أكدت مصادر عسكرية لـ"عربي21"، اليوم الاثنين، أن النظام السوري استبدل المليشيات الإيرانية في بعض أهم محاور القتال في الشمال السوري، وجعل مكانها الفرقة الرابعة والفيلق الخامس، بعد الفشل المتتالي لها في السيطرة على مناطق في اللاذقية وحماة.
وبحسب المحلل العسكري أحمد الرحال، في حديثه لـ"عربي21"، فإن تنافس النفوذ الإيراني والروسي في سوريا وراء الأمر، لا سيما أن موسكو تحاول الحد من نفوذ طهران.
وسبق أن صدر تقرير عن "فويس أوف أمريكا"، أوضح أن روسيا طلبت من بشار الأسد حد نفوذ شقيقه ماهر المقرب من إيران على الفرقة الرابعة.
وبعد التغيرات في الفرقة الرابعة بات محسوبا على روسيا، إلى جانب الفيلق الخامس المحسوب عليها.
وأضافت المصدر أن "الفيلق الخامس" بدأ نشاطه في تل الكبانة في اللاذقية، وكذلك في ريف حماة الغربي في الكركات، وذلك بعد فشل قوات الأسد والمليشيات الإيرانية أمام صمود المعارضة السورية وتحرير الشام.
اقرأ أيضا: قتلى بإدلب.. والنظام يواصل عملياته بريف حماة الشمالي
وأكد الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، ناجي مصفطى، أن "الفيلق الخامس" والفرقة الرابعة، وباقي قوات الأسد تلقت ضربات عدة موجعة، أثناء محاولاتها الفاشلة للسيطرة على حرش الكركات والكبانة.
وقال لـ"عربي21"، إن قوات النظام عجزت بدعم روسي من السيطرة على هذه الأماكن الاستراتيجية لليوم الثالث على التوالي.
وأضاف أن المعارضة كبدت "الفيلق الخامس" خسائر من قتلى وجرحى بعد التصدي لهم على محور البويضة في ريف حماة الشمالي.
وقال إن فصائل المعارضة تمكنت من خلال كمائنها وألغامها، وقصفها، بتكبيد النظام خسائر كبيرة في الأرواح والآليات العسكرية.
وكشفت المصادر أيضا عن أن النظام السوري أشرك في معارك الكركات مؤخرا "لواء القدس" المدعوم من المخابرات العامة، لإحراز اختراق ما في هذه المناطق.
وبثّت الفصائل المعارضة، العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر تدمير آليات عسكرية لقوات النظام على محاور القتال في ريفي حماة الشمالي والغربي، عبر استهدافها بصواريخ موجّهة دقيقة.
الصواريخ الموجهة
وبحسب ما وصل "عربي21" من فيديوهات من المعارضة السورية، على جبهات القتال في مضيق القلعة ومحور الكركات وكفرنبودة والطاقة والكبانة، فإن المعارضة لجأت إلى أساليب عسكرية عدة مكنتها من الصمود في خطوط التماس مع النظام السوري.
وكان سلاح المعارضة الأكثر فعالية في معاركها وفق ما وصلها ميدانيا، الصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
"التاو"
"الكورنيت"
"الكونكورس"
وبحسب ما قالته لـ"عربي21"، فإن هذه الأسلحة تتوفر جميعها بكثرة لدى مقاتليها.
وتسببت هذه الأسلحة وفق مصطفى باستنزاف قوات النظام، وتحولها في بعض المحاور من الهجوم إلى الدفاع، إلى جانب تكبدها خسائر كبيرة.
واتهم النظام والموالون له "دولا غربية" بدعم المعارضة بهذه الأسلحة بعد الخسائر التي منه بها.
وكانت الرشاشات الثقيلة والسيارات العسكرية إضافة إلى الدبابات ومجموعات المشاة، من أبرز الأهداف السهلة لصواريخ الثوار، الأمر الذي رفع خسائر النظام من الأرواح والعتاد في معارك حماة الأخيرة إلى مستويات عالية، وفق مصطفى.
واعترف قيادي في قوات "النمر" التابعة للعميد سهيل الحسن، أن معارك ريف حماة تسببت بخسائر كبيرة لقوات النظام.
ونشر "سليمان شاهين" المقرَّب من قاعدة حميميم على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، الأحد تحليلا عسكريا للوضع على جبهات حماة بعنوان (قراءة الوضع الميداني الحالي بريف حماة الشمالي بعيدا عن صور السيلفي وتقارير رفع المعنويات)؛ وأرفقه بصورٍ لخريطتين لتضاريس سيطرة النظام وتمركزات فصائل الثوار.
وقال "شاهين" في منشوره: "كلُّ المناطق التي تمَّت السيطرة عليها امتدادًا من قلعة المضيق حتى عمق سهل الغاب تعتبر بالعلم العسكري ساقطة عسكريّا بدون السيطرة على جبل وحرش الكركات، الذي يعتبر أول امتداد لمرتفع جبل شحشبو المسيطر على المنطقة والذي يعرف تضاريس تلك المنطقة يعلم ما أحاول شرحه".
اقرأ أيضا: مركز يوثق هجوم الأسد الكيماوي في "الكبانة".. والأخير ينفي
وأضاف: "ولأنه بدون السيطرة على النقطتين الأخيرتين يستطيع أي مسلح عندما يقف على جرف الكركات بواسطة الكلاشنكوف استهداف أي شيء يتحرك في سهل الغاب التي سيطرت عليها الميليشيات مؤخرًا".
وتابع: "هذا هو السبب للخسارات الكبيرة التي تلحقها المعارضة بالجيش خلال اليومين الماضيين .. يعني بشكل أوضح هو مستنقع استنزاف لقواتنا اذا بقي الوضع كما هو".
وأشار القيادي في ميليشيات النمر إلى أن قوات النظام فشلت في تحقيق أيّ تقدم على جبل الكركات وتكبدت خسائر بشرية فادحة، مضيفًا "عشان محدا ينطلي ويحكيلي أنت عم تضعف معنوياتنا بإمكان أي شخص يعمل جولة على صفحات "الشهداء" وياخذ فكرة عن أرقامهم الفترة الماضية تأكيدا لما سبق".
وأكد في منشوره أنه وبعد انقضاء مدة الهدنة الحالية تستطيع فصائل المعارضة وبكل سهولة، استعادة تلك المناطق بأي هجوم معاكس إذا لم يتم السيطرة على الكركات وتلالها من قوات النظام.
توثيق لخسائر النظام
ووفق آخر إحصائية نشرها مركز "نورس" للدراسات، ووصلت نسخة منها لـ"عربي21"، فإن عدد قتلى قوات النظام والقوات المساندة له 158 عنصرا بينهم 40 ضابطا، خلال التصعيد الميداني الأخير على الشمال السوري.
وأوضح المركز أن معظم قتلى النظام ينتمون لقوات "النمر" و"لواء القدس" و"الفرقة الرابعة".
وأضاف أن من بين القتلى 40 ضابطًا، اثنان منهم برتبة عقيد، واثنان برتبة رائد، وستة برتبة نقيب، و23 برتبة ملازم أول، وسبعة برتبة ملازم.
اقرأ أيضا: ضربة للنظام.. مقتل أحد قادة الحملة العسكرية على حماة وإدلب
يشار إلى أن قوات النظام صعّدت ميدانيا في الشمال السوري، وتقدمت في محاور ريف حماة الغريب والشمالي، وتل الكبانة في اللاذقية، وشددت من القصف في إدلب وحلب في مناطق نفوذ المعارضة.
مزيد من التفاصيل