قصة فرعون في القرآن - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > المنتدى العام > مناقشات وحوارات جادة

    مناقشات وحوارات جادة

    قصة فرعون في القرآن


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 20th September 2013, 09:58 AM KANE غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Brigadier General
     






    KANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond repute

    KANE's Flag is: Egypt

    افتراضي قصة فرعون في القرآن

    أنا : KANE




    فرعون في القرآن
    بقلم: عبد الواحد دريكي

    كرامة الإنسان وحقه والغاية التي من أجلها خلقه الله تعالى وهي تحقيق العبودية خالصة لوجهه الكريم، أمور لا تتحقق إلا بعدم إكراهه في معتقداته الدينية والسياسية والاجتماعية. وعلاقة الإنسان بالسياسة لا تنفك عن علاقته بأخيه الإنسان منذ وجوده، فالسياسة المتبعة في أي مجتمع هي الأساس الذي تُبنَى عليه العلاقات بين الأفراد والجماعات، ومن أعظم الطوام التي عانت البشرية منها ولا تزال، في ظل الأنظمة الشمولية عبر التاريخ، إكراه المجتمع المبتلى بها على أن يكون قطيعا تقوده حسب أهوائها، بوسائل وآليات في غاية القساوة، والقاسم المشترك بين كل الشموليات هو التمسك بالسلطة وعدم الاعتراف بالآخر كشريك مواز، واتهام كل المخالفين الذين يُخشى منهم على هذه السلطة بأبشع التهم، تلك صورة لما اتصف به فرعون مصر رأس هرم الاستبداد على عهد سيدنا موسى عليه السلام، فقد وصم الطاغية نبي الله بتهم الفساد وتبديل الدين والخروج على تعاليمه، فقد وردت دعاية فرعون في سورة غافر، وتحامله على النبي الطاهر في قول الله عز وجل: إني أخاف أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد [1]، ونرى كيف أن المُطبِّلين والمُزمِّرين الذين يستخدمهم رأس هرم النظام الشمولي، كأدوات لذر الرماد في أعين البسطاء بكل زمان ومكان، يتبعون ذات السلوك الذي سار عليه الملأ المقربون من قوم فرعون قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون [2].
    وهكذا تُقَدَّمُ الفكرةُ الإيديولوجية التي تُبنى عليها الأنظمة الشمولية للمحكومين على أنها فكرة مقدسة، من يخالفها فهو زنديق، كافر، وخائن وعميل وعدو، وما إلى ذلك من أوصاف القدح، لإضفاء الشرعية على إنزال أشد العقوبات به أمام أعين الملأ الذين تم الاستخفاف بهم، عَمَلاً بالتعبير الفرعوني ... ذروني أقتل موسى وليدع ربه.. [3].
    فالزعم بأن الفكر الشمولي في أي زمان ومكان هو فكر مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفرض ذلك على الناس باسم الدين أو الوطن والقومية أو أي إيديولوجية أخرى، ما هو في النهاية إلا إسقاط لتكبر فرعون الذي بلغ حدا جعله يزعم الألوهية، قال تعالى: وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري [4] وقال فحشر فنادى أنا ربكم الأعلى [5].
    وفي كل الشموليات نجد ملأً من المداحين والمتزلفين وظيفتهم تبرير الاستبداد والفساد وإضفاء الشرعية على قمع المخالفين وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك، قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساهم وإنا فوقهم قاهرون [6].
    وفي كل الشموليات لا يجوز لأي فرد من المجتمع أن يعتقد ما هو خارج إطارها الفكري كان دينيا أو سياسيا. ومن يفعل ذلك فالعاقبة وخيمة . أنظمة تستخف بالناس وتفرض على الملإ الإتباع الأعمى، فالذي أجج غضب فرعون على السحرة حتى قتلهم شر قتلة، ليس إيمانهم لموسى عليه السلام فحسب، بل، فضلا عن ذلك، إيمانهم قبل أن يأذن لهم آمنتم له قبل أن آذن لكم ، والتهمة عنده جاهزة من قبل إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ، ذات السلوك تتصرف به الأنظمة الشمولية، عبر الافتراء على كل من يدعو إلى الحق والعدالة بكونه ضد مصلحة الوطن والناس، فيكون مصيره الإقصاء وأشد ألوان العقاب، حتى تخلو الساحة لفرض منظومة فكرية واحدة على "الرعية"، وبسط أضاليل تحول دون رؤية الحقيقة مهما كانت واضحة وجلية، قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد [7].
    إن ما يطيل أعمار الأنظمة الفرعونية، إضافة إلى بطشها الشديد، هو سذاجة "الرعية"، وسرعة انطلاء الأكاذيب عليها، وطاعة كبراء القوم لها طاعة عمياء، قال تعالى واصفا رِعَاعَ فرعون بالفسوق: فاستخف قومه فأطاعوه، إنهم كانوا قوما فاسقين ، قابلية القوم للاستخفاف جعلتهم ألعوبة سهلة في يد فرعون، كذلك يفعل تلامذة فرعون بالشعوب البليدة الخاملة الخائفة، باستعمال سلاح الإعلام الكذاب، فضلا عن مختلف وسائل الترغيب والترهيب، غير أن الظلم مؤذن بالخراب، ورفاهية الطغاة ليست أبدية، بل تعقبها نهاية مخزية.
    ولو نظرنا بتمعن في كل الشموليات في أي زمان ومكان لرأيناها غارقة في الوهم كما كان حال فرعون، فهي لا تعي حقيقة نفسها وهي ذاهبة حتما للسقوط والهلاك كما غرق فرعون وأتباعه في اليَمِّ، ولا تستفيق من سكرتها حتى ينقلب عليها سحرها لحظة الانهيار.
    إن سقوط الأصنام السياسية حتمية تاريخية، لكن ذلك لا ينهي محنة المجتمعات، إن لم تكن قد تحطمت تلك الأصنام في النفوس والعقول، وإلا فسرعان ما يجد قوم مغفلون أنفسهم تحت قهر صنم آخر، وفي إطار شمولية أخرى بلون آخر، فلا مناص من أخذ الدروس واستخلاص العبر من سنن الله في الخلق والكون، وقصص القرآن الكريم.
    قال الله تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب، ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون [8].



    تاريخ النشر: الثلاثاء 12 مارس/آذار 2013

    [1] غافر الآية 26.
    [2] الأعراف الآيتان 109-110.
    [3] غافر الآية 26.
    [4] القصص الآية 38.
    [5] النازعات 23-24.
    [6] الأعراف الآية 127.
    [7] غافر آية 29.
    [8] يوسف آية 111.



    https://www.aljamaa.net/ar/document/66903.shtml

     

    الموضوع الأصلي : قصة فرعون في القرآن     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : KANE

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    في ذكر 25 يناير القبض على اشرف حمدي شؤون مصر الداخلية حشيش 1 2432 26th January 2021 07:57 PM
    البدائل الحرة للبرامج الكمبيوتر والإنترنت Mafia 19 5958 13th November 2020 07:50 PM
    خلاصة القول في تعديلات الدستور توعية جماهيرية حشيش 1 1630 5th February 2019 12:26 PM
    من عين جمال عبد الناصر تاريخ مصر KANE 0 3740 3rd February 2019 07:29 PM
    نزلة السمان - كنا هناك من اجلكم شؤون مصر الداخلية حشيش 3 1936 21st January 2019 05:37 PM

    قديم 20th September 2013, 10:00 AM KANE غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    KANE
    Brigadier General
     






    KANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond reputeKANE has a reputation beyond repute

    KANE's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : KANE





    سنة الله في الطغاة
    مبارك عامر بقنه

    إننا ونحن نواجه هذه الحملة الشرسة الصليبية ، والتي جعلت العالم الإسلامي مجرد هدف للقمع البوليسي بوصفه بؤرة للإرهاب ، وأنه أصبح عدواً يهدد النظام العالمي مما جعل هذا مبررا للنظام الأمريكي بأن يتدخل في شؤون العالم الإسلامي لاستغلال خيراته وتغيير معتقداته وزعزعة استقراره . إننا ونحن نواجه هذا العدوان السافر المتجرد من القيم والأخلاق الإنسانية والمخالف لجميع القوانين الدولية علينا أن نتذكر سنة الله في الطغاة والمستكبرين . وكيف كان مصيرهم .
    لقد ذكر الله قصة فرعون في القرآن مرات عديدة ، وبصور شتى ، وما ذلك إلا أن البشر تبتلى دوماً بطغيان فرعون وتجبّره. فإن طغيان فرعون نموذج لطغيان السلطة الطاغية الظالمة . فالإنسان المتجرد من التقوى والصلاح إذا ترأس وكان ذا قوة فإن من عادته أن يطغى ويعيث في الأرض الفساد . فالطغيان والبغي يولد معه الفساد والظلم كما قال تعالى : ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ) الفجر:(10ـ12)
    جاء في تفسير هذه الآيات الكريمات :" وفرعون ذي الأوتاد: أي الجنود والعساكر والجموع التي تشد ملكه. ..طغوا أي تمردوا وعتوا وتجاوزوا القدر في الظلم والعدوان . فأكثروا فيها الفساد أي الجور والظلم " وهذه الصورة تتكرر مع كل سلطة ظالمة ، وهي أوضح ما تكون في الوجه البشع الكالح للحكم الأمريكي والذي انتشر شره وفساده في أرجاء المعمورة.
    والطغاة في غالب الأمر لا يجد معهم النصح والإرشاد فقد أرسل الله موسى عليه السلام إلى فرعون ، فجاءه موسى وناداه بأعذب وأرق الألفاظ ليستلين قلبه فلعله يخشى قائلا له : ( فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى، وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى)(النازعـات:18ـ19) ولكن عمى الطغيان ران على قلب فرعون، فكان الرد (فكذب وعصى ، ثم أدبر يسعى) " أدبر يسعى في الكيد والمحاولة ، فحشر السحرة والجماهير ، ثم انطلقت منه الكلمة الوقحة المتطاولة ، المليئة بالغرور والجهالة : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) ، قالها الطاغية مخدوعاً بغفلة جماهيره ، وإذعانها وانقيادها. فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها. وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا . إنما هي الجماهير الغافلة الذلول , تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد له أعناقها فيجر ! وتحني له رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى !
    والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى . وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم . فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين , لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها . وكل فرد فيها هو كفء للطاغية من ناحية القوة ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئا ! وما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة تعرف ربها وتؤمن به وتأبى أن تتعبد لواحد من خلقه لا يملك لها ضرا ولا رشدا !
    فأما فرعون فوجد في قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان , ما جرؤ به على قول هذه الكلمة الكافرة الفاجرة: (أنا ربكم الأعلى). . وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة , تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء . وإن يسلبه الذباب شيئا لا يستنقذ من الذباب شيئا !
    وهؤلاء الطغاة تنقلب عندهم الموازين ، وتتبدل لديهم المفاهيم فيرى الصلاح شرا، والشر خير ؛ بل إن الطاغية أشد ما يواجه هي القيم الرفيعة والمبادئ السليمة والتي تقف حاجزاً في طريق طغيانه ، فلا بد لهذه القيم أن تتغير ، والموازين تزور ، والتصورات توجه . كي تقبل صورة الطغيان البشعة وتكون مستساغة لدى الرأي العام . وقد حكى الله عن فرعون أنه لما أراد قتل موسى عليه السلام تعلل بقوله : ( إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) (غافر:26) وهذه دائماً أقوال الطغاة فهي تتشابه في المعنى وإن كان لكل طاغية مصطلحاته وأسلوبه الخاص في التمويه على الناس ، ومحاولة إقناعهم بكلمات يلوكونها بألسنتهم ثم يلفظونها ، لا تستند على دليل شرعي أو منطق عقلي أو برهان حسي . فالباطل لا يستطيع أن يدمغ الحق بالحجة والدليل ، وإنما هو التمويه والتظليل في تمرير مخططاته وتنفيذ شروره عن طريق إلباس الحق لبوس الإجرام والإرهاب.
    وقد جرت العادة أن الطغاة هم الذين يقررون ويأمرون وينهون . وإلا فلم كان طاغية ! فهذا فرعون يقول لقومه : ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)(غافر: من الآية29) فهل يجوز لأحد أن يرى إلى جوار رأيه؟ هل يسمح لأحد أن يرفع "الفيتو" ضد رأي هذا الطاغية؟ إنه مبدأ الطغيان والاستكبار والتسلط في فرض الرأي وإقناع الآخرين بأن الحق ما أراه.
    ولا بد لهذا الطاغية من حاشية تسند رأيه وتصوبه ؛ بل وتحرضه على مطاردة الصالحين بحجة القضاء على محور الشر والفساد . فهؤلاء حاشية فرعون ـ وهم الملأ ـ يقولون لفرعون : ( وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَك ) فالطاغية وحاشيته دائماً في تآمر وتناجي بالأثم والتحريض . فالملأ ـ الحاشية ـ يهيجون الطاغية ، ويخوفونه عاقبة التهاون ، من ضياع الهيبة والسلطان. فيزينون له سوء عمله ، فتراه هائجا مائجا ، مستعز بقوته الغاشمة التي بين يديه ، وبالسلطان المادي الذي يرتكن إليه ، ميستجيبا لصوت الباطل قائلاً : ( سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (لأعراف:127)
    ولا يهتم ـ غالباً ـ الطاغية بمظاهرات الجماهير المناوئين لرائه . فبعض الجماهير الفاسقة قد يستميلها الحق . إلا إن الطاغية يبذل كل ما في وسعه ليجذب هذه الجماهير إلى رأيه . فيستميلها بمنطق خلاب خادع ، وإعلام يزيف الحقائق ،يروج لرأي الطاغية المتسلط . فهذا فرعون عندما رأى من قومه استمالة للحق ، نادى فيهم قائلاً : (يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ، أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِين ، فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) (الزخرف:51 ـ53) ففرعون يحاول أن يتحكم في تفكيرهم ، وينفث في روعهم أنه خير وأفضل. ويستخدم المؤثرات المصطنعة ويعيدها ويكررها حتى ينسيهم حقيقة الأمور ، عندها ينقادون لأمره ويطيعونه ، ويصوتون لرائه : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) (الزخرف:54) " ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق ، ولا يمسكون بحبل الله ، ولا يزنون بميزان!
    الإيمان . فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم كالريشة في مهب الريح .
    جزاء الطغيان :
    إن الشر مهما استعلاء وطغى وبغى فلا بد له من نهاية مريرة . والطغاة قد تخدعهم قوتهم وسطوتهم المادية ، فينسون قوة الله وجبروته ، فيهلكهم الله عز وجل . فالبغي إذا تمرد وتكبر فإنه يهلك نفسه بنفسه فيهيئ الله المستضعفين المعتدى عليهم أن يسحقوا هذا الباطل الأشر كما حكى الله عن بني إسرائيل : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص:5) وهنا يذكر سيد قطب ـ رحمه الله ـ كلاماً جميلاً ، قائلاً :" إنه حين كان بنو إسرائيل يؤدون ضريبة الذل لفرعون وهو يقتل أبناءهم ويستحي نساءهم لم تتدخل يد القدرة لإدارة المعركة . فهم لم يكونوا يؤدون هذه الضريبة إلا ذلاً واستكانة وخوفاً. فأما حين استعلن الإيمان ، في قلوب الذين آمنوا بموسى واستعدوا لاحتمال التعذيب وهم مرفوعو الرؤوس يجهرون بكلمة الإيمان في وجه فرعون دون تلجلج ودون تحرج ، ودون اتقاء للتعذيب . فأما عند ذلك فقد تدخلت يد القدرة لإدارة المعركة. وإعلان النصر الذي تم قبل ذلك في الأرواح والقلوب .
    فدلت هذه على أنه حين يتمحض الشر والفساد ويقف الخير عاجزاً لا يستطيع دفع صائل الطغي والتجبر فإن الله يهيء سبب يهلك به هذا الطاغية . وهكذا كانت نهاية فرعون : ( فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد )(الفجر:13ـ14) فهذا مصير كل طاغية ، وتأمل قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) فهو سبحانه يرصد عمل هذا الطاغية ـ وكل إنسان ـ حتى يجازيه ، فالله عز وجل راصد لا يفوته شيء . مطلع على تمرد هذا الطاغية وتسلطه . فليطمئن قلب المؤمن ولا يوجل ، فإن الله معه راصد للطغيان والشر والفساد.
    وليس العذاب فقط عذاب أخروي ؛ بل هو دنيوي أيضاً كما قال الله تعالى : (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) وإن كان نكال الآخرة هو النكال الحقيقي الأشد والأبقى ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى) فإذا كان هذا ما حدث مع الطاغية فرعون صاحب السلطة والنفوذ والذي قد ملئ الأرض فسادا فكيف بمن كان غيره؟ إنها سنة الله في الطغاة . ولكن لا يدرك هذا إلا من يخشى الله عز وجل.
    ومن سنة الله مع الطغاة أنه يمهلهم في غيهم وطغيانهم (وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) (الحج:48) فيستدرج الله الطغاة ليزدادوا إثماً (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (القلم:44 ـ 45) فالله سبحانه وتعالى يمهل لهؤلاء الطغاة ويمدهم بأسباب القوة ، والقدرة على الحرب كيداً ومكراً بهم لا حباً لهم ونصراً ، ثم يأخذهم على حين غرة وثبت في الحديث :"إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ". إنها مسألة وقت " ولكنكم تستعجلون"

    https://www.saaid.net/mktarat/iraq/26.htm

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    القرآن, فرعون

    قصة فرعون في القرآن


    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]