أثار ترحيب ساسة وعسكريون في الشرق الليبي بالعمليةالعسكرية التي أطلقها الاتحاد الأوربي في ليبيا تحت اسم "ايريني" التساؤلاتحول دلالة هذا الترحيب وأهدافه، وهل فعلا العملية الأوربية جاءت فقط لتخنق قوات حكومةالوفاق متجاهلة مراقبة "حفتر" وقواته.
ورحب ما يسمى مدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات "حفتر" خالدالمحجوب بالعملية معتبرا إياها مسألة مهمة، في حين أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القوميببرلمان "طبرق" طلال الميهوب أن "الاتحاد الأوروبي بات متأكدا من الجهةالتي تشيد جسورا بحرية من أنقرة إلى طرابلس ومصراتة لنقل السلاح والمرتزقة"، حسبقوله.
وقال عضو برلمان "طبرق" إبراهيم الدرسي إن "سبب انزعاجحكومة الوفاق من "إيريني" هو احتمال توقف الدعم التركي لها، كون العمليةالعسكرية ستؤثر على فعالية مذكرة التفاهم بين تركيا والوفاق مما سيحرم الأخيرة من الشريانالرئيسي الوحيد الداعم لها".
"تحفظوتشكيك"
في المقابل، أعلنت حكومة الوفاق الليبية تحفظها على عملية "إيريني"،واصفة إياها بأنها تجاهلت مسألة الرقابة على تسليح قوات "حفتر" التي لاتزالتتلقى وعلى نحو منتظم شحنات أسلحة عبر طائرات تحط في قاعدة "الخادم" شرقيالبلاد، إضافة إلى الحدود البرية".
واعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء الماضي، قرارا بإطلاق العمليةالعسكرية “ايريني"، والتي تعني "السلام" باليونانية، اعتبارا من 1 نيسان/أبريل 2020م، لمتابعة حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
"ضرب اتفاقية المتوسط"
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة الليبي إبراهيم صهد أن "مقاصد عملية"ايريني" واضحة وهي فرض رقابة بحرية ومنع وصول الأسلحة إلى حكومة "الوفاق"وضرب الاتفاق التركي الليبي، في حين يستمر السماح بتدفق السلاح إلى ميليشيات حفتر عبرالحدود البرية الليبية المصرية وعن طريق الرحلات الجوية المكثفة من مطارات أبوظبي وغيرها".
وفي تصريحات لـ"عربي21" أشار إلى أن "موقف حكومة الوفاقبرفضها واحتجاجها مؤسس على أمرين: أولهما انحياز هذه العملية الواضح لطرف، والثانيأن الاتحاد الأوروبي لا يملك أية مشروعية لفرض هذا الحظر".
وبخصوص دلالة ترحيب حفتر والبرلمان في الشرق الليبي بالعملية، قال صهد:"قرارات برلمان طبرق باتت تفتقر إلى أية مشروعية بسبب عدم توفر أي نصاب لهم فيعقد جلسة أو اتخاذ أي قرار".
"إنقاذمشروع حفتر"
الباحث والأكاديمي الليبي محمود منصور رأى أن "العملية العسكريةالأوروبية جاءت بعد تلقي حفتر ومشروعه ضربات كبيرة ما أخاف الداعمون له من فقده لمشروعهأو نقاط تمركزه، ما يعني أن أي حوار في المستقبل قد يفقده بعض ما يسعى هو وداعموه لتحقيقه".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أنه بخصوص موقف البرلمان الموجودفي الشرق "فكما هو معلوم أن هذه الجهة لاتخرج أبدا عن توجيهات حفتر، وبالتاليموقفه من العملية غير مستغرب، أما الهدف من العملية فهو تضييق الخناق على قوات الوفاقفي حين لاتزال الأسلحة والمرتزقة يصلون إلى قوات الشرق عبر البر والبحر والجو، وهوما كشف المجتمع الدولي وكذب حياديته المزعومة".
"مصالحتركيا"
لكن رئيس الائتلاف "الليبي الأمريكي" (مستقل) ومقره واشنطن،فيصل الفيتوري أوضح أن "العملية تعتبر من الناحية اللوجستية ضد مصالح تركيا كونهاستفرض حصارا بحريا على الطرفين (أنقرة وطرابلس) دون مراعاة استغلال حفتر للحدود البريةمع مصر وتأمين وصول الإمدادات العسكرية دون الحاجة إلى سفن الشحن البحرية وإيصالهالموانيء شرق البلاد".
وتابع: "هذا بعكس حكومة "الوفاق" التي تعتمد على الشحنالبحري كوسيلة رئيسية لإيصال المدرعات والطائرات المسيرة والمعدات من تركيا والتي لاتملك حدودا برية مع ليبيا، لذا عملية "ايريني" ستؤثر على دعم حكومة الوفاقعسكريا مع قبل حكومةأنقرة، كما صرح لـ"عربي21".
"توقيتمريب"
بدروه قال الكاتب والمدون الليبي، فرج فركاش إن "العملية لن تكونمثمرة كونها تركز على جانب واحد وتضيق الخناق عليه وهي تأتي في وقت مريب من وجهة نظرداعمي قوات الوفاق بعد التقدم الذي حققته".
وأضاف لـ"عربي21": "العملية لن تعدو عن كونها عملية مراقبةإما بحريا أو عبر الأقمار الصناعية، وما لم تكن هناك قوات مفوضة تمنع تدفق السلاح للجانبينفلن تأتي بأية نتيجة وقد نرى تصعيدا أكثر من الجانب التركي والتلويح بورقة الهجرة مرةأخرى في وجه الاتحاد الأوروبي".
وتابع: "أما ترحيب بعض الأعضاء "الصقور" الذين يجتمعونفي طبرق فلا معنى له، فقد رأينا معارضة وشجبا شديد اللهجة من أعضاء مجلس النواب فيطرابلس".
اقرأ أيضا: بعد فشل السيطرة على العاصمة.. هل يبحث "حفتر" عن تسوية؟
مزيد من التفاصيل