قال كاتب إسرائيلي: إن "استمرار إسرائيل بترسيخ سياسة الانقسام بينقطاع غزة والضفة الغربية قد يسفر في النهاية عن عزلها، في ظل وجود تحذيرات منإمكانية سيطرة حماس على الضفة الغربية، مما سيدفن نظرية بنيامين نتنياهو التي عملعليها في السنوات العشر الماضية".
وأضاف عكيفا ألدار في مقاله بموقع "يسرائيل بلاس"، وترجمته"عربي21" أن "المناطق الفلسطينية سوف تتحول جميعها في هذه الحالةإلى ساحات للقتال، وبدلا من وجود قطر لتمويل الفلسطينيين، فإنها في هذه الحالةستتنحى جانبا، وتدخل إيران على الخط".
وأوضح ألدار، الكاتب المخضرم، والرئيس السابق لمكتب صحيفة هآرتس بواشنطن،بأن "إسرائيل تواصل دعم غزة بالمال القطري، رغم أن حماس تستمر في مهاجمةمستوطنات غلاف غزة، وتقتل الإسرائيليين، وتعلن رسميا معارضتها لأي ترتيبات سياسية،وفي الوقت ذاته تواصل الحكومة الإسرائيلية محاربة السلطة الفلسطينية التي يعلنزعماؤها تطلعهم للحل السياسي بتجميد أموال المقاصة".
وأشار ألدار، مؤلف كتاب "المستوطنون ودولة إسرائيل"، الذي حازعلى مبيعات فائقة، وتمت ترجمته إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسيةوالعربية، أن "إسرائيل تجري مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس، بما قد يقويهذه الحركة التي تخطط لتنفيذ هجمات انتحارية في القدس والضفة الغربية، وفي الوقتذاته تقلص رواتب أفراد أجهزة الأمن الفلسطينية الذين ينشطون في إحباط هذه الهجماتالمسلحة داخل إسرائيل".
وتطرق الكاتب إلى "تقرير مراقب الدولة عن حرب الجرف الصامد في غزة2014، الذي كشف عن فجوات في آليات اتخاذ القرار داخل المستوى السياسي الإسرائيلي،وأكد أن الكابينت المصغر لم يعقد أي نقاش جدي لتحديد أهداف إستراتيجية بالنسبةلمستقبل قطاع غزة، وأبقى على وضع بعض الخيارات المحدودة فقط المتعلقة بالتطوراتالعسكرية على الأرض، وليس بالقضايا السياسية، أو الوضع الإنساني الصعب فيالقطاع".
وأكد ألدار، المصنف ضمن قائمة المحللين الأكثر تأثيرا في العالم، أن"الأمن الإسرائيلي حذر من استمرار المعاناة المعيشية في القطاع، لأنه كفيلبأن يترك آثاره السلبية على إسرائيل، وهو ما أكده تقرير لاحق صدر في أكتوبر 2017للجنرال يوآف مردخاي المنسق السابق لشئون المناطق الفلسطينية مع عدد من مساعديه،الذين حذروا من خطورة الوضع الاقتصادي السيئ في غزة".
إقرأ أيضا: هكذا قرأ جنرال إسرائيلي العدوان على غزة.. بماذا طالب؟
وأوضح أن "التقديرات الأمنية الإسرائيلية سعت لإعداد خطة مارشال، تشملقطاع غزة والضفة الغربية، وبمشاركة السلطة الفلسطينية، وفي هذه الحالة تطلب الأمرنقاشا إسرائيليا ذو طبيعة سياسية صرفة، لكن الغريب أن نتنياهو اتخذ سياسة معاكسةعبر أسلوب العصا والجزرة، فقدم العصا لداعمي حل الدولة الفلسطينية بجانب إسرائيل،وهي السلطة الفلسطينية، ومنح الجزرة لداعمي إقامة الدولة على أنقاض إسرائيل، وهيحماس".
وأشار أن "الترجمة الطبيعية لهذه السياسة هي استمرار الفصل بين قطاعغزة والضفة الغربية، ليس فقط في الموضوع السياسي، وإنما في تحركات الفلسطينيين بينالمنطقتين، وهذا يأتي تطبيقا للعقيدة السياسية التي يتبناها نتنياهو لكبح جماحإقامة الدولة الفلسطينية في كلا المنطقتين، غزة والضفة، وبدء فرض السيادةالإسرائيلية على الضفة، باعتباره استمرارا طبيعيا للأمر القائم، وتوسيعه".
وأكد أن "نجاح حماس في إجبار مئات آلاف الإسرائيليين على الهروبللملاجئ، وفي الوقت ذاته تلقيها للمال القطري يعني فشلا حقيقيا للسلطة الفلسطينيةفي المسار السياسي، وكما أن الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في 2005 شكلانتصارا لشعارات حماس، فإن هذه الشعارات تعيد إثبات نفسها من جديد، بأن دبلوماسيةأوسلو فشلت، والعنف يحقق إنجازات" وفق قوله.
وختم بالقول أنه "لم يتبق سوى إعلان صفقة القرن الأمريكية التي ستبقيلمحمود عباس بعضا من بقايا الضفة الغربية، وستعني شهادة الوفاة السياسية له، وتقدمالضفة الغربية على طبق من ذهب لحماس، وفي هذه الحالة ستتحول مستوطنات غلاف الضفةالغربية إلى ساحات لتبادل إطلاق النار، تماما كما هو الحال في مستوطنات غلافغزة".
مزيد من التفاصيل