حرب الأستنزاف وإصرار جمال عبدالناصر علي المقاومة

[د. يحي الشاعر]

الصحف المصرية والعربية

حرب الأستنزاف وإصرار جمال عبدالناصر علي المقاومة

وصل الوضع بالقوات المسلحة المصرية إلي درجة الغرور في قدرتهم وعتادهم ووضعهم ... بل كان هناك بعض الضباط الذين كانوا يقارنوا مصر ... ببريطانيا ...

إنتشرت القوات المسلحة في عدد كبير من أنحاء دول أفريقيا ... وتواجدت القوات المصرية ودباباتها الثقيلة في اليمن ... وتكرر هناك ، ما عاصرته بريطانيا (وهنا لهم حق في المقارنة ... فقد هزمت كل منهما "حرب العصابات" ...

أستهانت بريطانيا بالفدائيين اليمنيين حفاة القدم ... وم يختلف الوضع عنه بالنسبة لهؤلاء ...
إعتبرت بريطانيا "اليمن" .. مكانا لتدريب .قواتهم الجوية والبرية علي القتال في الصحراء والجبال .. ولم يختلف الوضع ... ووجهة النظر الخاطئة ... بالنسبة لعدد كبير من "القيادة العسكرية المصرية"

لا أود الأن الدخول في " موضوع هزائم وإنتصارات وأخطاء غرور القوات المصرية في اليمن"
ولكن ... أنوه ، بأن إسرائيل قد إستغلت وضع "الإنتشار" الفظيع للقوات المصرية ... وإستهلاك طاقاتها وطاقة الأقتصاد المصري التي بلغت تكاليفها في السنة ألأخيرة من الحرب إلي "متلــيــون جنيه يوميا" .. وحتي نعرف قيمة ذلك .. كان الجنيه المصري يوازي ثلاثة دولارات ونصف كان ذلك

وأستهلكت موارد عائدات العبور في قناة السويس وبدأ الأقتصاد والأنتاج المصري الذي تحول إلي "الأنتاج الحربي" يحس بثقل العبيء ...

وكانت حرب 1967 .. وكانت المصيبة ... الناتجة عن "نكسة" وفشل قيادي "عسكري" و "سياسي" ... وتخطيطي ... وتنسيقي ....

وإهتز الجيش وكيان القوات المسلحة ... وأصبحوا "مواضيه الستهزاء والنكت" ليس فقط في مصر ، أو إسرائيل ولكن أيضا في دميع الدول العربية والعالم أجمع ...

ثم ... كانت الأستقالة .. والرجوع ...

وحدثت ظاهرة فظيعة " إستمرت حوالي إسبوعين ، عندما بدأ بعض من الضباط والجنود الذين تبقوا في القاهرة وغيرها من المدن ... أو الذين رجعوا "أحياء" من سيناء يذهبون إلي معسكراتهم في الصباح وهو يرتدون "الرداء المدني" ...

وتلي ذلك وليس بسببه ، إنتحر عبدالحكيم عامر .. وكانت مهزلة محاكمة قادة القوات المسلحة والطيران ...

وحدث مالم يكن يتوقعه جمال عبدالناصر ... مظاهرات الطلبة ... ... ولم يتبقي لجمال عبدالناصر سوي الإنصياع لما نادي به الطلبة .... ورغم كل ما حدث في جامعات الأسكندرية والقاهرة والشارع الذي بدأ يشتعل مؤيدا للطلبة ...

وهنا إستعاد عبدالناصر طاقته ... قدرته القيادية ... فكانت إعادة محاكمة قادة القوات المسلحة ...

وبدأ عبدالناصر يستعيد "سلطته" القيادية علي القوات المسلحة ...

1 - عين الفريق محمد فوزي ، قائدا عاما للقوات المسلحة ، رغم فشل فوزي كـــ "رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال الحرب" ... (وكان معروف عنه عدم تقبل عبدالحكيم عامر .. وتحويط كجموعة عبدالحكيم عامر به والتقليل من نفوذه ومدي معرفته بالأحداث والأوامر اليومية والوضع الحقيقي للقوات المسلحة ..... ولكن تقبل الجميع الوضع)

- فقد كان فوزي يحظي علي ولاء الضباط "الصغار ومتوسطي الرتبة" ... إذ كان قبل ذلك مديرا عاما للكلية الحربية وقبل ذلك كبير معلمي الكلية وقبل ذلك معلما في الكلية...و- كان هؤلاء الضباط الصغار (حتي رتبة صاغ "رائد") هم الذين تمكنوامن الإنسحاب مع جنودهم بنجاح ،و من الرجوع بقواتهم من سيناء إلي الضفة الغربية للقناة ، حيث أستقبل بعضهم محمد فوزي وإجتمع مع عدد كبير منهم وهدأ من نفوسهم وإحتوي ثورة غضبهم العارمة ..

كان محمد فوزي ... "القوة العسكرية" .. التي أراد عبد الناصر الأمساك بلجامها تأمينا للوضع في مصر (سياسيا وعسكريا) وكان جمال عبدالناصر "القوة السياسية" التي إستمدت قوتها من "الشــارع"

وكان الدهاء ... وكان التخطيط ... وإستغل عبدالناصر ومحمد فوزي الوضع ، لإعادة بناء القوات وتدريب وتسليح وتطوير المسلحة من جديد (وهو ما إنعكس علي نصر حرب العبور في أكتوبر 1973) ....

فعلا ...

كانت مصر في حاجة إلي النكسة ... حتي تدخل في حرب الأستنزاف .. وبالتالي (أكتوبر 1973) ..

لقد كانت عواقب نكسة حرب 1967 .. "الثورة الداخلية في التفكير العسكري المصري" ..

كانت الأنقلاب علي ما سبق والتطلع إلي المستقبل الذي دامت معاركه من نهاية يونيو 1967 حتي مبادرة روجرز وسط عام 1970 ....

كان إصرار عبدالناصر علي المقاومة ...

السطور التالية من كتاب معارك عبدالناصر ، بقلم رياض الصيداوي




https://samy-sharaf.bravehost.com/Ria...WY-NSSR-5.html




https://samy-sharaf.bravehost.com/Ria...WY-NSSR-6.html








د. يحي الشاعر