قالالبروفيسور عوزي رابي الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إن "النظام الإيرانييمر في أزمة لم يشهدها منذ أربعين عاما، لأن العقوبات التي ستفرضها الولايات المتحدةعلى طهران ستؤتي أكلها وثمارها على الإيرانيين المحبطين، فهم يجدون أنفسهم فيمعاناة نفسية، وهناك العديد من الإيرانيين يخرجون إلى الشوارع محتجين".
وأضافرابي، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجامعة تل أبيب في مقابلة معصحيفة معاريف في مقابلة أجرتها معه صحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21" أن "اقتراب فرض العقوباتالأمريكية يتزامن مع إجراء المناورة العسكرية الأكبر التي يجريها سلاح البحرية الإيرانيفي الخليج العربي، في ظل حالة التهديدات الأمنية، وإمكانية التصعيد، مما يجعل عيونالعالم كلها متجهة إلى الخليج العربي".
وأوضحأن "الأزمة الاقتصادية متصاعدة في إيران، لكن ما يوتر الإيرانيين فعلا أنيكون رئيس أمريكي غربي ذو رأس شرق أوسطي، يلعب معهم لعبة مختلفة تماما عن سابقيه،كما أن ما حصل مع العملة الإيرانية، وتراجعها هو سلوك نفسي، لأن الإيرانيين يعلمونأنه بعد أربعة أيام سيبدأ سريان مفعول العقوبات، مما أنشأ في أوساطهم حالة منالقلق النفسي بسبب ما قد يحصل معهم".
وأشارأن "ما يقلق الإيرانيين أكثر أن يربط الرئيس دونالد ترمب بين ما يحصل داخل إيرانوما يحدث خارجها من تطورات، لأن ذلك قد يشجع الجماهير الإيرانية على الخروج للشوارع،مما قد يؤدي لتغيير النظام، وتبقى فرضية أن تهدد هذه المظاهرات استقرار النظام مثلالسؤال الذهبي، لأن هذا قد يحصل فعلا".
فيماقال الجنرال عيران ليرمان في صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "تراجع قيمة الريال الإيرانيلما دون مائة ألف دولار يكتسب أهمية إستراتيجية بعيدة المدى، بالتزامن مع رغبة واشنطنلزعزعة استقرار النظام الإيراني حتى قبل أن يبدأ سريان مفعول العقوبات الأمريكية،مما يجعل الجماهير الإيرانية غير واثقة بمدى قدرة قياداتها على الصمود أمام أدواتالضغوط الأمريكية، ولذلك بات العديد من الإيرانيين يهربون نحو السوق السوداء، ويخرجونإلى الشوارع للاحتجاج".
وأضاففي مقال ترجمته "عربي21" أن "دعوةترامب للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني من شأنها إثارة المزيد من الخلافات داخلمؤسسات الدولة، خاصة بين القيادات الدينية والجمهور، الذي تربى على مفاهيم الشيطانالأكبر".
وختمبالقول أن "ما يزيد الضغوط على إيران وجود إدارة أمريكية تتعامل بمنطق الصقورمعها، سواء الرئيس ترمب ذاته، أو وزير الخارجية ورئيس جهاز السي آي إيه السابقجورج بومبياو، أو مستشار الأمن القومي جون بولتون".
إيريزلاين الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" قال إن "الكرة موجودة اليوم في الملعب الإيراني،لأن العرض الذي أعلنه ترمب للقاء روحاني جعل ظهر إيران للحائط، ومع اقتراب استحقاقسريان العقوبات الأمريكية، فمن حق القيادة الإيرانية التي تبدي كثيرا من المكابرةأن تقلق لما قد تشهده البلاد في قادم الأيام".
وأضاففي تحليل ترجمته "عربي21" أنه "منالمتوقع أن تبدأ الشركات العالمية في الأيام القادمة إلغاء عقودها الاقتصادية معنظيرها الإيرانية، وإخراج أموالها من الدولة، وإغلاق المصانع، وأن يتحسس الإيرانيونجيوبهم".
وأوضحأن "كل طرف سيحاول إدارة المعركة لصالحه قبيل فوات الأوان، خاصة وأن الاقتصادالأسود بات ينتعش، وقيمة العملة المحلية الريال الإيراني تتدهور لمستويات مهينةغير مسبوقة، كما أن الإيرانيين أنفسهم يرون أن الدولة تنفق مقدراتها المالية علىمشاريع نفوذها في الخارج على حسابهم، والنظام بات يعلم أنه من الصعب عليه إعادة الأمورلما كانت عليه قبل الاتفاق النووي".
مزيد من التفاصيل