إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا..
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى
نعم الحمد لله اولا وأخيرا
فما أصابني من شئ إلا رحمة من ربي أحمده عليها وأستغفره عن خطاياي ..
قال صلى الله عليه وسلم : (( من يرد الله به خيراً يُصب منه )) رواه البخاري .
ولأن ذلك قد يكون ابتلاءً من الله سبحانه ، فالمؤمن مبتلى لقوله تعالى { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } [ البقرة : 155 ]. ولِما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم )) رواه الترمذي والطياسي والبيهقي .
قال صلى الله عليه وسلم : (( ما يصيب المسلم من نصبٍ ( تعب ) ولا وصب ( مرض ) ولا هم ولا غم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفَّر الله عنه من خطاياه )) . رواه البخاري ومسلم .
شريط من ذكريات ليست بطويلة، فذاكرتي تحتفظ بأطول منها بل بأضعافها .. تلك الجراح التي أحمد الله على ابتلائي بها ، فما أحوجني أنا العبد الفقير إلى الله لمكفرات الذنوب والخطايا ..
ذكرت كيف بدأ مكان الجرح السابق في التململ تحت وطء الضغط الذي افتعله ربط الحذاء الطبي الكبير على قدمي وفرحتي به فأخرج غير محاذر إلى الأسواق حيث حرمت ازمن من ولوجها سيرا على قدماي ..
وبدا الضغط والاحتكاك على تلك النقطة التي تشبه الزاوية المنفرجة عند نهاية إصبع قدمي اليسرى الأصغر .. وهي مسببات للجرح مماثلة لما نجم عنها جرحي الأصلي ..
وكيف أخطأت بلبس الحذاء بدون جورب عند إحرامي للعمرة من منطقة السيل الكبير، وحتى انتهائنا من تأدية مناسك العمرة والعودة إلى الفندق، لأفاجأ بولدي الأصغر يحملق في قدمي وهو يخلع عنها الحذاء، ثم يصرح لي بانفتاح الجرح ..
كان ذلك اواخر شهر آذار/ مارس من العام الماضي 2013
مع عودتي إلى الدوحة وبدء العلاج في المركز الصحي تحت إشراف طبيب أظنه من أبرع وأنبه من تعاملوا مع جراح السكري في قطر، وربما يرقى إلى مصاف العالمية، إذ أنه باحث نشط في هذا الشأن ويدرس في Weill Cornell في قطر ..
باشر العلاج مستخدما نوعا من العسل تخيره بعد عرضه على المختبر المركزي وحصوله على الضوء الأخضر بصلاحيته للغرض المرجو منه ..
ورغم التشكيك الذي وصل إلى حد الاستهزاء والاستخفاف أحيانا .. ثابرنا على العسل كأساس في العلاج ..
بالطبع العناية بالجرح من ناحية التنظيف، بل واستخدام البيتادين في محيطه حيث الجلد يتعرض للرطوبة التي تؤدي إلى عفونة غير مقبولة .. إلا أن الجرح كان يتلقى كمية صغيرة تمثل طبقة حفيفة من العسل يوميا ..
لو استعرضتم مسلسل العلاج .. وما تعرض له الجرح من نكسات لأسباب خارجية .. للاحظتم أنه كان من الممكن أن يكون الشفاء خلال مدة وجيزة ..
لكم مشيئة الله تسبق أي علاج .. فالشافي هو الله .. وما الانتكاسات -في نظري- إلا سبيلا لإطالة أمد الجرح بمشيئة من الرحمن جل وعلا ..
اليوم وقد بتنا على شفا اكتمال نمو الجلد فوق الجرح الذي التأم تماما منذ أكثر من أسبوعين ..
فإنني أسأل الله شفاءا تاما لا يغادر سقما:
شكرا د. هاشم محمد السيد ..
شكرا لطاقم التمريض المتمرس
شكرا زهيدة.. التي تتولى العنايى بالقدمين منذ سنوات بما في ذلك الغيار بدقة متناهية على الجراح..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..