اليخت الملكي "المـحـــروســـة".. اليخت الذى افتتح القناة وودع ثلاثة ملوك..!!

[د. يحي الشاعر]

اليخت الملكي "المـحـــروســـة"

المحروسة.. اليخت الذى افتتح القناة وودع ثلاثة ملوك..!!





https://www.egy.com/P/royal/mahroussa-1.jpg





بعض المعلومات عن اليخت المحروسة ، الذي أصبح فيما بعد ، أفضل وسيلة لتنقل جمال عبدالناصر بين مصر ويوغوسلافيا ،وكانت المحروسة ترحل وتقع تحت حراسة المدمرات المصرية ... علاوة علي حراسة الغواصات المصرية ايضا



وتفادي عبدالناصر ، بقدر الأمكان إستعمال طائرة الكوميت 4 س التابعة لشركة مصر للطيران، وذلك تفاديا لإمكانية إسقاط الطائرة ...



وكان قد إستعملها لأول مرة ، عندنا سافر في المرة الوحيدة التي ولأول وآخر مرة في حياته إلي أمريكا ، للأشتراك في إجتماع هيئة الأمم المتحدة - نيويورك - حيث إلتقي ايضا مع الجنرال دوايت أيزنهاور ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ....ومع فيديل كاسترو وجواهر لال نهرو و وجوزيب بروز تيتو وغيرهما من زعماء العالم .... وتمت اللقاءات في فندق والدورف أستوريا



ومن المعروف أن طائرة مصر للطيران ، لقد توقفت الطائرة في مطار شانون ـ لتحميل الوقود ، حيث أنه مدي طيرانها - 4800 كم - محملة ، لم يكن يمكنها من طيران المسافات البعيدة (من مصر إلي أمريكا) عبر المحيط الأطلنطي دون إعادة تحميل الوقود



وتميز الأجتماع بين أيزنهاور وعبدالتاصر بالمودة التي سادت بين قائدين عسكريين يكنان الأحترام لبعضهما البعض



خرج اليخت الملكى المحروسة بالملك فى فاروق فى رحلته الأخيرة من الإسكندرية متوجها إلي إيطاليا ... مع الأوامر برجوعه فورا إلي الأسكندرية ، بعد إفراغ شحنته من الركاب



اليخت :



- تم بناء اليخت لاستخدام الخديوى إسماعيل الخاص

- قامت ببنائه شركة Samvda بلندن

- أتمت بناءه من الحديد فى عام 1865 وأطلق عليه إسم المحروسة..



مواصفاته :



- الطول 411 متراً العرض 42 متراً، الحمولة 3417 طناً..

- كان يسير بالبخار ومسلح بثمانية مدافع صغيرة العيار.

- شارك اليخت عام 1868 فى نقل أمراء وملوك أوروبا لافتتاح قناة السويس.. فى عام 1868

- كان المحروسة أول سفينة تدخل قناة السويس فى عام 1868 .

- نقل المحروسة الخديوى إسماعيل فى عام 1879 للإقامة فى إيطاليا بعد عزله.

- أبحر اليخت من الإسكندرية إلى بور سعيد للاحتفال بإزاحة الستار عن تمثال ديليسبس فى عام 1899.

- تم تركيب أول لاسلكى فى العالم على ظهر المحروسة عام 1912 .

- تم استخدام المحروسة فى نقل مهاجرى الأتراك من تركيا إلى الإسكندرية عام 1913 .

- نقل اليخت الخديو عباس حلمى الثانى إلى الآستانة فى عام 1914 حيث منع من العودة إلى مصر مرة أخرى.

- قام اليخت بنقل فؤاد الأول إلى بور توفيق فى 1930 لافتتاح ميناء البترول الجديد.

- أقل اليخت الملك فاروق وأسرته يوم 26 يوليو 1952 بعد تنازله عن العرش ليقيم فى إيطاليا.

- تغير اسم اليخت بعد ذلك إلى "الحرية" لكنه مازال مشهوراً باسمه القديم "المحروسة".

- منذ عام 1952 وحتى الآن أدخلت عليه تعديلات كثيرة ليواكب التكنولوجيا البحرية المتقدمة.







أصعب يوم فى حياة فاروق..!!



وعن أصعب وأهم يوم فى حياة الملك فاروق يقول جلال علوبة: يوم 22 يوليو 1952 كنت فى الإسكندرية.. وفوجئت بالملك يحدثنى تليفونياً -على غير عادته- وقال بصوت مضطرب: يبدو أن الجيش قام بعمل حاجة!! جهز نفسك واستعد باليخت.



وبعد ذلك تحدثت إلى شماشرجى الملك محمد حسن باشا الذى قال إن حركة الجيش زوبعة فى فنجان!!



وبدأت المفاوضات بين اللواء محمد نجيب وعلى ماهر من جانب والملك فاروق من الجانب الآخر.. وخلال هذه الأيام أقمت مع الملك فى قصر عابدين من يوم الأربعاء 22 يوليو حتى السبت 26 يوليو..



حتى اتصل بى أنور السادات -وكان ضابطاً صغيراً وقتذاك-تليفونياً وقال لى: إننا نريدك فى مقر القيادة. فقلته له: تعال أنت وخذنى. وبالفعل جاءنى إلى مصلحة الموانى والمنائر حيث كنت بانتظاره..



وذهبنا سوياً إلى محمد نجيب الذى طلب منى أن أرحل بالملك فاروق فى الساعة السادسة فى صباح اليوم التالى الأحد 27 يوليو، وعلمت أن الملك أصر على عدم الرحيل بدونى.. وأعطانى نجيب أمراً كتابياً بالسفر بفاروق وأسرته إلى إيطاليا بشرط أن أعود بالمركب سالمة.



وعدت إلى الملك فى نفس اليوم فى الساعة الخامسة، وكانت حالته النفسية سيئة جداً، وقلت له: استعد للإبحار صباحاً. وطلبت من محمد نجيب قوة حربية لتأمين المحروسة ضد أى هجوم إسرائيلى.. وبعد أن وافق نجيب أن يعطينى القوة الحربية رفض مجلس قيادة الثورة لأن محمد نجيب كان ذو شخصية مهزوزة، أما جمال عبد الناصر فلم يكن قد ظهر فى الصورة بعد، ودوره لم يتضح إلا بعد نجاح الثورة تماماً.



صباح يوم الرحيل..!!



وفى صباح يوم الرحيل كان فى وداع الملك السفير الأمريكى بالقاهرة جيفرسون كافرى.. وجاء محمد نجيب متأخراً ومعه من رجال الثورة صلاح سالم وحسين الشافعى وصلاح فريد، وقالوا لنا: إحنا آسفين يا جماعة للتأخير.. فقد ضللنا الطريق إلى الباخرة..!!



وأبحرت المحروسة من ميناء الإسكندرية وهى ترفع العلم الملكى لأن مصر لم تكن جمهورية بعد.. كما أن الملك أحمد فؤاد كان على متن اليخت.. ولم نجد فى استقبالنا فى نابولى سوى مندوب من وزارة الخارجية افيطالية وسفير مصر فى إيطاليا.. وكان من المفروض أن تحتفل بنا إيطاليا كما فعلنا مع ملكهم إيمانويل عندما جاء إلى مصر بعد خلعه..!!



الملك يبكى..!!



وأما عن حالة الملك فاروق النفسية فى تلك اللحظات فيقول جلال بك علوبة: كانت حالته فظيعة.. دائم البكاء.. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يبكى فيها الملك.. فقد رأيت قبل ذلك يبكى وعندما سألته عن السبب قال: أنا زهقان وحالة البلد متعبة ولا أعرف ماذا أفعل..!!



ولم يكن يبكى أمام أى شخص آخر أبداً.. وفى خلال اليومين أو الثلاثة التى تلت الثورة كان ما يزال يعاند ويرفض تصديق ما حدث.. ويعتقد أن الثورة سيتم القضاء عليها.. لدرجة أنه كان يفكر فى تعيين اللواء محمد نجيب وزيراً للحربية.. ورفض التوقيع على وثيقة التنازل عن العرش.. وكان يؤكد أن رجال الثورة أمسكوا النمر من ذيله..!!





الموضوع التالي ، يبين ذكريات أحد آخر شهود مغادرة الملك فاروق لأرض مصر للأبد





د يحي الشاعر