حذرت صحيفة عبرية من تداعيات دخول الفلسطينيين في الداخلالمحتل عام 1948 على خط المواجهات في مدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن من يقود تلك الاحتجاجاتهم الشباب الفلسطيني في الميدان.
وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال نشرته للصحفيجاكي خوري بعنوان "إشارة تحذير"، أن "الاحتجاجات المتزايدة في القدس،سواء في المسجد الأقصى أو في حي الشيخ جراح، ليست حدثا عابرا، مثلما تحاول الشرطة الإسرائيليةطرحه".
وأضافت: "عمليا، من دون علاقة بالإجراءات القانونية والعمليةالبيروقراطية التي تجري حول الملكية على البيوت، الحدث اعتبر في أوساط الفلسطينيينكحدث كلاسيكي لطرد عائلات فلسطينية من بيوتها؛ ولا يقبل في أي مرحلة الرواية الموازيةالإسرائيلية التي تزعم أنه يوجد للمستوطنين اليهود حقوق وملكية على الأرض".
ونوهت إلى أنه في "هذه المرة، انضم إلى الصراع المجتمعالعربي في الداخل، الذي منذ سنوات يركز على شؤون مثل الأمن الشخصي وكسب الرزق".
وقالت الصحيفة: "المواطنون العرب استيقظوا إزاء الصورمن الشيخ جراح، والتي وصلت من منطقة باب العامود في بداية شهر رمضان، وما حدث في نهايةالأسبوع زاد الغضب فقط".
وذكرت أن "الخليط الذي نتج عن الاحتجاج في الشيخ جراح، والمواجهات في المسجد الأقصى في ليلة القدر، لا يمكن أن يؤدي إلى الهدوء، والتهدئةابتعدت أكثر عند قدوم المئات من قوات الشرطة المسلحين، ووضع الحواجز والتعليمات غيرالمنطقية في منطقة هي من أكثر المناطق حساسية وتفجرا".
واعتبرت أن "الحركة الشعبية هي عنصر حاسم في الاحتجاج"،موضحة أنها "ترتكز بالأساس على الجيل الشاب الذي لا ينتظر القيادة السياسية، سواءفي السلطة الفلسطينية أو في المجتمع العربي في إسرائيل أو في قطاع غزة".
وأشارت إلى أن "حماس تحاول تحريك الاحتجاج، ولكن عمليا،السيطرة على الأحداث لا ترتبط تماما بقيادة الحركة، بل العكس، القوة المحركة من خلفالأحداث هي الحركة الشعبية والتنظيم المحلي للعائلات".
وتابعت: "كل من تبقوا، بدءا من السلطة في رام الله، وقيادةحماس في القطاع أو في الخارج، وكذلك قيادة الجمهور العربي في إسرائيل، انضموا كمشجعينومتضامنين، لكنها بعيدة عن أن تحدد النغمة أو المزاج، وهكذا من ناحية حكومة إسرائيل، لا يوجد أي عنوان أو أي شخص يمكن معه إجراء حوار سياسي حول الوضع".
وأفادت الصحيفة بأن "الدليل على ذلك كان يمكن رؤيتهأمس في الشارع رقم "1"، حيث قامت الشرطة بإغلاق المحور المؤدي إلى القدس،ولكن سرعان ما أدركوا أن محادثة مع رئيس لجنة المتابعة ومع رؤساء القائمة المشتركة،وبالتأكيد مع رئيس حزب "راعم" برئاسة منصور عباس، لا لزوم لها تماما، لذاأدركت الشرطة الإسرائيلية أن من يقرر على الأرض هم الشباب الذين أغلقوا الشارع، وليسالقيادة السياسية".
ورأت أن "المظاهرات في نهاية الأسبوع وضعت علامات تحذيرللأحزاب العربية، هم وضعوا مرة أخرى المسألة الوطنية في مقدمة المنصة، بعد سنوات، خلالهاابتعد ممثلو الجمهور العربي عن المسائل الوطنية، وركزوا على المسائل الاجتماعية"،بحسب "هآرتس".
ونبهت إلى أن "أعضاء الكنيست العرب وجدوا أنفسهم الآنفي قلب مسألة وطنية من الدرجة الأولى، لكن تأثيرهم على اتخاذ القرارات معدوم".
يشار إلى أن لجنة حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة رفضت استقبالالنائب في كنيست الاحتلال الإسرائيلي، منصور عباس، بسبب ما وصفوه بـ"التحالف معاليمين المتطرف الصهيوني".
اقرأ أيضا: أهالي الشيخ جراح يرفضون استقبال عضو فلسطيني بالكنيست
مزيد من التفاصيل