اقتلعته "إسرائيل" زيتون عمره 2000 عام

[أسامة الكباريتي]

الصحف المصرية والعربية

عمره أكثر من ألفي عام . زيتون منطقة "بير عونة" في بيت لحم
30 جيل عاصره .. وإسرائيل اقتلعته بدقائق !

تاريخ النشر : 2015-08-26
بيت لحم – خاص دنيا الوطن – شيراز ماضي

“أكبر شجرة زيتون بأرضنا كنا نقعد يومين واحنا نجد فيها.. خلص راحت! راحت!" "راحت" كانت أكثر كلمات عيسى الشتلة 43 عاما إيلاما ووجعا على شجر زيتونه الذي جرف قبل عدة أيام.
عيسى الشتلة صاحب بعض الأراضي التي تم تجريفها في منطقة بير عونة ببلدة بيت جالا غرب مدينة بيت لحم. تشتهر بلدة بيت جالا بأنها من أكثر مناطق فلسطين إنتاجا للزيتون الروماني وزيت الزيتون ذو الجودة العالية.
فشجر زيتون البلدة قديم جدا كقدم سكان هذه المنطقة. وزيتون منطقة بير عونة بالذات يعد من أكثرها قدما، فعمره يزيد عن 2000 عام كما أشار عيسى الشتلة.

تعتبر بيت جالا من أشهر المناطق زراعة للزيتون الروماني الأصيل، بسبب ملائمة مناخها، وخصوبة تربتها. وفيها ثلاثة أماكن مشهورة بالزيتون، وهي خلة قيس والخلة وبير عونة، ولكن غالبية هذه الأراضي قد صودرت ما عدا منطقة خلة قيس القريبة من بلدة الدوحة..

ويتميز زيت البلدة بكثافته ولونه وطعمه بجودته العالية التي تمنكه من منافسة أفضل زيوت العالم.

في الأيام القليلة الفائتة بدأت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف أراضي منطقة بير عونة، التي تقدر مساحتها ب 40 دونما، والمزروعة بأشجار الزيتون الزيتون منذ أكثر من 2000 عام، لصالح جدار الضم والتوسع الذي سيبتلع أراضي البلدة.
يقول عيسى الشتلة وعلامات الأسى في عيونه البائستين: "أنا وعائلتي نفلح أرضنا ونحرثها ونقطف ثمارها في شهر تشرين الأول من كل عام، ومن ثم نعصر الحبات في المعصرة الحجرية القديمة. يعني أنا وعائلتي بنملك 4.5 دونم، كان الموسم الواحد يكفي لكل السنة".

لكن عيسى وعائلته سيضطرون لشراء الزيت في بداية الموسم الجديد، بسبب تجريف أراضيهم. يتابع الشتلة كلامه لمراسلة دنيا الوطن: "لن يبقى في المنطقة أي شجرة زيتون، فجميع الأراضي سيتم ضمها إلى أراض ما بعد الجدار العنصري، وحتى الأراضي التي ستبقى في نطاق البلدة لن نتمكن من زراعتها، لأن قانون الاحتلال يمنع أي مواطن فلسطيني من استغلال أرضه على بعد 100 متر عن الجدار".

وتهدف إسرائيل من وراء هذه المخططات إلى التضييق على السكان، ودفعهم للهجرة خارج فلسطين، لما سيؤول إليه حال بيت جالا بعد عدة سنوات.

يختتم الشتلة كلامه: "كل زيتونة في أرضنا تحمل ذكرياتي الخاصة وذكريات أبي وجدي وكل أسلافي، فهذا الزيتون مر عليه أكثر من 30 جيلا".


المزيد على دنيا الوطن .. https://www.alwatanvoice.com/arabic/n...#ixzz3jueET3qn
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook