من اجمل الاشياء الموجوده في مصر هو ان الكتابه تكون مواسم مثلها مثل البرتقال و البطيخ و ياميش رمضان
فهناك مواسم للهجوم على عبد الناصر و اشتراكيته و هناك مواسم للهجوم على الدعاه الجدد و هناك مواسم للهجوم على احزاب المعارضه و الجمعيات الاهليه وهناك مواسم تمجيد الرئيس و العديد و العديد من المواسم التي يكتب فيها اصحاب الاقلام اياها بناء على تعليمات عليا
احدث هذه المواسم و اغربها هو موسم الهجوم على الشعب
نعم من يلاحظ الان بعض الصحف المصريه القوميه و غير القوميه يجد ان هناك موسم جديد هو موسم الهجوم على الشعب هذا الموسم لا يتقيد بموعد معين و لكنه اصبح تابع لكل مصيبه تحدث لهذا الشعب الطيب
فبمجرد وقوع الكوارث - و هم كثير جدا - يبدأ هذا الموسم فنجد من يتبارى للدفاع عن الحكومه مهما كان و وضع كل اللوم على الشعب
عند غرق العباره وجدنا من يروج لموضوع سوء تعامل المصريين مع العبارات و عدم اعتيادهم على التنظيم و الترتيب لركوب مثل هذه العبارات
عندما انهارت الدويقه فوق روؤس اهلها خرجت ايضا بعض الكتابات التي تهاجم اهالي الدويقه و تتهمهم بالجشع و الاستغلال و انهم المتسببون في انهيار الجبل فوق روؤسهم لانهم رفضوا ان ينتقلوا الى المساكن الجديده المريحه المكيفه التي بنتها لهم ماما سوزان و غيرها من اسياد الشعب
حتى عندما قتل احد الاطفال بالرصاص في بكونه بيتهم خرج علينا البعض ليهاجم المصريين و يتهمهم لنعدام ثقافه البلكونات عندهم
و هكذا تتوالى الكوارث و تتوالى الكتابات و الهجوم على الشعب المصري
اليوم ارسل لي صديق مقاله من احد الكتاب في جريده المصري اليوم يتحدث عن تدليل المواطن
لوهله ظننت ان العنوان خدعه من الكاتب و انه يقصد بالتدليل المعنى الدارج عند رجال العصابات لما كان استيفان روستي لما يعوز يخلص من واحد يقولهم " فسحوه " و لكني اكتشفت انني واهم و ان المقاله عباره عن هجوم على الشعب المصري و المواطن المصري الذي لا يؤدي واجبه كما ينبغي
شردت حوالي 5 دقائق بعد قراءه المقاله
ماذا يريد هولاء من الشعب المصري
من عده اعوام انتشرت الشائعه ضد الشعب المصري انتشار النار في الهشيم
الموظف المصري مرتشي و حرامي ولا يفعل شيئا بدون ان يقبض المعلوم
و اصبحت هذه هي تيمه كل المسلسلات و الافلام
الموظف المصري حراميس و مرتشي و فاتح الدرج و حق الشاي و الدخان
مصر بها 3 مليون موظف و موظفه تم وصمهم جميعا بعار الرشوه بجره قلم من كاتب لا يتقي ضميره فيما يكتب عن شعبه
و السبب في هذا الامر سهل و معروف الحكومه تريد ان تكسر عين الشعب
اذا كان الشعب يسمع عن سرقات الحكومه و رجالها و نهبهم و سلبهم فلا مجال للمعايره
انتم جميعا حراميه و مرتشون فهذا ما كتبه الاستاذ فلان الفلاني الكاتب الصحفي الشهير لنصبح جميعا مثلهم حراميه و مرتشون
صباح احد الايام تترائى الى اسماعنا فضيحه جديده من فضائح الطبقه الجديده قد تكون مخدرات او دعاره او سب او اغتصاب او غيره من فضائحهم المنتشره فيخرج علينا احد الكتاب ليبدا الموسم مره اخرى و يوصم كل المصريين اما بتعاطي المخدرات او باحتراف الدعاره او بالاخلاق السيئه او باستخدام الالفاظ البذيئه المهم ان نوصم جميعا بشئ حتى لا نستطيع ان نقول لرجال الطبقه الجديده ماذا و لماذا فعلتهم هذه المصيبه الجديده
و استمر الامر هكذا في صراع دائم بيننا و بين الطبقه الجديده
اذا تحدثنا عن الاموال المنهوبه تحدثوا عن شعب كسول
اذا تحدثنا عن حقوق تحدثوا عن واجبات لا نؤديها
اذا تحدثنا عن مقارنات تحدثوا عن ظروف اقوى لا يمكن مواجهتها
نسى هولاء او تناسوا ان السمكه تفسد من راسها
نسى هولاء او تناسوا انه لا يمكن ان ينصلح حال مجتمع اذا كان قادته و رؤسائه فاسدون
نسى هولاء انه لا يمكن ان نطالب الشعب بفعل الصواب بينما هو يرى ان من يطالبونه بذلك هم اكثر الناس يفعلون الخطأ
نسى هولاء ان اسطوره نهر الجنون هي التي تسيطر على تفكير المجاميع اثناء فترات الذل و الهوان
من الافضل ان اعيش فاسدا في مجتمع فاسدين على ان اعيش طاهرا
فمن الجنون الا اتبع الجنون
اقول لهولاء رحمه بهذا الشعب
مره واحده في العمر تقولوا كلمه حق عند سلطان جائر
سؤال واحد اساله الى كل هولاء و الذين يتمسحون بالايات و الاحاديث الدينيه التي تحض على العمل و بذل الجهد و حمايه الاموال و رفع البعض فوق الاخر طبقات
هل لو كان رسول الاسلام محمد فاسدا هل كان سيقيم مثل هذه الدوله الكبيره ؟
هل لو كان المسيح فاسدا هل كان ليتبعه البشر و تستمر تعاليمه الى الان ؟
الاجابه بالطبع لا يمكن ابدا
صلحوا فصلح الناس
و ان فسدوا فسد الناس
ارفعوا ايديكم عن الشعب المصري
او على الاقل فليكن لكم مواسم في قول الحق