إننى أقول لكم: إن معركتنا هى مضاعفة الدخل القومى فى ١٠ سنين، وإننا سنعبئ كل طاقاتنا من أجل هذا، ولكن إننا نسير فى وسط قد يخاف هذه الطفرة. هناك من يقولون: إن مضاعفة الدخل فى ١٠ سنوات قد يؤثر علينا، طبعاً بعض الفنيين يمكن يقولوا هذا الكلام، ولكنا يجب أن نكون على الطريق الثورى فى ثورتنا الاجتماعية، كما سرنا على الطريق الثورى فى ثورتنا السياسية، وإلا لن نستطيع أن نضع الثورة الاجتماعية موضع التنفيذ.
إننا - أيها الإخوة المواطنون - نستمع إلى كل ما يقال؛ فمثلاً فى اجتماعنا فى مجلس الوزراء فى الجلسات الماضية استعرضنا كل ما قيل وكل ما يقال عن التصنيع وبرنامج التصنيع فى السنين الخمس الماضية، طبعاً استعرضنا كل ما قيل عن حسن نية مش اللى قيل عن سوء نية. كلنا نعلم أن برنامج السنوات الخمس الأول للصناعة - الذى أعلن فى نوفمبر سنة ٥٧ - يتكلف ٣٠٤ مليون جنيه، ثم أعلنا ان احنا سننفذ هذا البرنامج فى ٣ سنوات بدل ٥ سنوات. ومن نوفمبر ٥٧ لغاية دلوقت تعاقدنا على مصانع قيمتها ٢٢٥ مليون جنيه، من مجموع قيمة الخمس سنوات ٣٠٤ مليون جنيه، والباقى - اللى هو ٧٩ مليون جنيه - بصدد التعاقد؛ يعنى استطعنا فى سنتين ان احنا نحقق الجزء الأكبر، ولكن هل ظهر أثر هذا البرنامج الآن؟ أى مصنع بنتعاقد عليه بيحتاج لوقت للتعاقد، ثم يحتاج إلى وقت لتوريد الآلات، ثم يحتاج بعد توريد الآلات إلى الإنشاء؛ ولذلك أثر مشروع الخمس سنوات - اللى تعاقدنا بـ ٢٢٥ مليون جنيه على مصانع من هذا البرنامج - لم يظهر حتى الآن، ولكنه حيظهر فى سنة ٦٠ و٦١ و٦٢ و٦٣.
طبعاً حصلت بعض الأخطاء ولكن أخطاء صغيرة، أى بلد بتدخل على الصناعة بطفرة تجد هذه الأخطاء؛ مثلاً بدأ المتشككون وبدأ الخوافين وبدأ الناس اللى بيقولوا إن السرعة فى الصناعة قد تضر فى البلد، بياخدوا أى خطأ أو تباطؤ فى أى عملية من العمليات ليبنوا عليها نظريات وليبنوا عليها آثار كبيرة.
مثلاً مصنع الحديد والصلب.. احنا ماكانش عندنا مصنع حديد وصلب، وفى يوم وليلة بقى عندنا مصنع حديد وصلب من أحدث المصانع فى العالم، ولكنا بعد أن أقمنا هذا المصنع مش ممكن واحد أبداً يطلب ان المصنع اللى عندى بيشتغل فى يوم وليلة زى المصنع اللى موجود فى ألمانيا بقى له ١٠٠ سنة، لازم أحتاج ٣ أشهر.. أو أحتاج ٦ أشهر أو أحتاج إلى سنة لغاية ما أدرب العمال. حيطلع عندى يمكن الإنتاج فيه أخطاء، ثم لغاية بعد كده أطلع الإنتاج السليم. ولكن الحقيقة الموجودة ان عندنا مصانع حديد وصلب، وعندنا عمال وطنيين بيشتغلوا فى الحديد والصلب، فيه بعض الأخطاء، ولكن مافيش مصنع حديد وصلب فى الدنيا فى بداية صناعة الحديد والصلب خرج بدون ما يجد هذه الأخطاء. وحينما درسنا هذا الأمر فى مجلس الوزراء وجدنا ان كل هذه الأخطاء ممكن انها تتصلح فى شهرين أو ٣ أو ٤، واننا نستطيع ان احنا نستعين بخبرة الأجانب؛ علشان نكون على درجة عالية من المهارة الفنية.
بييجوا طبعاً المتشككين والخوافين بياخدوا هذا المثل، وبيقولوا: إن مصنع الحديد والصلب اتعمل فرنين؛ فرن منهم اشتغل والفرن الثانى لسه ما اشتغلش، ودا يدل على ان العملية غير ناجحة! مطلقاً.. احنا مثلاً مأجلين الفرن التانى، عايزين نبتدى على أساس سليم، نبتدى بعد ما نطور العمال. حصلت بعض الأخطاء، حصل بعض التأخير، ولكن حيبقى عندنا أو عندنا النهارده صناعة حديد وصلب، فى خلال ٤ أشهر حتكون فيه صناعة حديد وصلب كاملة متكاملة، ولا يمكن أبداً أن نستمع إلى الشبهات.
سمعنا فى الهامسين بيقولوا: إن فيه بعض الناس الرسميين بيتكلموا على موضوع الصناعة، وإن موضوع الصناعة مش ماشى، وإن فيه مواضيع صناعية ومصانع ما مشيتش، والموضوع يعنى فيه بعض أخطاء. ناقشنا هذا - نقلاً عن الروايات - وبحثنا هذا فى مجلس الوزراء فى الجلسات اللى فاتت، وقلنا: إن الناس بيقولوا بره هذا الكلام، وطبعاً اللى بيحاول يقول بيحاول يستند؛ يقول حد قال من المسئولين علشان يدى كلامه معنى. طلع طبعاً فى مجلس الوزراء ان دا كلام فارغ؛ مافيش حد من المسئولين قال كلام أبداً بهذا الشكل.
طبعاً كلنا أما بنناقش بنحاول نوفر، بنحاول نكون أسرع، بنحاول نتأكد من الأرقام، ولكن وجدنا ان احنا نفذنا من مشروع السنوات الخمس الأول ٢٢٥ مليون جنيه من ٣٠٤ مليون جنيه، وحننفذ الباقى - اللى هو ٧٩ مليون جنيه - قبل يوليو - اللى هو بداية مشروع الخمس سنوات التانية - وإن نتايج مشروع الخمس سنوات لسه ما ظهرتش؛ لأن المصانع بتحتاج إلى وقت للتوريد والبناء، حتظهر فى سنة ٦٠ و٦١ و٦٢. ورغم هذا.. رغم ان مشروع الخمس سنوات دا لم تظهر نتائجه للآن، فإن الإنتاج الصناعى منذ قامت الثورة - يعنى من أول ٥٣ إلى أخر ٥٨ - زاد ٧٠%، الإنتاج الصناعى والإنتاج فى الكهربا ٧٠% بدون ظهور نتيجة العمل فى مشروع الخمس سنوات الأول.
وبعدين احنا كناس مبتدئين لا يمكن أن نسمع إلى الهامسين؛ لأن الهامسين بيحاولوا أن يؤثروا علينا، والخوافين بيحاولوا أن يؤثروا علينا، ولكنا يجب أن نسير بطريق ثورى. وأما قلنا: حنعمل مشروع الخمس سنوات فى سنتين عملنا مشروع الخمس سنوات فى سنتين، وكان علينا حصار اقتصادى، وكان علينا تهديد. والنهارده بنقول: حنضاعف الدخل القومى فى ١٠ سنوات، بإذن الله حنضاعف الدخل القومى فى ١٠ سنين، وحنحقق هذه الثورة الاجتماعية.
احنا الآن ندرس خطة الـ ٥ سنوات حتى تنتهى لتنفذ ابتداء من يوليه القادم؛ من أجل مضاعفة الدخل القومى فى ١٠ سنوات، ومن أجل أن يكون عندنا زراعة سليمة وصناعة سليمة. برنامج الخمس سنوات التانى الصناعى حيتكلف ٤٢٣ مليون جنيه تقريباً، برنامج التطور الزراعى فى الخمس سنوات حيتكلف ٤٥٠ مليون جنيه تقريباً؛ حنصلح حوالى ٤٨٠ ألف فدان، بالإضافة إلى ٣٠٠ ألف فدان فى الوادى الجديد، قبل ٦٤.. قبل السد العالى. حنوزع هذه الأرض على الفلاحين، حنعمل لكل فلاح بيت وحنديه ١٠ فدادين، وندى له جاموسة؛ بنغير بلدنا، بنغير مجتمعنا لأن قوة بلدنا حتكون بمجموع أبناء بلدنا.
هذه هى خطتنا الجديدة التى سنعمل من أجلها، ودا كفاحنا الجديد اللى باقول لكم عليه؛ ان احنا زى ما انتصرنا فى معركة الحرية وفى معركة الاستقلال، إننا نستطيع - بعون الله - أن نسير فى معركة البناء.