قال المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، إن تاريخ العلاقة بين الإخوان والسلطة في مصر منذ الأربعينيات تعرض لرواية طرفين، الطرف الأول يُدافع عن الإخوان ولا يجد لهم خطأ ولا عيبًا، والطرف الآخر لا يجد نقيصة إلا ألصقها بهم، وقد ضاعت الحقيقة بين الطرفين.
وأضاف ماضي على صفحته الرسمية على "فيس بوك" من خلال سلسلة منشورات "شخصيات عرفتها: أن فريد عبد الخالق العضو بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان كان من القلائل الذين يروون شهادتهم عن التاريخ بإنصاف وتجرُّد، وإن كنتُ آخذ شهادته كاملة دون تردُّد، ولكن تحليلَه للأحداث أحيانًا لا أوافقه عليه وهذه طبيعة البشر.
وأشار إلى أن عبد الخالق كان عضوًا بمكتب الإرشاد وليس له صلة بالنظام الخاص، و"النظام الخاص" اختلف المؤرخون حول الهدف من إنشائه؛ فالمصادر الإخوانية التي تدافع عنه تقول إن هدفه هو محاربة الاحتلال الإنجليزي للقنال والمساهمة مع الفدائيِّين في حرب فلسطين، والمصادر الرافضة للإخوان تقول إن هدف "النظام الخاص" اغتيال الخصوم السياسيِّين والسعي للوصول للسلطة، والمنصفون حتى من داخل الإخوان يقرُّون بأن النظام الخاص قام بالمهمَّتين معًا.
وتابع في حديثه: "وحين سألتُ فريد عبد الخالق عن أعمال النظام الخاص، الخاصة باغتيال الخصوم السياسيِّين - مثل القاضي أحمد الخازندار الذي حكمَ على عدد من الإخوان بأحكام مشدَّدَة - هل كنتم كقيادة للجماعة على علم بذلك أم لا؟ فأجاب الرجل بالنفي، فسألته حول علم مؤسس الجماعة "حسن البنا" بذلك، قال: حدثت مشكلة داخل الإخوان بسبب هذه الحادثة حين سأل عبدُ العزيز كامل - وهو قيادي مرموق – عبدَ الرحمن السندي - قائد النظام الخاص -: مَنْ أَمَرَكُمْ بقتل القاضي الخازندار؟ فأجاب: فضيلة المرشد (يقصد البنا)، فعاد عبد العزيز كامل وسأل المرشدَ: هل أمرتَ فضيلتُك بقتل القاضي الخازندار؟ فأجاب البنا: لا، فقال عبد العزيز إذن نواجهكم معًا حيث إن عبد الرحمن السندي قال إنكم من أمرتَ بذلك، فغضب الأستاذ البنا (حسب رواية فريد عبد الخالق) من طلب عبد العزيز كامل حيث رأى أنه يُكَذِّبُه.
وأوضح ماضي في روايته أن عبد الخالق أشار إلي أن هذا الحوار ين " البنا" و"كامل" أثّر علي الأخير ، حيث كان البنا يُعِدُّ عبد العزيز كامل ليخلفه في منصب "المرشد"، وكانت هذه الواقعة أثَّرت على ذلك الاختيار.
وأشار إلي أن البنا امتثل لهذا الأمر وجمع عبد الرحمن السندي مع مكتب الإرشاد وتواجها، وقال عبد العزيز كامل لعبد الرحمن السَّندي: إنك تقول إن الأستاذ البنا أمرك بقتل القاضي الخازندار والأستاذ البنا يقول: إنه لم يقل لك ذلك، فقال السندي: إنه حين جاء الحديث عن حكم القاضي الخازندار المشدَّد على الإخوان أمام الأستاذ البنا قال: "ربنا يأخذه"، ففهمت من هذا التعليق أنه تكليف لنا بقتله، فرد البنا: "أنا قلت ربنا يأخذه مش أنتم؟". واعتبر فريد عبد الخالق أن هذا الحوار يُبرئ الأستاذ البنا من هذا التكليف .
وأكد ماضي في روايته أن عبد الخالق رأى في أفعال "النظام الخاص" كوارث على الجماعة والوطن، وقال إن البنا شعر بذلك في أواخر حياته وأنه يفقد السيطرة عليه وهو الزعيم الكاريزمي المنشئ للجماعة وللنظام الخاص، ونقل عنه أيضًا أنه قال في آخر أيامه: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أنشأت النظام الخاص.
يذكر أنه في تاريخ "الإخوان" يوجد جناحان الأول: تشكيلات الجماعة المعروفة من مرشد ومكتب إرشاد وهيئة تأسيسية ومكاتب إدارية وشُعب وأُسر وغيرها، وتلك يُطلِق عليها الباحثون (النظام العام)، وتشكيلات سرية مقاتلة أو ما يُعرف "بالنظام الخاص".
مزيد من التفاصيل