى ضربت حوله بسبب انضمامه لحلف بغداد .

    لقد كانت معركة عبد الناصر لإفشال سياسة الأحلاف ، ودعوته لبناء إطار أمنى عربى جماعى بديل لما يطرحه الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص ، وترجمت هذه الدعوة فى شكل تحركات عملية لدعم النضال العربى ضد المستعمر فى كل الدول العربية ، وهو ما كانت تخشاه دول الغرب ومعها إسرائيل وتخطط لإيقافه بكل السبل وفى مراحل مبكرة من عمر الثورة .

    ففى عام 1953 ، وأثناء عملى بالمخابرات تلقيت تعليمات من البكباشى زكريا محى الدين مدير المخابرات فى ذلك الوقت ، باختراق مبنى الكنيسة الإنجليزية فى القاهرة وكان موقعها مكان فندق هيلتون النيل الآن ، وذلك بعد أن وصلتنا معلومات تؤكد بأن ثمة نشاط يمارس من داخلها لا علاقة له بوظيفة الكنيسة ورسالتها الدينية ، وأن البكباشى جمال عبد الناصر قد طلب تأكيد هذه المعلومات .

    وقد كلفت مع النقيب محمد شكرى حافظ من المباحث العامة،* لتنفيذ هذه المهمة وتمكنا بالفعل من الوصول إلى مستندات ووثائق فى خزانة الكنيسة مدونة باللغة الإنجليزية تتضمن رسائل متبادلة مع جهاز المخابرات البريطانى " M I 6 " تتناول احتياجات للحصول على معلومات والردود عليها ، كما كان من بين هذه المستندات محاضر اجتماعات عقدها المستر إيفانز المستشار الشرقى بالسفارة البريطانية بالقاهرة وبين بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين والتى كانت تعقد فى منزل أحمد سالم بالمعادى وأوضحت طلب الجانب البريطانى إقناع اللواء محمد نجيب باستخدام الجيش فى تهيئة الرأى العام تمهيدا لإحكام سيطرته على السلطة ، وتحريض الإخوان المسلمين للعمل ضد الثورة ، وكان يشارك فى هذه الاجتماعات كل من المرشد العام حسن الهضيبى وصالح أبو رقيق والدكتور أحمد سالم ** .


    ..............."

    - يتبع -


    د. يحى الشاعر


     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 210 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 1640 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 799 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 351 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 278 29th January 2024 01:31 PM

    قديم 28th April 2010, 02:29 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 -
    الاتجاه إلى مصادر بديلة
    بقلم
    سامي شرف



    اقتباس
    .....
    .........


    غير أن أخطر ما تم العثور عليه فى عملية اختراق الكنيسة البريطانية كانت وثيقة معنونة باسم "روديو" وكانت عبارة عن وثيقة سرية للغاية تشمل خطة عسكرية بريطانية مفصلة لإعادة احتلال مصر وخاصة منطقة الإسكندرية والدلتا إذا ما دعت الضرورة ذلك ، أى أنه فى نفس الوقت الذى كانت تجرى مفاوضات الجلاء بهدف إخلاء منطقة قناة السويس من القوات البريطانية ، وإخلاء مصر كلها من أى مظاهر للنفوذ الأجنبى ، كانت هذه الخطة تعنى ـ من وجهة نظر الإستراتيجية البريطانية ـ استحالة التسليم بالواقع الجديد ، وأن مصر يجب أن تظل دائما هدفا لا يجب إسقاطه من أى تخطيط بريطانى .

    وبقدر ما كانت احتمالات الجلاء البريطانى عن مصر مصدر قلق وانزعاج للمخططين والسياسيين فى دول الغرب وخاصة فى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ، فقد تسببت فى تولد الشعور بالخطر لدى المسئولين فى إسرائيل باعتبار أن انتهاء الوجود العسكرى البريطانى ـ والذى لعب الدور الأهم والأقوى فى التمهيد لقيام الدولة العبرية ـ سوف يشكل خطرا كبيرا على الوجود الإسرائيلى نفسه قبل أن يسبق الجلاء توفير أرضية ملائمة للتسوية السياسية بين مصر وإسرائيل ، كما كانت الأخيرة تتابع بقلق وترقب الاتصالات المصرية الأمريكية وتعمل على إفسادها ، وكانت أبرز محاولاتها فى هذا الشأن ما عرف بقضية " لافون " والتى تتلخص فى دفع بعض عملاء الموساد لتنفيذ سلسلة من عمليات التخريب والتفجيرات ضد عدد من مراكز التواجد الأمريكى فى القاهرة والإسكندرية وتصويرها على أنها عمليات عدائية مدبرة من الحكومة المصرية ضد الولايات المتحدة ، وقد أدى كشف هذا التدبير إلى تحويلها إلى فضيحة سارع عدد من المسئولين وفى مقدمتهم دافيد بن جوريون للتخلص منها ونفى علمهم بها .

    ففى صيف 1954 وفى شهر يونيو على وجه التحديد أصدرت المخابرات العسكرية الإسرائيلية أوامرها لشبكة من جواسيسها فى مصر للقيام بأعمال تخريبية ضد أهداف مدنية مصرية وأمريكية وبريطانية . وبدأ فعلا تنفيذ هذه التعليمات اعتبارا من الثانى من يوليو 1954 وكانت أول عملية هى تنفيذ انفجار قنبلة حارقة فى أحد مكاتب البريد بالإسكندرية وفى الرابع عشر من يوليو 1954 شب حريقان فى مكتبين للاستعلامات الأمريكية فى كل من القاهرة والإسكندرية بقنابل فسفورية تركهما مجهولين . وبعد حوالى عشرة أيام جرت محاولة لحرق مكتب البريد الرئيسى فى ميدان العتبة بالقاهرة ، وفى نفس اليوم كان من المقرر إجراء تفجير لسينما "ريو " بالإسكندرية لكن العملية فشلت وانكشف المخطط الإسرائيلى .

    وكانت تفاصيل الحدث أنه فى الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم احترقت نتيجة لشدة حرارة الجو قنبلة فسفورية صغيرة وضعها أحد الشباب اليهود اسمه " فيليب ناتاسون " فى جيبه داخل شنطة صغيرة من الجلد كان يستخدمها لحماية نظارته الشمسية ، ولم يتمالك نفسه فصرخ واستغاث بالمارة فى الشارع الذين نقلوا للمستشفى بمعرفة البوليس وهناك اتضحت الأمور والحقائق وكانت المفاجأة التى لم تكن تخطر على بال أحد وبتفتيش منزل ناتاسون عثر على قنابل فسفورية حارقة من نفس النوع وقبل أن يعترف ناتاسون بكل ما عنده اشتعلت النيران فى محطة سكك حديد مصر بالقاهرة وفى دارين للسينما وكان ذلك فى يوم 23يوليو . وباعتراف ناتاسون تم القبض على اثنين من المشاركين معه وهما روبير داسا وفيكتور ليفى، وبعد ذلك بأيام تم اعتقال باقى أفراد الشبكة بالكامل ومنهم موسى مرزوق وكان طبيبا من أصل تونسى يعمل فى المستشفى اليهودى بالإسكندرية ، وصمويل عازار الذى كان يعمل أستاذا بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية ، وماكس بينيت من أصل مجرى ، ومارسيل نينو وكانت تعمل فى إحدى الشركات البريطانية فى مصر ، ونجح كل من أبراهام دار ، رئيس الشبكة ، فى الهرب إلى خارج البلاد ومعه يورهام سيد نبرج، الذى كان معروفا فى مصر باسم " بول فرانك "، والمعروف فى إسرائيل الآن باسم " آفرى إيلعاد " ، وذلك قبل القبض على الشبكة .

    ومن خلال التحقيقات اتضح أن أفراد الشبكة سبق أن دربوا فى إسرائيل ثم تجمعوا فى باريس ليدخلوا منها إلى مصر بجوازات سفر مزورة وبأسماء مستعارة .

    وتمت محاكمة أفراد الشبكة فى ديسمبر 1954 بعد الإعلان عنها خلال شهر أكتوبر من نفس السنة وفى 5 أكتوبر على وجه التحديد . تمت المحاكمة أمام محكمة عسكرية كانت جلساتها علنية وحضرها الدبلوماسيون والمراسلون الأجانب فى مصر وأفراد الجالية اليهودية كما حضرها مندوبون عن منظمة حقوق الإنسان ومنظمات الحريات المدنية فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية .

    وفى أثناء المحاكمة نجح ماكس بينيت فى الانتحار، وفى أوائل سنة1955 صدرت الأحكام بإعدام موسى ليتو مرزوق وصمويل عازار ، اللذين تم فعلا تنفيذ الحكم فيهما ، كما حكم كذلك بالإعدام على الهاربين وحكم على الآخرين بأحكام بالسجن لمدد متفاوتة .

    على أن ذلك لم يؤثر على استمرار المخاوف الإسرائيلية ، فقد حرص مسئولوها على تنويع مصادر دعمهم من دول الغرب والبحث باستمرار عن احتياطى إستراتيجى يمكن الاستعانة به وقت اللزوم ، وكان الطرف الجاهز لتوفير هذا الاحتياطى الإستراتيجى هو فرنسا التى وجدوا فيها ضالتهم والتقت جهودهم مع موقف فرنسى يتزايد عداءه لثورة يوليو تدريجيا .

    فقد كانت مصر تحتضن الزعيم التونسى الحبيب بورقيبة لاجئا سياسيا، ومناضلا ضد الاستعمار الفرنسى لبلاده ، كما عارضت بقوة التغيير الذى دبرته فرنسا فى المغرب وأطاح بالملك محمد الخامس ، وعينت بدلا منه أحد عملائها ويدعى محمد بن عرفة ، وكانت الخطوة الأكبر عندما وصل إلى مصر فى عام 1953 رجل جزائرى أسمى نفسه " مزيادى مسعود " ولم يكن هذا الاسم إلا اسما حركيا للزعيم الجزائرى أحمد بن بلة ، الذى التقى فتحى الديب فى البداية وقدمه للبكباشى زكريا محى الدين الذى اصطحبه بدوره مع فتحى الديب لمقابلة البكباشى جمال عبد الناصر فى منشية البكرى ، ومنذ اللحظة الأولى التقت آراء وأفكار الزعيمين أحمد بن بلة وجمال عبد الناصر وارتكزت عند نقطة واحدة هى إيمان ثورة يوليو بمبدأ أساسى هو تحرير الوطن العربى من كل أشكال الاستعمار ، وفى مقدمتها حركة النضال التى يقودها الشعب الجزائرى ضد المستعمر الفرنسى الذى يعمل على شن حرب إبادة وإلغاء للهوية العربية فى الجزائر ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من الأراضى الفرنسية ، وقد صدر البيان الأول للثورة الجزائرية فى أول نوفمبر 1954 من إذاعة صوت العرب من القاهرة ، وإحقاقا للحق فقد لعب أحمد سعيد مدير صوت العرب دورا هاما فى هذا الصدد سواء على الصعيد الشخصى أو الصعيد الموضوعى .





    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th April 2010, 02:41 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر






    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 -
    الاتجاه إلى مصادر بديلة
    بقلم
    سامي شرف


    اقتباس
    .....
    ........

    لقد التقت المخاوف الإسرائيلية مع الاستياء الفرنسى تجاه ثورة يوليو ، وبينما اتجهت فرنسا لإشراك الولايات المتحدة فى مسئولية المواجهة بصفتها زعيمة التحالف الغربى بعد أن أصبحت واشنطن تملك 16% من أسهم شركة قناة السويس بعد الحرب العالمية الثانية ، واعتبر الفرنسيون أن قناة السويس تمثل المدخل الملائم لجذب اهتمام الأمريكان وإقناعهم بأن الطريق إلى فيتنام يمر بقناة السويس ، وإذا ما نجحت فى لفت أنظار واشنطن لقناة السويس والبحر الأحمر وصولا إلى المستعمرات الفرنسية فى آسيا فسوف يكون من السهل تحييدها من الصراع المتصاعد فى شمال إفريقيا والمغرب العربى .

    أقول فى الوقت الذى كانت تتواصل فيه هذه التحركات الفرنسية مع واشنطن ، كانت الإستراتيجية الإسرائيلية تعمل على جر فرنسا للدخول فى الصراع فى منطقة الشرق العربى ، وإدخالها كأحد الأطراف الرئيسية الداعمة لإسرائيل انطلاقا من وحدة الهدف 0 وبالفعل بدأت حوارات شارك فيها أبا إيبان سفير إسرائيل فى واشنطن فى ذلك الوقت ، وانتهت إلى قرار إسرائيلى بجس نبض فرنسا من خلال مهمة يقوم بها شيمون (شمعون ) بيريز سكرتير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية 0 وفى الوقت الذى سافر فيه بيريز إلى باريس كانت فرنسا قد أوفدت وزير خارجيتها كريستيان بينو لزيارة مصر للتباحث مع عبد الناصر حول مستقبل شركة قناة السويس عند حلول عام1968 ، موعد انتهاء الامتياز الممنوح للشركة .

    التقى شيمون بيريز مع الجنرال كاترو الذى كان حاكما عسكريا فى سوريا قبل أن تنال استقلالها ، كما التقى بزعماء الحزب الاشتراكى الفرنسى وعدد من القيادات السياسية والعسكرية فى فرنسا ، وأسفرت مهمته عن توقيع صفقة سرية لتوريد أسلحة فرنسية لإسرائيل شملت عشرين دبابة من طراز "AMX" وستين دبابة من طراز شيرمان وأربع وعشرين طائرة من طراز ميستير4 ، وكمية من المدافع والمعدات الحربية الأخرى .

    خلال هذه الفترة كانت السفارة المصرية فى باريس تضم مجموعة عناصر نشطة وعلى وعى كامل بالتطورات السياسية فى المنطقة ، وتؤمن إيمانا عميقا بأهداف ثورة يوليو ، وكان من بينهم عبد المنعم النجار وثروت عكاشة وعيسى سراج الدين ( وهم من الضباط الأحرار) ، وقد نجح الثلاثة بالتعاون مع باقى طاقم السفارة من أعضاء السلك الدبلوماسى بعد مجهود ضخم وتنسيق دقيق من اختراق الأجهزة الفرنسية من خلال الصداقات الشخصية خاصة مع عناصر وزارة الخارجية الفرنسية ( الكى دورسيه ) وقصر الإليزيه ووزارة الدفاع ، وأمكن بواسطة ذلك الحصول على معلومات تفصيلية عن صفقة الأسلحة الفرنسية لإسرائيل وتوقيتات وصولها إلى تل أبيب .

    ( كل التقارير والوثائق والمعلومات التى حصلوا عليها محفوظة فى أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى ) .

    وبعد أن اطمأنت إسرائيل إلى التأييد الفرنسى راحت تعمل فى أكثر من اتجاه مستخدمة كل مؤسساتها السياسية والاقتصادية وأجهزتها المخابراتية فى سبيل الحصول على اعتراف بوجودها من جانب ، وضمان السيادة الغربية المتحيزة لها من جانب آخر ، وفى هذه الأثناء أظهرت إسرائيل انزعاجا بالغا من توقيع اتفاقية الجلاء بين مصر وبريطانيا ، وقد صرح موشى شاريت رئيس الوزراء الإسرائيلى أمام الكنيسيت فى 30أغسطس 1954 بقوله : " إن نقل منطقة القناة بما فيها المطارات إلى السلطة العسكرية المصرية يزيد من قوتها وقدرتها على العدوان على إسرائيل . . . " .

    وحاولت إسرائيل عرقلة مفاوضات الجلاء بالقيام بعمليات تخريبية ضد المصالح البريطانية والأمريكية فى مصر كما سبق أن أوضحت ، وبعد توقيع اتفاقية الجلاء فى 19أكتوبر1954 ركزت إسرائيل على إثارة مسألة السماح للسفن الإسرائيلية بالمرور فى قناة السويس ، وضمان حرية الملاحة فى خليج العقبة ، وعمدت إلى إرسال سفينة تحمل العلم الإسرائيلى لمحاولة المرور فى قناة السويس من ناحية بور سعيد وكان ذلك فى 28 ديسمبر1954 ، ولكن مصر التى ما زالت تعتبر نفسها فى حالة حرب مع إسرائيل تصدت للسفينة واعتقلت قبطانها وطاقمها بتهمة قتل اثنين من الصيادين أثناء اقترابهم من بور سعيد ، وقدمت شكوى إلى لجنة الهدنة بينما قدمت إسرائيل شكوى لمجلس الأمن . ورغم فشل المناورة الإسرائيلية إلا أنها وضعت قضية التسوية بين العرب وإسرائيل على رأس جدول أعمال الدول الغربية فى ضوء التغيير فى موازين القوى بعد توقيع اتفاقية الجلاء ، فبدأ تنسيق أمريكى بريطانى مكثف لتحقيق تسوية عربية / إسرائيلية فى إطار مجموعة عمل أطلق عليها اسم " ألفا " " ALPHA " وتشكل بالفعل فريق عمل أمريكى بريطانى لوضع الإطار العام للتسوية المقترحة ، وكانت نقطةالإتفاق التى بدأ بها البحث هى اعتبار أن مصر تملك وحدها مفتاح التسوية، وهذا يستلزم ضرورة التفاهم مع الرئيس جمال عبد الناصر ، والبدء بجس نبضه قبل إثارة أية مشروعات للتسوية ، وقد كان تقديرهم أن أية دولة عربية لن تشارك فى التسوية إلا إذا قبلتها مصر، ومن ثم فمن الضرورى تقديم الإغراءات الممكنة لعبد الناصر بإظهار الاستعداد لمساندة خطط التنمية الاقتصادية فى مصر وتمويل مشروع السد العالى .

    ورؤى أن يقوم أنطونى إيدن وزير خارجية بريطانيا فى ذلك الوقت ، بزيارة القاهرة والالتقاء مع الرئيس جمال عبد الناصر أثناء عودته من بانجكوك عاصمة تايلاند ، وقد وصل إيدن فى 20فبراير1955 وتناول العديد من المسائل فى لقائه مع عبد الناصر ووسط هذه المناقشات سأل إيدن الرئيس جمال عبد الناصر عما إذا كان يرى أية إمكانية للتقدم نحو تسوية النزاع العربى الإسرائيلى وأنه ـ أى إيدن ـ يرى أن مصر هى الدولة الوحيدة القادرة على المبادرة بالسعى نحو حل النزاع ، وأجابه عبد الناصر بأنه لا يرى أية إمكانية لتحقيق تسوية جزئية . وأبدى إيدن موافقته على ذلك ، وأكد أن بلاده سوف تدعم أية فرصة للتسوية قد تراها مصر ملائمة ، ولم يزد على ذلك كما لم يتطرق إلى المساعدة الاقتصادية لمصر .

    كان التوقيت غير ملائم بالمرة فبعد لقاء الرئيس جمال عبد الناصر وإيدن بأربعة أيام وقع رسميا حلف بغداد ، وبعدها بأربعة أيام أخرى وقعت الغارة الإسرائيلية على قطاع غزة ، وحاولت بريطانيا امتصاص غضب مصر واستئناف جهود التسوية ، فبعثت إلى سفيرها فى القاهرة السير رالف ستيفنسون تطلب إليه التعاون مع السفير الأمريكى هنرى بايرود للتوصل إلى رأى مشترك بشأن إمكانية التقرب إلى عبد الناصر .

    التقى السفير البريطانى بالرئيس الذى أبلغه أن النزاع مع إسرائيل هو السبب الرئيسى للوضع المضطرب فى منطقة الشرق الأوسط إلا أنه لا يتوقع إمكانية تحقيق خطوات معينة فى هذا النزاع فى المدى القريب ، وإن كان يرى أن الخطوة الأولى يجب أن تبدأ بعودة اللاجئين الفلسطينيين ، والتنازل عن جنوب صحراء النقب لإيجاد اتصال جغرافى مباشر بين مصر والأردن ، وأضاف فى نهاية المقابلة أنه يشعر بالحيرة تجاه الأهداف الحقيقية لبريطانيا .

    لقد ترك جمال عبد الناصر الباب مفتوحا مع إظهار تشككه وعدم ثقته فى نوايا الغرب ، لكنه فى الوقت نفسه كان قد نجح فى استبعاد مشاركة إسرائيل فى مؤتمر باندونج ، ونجح أيضا فى إدراج قضية الصراع العربى الإسرائيلى على جدول أعمال المؤتمر نفسه ، وتواصل نشاط الفدائيين داخل إسرائيل نفسها بعد عدوان 28فبراير1955 على قطاع غزة ، وأدى ذلك بدوره إلى تكرار اعتداءات إسرائيل على القطاع واشتعل التوتر على خطوط الهدنة .

    كذلك واصلت مصر موقفها المتشدد تجاه مسألة المرور فى قناة السويس وخليج العقبة ، ففى العاشر من إبريل 1955 منعت السلطات المصرية السفينة البريطانية " أرجوبيك " من المرور فى خليج العقبة متوجهة إلى إسرائيل وأدرجت سفينتان بريطانيتان أخريتان على القائمة السوداء بسبب ترددهما على ميناء حيفا ، وفى الثالث من مايو أطلقت بطاريات خفر السواحل المصرية النيران على السفينة البريطانية " أنشون " أثناء مرورها فى خليج العقبة لأن قبطانها رفض الاستجابة للأوامر المصرية بضرورة التوقف .

    وتوترت العلاقات البريطانية المصرية واغتنمت إسرائيل الفرصة ونددت بالتصرفات المصرية وواصلت اعتدائها على الحدود المصرية ، وفى نهاية أغسطس شنت هجوما كبيرا على قطاع غزة، وفى الشهر التالى احتلت منطقة العوجة المنزوعة السلاح ، والتى تتحكم فى عدة طرق داخل الأراضى المصرية .

    وعندما أعلنت مصر عن صفقة الأسلحة التشيكية فى 27سبتمبر1955 صعّدت لندن حملتها وثارت ثائرة إسرائيل، وراحت تلح فى طلب أسلحة من الغرب وشنت هجوما جديدا ضد سيناء ، وأصبح الموقف مهددا بالانفجار فى أية لحظة ، وطلب وزير الدولة البريطانى للشئون الخارجية " أنتونى ناتينج " لقاء السفير المصرى فى لندن وطلب منه أن تبذل مصر أقصى ما يمكنها للامتناع عن الاشتباك مع إسرائيل على الحدود .

    عاد بن جوريون إلى منصب رئيس الوزراء فى إسرائيل، وأعلن استعداده للاجتماع مع الرئيس جمال عبد الناصر لوضع تسوية مشتركة ، وهدد باستخدام القوة لفتح الممر الملاحى فى خليج العقبة ، وفى نفس الوقت امتدت الاعتداءات الإسرائيلية إلى الحدود السورية ، فأبلغ عبد الناصر السكرتير العام للأمم المتحدة فى منتصف ديسمبر1955 أن مصر وسوريا ستتخذان ما تريانه مناسبا إذا ما أقدمت إسرائيل على تنفيذ أى عدوان ضد أى منهما ، تنفيذا لاتفاقية الدفاع المشترك .

    ..............."


    د. يحى الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th April 2010, 02:45 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 -
    الاتجاه إلى مصادر بديلة
    بقلم
    سامي شرف


    اقتباس
    .....
    ........


    وفى النصف الثانى من يناير1956 ، جاء إلى مصر روبرت اندرسون ( بوب ) مبعوثا من الرئيس الأمريكى أيزنهاور وصديقه الشخصى ( وكان يشغل منصب وزير الخزانة ومن قبلها نائبا لوزير الدفاع ) ، وكان يعمل كقناة اتصال غير رسمية مع مصر لترتيب أوضاع ما بعد إتمام الجلاء البريطانى عن قناة السويس، والتقى مع عبد الناصر الذى كرر موقفه من التسوية وتركيزه على قضية الأرض و اللاجئين ، وأشار إلى أن تحقيق تسوية سريعة أمر يبدو مستحيلا . وأثار المبعوث الأمريكى من جانبه فكرة عقد لقاء سرى ومباشر بين عبد الناصر وبن جوريون ، ولكن عبد الناصر رفض الاقتراح بحسم وبلا مناقشة .

    وقد تكررت محاولات ترتيب لقاء مباشر بين جمال عبد الناصر وبن جوريون من جانب كل من وزير الخارجية الأمريكى جون فوستر دالاس وشقيقه آلان دالاس رئيس المخابرات المركزية الأمريكية "CIA " ، ولم يتغير موقف الرئيس الرافض للفكرة بإصرار وبلا تردد .

    وجاءت زيارة سلوين لويد وزير الخارجية البريطانى فى مارس1955 لمواصلة جهود استمالة عبد الناصر وأثار مجددا قضية النزاع العربى الإسرائيلى لكن عبد الناصر لم يبد اكتراثا وخرج الوزير البريطانى من المقابلة بانطباع متشائم .

    وواصل الرئيس نقده للسياسات الإسرائيلية، وفى إبريل 1956 شنت إسرائيل هجوما جديدا على غزة بزعم ضرب قواعد الفدائيين ، واستمر التوتر على الحدود ، وتدفقت الأسلحة البريطانية والفرنسية على إسرائيل ، وفى مايو 1956 قام الرئيس بزيارة قطاع غزة، وألقى خطابا فى رجال القوات المسلحة هناك يحمل فيه الغرب مسئولية الاعتداءات الإسرائيلية بسبب تزويدها بالسلاح، وتعالت الأصوات فى بريطانيا تطالب باتخاذ موقف متشدد من مصر وعبد الناصر .

    هكذا كانت الأرضية مهيأة تماما خلال عام 1956 لصدام كبير وعلنى بين مصر من جانب وكل من إسرائيل والقوى الاستعمارية الغربية من جانب آخر .

    وقد يكون من المناسب هنا أن أتعرض بشىء من التفصيل لما تعرضت له ثورة 23يوليو1952 من مؤامرات ومحاولات مستميتة لضربها وإجهاض الدور الذى كان يقوده جمال عبد الناصر من أجل التحرر والإستقلال فى هذه المنطقة الحيوية من العالم .

    فى العالم السرى للمخابرات البريطانية ، كان هناك فرع يطلق عليه " إدارة العمليات الخاصة " مهمتها القيام بالقتل والاغتيال وتتمتع بمهارة خاصة فى تصوير الاغتيال على أنه حادث أو صدفة .

    وحين طرد الجنرال جلوب من قيادة الجيش الأردنى فى أول مارس1955 أصيب رئيس الوزراء البريطانى أنطونى إيدن بحالة من الجنون ، وحمّل عبد الناصر مسئولية هذا العمل ، وكان رده عنيفا وأعلن حربا شخصية ضد عبد الناصر وقال : " إما هو أو نحن " ، وقد عارض تفكير أنتونى ناتينج فى كيفية حل الصراع العربى الإسرائيلى حيث كان يميل ناتينج إلى حل المشكلة فى إطار الأمم المتحدة وهو ما يفيد بريطانيا أيضا إلا أن إيدن رفض قائلا له " ألا تفهم ! إنى أريد تدميره ! أريد قتله ! ولا أريد بديلا .. وقد حاول وكيل الخارجية البريطانية " إيفون كيركباتريك" بعد ذلك بأيام نفس المحاولة إلا أن إيدن قال له : " لا أريد بديلا " فرد عليه وكيل الخارجية قائلا : لا أعتقد أن هناك فرعا فى الوزارة لهذا النوع من العمليات ، وإذا كان لدينا مثل هذا الفرع فإنه ليس تحت إدارتى بالتأكيد ." .

    يقول جوردو بروك ، وهو أحد ضباط المخابرات البريطانية : " إن القيام باغتيال ناصر لم يكن أبدا عملية سهلة وإن بعض المسئولين فى المخابرات كانوا لا يؤيدونها لأن المخابرات فى تلك الأيام وبعد الحرب العالمية الثانية لم تعد تعيش فى عصر " جيمس بوند " . ولكن إيدن تجاوز وزارة الخارجية وتجاهل سلوين لويد وزير خارجيته الذى يقال أنه تخلص من ملف خاص بعملية قتل ناصر كان فى مكتبه وذهب مباشرة إلى المخابرات واتصل بأحد كبار المسئولين فيها وهو " باتريك دين " الذى كان يتفق مع رأى إيدن فى ضرورة إزاحة ناصر من المسرح السياسى بأية وسيلة ممكنة ـ ويقول الكاتب أنه يبدو أن إيدن وباتريك دين لم يحولا الحصول على موافقة مدير المخابرات البريطانية " جون سينكلير " الذى كان ينظر إليه على أنه شخصية ضعيفة واعتمد على " جورج يونج " الذى كان يتمتع بشهرة واسعة بعد اشتراكه فى الانقلاب الذى أطاح بحكومة محمد مصدق فى إيران سنة1953 .

    فى 15 مارس1956 بعث إيدن برسالة سرية للغاية إلى أيزنهاور يحذره فيها من خطط ناصر للسيطرة على العالم العربى كما أن المخابرات البريطانية ألحقت ذلك بمعلومات أن ناصر قرر محاربة إسرائيل وأنه اختار شهر يونيو لبدء الهجوم . وعلى أساس معلومات المخابرات البريطانية التى لم تكن موثقة ومشكوك فى صحتها قرر مجلس الوزراء البريطانى فى 21مارس1956 الموافقة على اقتراح وزير الخارجية بالعمل لإقامة حكومة صديقة للغرب فى سوريا وبعد ذلك بثلاثة أيام وفى واشنطن درست لجنة خاصة من وزارة الخارجية والمخابرات المركزية الأمريكية ممثلة برئيسها آلن دالاس وجيمس إنجلتون وكيرميت روزفلت قدرة ناصر على حشد التأييد العربى لحربه ضد إسرائيل وتأثير ذلك عل إمدادات البترول العربى ، واحتمالات الشيوعية . وفى 28مارس اتفق على تشكيل لحنة أمريكية بريطانية مشتركة تحت اسم " أوميجا " كان هدفها الأول تحذير عبد الناصر من نتائج تعاونه مع الاتحاد السوفيتى . ويقول " كيث كامبل " ضابط المخابرات أنه بحث أيضا تنفيذ عمليات سرية ضد ناصر وتقرر اتخاذ إجراءات عنيفة وتم الاتفاق على مؤامرة أنجلو أمريكية لزعزعة ناصر تشمل احتمالات قيام بانقلاب عسكرى فى سوريا إذا استمرت دمشق فى تأييد ناصر وأطلق على هذه العملية اسم كودى " ستراجل " Struggle " .

    فى 31مارس1956 التقى جورج يونج عددا من رجال المخابرات المركزية الأمريكية من بينهم جيمس آيكل بيرجر ـ مدير مكتبها فى القاهرة ـ وتتابعت الاجتماعات ، وكان رأى المخابرات البريطانية أنه يجب البدء بعمليات شاملة ضد ناصر وأنه يجب اعتبار مصر أداة فى يد الاتحاد السوفيتى ودعوا الأمريكان للتخلى عن الوقوف على السياج وأنهم إذا لم يتحركوا على الفور فذلك يدل على ضحالة المعلومات الأمريكية والتى وصفتها ب " الزبالة " وكانت وجهة نظر الإنجليز أن سوريا هى مفتاح المنطقة وأن مصير الأردن ولبنان يتوقف على ما يجرى فى سوريا .

    فى أول إبريل بعث مندوبو المخابرات المركزية الأمريكية بتقرير إلى واشنطن يوجزون فيه الموقف البريطانى والذى يلخصه كلام أحد ضباطهم : " مستعدة لخوض معركتها الأخيرة ، ومهما تكن التكاليف فسوف ننتصر " ، وفى الوقت نفسه لم تكشف لندن للأمريكان عن عملياتهم السرية المزمع القيام بها ولو أنها أوضحت أن هدفها الرئيسى هو إقامة حكومة سورية صديقة للهاشميين فى العراق واستنتج الأمريكيون أن بريطانيا قد تحدثت مع تركيا والعراق بشأن خططها . ومما جاء فى التقرير المخابرات الأمريكية : " نعتقد أن الحكومة البريطانية تدرس استخدام الخطط التالية أو بعضها : الصرف من الأموال العراقية لتأييد الأحزاب الصديقة للعراق فى سوريا ، التأييد النشط لشق حزب البعث ، إثارة القلاقل القبلية فى منطقة الجزيرة والاضطرابات الحدودية مع تركيا وإسرائيل مما يستدعى المساعدة العراقية لإعادة الاستقرار إلى سوريا والاستعانة بالأحزاب الصديقة للتسلل من لبنان . ولكن ضابط المخابرات الأمريكية " ويلبور كرين إيفلاند " ـ وهو بالمناسبة مؤلف كتاب " حبال من الرمال " " Ropes Of Sand " ـ ، الذى كتب التقرير سخر من هذه الخطط البريطانية وإستبعد قدرة العراق على تنفيذها . وأضاف إيفلاند فى تقريره أن المخابرات البريطانية تتوقع أن تقوم إسرائيل بعمليات خاصة ضد مصر وتدمير أسلحتها الجديدة التى استوردتها من الاتحاد السوفيتى وأن تشن هجوما ضد غزة ، ولكن الذى لم يعرفه إيفلاند حينذاك أن بن جوريون كان قد اقترح بالفعل على إيدن القيام بعملية مشتركة ضد ناصر مما مهد للتواطوء الذى تم بعد ذلك فى الهجوم على مصر سنة 1956 .

    وشهدت هذه الفترة عودة التعاون الوثيق بين المخابرات البريطانية والمخابرات الإسرائيلية وشغلت امرأة رئاسة مكتب المخابرات البريطانية فى تل أبيب . بعد ذلك بدأت الحكومة البريطانية فى إعداد الرأى العام البريطانى والدولى وتهيئته لتنفيذ مؤامرتها ضد مصر وسوريا فقامت المخابرات البريطانية بتسريب أخبار عن تدفق الأسلحة السوفيتية والتشيكية إلى سوريا ، ونقل بعضها مراسل جريدة " الديلى تلغراف " فى بيروت الذى كان عميلا سريا للمخابرات البريطانية وقد قامت المخابرات الأمريكية بالتحقق من هذه المعلومات فوجدتها زائفة .
    ..............."


    د. يحى الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th April 2010, 02:51 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    !For Medical Professionals Only


    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 -
    الاتجاه إلى مصادر بديلة
    بقلم
    سامي شرف


    اقتباس
    .....
    ........



    وبعث إيدن فى 15مايو برسالة إلى أيزنهاور تتضمن معلومات المخابرات البريطانية بأن جمال عبد الناصر يخطط لقلب أنظمة الحكم فى العالم العربى خاصة صديقة الغرب . وبدأت المؤامرة ضد سوريا . ففى يونيو بدأ السفير البريطانى فى دمشق " جون جاردنر " بدعم الفئات الصديقة للعراق بتقديم الأموال للضباط المناوئين لليسار حتى يتمكنوا من التعاون مع السياسيين ميخائيل إليان وجلال السيد وكذلك مساعدة بعض الفئات القبلية على الحدود السورية العراقية .

    كذلك عمل السفير البريطانى على ضمان تأييد الإخوان المسلمين ، وهى الحركة التى قام بتأسيسها قبل الحرب العالمية الثانية الكاتب والرحالة ورجل المخابرات البريطانية " د. فريا ستارك " ودعم نشاطها فى مدينة الإسماعيلية من سنة 1928 شركة قناة السويس العالمية عندما بدأ حسن البنا أول نشاط لها فى مصر .

    ولكن ميخائيل إليان وبقية المتآمرين اضطروا للفرار من سوريا حين ارتد عليهم رد الفعل الوطنى فى سوريا . بعد ذلك قابل رئيس الأركان العراقى اللواء غازى الداغستانى فى جنيف أديب الشيشكلى ـ الذى سبق أن سقط حكمه سنة1954 ـ كذلك اجتمع الشيشكلى بعدد من ضباط المخابرات البريطانية فى بيروت الذين كانوا يعدون جماعات ضاربة لاغتيال الضباط اليساريين ـ يعنى الوطنيين ـ .

    فى منتصف يوليو1956 سحب العرض الغربى بتقديم قرض لبناء سد أسوان ( السد العالى ) ، وكان رد عبد الناصر التفكير بتأميم شركة قناة السويس واحتياطيا بعث بمجموعة من ضباط المخابرات إلى مالطا وقبرص ـ وكانت العلاقات بين عبد الناصر والأسقف مكاريوس وطيدة جدا وكانت مصر تؤيد نشاط منظمة أيوكا باعتبارها إحدى حركات التحرير ، كما كانت العلاقات جيدة مع دوم منتوف رئيس وزراء مالطة ـ وذلك لتقييم احتمالات الرد العسكرى البريطانى ولمعرفة تفاصيل حجم ووضع القوات البريطانية فى المنطقة .

    فى 26يوليو 1956 أعلن عبد الناصر فى خطاب جماهيرى ، وصف فى لندن بأنه " هستيرى " ، تأميم شركة القناة ومن وجهة النظر القانونية لم يكن ما قام به أكثر من شراء أسهم الشركة . فى تلك الليلة لم يخفى إيدن مرارته من هذا القرار وهو يستقبل زائريه الملك فيصل ملك العراق ورئيس وزرائه نورى السعيد وكانت نصيحته لإيدن : " لم يبق أمامك سوى طريق واحد هو أن تضرب وأن تضرب بعنف الآن ، وإلا فسيكون كل شىء متأخرا . " وما أن غادر ضيوفه حتى عقد إيدن مجلسا للحرب ( مجلسا عسكريا ) استمر حتى الساعة الرابعة صباحا ، ومما قاله إيدن فى تلك الليلة : " لن أسمح لناصر أن يضع يده على " زورنا " (قصبة تنفسنا) لابد من تدمير موسولينى المسلم .. أريد إزاحته ولا اكتراث على الإطلاق إذا سادت مصر الفوضى والدمار " . وشكل إيدن على الفور ما سمى " بلجنة مصر " للإشراف على الرد وإدارة الأزمة خاصة إذا تقرر أن تنتهج بريطانيا وحدها سياسة مستقلة دون مشاركة أمريكية أو بقية الحلفاء الغربيين برئاسة سكرتير مجلس الوزراء " نورمان بروك " وعضوية بعض الوزراء وكبار الموظفين وكان الهدف الرسمى لهذه اللجنة هو أن يؤدى استخدام الدبلوماسية الحاسمة وعرض القوة العسكرية معا لإسقاط ناصر ، اختير عدد من العسكريين لوضع مشروع خطة أطلق عليها " موسكتيرز Musketeers " حصر تداولها بين عدد قليل من كبار المسئولين ـ وللأعين فقط ـ ولم تبلغ واشنطن حليفة بريطانيا الأقرب ، ونسقت مع المخابرات الفرنسية بسرية تامة لتحقيق الخطة .

    وفى الوقت نفسه شكلت لجنة أخرى " لجنة دووس ـ باركر " الاستشارية من الخارجية البريطانية لاستخدام الوسائل غير العسكرية فى الدعاية والإعلام ومواجهة الإعلام المصرى . وتبنت اللجنة خطة " للدعاية السوداء " واختراق وسائل الإعلام الإقليمية بهدف تقليل نقد السياسة البريطانية فى المنطقة حتى أنه طلب من هيئة الإذاعة البريطانية المعروفة باستقلالها ولو نظريا على الأقل بتبنى سياسة إعلامية أشد عدوانية ، وأطلقت هذه اللجنة وغيرها من فروع المخابرات البريطانية حملة من الدس والوقيعة وبث المعلومات الخطأ بواسطة الجرائد ووكالة الأنباء العربية ـ وهى وكالة أنباء كانت مدعومة من المخابرات البريطانية ـ ومختلف وسائلها فى كل الشرق الأوسط . بل عمدت هذه الحملة إلى طباعة منشورات مزورة باسم هيئة الاستعلامات المصرية تدعو فيها إلى السيطرة على الأقطار العربية وعلى صناعة النفط بواسطة مصر ، ومن اختراعات الدعاية البريطانية التى استخدمت فى هذه الحملة فضح وجود معسكرات اعتقال مصرية يشرف عليها النازيون السابقون .

    وأفتتح فى عدن ما سمى " صوت مصر الحرة " بدأت تبث برامجها فى 28يوليو1956 ـ واعتقدت السلطات فى مصر حينذاك أن هذه الإذاعة تعمل فى فرنسا وهو ما سارعت إلى تأييده المخابرات البريطانية للتعمية والتمويه ، إلا أنه أتضح بعد ذلك أن الذين كانوا يديرون هذه المحطة هم آل أبو الفتح . الذين كانوا يتعاونون مع جميع الأجهزة الغربية الإنجليزية والفرنسية والأمريكية والسعودية كذلك على حد سواء .
    وتتابعت خطوات المخابرات البريطانية فى حملتها ضد جمال عبد الناصر وهدفها الأول هو التآمر على اغتياله ويتساءل البعض إذا كان أنطونى إيدن قد أصدر أمر مكتوبا للمخابرات باغتيال عبد الناصر أو أنه اكتفى بتعليمات وأوامر شفوية .

    ولكن بعض ضباط المخابرات البريطانية كانوا يشكون فى جدوى هذه السياسة وينتقدونها ويعتقدون أنها لن تنتهى بأى نتيجة ، وفى أول يوم حضر فيه إلى " برودواى " ( إسم أحد مكاتب المخابرات )" ديك وايت " مدير المخابرات الجديد حذره ضابط المخابرات " جاك أسيتون " مما يجرى فى الشرق الأوسط من عمليات يجب أن تتوقف و "أن أكثرها ليس سليما أو أمنيا " .

    ولكن الذى حدث هو انه استبعد كل الذين لا يؤيدون رئيس الوزراء والمخابرات فى سياستهم العدائية والدموية ضد عبد الناصر ، وحدث ما هو أكثر من ذلك .

    فقد تطورت العلاقة البريطانية مع الموساد وإسرائيل إلى درجة التواطؤ ، وأرسل " نيكولاس إليوت" مندوبا للمخابرات البريطانية إلى تل أبيب لإقامة نظام اتصال مأمون ، وأقيم خط مباشر للإتصال بين إيدن وبن جوريون والمخابرات العسكرية الإسرائيلية وجرى استخدام نظام اتصال سرى للغاية يتجاوز وزارة الخارجية للإتصال مع الفرنسيين أيضا .

    عرفت المخابرات المركزية الأمريكية أن بريطانيا تخفى شيئا ، و" تتقوقع داخل صدفة " ، وأن ضباطها لا يريدون إشراك زملائهم الأمريكيين فى المعلومات .

    فى هذه الأيام الخطيرة اجتمع النائب البريطانى المحافظ " روبرت بوتين " برئيس الوزراء البريطانى وسمع منه خططه وسياساته نحو مصر وعبد الناصر ، وبعد هذه المقابلة قام النائب المحافظ بزيارة وكيل وزارة الخارجية البريطانية " إيفون كيركباتريك " وقال له : " أعتقد أن رئيس وزرائنا مجنون ! " فرد عليه كيركباتريك " كنت أستطيع أن أؤكد ذلك منذ أسابيع ! " .

    ولم تتوقف المحاولات البريطانية عن استعداء أمريكا ضد عبد الناصر ، واعتباره خطرا يجب استئصاله.
    قام " جورج يونج " بثلاث زيارات لواشنطن لإقناع الأخوين دالاس ـ أحدهما " جون " وزير الخارجية ، والثانى " آلن " مدير المخابرات ـ بأن عبد الناصر هو الذى يفتح أبواب الشرق الأوسط أمام الاتحاد السوفيتى . وفى أحد الاجتماعات قام " يونج " بإبلاغ المخابرات الأمريكية بأن بريطانيا والعراق سوف يقدمان على تدبير انقلاب فى سوريا ، وعندئذ وافقت المخابرات الأمريكية على وجهة نظر المخابرات البريطانية فى هذه النقطة ، وأصرت على عودة عملية " إستراجل " StRuggle" ، والتى تهدف إلى تنفيذ الانقلاب . وطلب ميخائيل إليان من " إيفلاند " ومن " آرشى روزفلت "مندوب المخابرات المركزية الأمريكية مبلغ نصف مليون دولار وفسحة ثلاثون يوما لإقامة نظام جديد وتحدد توقيت الانقلاب فى نهاية شهر أغسطس 1956 .

    ومضت المخابرات البريطانية فى تشكيل " حكومة ظل " مصرية بعد أن منحها إيدن تفويضا فى هذا الاتجاه ، فاتصلت ببعض المحيطين باللواء محمد نجيب الذى كان قد عزل من منصبه كما اتصلت ببعض رجالات حزب الوفد وبعض السياسيين كما سبق أن أوضحت ، لكن السفير البريطانى فى القاهرة والمخابرات العسكرية البريطانية كانوا يعتقدون بأنه لا يوجد فى مصر أى بديل يمكن أن يتصدى لجمال عبد الناصر .

    وفى 27 أغسطس1956 قام عدد من المسئولين ورجال المخابرات البريطانيين بلقاء عدد من الشخصيات المصرية فى جنوب فرنسا ، وفى جنيف تم لقاء آخر بين ضباط فى المخابرات البريطانية وأعضاء من حركة الإخوان المسلمين فى مصر .

    وقيل فى هذه الاجتماعات إن اللواء محمد نجيب سينطلق من بيته ، المعتقل فيه ، للاستيلاء على الرئاسة وإن بعض الضباط المنشقين يتفاوضون مع بعض المدنيين لاغتيال جمال عبد الناصر وإقامة حكومة جديدة برئاسة محمد صلاح الدين وزير الخارجية الوفدى السابق ، وذكر أيضا اسم على ماهر وأن فى جيبه أعضاء الوزارة الجديدة ، وبرزت أسماء مجموعة من الضباط المتآمرين بقيادة البكباشى حسن صيام قائد إحدى كتائب المشاة .

    ولكن الوزير البريطانى " جوليان إيمرى " كان يفضل اختيار الأمير محمد عبد المنعم ابن الخديوى السابق عباس حلمى الذى عزلته بريطانيا من الحكم لميوله الوطنية سنة 1914 ، وأن يعهد لأحمد مرتضى المراغى برئاسة الحكومة ، وكان يقيم فى بيروت ، بعد أن فر من مصر . وقد قام المتآمرون بإبلاغ "إيمرى" أنهم لن يتحركوا إلا بعد أن تزحف القوات البريطانية والفرنسية فى اتجاه القاهرة .

    وكان أهم شخصية اعتقد الإنجليز أنهم نجحوا فى تجنيدها هو قائد الجناح عصام الدين محمود خليل مدير مخابرات الطيران المصرى الذى اجتمع فى روما مع أحد أبناء العائلة المالكة محمد حسين خيرى و بعد ذلك بأسابيع فى بيروت اجتمع خليل مع مدير المخابرات البريطانية فى لبنان " جون فارمى " .

    ..............."



    د. يحى الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th April 2010, 02:54 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 -
    الاتجاه إلى مصادر بديلة
    بقلم
    سامي شرف


    اقتباس
    .....
    ........





    وكان عصام الدين محمود خليل يبلغ كل ما يتعلق بهذه الاتصالات وكلفه عبد الناصر بمتابعة الاتصال بهم لكشف مخططاتهم ونواياهم هم والأمريكان والفرنسيين وكان يتسلم فى كل مقابلة مبلغ من الجنيهات الإسترلينية كان يسلمها لخزينة الرئاسة وبعد أن قرر عبد الناصر فضح هذه المؤامرة قمت بأوامر من الرئيس عبد الناصر بتسليم المبالغ كلها وكانت تقارب من المائة و سبعين ألف جنيه ، وحسبما أذكر 166 ألف جنيه إسترلينى ، للسيد حسن عباس زكى وزير الخزانة فى ذلك الوقت لإيداعه فى خزينة الدولة ، كما تقرر أن يتم صرف هذه المبالغ لتعويض المتضررين من شعب بور سعيد نتيجة العدوان عليهم .والأوراق الرسمية الخاصة بهذه القضية محفوظة فى أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى وفى مكتب وزير الخزانة بلاظوغلى حيث تسلم منى المبالغ هناك .

    وفى 27أغسطس1956 تلقت المخابرات البريطانية أولى هزائمها فى حربها ضد عبد الناصر ، حين أعلنت السلطات المصرية الكشف عن شبكة مخابرات بريطانية والقبض على أعضائها ، منهم " جيمس سوينبرن " المدير التجارى لوكالة الأنباء العربية والذى أدلى باعترافات كاملة عن دوره ونشاطاته كجاسوس بريطانى وعدد آخر من البريطانيين الذين كانوا يعملون فى مصر تحت غطاء أعمال تجارية . وبعد هذه الضربة التى تلقتها المخابرات البريطانية فقدت رصيدها كله فى مصر ولم يبق لها أحد من عناصرها الذاتية .

    وفى محاولة جديدة لاغتيال جمال عبد الناصر اضطرت إلى الاستعانة بعميل من خارج إطاراتها ، فاتصلت بالصحفى البريطانى " جيمس موسمان " مراسل الدايلى تلغراف فى القاهرة والذى كان يعمل من قبل فى هيئة الإذاعة البريطانية ال " BBC " وطلبت منه التعاون معها وحين تردد الصحفى قال له ضابط المخابرات البريطانى فى القاهرة " يجب أن تقوم بهذا العمل فنحن على وشك الدخول فى حرب مع مصر " ، وحين وافق الصحفى على التعاون طلب منه أن يضع رزمة ملفوفة فى مكان معين على بعد اثنى عشر ميلا من القاهرة ، وكانت الرزمة تحتوى على مبلغ عشرين ألف جنيه إسترلينى رشوة لطبيب عبد الناصر ليقوم باغتياله بالسم . وهذه كانت أخطر المحاولات البريطانية تلك المحاولة التى اعتمدت على قيام أحد الأطباء بدس السم لعبد الناصر ، وكان الميجور فرانك كوين رئيس فرع " Q " فى المخابرات قد أعد هذا السم وطلب أن يوضع السم فى الشوكولاته التى يعدها محل جروبى المشهور فى القاهرة ، وتم الحصول على دستة من علب جروبى لوضع السم فى قاعدة محتوياتها من الشوكولاته ، وبعد عدد من التجارب لئلا يفسد السم من تغير درجات الحرارة تمكن " كوين " من التوصل إلى الوصفة الملائمة ، وحين أبدى قلقه من أن يتناول الشوكولاتة بعض الأبرياء ممن يحيطون بالهدف قيل له " ألا يقلق فالخطة محكمة " . وتم تسليم العلب بالفعل ولكنها لم تصل أبدا إلى هدفها المطلوب حيث كان الطبيب هو أحد ضباط المخابرات العامة المصرية .

    و كانت هناك خطة أخرى . فقد وضع فرع " الخدمات التقنية " فى المخابرات البريطانية فى لندن خطة جديدة لاغتيال عبد الناصر بالغاز لسهولة استخدامه ، وادعت المخابرات البريطانية بأن لها عميلا فى القاهرة يستطيع الوصول إلى أحد مقرات عبد الناصر ، وكانت الخطة هى وضع أنابيب من غاز الأعصاب داخل نظام التهوية ، ولكن تنفيذ العملية كان يتطلب كميات ضخمة من الغاز ، فاستبعدت على أساس أنها غير عملية . وقد كشف هذه المحاولة مدير المخابرات البريطانية الأسبق " موريس أولدفيلد " والذى كشف أيضا أن إيدن قرر العدول عنها لأنه لم يستطع استخدام الغاز ، فمن المعروف أن إيدن اشترك فى الحرب العالمية الأولى التى استخدم فيها الغاز السام ، وأنه كان يعتبرها من جرائم الحرب ، ولكنه فى سنة1956 لم تثقل عليه أى هواجس باستخدام وسائل سخيفة أخرى للاغتيال والقتل .

    ثم كانت هناك خطة أخرى أعدتها مؤسسة وزارة الدفاع لأبحاث المفرقعات وتطويرها : علبة سجائر تطلق سهاما سامة وقد جربت هذه الوسيلة على بعض الماشية للتأكد من فاعليتها ، وحين أطلق السهم وأصاب الماشية اصطكت ركبها وغمغمت أعينها وعلا الزبد ثم بدأت تتساقط على الأرض وهى تفارق الحياة .

    كما أن الفرنسيين والإسرائيليين أعدوا بدورهم عددا آخر من مؤامرات الاغتيال . فقد وضع مدير المخابرات الفرنسية " بيير بورسيكوت " ( الاشتراكى ) ، من رجال المقاومة الفرنسية السابقين ـ خطة تنطلق بموجبها مجموعة من الكوماندوز من مقر السفارة الفرنسية فى القاهرة لتعبر النيل بالقوارب المطاطية وتهاجم مقر مجلس قيادة الثورة على الضفة الأخرى من النيل ، وحدد الأول من سبتمبر 1956 لتنفيذ العملية ولكن أجل الموعد ، ثم عدل عن العملية .

    أما المحاولة الإسرائيلية فقد استخدمت جرسونا يونانيا كان يقوم بخدمة الحفلات التى يحضرها عبد الناصر وكلفته بوضع حبة السم فى فنجان بالناصر ولكن حين اقترب الجرسون منه اهتزت يده وتملكته رعشة شديدة فعدل عن فعلته واعترف بما كلف به . وهذه القضية وثائقها محفوظة فى سجلات النيابة العامة والمخابرات العامة والمباحث العامة وأرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى .

    بعد هذه المحاولات الفاشلة والتى لم يبق أمام إيدن سوى طريق واحد هو الاعتداء العسكرى على مصر.
    فى 22 أكتوبر1956 نظم " بيير بورسيكوت " مدير المخابرات الفرنسية اجتماعا فى " سيفر " من ضواحى باريس حضره سلوين لويد وزير خارجية بريطانيا وباتريك دين من المخابرات البريطانية ودافيد بن جوريون وموشى ديان وشيمون بيريس عن إسرائيل ورئيس الوزراء الفرنسى كريستيان بينو ووزير خارجيته جى موليه ، استمر الاجتماع من السابعة مساء حتى منتصف الليل وتم فيه التواطوء بين الأطراف الثلاثة على تفاصيل العدوان الثلاثى على مصر بموجب اتفاقية أطلق عليها اسم المكان " اتفاقية سيفر " . وفى هذا الاجتماع عقد أيضا تحالف فرنسى ـ إسرائيلى تعهدت فيه فرنسا ببيع الطائرات النفاثة وتقديم المعلومات العلمية والتقنية لبناء مفاعل نووى فى إسرائيل .

    عهد إلى " بول بولسون " بقيادة طاقم المخابرات البريطانية الذى سينزل على الشاطئ المصرى مع أول موجة من جنود الغزو . وكان الطاقم يتكون من وحدة تقوم بتشكيل حكومة دمى بعد الإطاحة بعبد الناصر ووحدة أخرى للقيام بمهام تخريب ضد المنشآت ، ووحدة للتحقيق مع الأسرى المصريين ، ووحدة لرصد ردود الفعل السوفيتية الدبلوماسية وغيرها . وعقد اجتماع على مستوى عال حضره إيدن ولجنة رؤساء الأركان وبحثت فرضية نجاح التآمر على قتل ناصر ، وحين قال فى الاجتماع أحد الضباط البريطانيين وهو يضحك : " إن البلطجة ليست على أجندتنا ! " افترت أسنان إيدن عن ضحكة واسعة . وفى تلك الفترة كانت المخابرات البريطانية قد فقدت كل عملائها فى مصر فتقرر إرسال طاقم من ثلاثة رماة من لندن لاغتيال عبد الناصر ، وبالفعل دخل مصر هؤلاء الثلاثة ولكنهم عجزوا عن عمل أى شىء فغادروا من حيث أتوا . وفى الوقت نفسه وصلت معلومات للمخابرات المصرية بوجود مرتزق ألمانى استأجرته المخابرات البريطانية للقيام بعملية ، لكنه اختفى قبل أن تقبض عليه السلطات المصرية ، ويعتقد انه هرب تحت غطاء دبلوماسى .

    كانت هناك خطة بريطانية لاستخدام قوات طيران خاصة بعد بدء الغزو لقتل عبد الناصر أو لأسره ولقد كان للفرنسيين دورا فى كل هذه المخططات الفاشلة من البداية للنهاية .. فقد جرب رجال الضفادع البحرية الفرنسية الوصول إلى عبد الناصر ولكنهم لم يملكوا أية معلومات تمكنهم من الوصول إلى الهدف . وفى نوفمبر 1956 كانت هناك محاولة فرنسية ثانية ولكنها فشلت أيضا بعد أن تمت تصفية عملاء المخابرات الفرنسية فى القاهرة .

    وفى داخل مصر كان من المنتظر أن يقوم أعداء عبد الناصر بالتحرك ن فاجتمع الضابط حسن صيام المتآمر العسكرى الرئيسى بالوزير الوفدى عبد الفتاح حسن لبحث ما يمكنهم عمله ، فطلب الواحد من الآخر أن يبدأ هو بالخطوة الأولى ، وفى الوقت نفسه انتقل مرتضى المراغى من بيروت إلى قبرص ـ القاعدة الرئيسية التى انطلقت منها القوات البريطانية . طلب حسن صيام من المتآمرين المدنيين أن يطلبوا مقابلة عبد الناصر ولكنهم رفضوا القيام بأى حركة قبل أن يكون العسكريون قد تخلصوا منه . ويتذكر أحد ضباط المخابرات البريطانيين أن ضباط مصريين معارضين لعبد الناصر زودوا بأسلحة كانت مخبأة فى بقعة مناسبة قريبة من القاهرة ولكنها كانت غير صالحة للاستعمال . ووثائق هذا الموضوع محفوظة فى أرشيف القيادة العامة للقوات المسلحة والمباحث الجنائية العسكرية والمباحث والمخابرات العامة وسكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى .

    انتهت حرب السويس والعدوان الثلاثى وكل المؤامرات ضد ناصر بالفشل . وأعلن " جورج يونج " ضابط المخابرات البريطانية : " لقد انهار كل شىء ، وأصبحت رجلا عجوزا فى ليلة واحدة ! " . وقال ما اعتقد معه أنها نهاية بريطانيا ونفوذها فى المنطقة .

    لكن حقد إيدن لم ينته حتى اللحظات الأخيرة ، ففى 23نوفمبر1956 طلب من المخابرات البريطانية استئناف محاولاتها لاغتيال عبد الناصر ، وكان ذلك هو آخر أوامره قبل أن يعتكف فى منزل " أيان فليمينج " مخترع روايات جيمس بوند ، وعندها حزم مدير المخابرات البريطانية فى بيروت " دونالد براتر " حقائبه وعاد إلى لندن على الفور وهو يقول " البلطجة على الأجندة " ، فقد أعطى إيدن موافقته لعملية ـ مجهولة حتى الآن أسماء وخطة ـ لعدد من الضباط المصريين المعادين لعبد الناصر تحت قيادة ضابط مجهول سمى "يارو" ، يمكنهم إستخدام أسلحة كانت مخبأة قريبا من القاهرة .

    وفى سنة 1975 قامت لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكى بالتحقيق فى إشاعات عن تجاوزات المخابرات الأمريكية وسوء استخدامها لسلطاتها وأنها استهدفت اغتيال عبد الناصر هى أيضا . فقد نقل عن آلن دالاس قوله مهددا : قل للكولونيل ناصر صديقك .. أنه إذا زوّدها .. فسنمزقه إلى نصفين ! " ، ولا يمكن الاستهانة بهذا التهديد لأن أعوان المخابرات المركزية الأمريكية فى القاهرة أصبحوا أكثر عددا مما كان لبريطانيا ، ولكن اللجنة لم تستطع الحصول على دليل على هذا الزعم ، وعلى أى حال فإن " مايلز كوبلاند " الجاسوس الأمريكى ـ لاحظ أن الإنجليز يقولون عليه الجاسوس حيث أنه فعلا لم يكن ضابط مخابرات ـ ، وأستاذ دس المعلومات الخطأ ، يقول أنه اختير إعطاء جمال عبد الناصر علبة سجائر " كنت " التى كان يدخنها بعد أن تم تسميمها على يدى الدكتور " سيدنى جوتليب " رئيس دائرة الخدمات التقنية فى المخابرات الأمريكية بمادة "بويتلوليزم" التى تضمن القتل بعد ساعة أو ساعتين .
    ..............."



    د. يحى الشاعر


     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th April 2010, 02:55 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 -
    الاتجاه إلى مصادر بديلة
    بقلم
    سامي شرف


    اقتباس
    .....
    ........








    وفى 23ديسمبر 1957 أعلن جمال عبد الناصر فى احتفال جماهيرى فى بور سعيد عن الكشف عن مؤامرة أنجلو فرنسية لإعادة الملكية ، وتبين أن الضابط عصام الدين محمود خليل مدير مخابرات القوات الجوية المصرية فى ذلك الوقت ـ ، قام بتبليغ عبد الناصر بكل ما طلبته منه المخابرات البريطانية من اليوم الأول ، واستمر فى خداعها بناء على تعليمات من عبد الناصر الذى أعلن أن بريطانيا دفعت لخليل 166 ألف جنيه إسترلينى ، وأنه قرر صرف هذه الأموال تعويضا للمواطنين المصريين الذين تضرروا من أعمال القصف الذى أصاب بور سعيد من القوات البحرية البريطانية .
    ..............."

    إنتهى نقل هذا الجزء



    د. يحى الشاعر





    مصدر السطور أعلاه وما يليهم من حلقات هو "موافقة وتصريح شخصى من السيد ســامى شرف"
    علاوة على






     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    الاتجاه لمصادر, التأميم, العدواللثلاثي, بديلة, سامى شرف

    من التأميم الى العدوان الثلاثي 2 - الاتجاه إلى مصادر بديلة بقلم سامي شرف

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    العدوان الثلاثي المؤامرة الكبرى 1956 بقلم سامي شرف د. يحي الشاعر العدوان الثلاثى وحرب 1956 4 29th October 2023 07:48 AM
    عشت معركة التأميم - 2 (الأتجاه إلي مصادر بديلة) ، بقلم سامي شرف ، سكرتير الرئيس للمع د. يحي الشاعر العدوان الثلاثى وحرب 1956 1 1st April 2023 01:47 PM
    العدوان الثلاثي المؤامرة الكبرى 1956 بقلم سامي شرف د. يحي الشاعر العدوان الثلاثى وحرب 1956 1 10th November 2019 01:25 PM
    من التأميم الى العدوان الثلاثي 3 - سامي شرف د. يحي الشاعر شهود على العصر 5 28th April 2010 12:10 PM
    من التأميم الى العدوان الثلاثي 1 - سامي شرف د. يحي الشاعر شهود على العصر 3 21st April 2010 10:37 PM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]