29 يونيو 2014
قبل ذلك اليوم كانت الامور في الدنيا تسير علي روشتة كُتبت بعد الحرب العالمية الثانية والحروب الباردة التي تلتها , وخطوط وحدود رسمت وبلاد قسمت , وتحالفات روتينية , واعداء تقليدين وارتضي الجميع بذلك , عبد وسيد , رجل ابيض واخر غريق البحر وهو فار من الفقر والجهل
شرق وغرب , يمين وشمال
ولكن بعد هذا التاريخ , كل شيئ أصبح ليس كما سبق , فاختلطت الاوراق بشدة , فالاعداء حلفاء , والحلفاء اعداء , والشمال يمين واليمين شمال والشرق هناك والغرب هنا
انه التاريخ الذي أعلنت فيه الدولة الإسلامية في العراق والشام الخلافة وتنصيب البغدادي , التاريخ ليس ببعيد , فهو عام واحد وبضع شهور , ولكنه مر علي العالم وكانه قرون , قرون طويلة , ثقيلة , مخيفة , وهم معذورون في ذلك , فضربات وإنتصارات وتمدد وبقاء وتوحش تلك الدولة الوليدة في الدماء , امر خيالي لا يكاد احد ان يصدق لولا اننا نراها حقيقة وواقع , عام واحد ذلك الذي حكم مثله الاخوان مصر , واختتموها بكلمة المرشد العام بديع الزمان سلميتنا أقوي من الرصاص , فصار القوم بين معدوم ومنحور ومقتول او شريد في بلاد الله يطلب السلامة حتي حين , ومن هول الصدمة التي أفجعت الجميع , صار القوم في حيرة من الامر , فنسجوا الخيالات والتصورات العجيبة لتفسير تلك الظاهرة العجيبة , فقالوا ان هؤلاء القوم خوارج , وقالوا هؤلاء إيرانيين , وقالوا إسرائيلين يهود , وقالوا امريكان , وقالوا وراءهم روسيا , وقالوا هم من انصار الأسد النصيري , قالوا عن تلك الدولة انها صنيعة الغرب , والشرق , والشمال , والجنوب , والسبب , هو تدمير البلاد العربية , ولكن تمر الأيام في تلك السنة لنري الحقيقة الناصعة البياض , ان الجميع , عرب وعجم , كل العالم ضد تلك الدولة الإسلامية حتي تنظيم القاعدة هو ضدها , وسبحان الله
احيانا العقل يقف عن إستيعاب امور تبدوا غير منطقية , كيف أستطيع ان أفهم ان امريكا وقوتها واتباعها , وروسيا وسلاحها وأشياعها , الدولتين العظمتين والاكبر ترسانة عسكرية في التاريخ الانساني , لا يستطيعون لا هم ولا أتباعهم ولا أشياعهم ان ينتصروا علي دولة ظهرت في عام واحد ؟؟؟
دولة محاربة من كل الناس , ممنوعة من كل المساعدات , مقذوفة كل ثانية بالاف الصواريخ والقنابل , صغيرة محدودة , لا زاد لها ولا معين ولا ناصر يتيمة محرومة
ولكن دعونا من محاولة فهم تلك الامور , تعالوا نستخلص حقائق , دولة تحارب العالم والعالم يحاربها
ولكن العالم الذي إتحد علي قتالها يبدوا انه ربما سينقسم علي نفسه , فمع مظاهر وإحتفاليات مسرحية التوحد , نري رغم ذلك الأقطاب تبتعد , وكلا يسن سكينه للاخر , فروسيا وغبيها , يستعرض ويغامر وينزلق في مستنقع السوري , والامريكان عز عليهم ذلك , ولكنهم يخافون من وضع أقدامهم علي ارض الشام , لكي لا تتسع بقعة الجهاد , والاتراك ومن ورائهم حلف الناتوا يضربون طائرة روسية وتنشر روسيا اكبر صواريخها واعظمها والاكثر تطورا لديها في سوريا , وشار ديجول الفرنسية تقترب من شواطئ سوريا , العالم يتعسكر , والصورايخ تجهز
ولكن هل كل ذلك سيكون ضد الدولة الأسلامية في العراق والشام ؟؟؟ يبدوا لي انها ستكون بين المتحالفين قبل ان تكون ضدها
تبا لك يا بغدادي ماذا فعلت في العالم