وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام - قصة لم تكتمل - الصفحة 7 - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    الماسونية - نشأتها وخفاياها
    (الكاتـب : حشيش ) (آخر مشاركة : Veronaoqr)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > الرواية والقصة القصيرة

    الرواية والقصة القصيرة فكرة: tafshan

    الرواية والقصة القصيرة

    وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام - قصة لم تكتمل


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 21st August 2013, 07:10 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 61
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي




    تقدمت أم ربيع من حقيبة كانت قد أوعزت بوضعها في المطبخ فأخرجت منها الجبن النابلسي، وزيت الزيتون الزعتر وبعضا من المربيات المنزلية الصنع ..... الخ
    - ما هذا يا عم، أتضعون منبها في هواء الغرفة ليمنعني من إغفاءة ما بعد الفجر المقدسة لدي؟ .. دخل باسم في جلبة مثيرا الضحك في الصالة بظرفه وخفة دمه
    - بل هو نقاء الجو يا باسم يجعلك تشعر وكأنك قد نمت مع أهل الكهف، رغم أنها لم تزد عن سويعات قلائل .. أجاب ربيع مبتسما
    - نحن هنا في الأرياف ننام مبكرين لنستيقظ نشطين فنبدأ نهارنا قبل شروق الشمس، فمن لم يأخذ نسيم الصباح الباكر بصدره سيكون يومه عكرا .. أضاف الشيخ وهدان
    - عندهم حق في توصيل الكهرباء إلى العزب، فربما يساعد ذلك في التخفيف من معدل تزايد السكان في مصر كما يقولون .. اضاف ربيع معلقا على النوم المبكر
    - بل هي سنة رسول الله يا ولدي، وما ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، وما يأتي فهو من نعم الله، لا تصدقهم، فالأولاد بركة وعزوة، ورزقهم على الله، المهم أن نحسن تربيتهم ونعدهم لمواجهة مستقبلهم خير إعداد
    - لتخفض صوتك يا عم كي لا يسمعك مندوبو تنظيم الأسرة فيسجلوا لك مخالفة وربما يتهمونك بالعمل على تخريب البلاد .. قالها باسم بخبث وهو يغمز بعينه
    - نحن في فلسطين نضاعف من إنتاجنا رغم أنف العدو البغيض، فشعبنا بحاجة إلى التكاثر والحمد لله أنه يطرح بركته عليهم، وهذا ما يغيظ الأعداء بل ويذهلهم دوما .. عقب ربيع على الحديث فيما بدا تحيزا لصف الشيخ وهدان، وإن كان يتحدث عن خصوصية تحسب للشعب الفلسطيني
    - الإفطار جاهز في غرفة الطعام، دخلت أم يوسف مشرقة الوجه لتدعوهم إلى المائدة
    كان إفطارا غير اعتيادي، فقد حشدت على طاولة السفرة تشكيلة من الأطباق المصرية العريقة ما بين فول مدمس جهز بالطريقة المصرية التقليدية وشقيقه المقدسي الغارق بغلاف سميك من زيت الزيتون، والعسل الأسود، وعسل النحل بجواره القشدة البلدية الفلاحية، والجبن القريش وقد تمركز بجواره طبق من الجبن النابلسي المغلي مقليا بزيت الزيتون، والزعتر والدقة الفلسطينية، وقد ازدانت السفرة بأطباق من الحمص بالطحينة على الطريقة الشامية..
    محب وحرمه كانا قد اعتادا على الأطباق التي توضع لأول مرة على السفرة في هذه العزبة، بينما انبرى يوسف ليتذوق الحمص بالطحينة أولا ليعلق علي طعمه متعجبا
    - هذا حمص .. اما ذلك الذي كان يقدم لنا في بعض مطاعم القاهرة فلا علاقة له به من حيث الطعم، وحتى الشكل هنا نراه أجمل وقد رصع بقطع صغيرة من الكبد المقلي
    - أتصدق أن هناك عدد كبير من طرق إعداد الحمص والفلافل داخل فلسطين وإن تشابهت شكلا إلا أنها تختلف في الطعم، فكيف إذا ما تجولت في بلاد الشام كلها، فلسوف تتعجب من قدرات الشعوب على الابتكار والتنوع .. أجاب ربيع
    - أما عن الفلافل (الطعمية) فحدث ولا حرج، الاسم والشكل الخارجي معها، والطعم يختلف باختلاف المكونات، وسبحان الله يلهم ربنا رجلا فقيرا ليخرج بتوليفته الخاصة، فيفتح عليه أبواب الرزق، وترى رواده يحجون إليه من أماكن بعيدة تبعا للشهرة التي وهب الله لمحله رغم صغره .. أضاف باسم
    - ولدينا نفس التنوع في الفول والفلافل التي تسمى بها الطعمية في الاسكندرية، هو الرزاق سبحانه جل وعلا شأنه .. أردف الشيخ وهدان
    - وهذا الجبن القريش، سره وضعه الله بين أصابع الفلاحة المصرية، ولا أستطعم به مصنعا آليا ومعبأ في علب بلاستيكية فاخرة، أفضل ابتياعه من فلاحة قادمة من الريف فتجلس به بجوار مخبز، وترى زبائنها يتقاطرون عليها بسياراتهم الفارهة .. أضافت حنان
    - أين وئام عن هذا الإفطار الشهي؟ تساءلت أم ربيع
    - مازالت مستسلمة لسلطان النوم، فهذه فرصتها لاقتناص ساعات لن تتاح لها بعد أيام مع بداية الفصل الدراسي الثاني أجابت حنان
    - وهل تقدر وئام على مقاومة هذه الروائح الجذابة، فتتوانى عن الاستجابة لنداء عصافير المعدة .. اقتحمت وئام المكان لتنقض على طبق الفول الفلسطيني القريب من متناول يدها قائلة
    - أعرفك مهما تنكرت، سواءً عليك أكنت في ثوب مقدسي أو متبرقعا ببرقع سيناوي
    - يا لك من محظوظة، فإفطار اليوم تاريخي حقا .. علق باسم
    - حيثما حلت خالتي أم ربيع وخالتي أم يوسف ترتسم خطوط حظي الجميل .. أجابت وئام
    - وامك ليس لها نصيب في هذه الخطوط أيتها الجاحدة .. عقبت حنان بابتسامة عريضة وهي تقرب من حنان طبق عسل النحل الجبلي
    - أمي هي مركز استقطاب هذه الخطوط، ومصدر سعادتي الدائمة .. وتنهض لتطبع قبلة سريعة على جبين والدتها مستدركة

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th August 2013, 02:18 AM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 62
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي





    سياحة في الفيوم
    بعيد الإفطار، انطلق الضيوف للقيام بجولة سياحية تجولوا خلالها على مختلف المعالم السياحية التي تعج بها محافظة الفيوم، فقد تمركز التاريخ طويلا في تلك الاماكن وترك بصماته حيثما ذهبت، فمن مسلات وأهرامات وتماثيل ومدافن تعود إلى زمن فراعنة الأسرة الوسطى إلى عهد الرومان، ومن ثم تتجلي الأصول المسيحية في كنائسها وأديرتها المغرقة في القدم لتنطق بعبق عبير التاريخ القبطي، ومن ثم الآثار الإسلامية بمساجدها التي شيدت في مختلف العصور لتتغنى بتاريخ مجيد..
    وادي الحيتان
    هيكل عظمي لحوت حقيقي
    أبراج الحمام في منطقة وادي صالح

    (للمزيد من المعلومات السياحية عن محافظة الفيوم:
    )
    عودة إلى القاهرة
    كانت رحلة من أيام العمر المعدودة، فالفيوم كانت وحتى أيام قبل اللقاء مع محب في أحضان أبو الهول تعتبر اسما مبهما بالنسبة للقادمين من القدس الشريف، وحتى من سبق لهم زيارتها من قبل، فوجئوا بما لم يخطر لهم على بال من التطور الكبير في عزبة لم يسمعوا بها من قبل، وحتى آثار الفيوم لم تكن محط انظار معظمهم حتى تطوفوا بها بصحبة محمد شقيق محب والذي حرص على التعريف بمختلف المعالم الأثرية وإعطاء لمحة تاريخية عنها وعن عصرها.
    مع عصر اليوم الثالث لزيارتهم كان عليهم وداع العائلة المضيفة والتحرك عائدين إلى القاهرة محملين ببعض من خيرات عزبة الشيخ وهدان الذي حرص هو وحرمه على تجهيز ما يفخرون بتقديمه من أجود أصناف الأطعمة المخزونة لديهم، إضافة إلى كمية من الفطير المشلتت أعدت خصيصا لهم، كمية من الفواكه الموسمية التي تشتهر بها مزارعهم.
    وكان الوداع عاطفيا جدا، فعلى الرغم من الوقار الذي يتسم به الشيخ وهدان، إلا انه لم يملك منع دمعات عزيزات من التسلل على خده ما اضطره لأن يشيح بوجهه بعيدا عن الجمع، فكان التواعد بين الطرفين على دوام التواصل..
    - هذه زيارة تعارف يا شيخنا الكبير، وبمشيئة الله سوف نبقى على اتصال ما حيينا، ومن اليوم، أضفت الفيوم إلى خارطة الأماكن المفضلة لدي للزيارة كلما حللت بمصر الكنانة، فأنتم خير الأهل والأجدر بوصلهم. اوصيك بتبليغ عاطر تحياتنا وامتناننا للأجلاء شيوخ العشائر الذين غمرونا بكرم وفادتهم في رحابكم.. تدفقت الكلمات من فم ربيع بتلقائية وهو يودعهم
    - أنا اليوم وهبني الله أهلا أعزاء في بيت المقدس، فالحمد لله على ما وهب، ولن أنسى تفضلكم بزيارتنا فنعم الصحبة هلت علينا .. أجاب أبو يوسف وهو يجاهد نفسه لتقاوم عبرات كادت ان تفر من مدامعه
    - يا أخت أم يوسف و يا أخ أبا يوسف، لديكم بيت صغير في القدس الشريف سوف تكرمونه بحلولكم عليه أهلا ونعم الأهل أنتم .. خرجت كلماتها بتلقائية وهي لا تحاول وقف دموعها .. أم ربيع
    وانطلق الركب عائدا إلى القاهرة فموقف الوداع المؤثر دفع بربيع إلى الطلب من السائق بالتحرك قبل أن تخونه عاطفته..
    إن هي إلا ساعة زمن حتى كانوا في فيلا حنان، وقد دارت بينهم فناجيل القهوة العربية التي أعدها باسم فور وصولهم.
    - ما أطيب قهوتك يا باسم .. سلمت يداك .. نحن في بيتنا لم نعتد على القهوة المرة، بل إننا لا نتناولها إلا في مناسبات غير سعيدة، وأنت جعلتني مدمنة عليها منذ أن طعمتها معك أول مرة على مشارف عمان .. علقت حنان
    - أوه تلك قهوة لا يتقنها سوى أولئك الجوالين من بائعي القهوة .. اين أنا منهم.. رد باسم
    - بل إن قهوتك تضاهي قهوتهم يا باسم.. وانا من مغرمي القهوة بأنواعها .. لك بصماتك الخاصة في إعدادها .. عقب ربيع
    - حقا قهوتك ذات تميز خاص .. تضامنت الوالدة في الإطراء
    اتصلت حنان بقريبها الطبيب لتطمئن على استنتاجاته حول تقارير ربيع، حيث طمأنها مثمنا مجهودات الأطباء في مدينة الحسين الطبية، مع توصية بتوخي الحذر من التعرض لنزلات البرد حتى انتهاء فصل الشتاء على الأقل، مع قليل من الرياضة التنشيطية تحت أشعة الشمس.
    - يمكننا السفر إلى الغردقة فور الاستعداد هناك لاستقبالنا، فالشاليه يخضع الآن لعملية صيانة شاملة حتى يتعافى من هجراننا له ردحا من الزمن .. صرحت حنان مع نهاية المكالمة مع الطبيب
    - هذا جيد، يمكنكم الترويح عن الوالدة وبسام بينما أنشغل أنا لبضعة أيام مع بيوت خبرة هندسية مصرية، فنحن في صدد التقدم في الإمارات بتصاميم لمباني ذات صبغة عربية راقية، بحيث تحدث أثرا وسط الغابات الإسمنتية التي غزت المنطقة بطابعها الغربي فطغت على كل ما كان قبلها
    - لا بأس، سوف نخطط لجولات قصيرة داخل القاهرة الكبرى بحيث نلتقي على غداء مبكر كل يوم .. أجابت حنان
    - لا تشغلي بالك في الغداء، يمكنكم تناوله أثناء تجولكم، وانا سأتدبر أمري بشطائر خفيفة وليكن اللقاء على العشاء بإذن الله
    ليلة مطيرة بشرت بها الغيوم الكثيفة التي طفقت تتجمع بكثافة في كبد السماء منذ ما بعد العصر بقليل، ذلك ما جعل السهرة تكون في داخل الصالون، فيما كان ربيع يسترق النظر إلى قطرات المطر وهي تنقر زجاج النافذة القريبة منه وقد تدثر بغطاء صوفي رقيق رافضا استخدام جهاز التدفئة حتى يتسنى له التكيف مع برودة الطقس تلك الليلة..
    لم يمنع المطر باسم من الخروج مرافقا السائق ليعود بعد قليل حاملا كيسا مفعما بالكستناء لتدب الحركة في المنزل ففيما انشغلت النسوة في تنظيف وإحداث ثقوب صغيرة في حبات الكستناء، خرج باسم إلى الشرفة ليشعل النار في الفحم داخل منقل صغير حتى إذا ما توهج الفحم مؤذنا ببدء الشواء قام بإدخاله إلى وسط الصالة مع فتح نافذة لتجديد الهواء فيها..
    - انت لم تشعل النار في الفحم فحسب يا باسم، بل أجريت الدم في عروقنا التي كانت قد بدات في التكاسل من الخمول الذي حل بنا جراء هذا الجو الممطر .. علقت حنان وهي تبتسم فرحا
    - ذلك ما دفعني لإحضار شئ يحركنا ولو وجدت في الجوار من يبيع كيزان الذرة الخضراء لأحضرت بعضها، فأنا من محبي الذرة المسلوقة في الجو البارد
    - المسلوقة؟ نحن نعرفها مشوية فقط! أما المسلوقة فتلك الكيزان الصغيرة التي توضع مع المقبلات في العادة .. ردت وئام بتعجب
    - نحن في بلاد الشام عامة نرغب بسلقها ومن ثم مسحها بقطعة من الزبد ورشة ملح عليها، ولا تتخيلي اللذة في التهامها وأنت واقفة في الطريق ترتعدين من البرد فيدب الدفء في اوصالك
    - ذلك ما نشعر به ونحن نتناول حبات البطاطا المشوية أيضا من العربة في الشارع وبخاصة في تلك الأجواء شديدة البرودة، فيما نحن نغادر السينما من حفلة السواريه، فتلك تنتهي في العادة قرب منتصف الليل ..
    - البطاطا؟ يشوون البطاطا في الشارع! تعجب باسم
    - البطاطا هنا هي تعني البطاطا الحلوة يا باسم، والخرى تدعى بطاطس وتنطق قريبة من أصلها اللاتيني .. أوضح ربيع مبتسما للمفارقة مضيفا .. حدث في أوائل إقامتي في القاهرة ان سألتنا الشغالة ذات يوم عما نفضل على الغداء، فأجبتها ونحن نغادر مسرعين للحاق بالمحاضرة الأولى ذلك الصباح بأن تطبخ بطاطا .. قرب العصر التقينا في البيت أنا ورفاق السكن فوجدنا ان الشغالة لم تطبخ لنا شيئا معللة السبب بعدم وجود البطاطا في السوق في تلك الآونة .. تعجبت وكدت أن أنفجر فيها بينما كان زملائي الأقدم مني في القاهرة يقهقهون من المفارقة .. ومن ثم اوضحوا المأزق الذي أوقعت فيه الشغالة المسكينة التي جابت السوق بحثا عن طلبي في غير موسمه
    انفجر الجميع بالضحك من ذلك الموقف الذي يعود على اختلاف اللهجات، فيما كانت حبات الكستناء المشوية تتقافز فوق أيديهم وهم يلتقطونها بمهارة عن النار المشتعلة بينهم..
    - وعقبت حنان قائلة: الشيء بالشيء يذكر، الشيخ سيد درويش في زمنه كان العمل الفني، مسرحا أو غناءً، يؤدى كله مباشرا في المسرح بحضور الجمهور، حيث لم تكن الإذاعة والتلفزة قد أبصرت النور بعد .. في إحدى حفلاته في الصعيد، سلطن العمدة طربا فوقف يطري غناء الشيخ سيد قائلا:
    - يا قاموس الفن (تلفظ في الصعيد جاموس)
    - فرد عليه الشيخ سيد من فوره : بس فين العقول اللي تفهم (وبذات اللهجة العجول)
    فإذا كان يقصد القاموس فأين العقول، وإن قصد الجاموس فأين العجول، وهذا من مفارقات اللهجات المحلية في بلادنا..
    وعلا الصخب من شدة الضحك، عندها أضاف ربيع:
    - حدث شيء مشابه خلال اجتماع لنا مع مندوبي شركة امريكية في دبي، حيث كان احد الحضور من العرب يفكر بالعربية ثم يترجم حرفيا إلى الإنكليزية، وخلال سياق المباحثات قال جملة تكهرب عقبها الجو بين الأمريكان، فقد فهموها على شتيمة لهم، والمسكين لم يكن ذلك مقصده، فهمته بسرعة فصوبت خطأه اللغوي معللا ذلك بأنه الاختلاف في العادات بين مشرقنا ومغربهم البعيد، فتحول الجميع إلى الضحك والاعتذار للرجل أسقط في يده ولم يتابع الحديث معهم بلغتهم بل تحول ليطلب مني الترجمة لما يقول خشية قلب الطاولة عليه في مطب آخر.
    فيما عادت وئام للانتظام في دراستها مع بداية فصل دراسي جديد، تفرغت حنان لمرافقة ضيفيها في جولات منتقاة بعناية في مختلف أرجاء القاهرة، ما بين قديم أثري ينطق بتاريخ عريق، و جديد أمسى جزءا من تاريخ حديث، معاصر اقتحم الحياة القاهرية محاولا منافسة رونقها الذي تميزت به عبر العصور.
    في نفس الوقت كان على ربيع العودة إلى نشاطه المعهود في بحث تفاصيل اتفاقيات جديدة تجدد النشاط في مكتبه في دبي من جديد.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 6th October 2013, 07:02 PM أسامة الكباريتي غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 63
    أسامة الكباريتي
    Field Marshal
     






    أسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond reputeأسامة الكباريتي has a reputation beyond repute

    أسامة الكباريتي's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : أسامة الكباريتي





    الغردقة موطن الدفء والجمال

    واخيرا تلقت حنان الاتصال الذي ينبئها بانتهاء العمل في صيانة الشاليه إيذانا بالتوجه إلى الغردقة، صباح اليوم التالي استقلوا سيارة ذات دفع رباعي حملوا على سقفها حقائبهم وطرودا كرتونية احتوت على المواد التموينية التي تحرص على وجودها كل من أم ربيع وحنان، بما في ذلك ما أتحفهم به أهل الفيوم من مشلتت وزبد طبيعي وعسل نحل مشبع بحبوب اللقاح وغذاء ملكات النحل من مناحلهم الخاصة، وجبن قريش وأجبان بلدية متنوعة من صنع فلاحات العزبة وغيره مما لذ وطاب من خيرات عزبتهم والعزب المجاورة.
    اختار السائق سلوك طريق القطامية الجديد من القاهرة إلى العين السخنة الجديد باعتباره أكثر امانا وراحة في الصباح حتى إذا وصلوا إلى العين السخنة توقفوا في بورتو السخنة لأخذ قسط من الراحة وتناول شاياً بالنعناع..




    ومن العين السخنة انطلقوا ميممين شطر الغردقة.. وما ان غادروا المرتفعات التي تلي العين السخنة حتى لاحظ ربيع انتصاب العشرات إن لم يكن المئات من الأعمدة الشاهقة التي تحمل طواحين الهواء ثلاثية المراوح التي تمثل المرحلة الأولى من مشروع توليد التيار الكهربي باستغلال التيارات الهوائية التي تكاد لا تنقطع في تلك المنطقة قرب ساحل البحر الأحمر طوال العام ..






    وهذا ما دعاه إلى التعليق قائلا:
    - اتعجب من إنفاق المبالغ الطائلة على تقنية اكل الدهر عليها وشرب، تقنيات عام 1944 مازالت تنتشر رغم عقمها الشديد
    - هذا هو المتاح حاليا يا أخي، والشركات الكبرى مازالت تتمسك به .. رد باسم



    كان عليهم المرور على الأديرة التي تعمر بها المنطقة ما بين العين السخنة و زعفرانة





    واهمها دير الأنبا انطونيوس الذي كان عليهم الانحراف عن الطريق العام وصولا إليه على بعد 16كلم حيث التقطوا بعض الصور التذكارية،

    دير الأنبا أنطونيوس
    اول دير في التاريخ



    اكملوا بعدها طريقهم إلى زعفرانة ومن ثم تحركوا صوب رأس غارب، تلك المناطق الغنية بالنفط تعج بحركة عربات نقل الوقود التي تترك آثار تسربه على الأسفلت عند المنعطفات فتهضم أطرافه بشكل مخيف.









    بعد العصر بقليل كان الركب يحط رحاله في فيلا وئام المتوسطة الحجم بحديقتها الخضراء الواسعة، فقد كانت تقع في واحدة من اوائل ما شيد في الغردقة من قرى سياحية استثمارية، فاتسمت البساطة الجميلة في شكلها الخارجي الذي لا يوحي بشيء من ذلك البذخ الذي اشتمل على مضمونها الداخلي من حيث استغلال امثل للمساحات المتاحة في تصميم غرف النوم الثلاث التي ألحق بكل منها حماما واسعا ضم بين جدرانه جاكوزي متوسط، كما توسع في الشرفات المحيطة بالفيلا من جميع جوانبها وذلك على حساب الصالة الرئيسة حيث كان تركيزه على استغلال المساحات الخارجية بشكل أساسي نظرا لطبيعة المناخ المعتدل في المنطقة طوال العام. الجميل في الفيلا أنها كانت مكونة من طابق واحد
    كان على باسم مشاركة والدته في غرفة النوم الرئيسة بينما انفرد ربيع وحنان كل في غرفة بجوارها، وقد حولت حنان غرفة المكتب الصغيرة إلى صالة معقولة للطعام.
    فيما انطلق باسم مع السائق في جولة استطلاعية للمدينة وجوارها مستفيدا من انشغال الآخرين في الاستحمام والراحة من عناء الطريق الطويل، خصوصا الوالدة التي كان الطريق بالنسبة لها الأطول الذي تقطعه خلال يوم واحد في حياتها ليعود في المساء محملا بالفواكه والخضروات الطازجة وبعضا من المكسرات المحلية.
    ما ان التأم الجمع تحت عريشة جميلة في الحديقة حتى اطل عليهم حازم شقيق حنان وحرمه قادمان من منزلهم القريب وقد جلبا معهما عشاءً كاملا عملا على إعداده في البيت فور علم حازم بوصولهم.
    - ما كان عليك ان تتجشم عناء الوقوف في المطبخ يا أستاذ حازم، أما وقد فعلت، فلا بأس في الفتك بما أعددت فالأمعاء تستنجد وقد بدأت تتخبط جوعا .. رحب باسم بالوافدين على طريقته المحببة
    - كنت أعلم بأنك لن تصبر على الجوع طويلا، وأكاد أشك في تهريبة خارجية استقرت في معدتك سرا ، فقد شاهدت السيارة وهي تنطلق بك والسائق عقب وصولكم بقليل
    - يا الله، أنت لا يخفى عليك شيء، أم ان حاسة الشم لديك تعمل بكامل طاقتها
    ورددت جنبات الحديقة أصوات ضحكاتهم فيما كانوا قد باشروا في إعداد مائدة سريعة تحت العريشة..
    - ما هذا يا عم حازم؟ نقطع خمسمائة كيلومتر كي تعشينا صيصان محشوة!
    - من لا يعرف الصقر يشويه .. مثل خليجي انطبق عليك اليوم يا باسم، صيصان! ما بالك لم تعد تميز بين الزغاليل والدجاج!! رد ربيع متعجبا
    - لا تعتب علي يا أخي، فانا غريب عن هذه البلاد، في بلادنا الحمامة في حجم الحمامة، لم أكن اعلم بأن الحمام عندكم لا حدود لنموه، كيف يمكنه الطيران بهذا الوزن؟! أم انكم تربونه كطائر البطريق، يمشي على الأرض متخايلا، لكن والشهادة لله، حمامكم أشهى وأطيب مذاقا من أي حمام طعمته من قبل، سموا بالله واهجموا قبل أن يطير من امامكم وانتم تنظرون
    ومرة أخرى ينفجر الضحك حتى كاد حازم ان يقع على الأرض..

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    ماما, المدام, الذاكرة, تمده, تكتمل

    وفي الذاكرة مالا تمحه الأيام - قصة لم تكتمل


    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]