كان يا ما كان

[يسر]

الصحف المصرية والعربية

غالباً لا احب سرد الاحداث الخاصة بحياتي ربما لأنها عادية مثلها مثل
حياة اي انسان آخر و بالتالي لن يكون هناك استفادة حقيقية من وراء تتبعها
و ربما ايضا لحرصي الا اكشف جوانب قد اعتبرها غير مهمة , قد اعتبرها سيئة لكن تركيزي على ما هو جيد طبيعة انسانية هو شيئ من فطرة الانسان الساعي دائماً الى الستر و اخفاء السوءات و التحدث بالنعم و الفضائل لكن لا اباهي بها و افاخر .. فلما لا ؟! .. فلأكتب اذن حتى اشبع عندي رغبة الكتابة و اعرضها على من يحب متابعة مثل هذه الاحداث و الحكايا يقيمها و ينقدها بل و ينتقدها و يسرني باضافته بما قد عايش مثلها او خَبُر
المهم هنا اني لن اسرد الا ما قد اراه مناسبا , فلا ادري قد يعرفني احد فيذكرني بشيئ قد نسيته او تناسيته لكن اعدكم اني لن اعبث بأصل الحكاية او اغفل منها او أزيد بما قد يخل ... اعدكم و الآن فلنبدأ بأحد حدثين هما مهمين لكن ليسا الوحيدين في سلسلة هذه الحكايات العادية
هل صليتم في مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة يوماً ؟!

 

[imatinib]

لا لم اصل به من قبل

 

 

[يسر]

أكيد مسجد عمرو بن العاص ليست من المساجد التي يُشد اليها الرحال imatinib على الرغم من انه اول مسجد بني في افريقيا بناه احد صحابة النبي صلى الله عليه و سلم و كان يعد اكبر مسجد بافريقيا حتى وقت قريب ... لم اكن اعلم ان مثل هذه المعلومات البسيطة لها قيمة مادية حتى حدث ما سأسرده الآن .....
لم اكن اعلم ان المعلومات التي كنت اتحصل عليها من قراءة بعض الكتب لها قيمة مادية بالنسبة لي و انا صغير ... في مسجد حيزنا السكني كان امام المسجد يقيم مسابقة في استراحة صلاة التروايح بعد خطاب قصير يشحذ بها اذهان المصلين و يقحم معلومة جديدة عنوة في تلك الاذهان , كان من اكثر من فاز بمثل هذه المسابقات الصغيرة انا الطفل الصغير الذي لا يتعد سنه الثانية عشرة ليس لأنني اعرف بل لأنني لا استحي رفع يدي كما يبدو على بعض الكبار او في احيان اخرى لأنني اعرف ... سؤال من الاربعة الذين ملكوا الارض ؟ سؤال استفز جميع المصلين حينها حتى ان قيمة الجائزة تضاعفت لثلاثة اضعاف و علا صوت الهمهمات ارجاء المسجد و لم تكن هناك ايد مرفوعة هذه المرة سوى اثنتان رجل و طفل و اختار الامام الرجل و استبعد صائد الجوائز الصغير الذي ذاع صيته خارج جدران المسجد مشهد ربما قد يستغربه او ينكره غريب لم يحضر فقرة المسابقة من قبل ... اجاب الرجل ربع اجابة و لم يكمل و لم يبقى سوى صائد الجوائز الذي حصد الجائزة , لا شك المعلومات لها قيمة لكن لم يكن ضمن اهتماماتي و انا اتحصل عليها مثل هذه القيمة المادية التي و ان كانت بسيطة الا ان لها جانب معنوي في نفس صغير كان يدعوه الكبار لمجالستهم اثناء سؤال المسابقة اليومية الرمضانية
فقط كنت احب أقرأ و أعرف
نعود الى معلومة مسجد عمرو بن العاص و حكايتها و والدي رحمه الله الذي شد الرحال الى الحجاز ليعتمر في رمضان 1419 هـ و سيمكث الى الحج اي سيغيب اكثر من ثلاثة اشهر , كان مكثه هذا طبعاً مخالفاً لقوانين السعودية لكن ان لم يفعل لم يكن ليؤدي الفريضة التي طالما احب ان يؤديها بشدة , اثناء طواف العمرة كان يفكر في طريقة لارسال ملابس العيد لأبنائه التي لم يتح له فرصة شرائها لهم قبل سفره و فجأة رأى امامه جارنا الذي كان يعتمر و اهله فسُرّ ابي بلقائه و لما علم بموعد رحيله استسمحه بتوصيل بعض الملابس لنا و لم يمانع الرجل فاتفقا معا على موعد للقاء لم يتم ربما لنسيان جارنا او لظروف خارجة عن ارادته , و لما تأخر رجع ابي بما معه الى سكنه بعدما فوض امره الى الله و دعاه ان ييسر طريقا بدلا مما تعسر ... " انه بلا شك مسجد عمرو بن العاص " اخي الاكبر موجهاً حديثه الى صديقه بالكلية الذي يستذكر معه دروسه بغرفة المذاكرة , و صديقه يومئ اليه موافقا و بيده هاتف المنزل طالباً رقما و من ثم لم يلبث ان يغلق الخط و يعيد طلبه مرة اخرى في مرات متكررة ..كل ذلك كان في لحظة دخولي عليهم مبتسما ابتسامة خبيثة قائلا " ها ايه اخبار المذاكرة " .. ينظر اخي شذراً قائلاً " خليك في حالك " فقلت له و على وجهي نفس الابتسامة " يمكن اعرف اساعدكم او اقدم اي خدمة " صديقه قال " انها مجرد مسابقة يومية تعرض بالاذاعة بعد اذان العصر , و الاتصال لتلقي الاجابات يستمر حتى قبل موعد الافطار بقليل " اذن مسجد عمرو بن العاص كان اجابة لسؤال اليوم و الذي لا اعرف صيغته ..." طيب مش هاتقوموا تصلوا العصر " انا متسائلاً؟ , " وانت مش هاتصلي ؟" اخي مجيباً بسؤال مضاد فقلت ببرود " لقد توضأت و مستعد للذهاب للصلاة في مسجد عمرو نفسه " كل ذلك و الصديق يحاول و يحاول دون جدوى و كأن مصر كلها تحاول الاتصال في نفس الوقت و هناك من يحتال لذلك بعدة طرق منها الاتصال فور بدء تتر نهاية برنامج المسابقة و الآخر عنده اكثر من خط و هكذا... في النهاية قاما
و التليفون اصبح بيدي

 

 

[م الغزالى]

مبروك المدونة

تسجيل متابعة

 

 

[نفرتارى]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسر غالباً لا احب سرد الاحداث الخاصة بحياتي ربما لأنها عادية مثلها مثل حياة اي انسان آخر و بالتالي لن يكون هناك استفادة حقيقية من وراء تتبعها و ربما ايضا لحرصي الا اكشف جوانب قد اعتبرها غير مهمة , قد اعتبرها سيئة لكن تركيزي على ما هو جيد طبيعة انسانية هو شيئ من فطرة الانسان الساعي دائماً الى الستر و اخفاء السوءات و التحدث بالنعم و الفضائل لكن لا اباهي بها و افاخر .. فلما لا ؟! .. فلأكتب اذن حتى اشبع عندي رغبة الكتابة و اعرضها على من يحب متابعة مثل هذه الاحداث و الحكايا يقيمها و ينقدها بل و ينتقدها و يسرني باضافته بما قد عايش مثلها او خَبُر المهم هنا اني لن اسرد الا ما قد اراه مناسبا , فلا ادري قد يعرفني احد فيذكرني بشيئ قد نسيته او تناسيته لكن اعدكم اني لن اعبث بأصل الحكاية او اغفل منها او أزيد بما قد يخل ... اعدكم و الآن فلنبدأ بأحد حدثين هما مهمين لكن ليسا الوحيدين في سلسلة هذه الحكايات العادية هل صليتم في مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة يوماً ؟!

مساك سعادة استاذ يسر

الف مبروك المدونة الجديدة


بداية جميلة (كان ياما كان ) وانا احب الحكايات جدا

طبعا متابعة . ع البركة ان شاء الله

 

 

[يسر]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الغزالى مبروك المدونة تسجيل متابعة

الله يكرمك يا دكتور , متابعتك لمدونتي المتواضعة شرف

 

 

[يسر]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفرتارى مساك سعادة استاذ يسر الف مبروك المدونة الجديدة بداية جميلة (كان ياما كان ) وانا احب الحكايات جدا طبعا متابعة . ع البركة ان شاء الله

جزاك الله خيرا على الاطراء الجميل و يشرفني متابعتكم

 

 

[يسر]

الهاتف بيدي .. الله يعلم اني لم اسعى الى ذلك , كل ما هنالك اني احببت لعب دورا ما لعبه اخي الاكبر معي كثيراً و افراغ بعض الشحنات السلبية ... لكن الهاتف بيدي و كل ما فعلته اني ضغطت زر اعادة الطلب و مع اول محاولة سمعت اشارة تنبيه ايجابية " يبدو ان الرقم خاطئ " ظننت هذا لوهلة و لكن ما تفسير المحاولات الحثيثة لأخي و صديقه و التي لم تفلح ربما طلبوا صديقا لهم بعد ان فقدا الامل ؟هل استخدم احد ما الهاتف بعدهم ؟ لا اظن ذلك ... افكر في كل هذه الاحتمالات اثناء انتظار رد الطرف الآخر و فجأة جاء الرد .. " الو ... " تدفق الادرينالين جعل القلب يضخ الدم بعروقي بسرعة الصاروخ و مع التفكير في احتمال الاتصال الخاطئ كل ذلك جعلني افقد الذاكرة لحظات و انسى و اقول متلعثماً " انتم برنامج مسابقات " جاء الرد " ايوة اتفضل ... " سكووووت ... المتلقي " الو الو حضرتك معايا " انا " ايوة " و كأنما احس انني لا اعرف السؤال فأعاد صياغته عليّ لكن مهلاً بالفعل لا اعرف السؤال لكن اعرف الاجابة فأسرعت بالقائها عليه حتى لا انساها مرة اخرى ...مقاطعا لحديثه قلت " مسجد عمرو بن العاص " .... " اسم حضرتك " جائني صوته متسائلاً ... فرددت ببلاهة " انا .." رد متململاً " ايوة حضرتك " لا ادري لماذا جائني شعور اني بهذا الاتصال الذي هو ضمن مئات نجحت بالاتصال بين آلاف او قل مئات الآلاف حاولت مجرد الاتصال اني رابح !!
حينها فرغ اخي و صديقه من وضؤهما و عرفا بالحكاية العجيبة و استغربا لها خاصة صديق اخي الذي يحاول من بداية شهر رمضان مجرد ان يُرد على اتصالاته الكثيرة و التي بائت جميعها بالفشل و في طريق لعودة من صلاة العصر عرفت مضمون المسابقة و مواضيعها و ان الجوائز ثلاثة و ان الاول يأخذ مجموع الثاني و الثالث و الثاني يأخذ اكثر من الثالث و هكذا ... كنت مدعوا مع الاهل الى الافطار خارجا هذا اليوم اردت ان امكث منتظرا الاعلان عن النتيجة لكن لم استطع , اخذت معي جهاز راديو صغير اثار سخرية الجميع ممن حضر الافطار ... خالتي " عندنا راديو بس انت فوز " ضاحكة قالت ذلك و اصبحت مادة للتندر و الترفيه انتظارا لموعد الافطار لكن لم آبه لذلك فقد كنت في حالة لازمتني طوال فترة ما بعد الاتصال .. حالة انفصال عن الواقع .. واقعهم هم لكن واقعي انا كان شيئا آخر متصلاً اتصالا قوياً بالله عز وجل ..دعاء بيقين مع صدق و رجاء بان افوز بالجائزة الاولى .. حالة انفصال تامة قلما عشتها و احسستها في سنوات عمري الستة عشر حينها الامر الان بالنسبة لي لا يستحق و وودت لو ان الايام عادت و لدعوت بغير ما دعوت و طلبت ما هو اهم و انفع للجميع بما تعنيها كلمة جميع لكن ادرك ان ما استنفذت اسبابه سهل الله سبل تحقيقه ... الجميع يجلسون لتناول اطعام و انا منتظر سماع اسمي من الراديو الصغير , هناك من ذهب لتشغيل الراديو الكبير عندها فقط جلست للافطار فلا احب ان يفوتني تعليمات استلام الجائزة ... الجائزة الاولى ! و ها قد حان موعد اعلان اسماء الفائزين بدءوا بثالثهم و تضائل الامل قليلا ثم الثاني و زاد التضائل ثم كانت المفاجاءة التي قفز الجميع على اثرها و علا الصراخ و التكبير في مشهد هيستري مضحك اذ لم تكن المفاجاءة في قيمة الجائزة بل في الفوز اصلا ناهيك عن الفوز بالجائزة الاولى ... لحظات لا ينسى فرحها و لا غرابتها في من تابعها لكن صاحبها كان عنده يقين نبع من دعاء دعى الله فيه بصدق فأجابه

 

 

[جرديز]

تسجيل متابعة لمدونة واضح انها هتكون مختلفة

 

 

[يسر]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جرديز تسجيل متابعة لمدونة واضح انها هتكون مختلفة

متابعتك تشرفني يا ريس و تسرني
....
انتشر الخبر بين اوساط معارفي منهم من سمع من آخر و منهم من كان يتابع المسابقة مباشرة اذ كانت مثل هذه المسابقات في عام 1998 شيئا نادراً و غير هادفا للربح او ان شئت فقل غير هادفا للنصب كما في ايامنا هذه و كأن بركانا انفجر فالقى بحمم برامج المسابقات في كل مكان , لا شك انه كان هناك احساسا يراودني حينها ..فرح .. فخر لكن ليس بطولة او حتى ان كان فليس كإحساس ذلك الطفل الصغير الذي انقذ الفتاة من غرق محقق من احد برك المياه التي كانت منتشرة على طول بقعة من ارض حول بناء تابع لأحد المؤسسات التعليمية ... هكذا كان يحكي احد جيران هذا الطفل لأحد الصحفيين الذين أتوا الى منطقتهم لعمل تحقيق بشأن شكاواى لقاطنيها من تلك المياه الجوفية و التي تشتهر بها تلك المدينة و بأنها ذات عيون لها خصائص علاجية .. هنا نظر احد المحتلقين حول الصحافيين اليّ مبتسماً قائلا ً " انه يقصدك " لم يكن يعرف ذلك المتحدث اني ذلك المنقذ و لم اكن اعرف انه يقصدني حتى ظننت انه يتكلم عن حادث مشابه .. لم اتحدث و لم اعرف عن نفسي , فقط رحت استرجع شريط ذكرياتي ابان وقوع احداث هذه القصة .. كنت العب مع رفاقي بالكرات الزجاجية الملونة حين سمعت صوتا ينادني من احد الشرفات ...