ما تنشره الجزيرة في الحديث الصحفي ....
عن حرب العدوان الثلاثي 1956
|
اقتباس |
|
|
|
|
|
|
|
|
العدوان الثلاثي على مصر
مقدم الحلقة أسعد طه
ضيوف الحلقة عدة شخصيات- جلال عارف
- جون لاكوتير
- محمد فائق
- أنتوني فيرار هوكلي
- مايكل آدامس
- أسعد طه
تاريخ الحلقة 31 /05/2001
- أسباب العدوان الثلاثي على مصر-
مؤتمر (باندونغ) وصفقة السلاح التشيكية
- رفض التمويل الأميركي لمشروع السد العالي وتأميم قناة السويس
- بداية العدوان وكيف خطط له
- ردود الفعل العالمية تجاه العدوان
- فشل العدوان وأثر ذلك على المجتمع الدولي
.............................
.....................
............................
رفض التمويل الأميركي لمشروع السد العالي وتأميم قناة السويس
أسعد طه: وهكذا وفي الوقت الذي لم يكن فيه الاتحاد السوفيتي على عجلة من أمره السيطرة على الشرق الأوسط كان الشرق الأوسط نفسه قد سعى إليه، وما كان هذا ليروق للولايات المتحدة الأميركية، التي راحت تبحث عن منفذ آخر إلى مصر، وكان الولايات المتحدة الأميركية على مصر تمويل مشروع بناء السد العالي في أسوان، غير أن عبد الناصر لم يتعجل في قبول الاقتراح الأميركي، ربما بسبب شروط العقد المجحفة.
وضاعف مع اتصالاته مع الاتحاد السوفيتي، الذي أشيع أنه قدم شروطاً أفضل لتمويل المشروع.. وفي اليوم التاسع عشر من يوليو/تموز عام ستة وخمسين، أعلن (جون فوستر دالاس) سحب العرض الأميركي بالمساعدة في تمويل سحب العرض الأميركي بالمساعدة في تمويل بناء السد العالي.
أحمد حمروش: السد العالي، وافقت عليه –أميركا و.. اتفقوا إنهم يدفعوا 70 مليون دولار وبريطانيا 14 مليون دولار، والبنك الدولي 200 مليون دولار، وكانت أميركا بتستهدف من ده إلى شيء مهم جداً، هو أن يوضع الاقتصاد المصري تحت الإشراف الأميركي، لأن البنك الدولي معناه إنه لا تحصل مصر على أي قروض خارجية إلا بموافقة البنك الدولي، ومصر كانت قد عقدت صفقة الأسلحة، فصفقة الأسلحة هي قرض خارجي. إذاً لا تستطيع أن أ تستمر في عقد صفقة الأسلحة إلا بموافقة البنك الدولي.. هنا أميركا لما مصر رفضت، وأصرت على إن الديون.. القروض الخارجية تبقى من حق الدولة، بادرت أميركا بالانسحاب من تقديم تمويل السد العالي، وده كان خطأ كبير جداً لأميركا، لأنها فقدت المصداقية في المنطقة، فقدت.. الرغبة في التعاون معاها من جانب الثورة اللي بدأ منذ أول يوم بلا حساسيات.. ألهبت حالة الحرب الباردة في المنطقة.
محمد فائق: كانت الولايات المتحدة تتصور أنه.. في خلال مفاوضات.. على موضوع السد العالي ممكن احتواء مصر، احتواء الثورة، واحتواء جمال عبد الناصر مباشرة، وبالتالي كانت بتحاول تطيل هذا المفاوضات.. وده وضح فعلاً عندما أرسل (أيزنهاور) صديقة.. وزير ماليته مستر (إندرسون) إلى القاهرة، وقابل جمال عبد الناصر، ووضح إنه فيه ربط بين..
عمل سلام مع إسرائيل، وبين استمرار التمويل للسد العالي، والعملية كلها كانت 400 مليون دولار مطلوبة، عملة أجنبية، وأن تقوم مصر بتمويل العملة المحلية 1.3 مليار دولار فقط ده كان كل الموضوع، وضح لعبد الناصر إن فيه ربط تماماً، حتى كان دايماً (إيزنهاور) بيقول: "شراء السلام في الشرق الأوسط بالسد العالي"، يعني كان من كلامه على التمويل وبين.. أنه يريد أن يشتري السلام بموضوع السد العالي.
طبعاً رد عبد الناصر كان بسيط جداً وقال: "إنا قضية فلسطين ما هياش أولاً للمساومة، وإن قضية فلسطين دي قضية للعرب ما هياش قضية مصرية بحيث إن أنا أقدر أتصرف فيها ولكن دية قضية.. قضية عربية، وبالتالي الـ.. الكلام فيها لا يكون بيننا وبينكم فقط، ولكن لابد أن تكون فيها..، وبالتالي ربطها بموضوع السد العالي عملية مستحيلة.
خالد محيي الدين: فبدأت العملية تاخد شروط مجحفة يصعب قبولها، ذي مثلاً رهن القطن المصري كام سنة يعني.. كما سمعت في ذلك الوقت، لأن الشروط التعجيزية ما شرحتش، إحنا سمعنا فجأة إن أميركا سحبت تمويل السد العالي بعد ما كان الكلام على القبول، ومن هنا كان هذا الموضوع لابد له من رد سياسي.
عبد الناصر أثناء خطابه الذي أعلن فيه تأميم قناة السويسأسعد طه: وبالفعل كان الرد سياسياً، بل وأسرع ما توقعه الجميع، ففي السادس والعشرين من يوليو/تموز عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين وبمناسبة الاحتفال المقام في الإسكندرية، في العيد الرابع للثورة، يعلن جمال عبد الناصر تأميم الشركة العالمية لقناة السويس، ويلغي بذلك ما يربو على القرن من الزمان من الهيمنة البريطانية الفرنسية على الشركة منذ صدور فرمان الامتياز الأول الذي منح للفرنسي (ديلسيبس) حق إنشاء شرك لشق قناة السويس في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1854م.
مايكل آدامس: أتى قرار التأميم في إثر ساعة ونصف الساعة أو ساعتين من الخطاب الذي كان يبدو كغيره من الخطب وكان من المفاجأ أن يكون ثمة شيء بهذه الأهمية في نهايته.
خالد محيي الدين: فالرد السياسي كان تأميم قناة السويس وأخذ الإيراد بتاعها اللي هي 75 مليون حوالي إسترليني أو مش متذكر في ذلك الوقت، الإيراد كان كبير يمول مشروع السد العالي دا كان الرد السياسي، مش.. مش.. مش رد اقتصادي، رد سياسي.
أنتوني فيرار هوكلي (جنرال بريطاني): من المؤكد أن الإحساس الذي كان سائداً في صفوف الجيش وكذا لدى العموم هو أن الرئيس عبد الناصر قد خرق الاتفاق المبرم مع بريطانيا عندما انسحبت من منطقة القناة بعد فترة طويلة من تواجدها العسكري، لقد كان الاتفاق أن قناة السويس ليست ولن تكون سوى طريق بحري دولي تمر عبر مصر، وبالتالي لم يكن لهذه الأخيرة أن تتصرف في حق المرور والعبور وكان الإحساس السائد وقتئذ أنه من غير المعقول و لا المسموح به أن تطلب بريطانيا إذناً بالعبور، ولذا كان الشعور بأن على مصر أن تراجع نفسها وتُصلح ما أفسدته.
أسعد طه: قرار التأميم كان مهماً لبريطانيا وفرنسا وبدأ يلوح في الأفق تراجع سيطرتهم على حركة السفن العاملة في القناة وتنامى دور السوفييت والمصريين وفي الحال اجتمع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية في لندن وأصدروا بياناً مفاده أن قرار التأميم يهدد حرية الملاحة في القناة ويخالف كل الاتفاقيات ودعوا إلى مؤتمر أقيم في (لندن) فيما بين السادس عشر والثالث والعشرين من آب/أغسطس عام 1956م وجمع مستعملي القناة، تم في إثر هذا المؤتمر إرسال رئيس الوزراء الأسترالي على رأس لجنة خماسية للقاء عبد الناصر لإقناعه بقبول المشروع الأميركي الذي طرح في المؤتمر والداعي إلى إنشاء مؤسسة دولية تقوم على نمط الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة لتشرف على إدارة القناة،
وكان اللقاء، وبدا عبد الناصر أشد حرصاً من ذي قبل على تطبيق ضمانات عدة فيما يرتبط بحرية استخدام القناة وتوسيعها وأمام عزم عبد الناصر تضاعفت مخاوف بريطانيا في حين كانت فرنسا ترد قوة جبهة التحرير في الجزائر إلى المساعدات المصرية، أما إسرائيل فقد أصابها في الصميم انسحاب بريطانيا من منطقة القناة وأمست تخشى الأسلحة التشيكية وتفكر برد الفعل قبل أن تتمكن مصر من السلاح الجديد وتستعمله،
والحق أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني (ديفيد بن غوريون) قرر إثر صفقة السلاح أن تكون المواجهة مع مصر في ظرف يقل عن السنة وشاطرته بريطانيا وفرنسا هذا الطرح وكانت اتفاقية (سفر) السرية في السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1956م في باريس والتي جمعت ثلاثتهم في العدوان على مصر،
وفي اليوم التاسع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول من السنة نفسها بدأ الهجوم الإسرائيلي على سيناء أعقبه إنزال قوات المظلات الإنجليزية على مطار الجميل في بورسعيد بالاشتراك مع القوات الفرنسية التي نزلت جنوبي المدنية.
بداية العدوان وكيف تم التخطيط له
أنتوني فيرار هوكلي: أظن أن عدداً من رجال الجيش كان يعتقد ويرى أن الأمر سوف يقف عند حد معين دون اندلاع معارك، ولقد تلقينا أوامر بأن نكون على أهبة الاستعداد للتحرك وقد أعددنا مخططاتنا وكنا ننسق مع قوات النقل الجوي وتم أيضاً التنسيق حتى مع الوحدة الثالثة للكوماندوز، ومع بدأ العمليات تم فجاءً اختطاف بعض الضباط، عندها تلقينا أمراً بالتوقف عن إنزال المظليين والعمليات العسكرية وطلب منا أن نعود إلى قواعدنا وأدركنا فيما بعد أن الأمر كان على غاية من الجدية.
مايكل آدمس: لقد استهدف القصف مطار القاهرة فقط حيث تدمير وتفجير ونسف كل الطائرات الحربية المصرية التي كانت متواجدة وجاثمة ومرابضة في ذلك المطار، كما أنه جرت أيضاً محاولة لتفجير إذاعة صوت العرب، وضرب أحد السجون، أعتقد أنه سجن (طرة)، لقد اصطحبنا المصريون في اليوم التالي لمعاينة ومشاهدة الخسائر التي خلفتها تلك الغارات وكنا عُصبة من المراسلين البريطانيين لقد كان المشهد حقاً مرعباً ومؤثراً، ولكن لم يتم ضرب المدنيين في أثناء تلك الغارات على أن الخوف انتابهم ودب في نفوسهم نوع من الهلع لمجرد رؤيتهم الطائرات الحربية وهي تحلق فوق الأحياء المدنية.
عبد المجيد فريد: لما حصل النزول في بورسعيد تبين إنه العدو حدد ليس هذه المنطقة كمكان الهجوم الرئيسي وإنما هي منطقة القناة وبور سعيد بوجه التحديد.
أنتوني فيرار هوكلي: أول المناطق التي كانت فيها المواجهة على الجبهة الغربية من القناة كانت على مستوى بورسعيد حيث واجهنا نوعاً من المقاومة وتم الاشتباك على مدى 3 أو 4 ساعات وكانت الانتصار للفيلق الثالث من القوات النضالية وهكذا كان بإمكانهم فتح الطريق من خلال مدينة بورسعيد، في الوقت ذاته كان الفرنسيون يقومون بالشيء نفسه في بورفؤاد.
ردود الفعل العالمية تجاه العدوان
أسعد طه: الولايات المتحدة الأميركية وقفت موقف الرافض للعدوان في الأمم المتحدة اعتقاداً منها أن في ذلك رد فعل طبيعي إزاء فرنسا وبريطانيا اللتان اتخذتا قرار العدوان دون استشارة واشنطن ودعت رعاياها إلى مغادرة مصر سريعاً، وأصدر الرئيس الأميركي (أيزنهاور) بياناً يقول فيه: "إن بلاده لا تقر العدوان بل وتراه خطأً فادحاً".
دينيس والتر: أعتقد أن الرئيس أيزنهاور كان يرى –صادقاً- أن ما حصل كان خطأً ولم يكن من مصلحة الغرب أن يكون متورطاً وضالعاً في حرب نصفها غايته الاحتلال، كما أن تدخل إسرائيل كان هجومياً وعليه كان علينا الانسحاب، وبالطبع انسحبنا، وكذا فعلت إسرائيل.
مايكل آدمس: أعتقد أن الرئيس (أيزنهاور) كان غاضباً لأن أمله خاب بسبب تصرف صديقه (إيدين) الذي كان يحبه ويحترمه وكان أيزنهاور غاضباً لهذا السبب ولأن العملية لم تكن أخلاقيةً وكانت مخالفةً لكل التزامتنا مع الأمم المتحدة ولا أعتقد أنه كان بحاجة إلى سبب آخر حتى يفرض على (إيدين) التوقف عما كان يفعله.
صورة من العدوان الثلاثي على مصر
أحمد حمروش: أميركا تربصت.. تربصت بإنجلترا وفرنسا وهم بيعدوا خطة العدوان، وكان ممكن إنها تنصحهم إن هم ما يعملوش العدوان أو كان ممكن تقف معاهم بوضوح وتخش معاهم في المعركة، فهي تربصت بهم إلى أن أخطؤوا ودخلوا في المعركة مع إسرائيل، وجنت هي ثمرة هذا العدوان الثلاثي والواقع إنه أميركا لعبت دور في عدوان 56 من ناحية إجبار القوات المعتدية على الجلاء لأنه هي..، خصوصاً بالنسبة لإسرائيل فأميركا كانت فعلاً بترسم خطتها على أن ترث النفوذ الاستعماري البريطاني الفرنسي في المنطقة.
أسعد طه: أما الاتحاد السوفيتي فقد وجَّه مساء الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني إنذاراً بضرب باريس ولندن بالصواريخ النووية أو ضرب قوات العدوان في بورسعيد وما حولها من منطقة القناة، ورغم الشك الذي انتاب الرئيس الأميركي (أيزنهاور) ورؤساء وزراء بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني بخصوص جدية التهديد الروسي إلا أن هؤلاء جميعاً كانوا يحسبون ألف حساب للاتحاد السوفيتي وهو الذي اتبع إنذاره بخطوات عملية، إذ دفع بقوات برية وجوية نحو الشرق الأوسط منذ السابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
أنتوني فيرار هوكلي: حقاً لا أعتقد أن (كوريتشيف) كان سيستعمل السلاح النووي في تلك المرحلة على الرغم من عديد الأصوات التي بدرت من السوفييت تقول إن ذلك حاصل.
خالد محي الدين: السوفييت في ذلك الوقت ما كانوش عايزين الموقف يصل إلى حد حافة الهاوية لأنه هم ما كانوش مستعدين للحرب وجيوشهم مش جاهزة وما كانتش لسه الصواريخ بتاعتهم عابرة القارات بانت، وما كانش عندهم إلا لغاية ضرب بريطانيا، ومن هنا ما كانش لهم مصلحة في.. في تصعيد الموقف.
دينيس والتر: بين الخمسينات والثمانينات كان ثمة شك كبير فيما كان بإمكان روسيا أن تفعله، لا أعتقد أنه كان ثمة اتجاه جدي لدى السوفيت للقيام بأي تدخل نووي، لا أعتقد ذلك، لكن لم يكن هناك شك لدى الكثير بشأن وجود تهديد فعلي من هذا القبيل.
أسعد طه: لم تكن الظروف مواتية للأمم المتحدة للقيام بدور هام ومؤثر من قبل كما كانت عليه حينذاك، إذ أن القوتين الأكبر عارضتا العدوان وصدر قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي هو في واقع الأمر اقتراح أميركي يوم الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني يطلب فيه من الأطراف المتنازعة التوقف عن العمل العسكري.
أما من الجانب العربي فقد شكلت أزمة قناة السويس إحدى أهم لحظات التوحد العربي وحجة ذلك أنه تم نسف خط أنابيب البترول عبر سوريا وتوقف تدفق النفط إلى البحر الأبيض المتوسط من سوريا ولبنان، وكان لباقي الدول العربية دورٌ رئيسي تجلى أساساً في اجتماع رؤسائها وملوكها في بيروت فيما بين الثالث عشر والخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني وطلبها من القوات المعتدية سحب قواتها دون قيد أو شرط وأيدها في ذلك الوقت الدول الإسلامية المشتركة في حلف بغداد ومنها العراق وإيران وتركيا، ومن جهتها أبدت شعوب الوطن العربي تعاطفاً كبيراً مع الشعب المصري بل إن البعض يرى أن نجاح عبد الناصر في تجاوز الأزمة إنما يعود إلى عوامل عدة: لعل أهمها هذا التعاطف العربي.
محمد فائق: العامل الرئيسي أولاً أنه كان يتحرك ليس بقوة مصر وحدها ولكن بقوة الشعب المصري والشعوب العربية في نفس الوقت يعني لما حصل العدوان، ضُربت إذاعة القاهرة، خرجت الإذاعات من عواصم عربية أخرى زي عَمّان، زي دمشق تقول هنا القاهرة ودي كانت نقطة بالغة الأهمية.
خالد محيي الدين: في هذه المرحلة كانت العلاقات المصرية السعودية كانت قوية، وأصل فيه الاتجاه السياسة المصرية الخارجية العربية، فيه اتجاه قوي جداً.. إذا اتفقت السعودية ومصر فالموقف يكون لصالح مصر، إذا.. اتفقت السعودية و..، فمصر كانت حريصة إن علاقتها بالسعودية تبقى قوية وإن السعودية تبقى في صفها في المعركة ضد بريطانيا وفرنسا دا يعني بيدي قوة للموقف المصري.
فشل العدوان وأثر ذلك على المجتمع الدولي
أسعد طه: المقاومة المصرية ومن ورائها التأييد العربي والإنذار الروسي بالتدخل والمعارضة الأميركية للعدوان وقرار الأمم المتحدة تلك هي أسباب الحسم في معركة السويس.
وتم الانسحاب الفرنسي البريطاني يوم الثاني والعشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 1956م واستقرت قوة دولية على طول خط الهدنة من المتوسط إلى البحر الأحمر، أما الكيان الإسرائيلي فقد سحبت قواته من سيناء في الرابع عشر من مارس/آذار عام 1957م.
كانت التبعات مهينة بالنسبة للقوى الأوروبية، ولم تعد القناة صالحة للاستعمال بسبب السفن الغارقة فيها والتلوث الذي أصابها ودام ذلك شهوراً وأمسى تزويد أوروبا بالبترول أمراً في غاية الصعوبة، وقطعت الدول العربية المستقلة باستثناء لبنان علاقاتها مع فرنسا وأصبح لأميركا وللاتحاد السوفيتي دوراً جديداً في منطقة الشرق الأوسط بعد إقصاء الإمبراطوريتين وأدركت بريطانيا فيما بعد أنها ارتكبت هفوةً تاريخيةً لا تغتفر مما حدا بـ (أنتوني إيدين) رئيس وزراء بريطانيا إلى الاستقالة.
أنتوني فيرار هوكلي: الذي جرى ما كان يجب أن يحدث في السويس وبما أننا أردنا الضغط على عبد الناصر لكي يلتزم مجدداً بالاتفاق فإنه كان علينا أن نقوم بذلك بطرق دبلوماسية وبعملية مطولة عبر دول العالم لكسب الرأي العام العالمي لأن دولاً وشعوباً كثيرةً كانت تستعمل هذه القناة.
دينيس والتر: أظن لا محالة أن الإمبراطورية وحالها تلك كانت تتجه إلى الاضمحلال بشكل أو بآخر، أعتقد أن استقلال الهند سنة 1947م كان العامل الأكبر في ذلك، ولكن حرب السويس لا شك هي التي سرعت وعجلت بذلك.
محمد فائق: دا فتح أبواب كبيرة جداً لإفريقيا يعني إحنا كنا مثلاً عشان نتصل بنحاول نسعى للاتصال لحركات التحرير وبتاع، بعد 56 جميع.. كل من يفكر في حركة تحرر كان هو اللي بيجي بنفسه يعني الحقيقة لأن.. لأن.. الثورة المصرية فتحت آفاق كبيرة جداً من ناحيتين: الناحية الأولى حق الشعوب في امتلاك ثرواتها ودا كان موضوع بالنسبة لتأميم قناة السويس والنجاح اللي عملته كان أول مرة يحدث مثل هذا التأميم وينجح لأنه صحيح حصل قبل كدا في إيران.. (مصدق) ولكن لم ينجح، وكانت أمثولة لكل من يفكر في موضوع التأميم بالنسبة لتأميم قناة السويس ترسخ هذا الحق، حق الشعوب في امتلاك ثرواتها وبعد كده حتى في قرارات الأمم المتحدة وهي.. كان أصبح حق من حقوق الشعوب أنها تمتلك ثرواتها، ومن أجل ذلك أصبح البترول العربي للعرب يعني دا أيضاً من أحد الأسباب ونفس الشيء أيضاً في أفريقيا اللي هي تم.. تم.. يعني مواردها عندها موارد كثيرة من خامات مناجم النحاس والبترول أيضاً وكان.. كان أصبح من حق هذه الشعوب أن تمتلك ثرواتها.
أسعد طه: لم يكن الاختلاف حول مشروعية قرار عبد ا لناصر تأميم شركة قناة السويس ليطال مبدأ انتماء الشركة إلى مصر حتى في رأي أشد الدول معارضة للتأميم، كما أن نجاح مصر في إدارة عمل القناة رغم انسحاب المهندسين الغربيين أثبت للعالم أجمعه أنها قادرة على تحمل أعباء شركة قناة السويس.
لم تكن حرب السويس نهاية الصراع والتوتر في منطقة الشرق الأوسط، بل فاتحة عهد جديد في تشابك مصالح الدول الكبرى، بل وبؤرة جديدة من بؤر التوتر في العالم، السلام عليكم.
أنقر للتوسيع...
التعديل الأخير: 12 مارس 2008
الزعيم
صقور الدفاع
12 مارس 2008
#2
.........
........
.............. |
|
|
|
|
|
د. يحي ألشاعر