* صلاة الضّحى *
الضّحى لغةً هي حين تشرق الشمس، مختار الصّحاح، ص672 ، أمّا اصطلاحاً هي صلاة من النوافل التي داوم الرّسول صلى الله عليه و سلّم عليها وحثّ بها الصحابة رضي الله عنهم، « أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ صيامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ » رواه البخاري،1981 .سُمّيت أيضاً بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها، وهي الصّلاة النّافلة ما بين صلاتيّ الفجر والظّهر، حيث يحرص المسلم على تأديتها طمعاً بالأجر والثواب العظيم، كما أنّها تجلب الرّزق والبركة في يوم المسلم، وهي كصلاة المفروضة في تأديتها، وأركانها، وسننها، وشروط صحّتها.
* حكم وصفة صلاة الضحى *
صلاة الضّحى سنّة مؤكّدة، ومن تركها فلا حرج عليه لأنّها نافلة وليس فرضاً، إلّا أنّه من المستحبّ المواظبة عليها، ونستند فيها على حديث عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ مسلم، 1176 . من صفة صلاة الضحى أنّها من النوافل، لذلك من الجائز للمسلم أن يصلّيها بعدد الرّكعات الذي يراه مناسباً، لكن أجمع العلماء على أنّ أقلّها ركعتان، أمّا أكثرها فلم يُذكر فيه عدد، إنّما يعود إلى قدرة المسلم ورغبته، مع تقديم أهمّية الدّيمومة على العدد (1)، كما في الحديث: إن أحب العمل إلى الله ما دام عليه صاحبه وإن قل البخاري، 344 .
* وقت صلاة الضّحى *
يكون وقت صلاة الضّحى عند ارتفاع الشّمس قدر رمحٍ، وهي ما تُقدّر باثنتيّ عشر أو خمس عشرة دقيقة من شروق الشّمس، وتمتدّ إلى قبيل الظّهر بعشر دقائق، وبذلك تخرج من وقت الصّلاة المكروه: عند شروق الشمس وعند ارتكازها في منتصف السّماء. وأفضل الأوقات لصلاة الضّحى يكون عند اشتداد حرّ الشّمس في السّماء، استدلالاً بحديث الرّسول عليه السّلام: صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمضُ الْفِصَالُ رواه مسلم، 748 .، و شرحه الشيخ ابن باز رحمه الله: معنى تَرْمضُ: أي يشتد عليها حر الشمس، والفِصَال: هي أولاد الإبل، وهي من الصلوات التي فعلها آخر الوقت أفضل. فتاوى إسلامية، 1/ 515 .
* كيفيّة صلاة الضحى *
تكون صلاة الضحى كما يصلّي المسلم الصلّاة العادية؛ حيث يؤدّي الرّكعتين ثم يُسلّم عن يمينه وعن شماله، و إذا أراد أن يصلي أربع ركعاتٍ أو ستَّ ركعاتٍ، عليه أن يصلي كلّ ركعتين منفصلتين عمّا قبلهما أو بعدهما و يفصل بالتسليم يميناً ويساراً، و بهذا تكون صلاته صحيحة بمشيئة الله تعالى. لا يوجد هناك سوراً محددة تُقرأ في صلاة الضّحى، استناداً على قوله تعالى: فاقرأوا ما تيسر منه. المُزّمل، 20 .
------------------
#تذكر ( الدال علي الخير كفاعله )
------------------
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )) . رواه البخاري