نشرت صحيفة"الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الفوز الساحق والمتوقع لعبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، حيث اعتمد عدة أساليب قمعية لتحقيق هذاالفوز المدوي؛ وهو ما شوه صورته أمام العالم أجمع.
وقالت الصحيفة، فيتقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التقديرات الأولية تشيرإلى فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية بنسبة 90 بالمائة، علماأنه تم الطعن في نزاهة هذه الانتخابات بسبب شراء الأصوات والتهديد بغرامة الامتناععن التصويت. وقد نشرت الصحف المصرية الرسمية نسب المشاركة التي بلغت 37 بالمائة.
ووفقا للنتائج التينشرتها كل من صحيفة أخبار اليوم، والأهرام، ووكالة أنباء الشرق الأوسط، تحصلالسيسي على 21 مليون صوت من جملة 59 مليون شخص يحق لهم التصويت. في الأثناء، لمتتجاوز نتيجة تصويت موسى مصطفى موسى المنافس الوحيد للسيسي، 721 ألف صوت. ومنالمقرر الإعلان الرسمي عن النتائج يوم الاثنين المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أنالمارشال السيسي فاز خلال انتخابات سنة 2014 بنسبة 96.9 بالمائة من الأصوات. وكانتنسبة المشاركة في هذه الانتخابات في حدود 47.5 بالمائة من السكان. في المقابل،احتل المعارض حمدين صباحي المركز الثالث بنتيجة 757.511 صوت.
اقرأ أيضا: هل "الامتناع عن التصويت" سحب الشرعية من انتصار السيسي؟
وأضافت الصحيفة أنالنظام المصري سيواجه انتكاسة حرجة في حالة تأكيد النسب الأولية للانتخابات. ولقدساهم السيسي في إجهاض التحول الديمقراطي في مصر، بقيادة الانقلاب العسكري في تموز/يوليو سنة 2013. آنذاك، دعت المعارضة إلى مقاطعة ما أسمته"مهزلة انتخابية"، علما بأنها تعرضت لحملة اعتقالاتوحشية أدت لسجن 60 ألف معارض.
وقالت الصحيفة إن السلطاتالمصرية حثت المواطنين على الخروج للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وعملت علىتحويل مراكز الاقتراع لأمكنة بهجة وعبادة لشخص السيسي. في الأثناء، صعد النظام منوتيرة تهديد المواطنين بعد العزوف الكبير عن التصويت.
وذكرت الصحيفة أن هيئةالانتخابات الوطنية أعلنت عن غرامة مالية قدرها 500 جنيه مصري، أي ما يعادل 25يورو، على جميع الممتنعين عن التصويت بموجب قانون صدر سنة 2014. وتحدثت الصحفالحكومية عن إمكانية إدراج الغرامة ضمن أداءات فاتورة الكهرباء. وقد حاولت وسائلالإعلام المصرية اللعب على المشاعر الوطنية من خلال الخطاب التالي "التصويتواجب وطني باعتبار أنه يساهم في صناعة مستقبل مصر".
وأشارت الصحيفة إلى أنالحكومة رفضت الإعلان عن يوم رابع من الانتخابات. وقد كان الكم الهائل من الطعونفي النتائج المعلنة بسبب شراء الأصوات، وتفريق المواد الغذائية على الناخبين،ونقلهم إلى مراكز الاقتراع بواسطة الحافلات العمومية، من أبرز الجوانب التي ميزت هذهالانتخابات. كما توخى نظام السيسي أسلوب التهديد ضد موظفي الشركات العامة والخاصةالتي لم تمارس حق الاقتراع.
وذكرت الصحيفة أن حاكممنطقة الوادي الجديد، وهي منطقة شاسعة في جنوب غرب البلاد علىالحدود السودانية الليبية، تعهد بتخصيص استثمار قيمته 15 مليون جنيهإسترليني أي حوالي 690 ألف يورو للمدن ذات نسب التصويت المرتفعة. كما وعد بمنحتأشيرات عمرة مع عدم تحديد تاريخها، أي حسب رغبة الناخب.
وأضافت الصحيفة أن 38بالمائة من سكان الإسكندرية قاموا بالتصويت وهو ما مكن السيسي من 88 بالمائة منالأصوات. وقد كانت نسب المشاركة أعلى في محافظات دلتا النيل مثلالدقهلية، والغربية أو البحيرة.
وأوردت الصحيفة أن السيسياحتفل بمناسبة بقائه في منصبه، حيث عمت أجواء الفرحة في الكثير من المناطق خلالالليلة الفارطة. ومن المألوف أن السيسي يعتمد اللهجة الوطنية والحربية في خطاباته.وفي تغريدة على موقع تويتر، قال السيسي "بالنسبة لي إن مشاهدة المصريين فيمراكز التصويت، مصدر فخر وشرف ودليل على عظمة أمتنا التي فداها أبناءكم بدمائهمحتى نتمكن من السير معا نحو المستقبل"، مضيفا أن "صوتالجماهير المصرية هو شهادة على أمة تفرض نفسها بقوة لا تعرف الضعف".
اقرأ أيضا: فايننشال تايمز: هذا ما تكشفه انتخابات مصر القمعية
مزيد من التفاصيل