ما سر اسم الرحمن في سورة مريم ؟؟ هل الرحمن يُهدد ؟

[فرح فرحنا]

الصحف المصرية والعربية

سورة مريم :

قال تعالي " وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95)"

الايه حكايه لجناية القائلين عزيز ابن الله والملائكة بنات الله وعيسي ابن الله من اليهود والنصاري والعرب – تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا- وفيه بيان لهول تلك الكلمة الشنعاء وعظمها بحيث لو تصور بصورة محسوسة لم تتحملها هذه الأجرام العظام وتفرقت اجزاؤها من شدتها

وذكر اسم الرحمن وتكراره في قوله :

(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا) ( أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا)(وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا)

لبيان ان رحمته سبحانه تنفي اتخاذ الولد لأن

الرحمن معناه المُنعِم علي خلقه وكل ما سوي الرحمن مُنعَمٌ عليه فالله تعالي غني حميد لا يحتاج للولد ... لان كل ما سواه مرحوم محتاج له وهو لا يحتاج لاحد لانه هو الخالق الواجِد المُنعِم علي خلقه وكل ما سواه عبد

لذلك قال في المرة الرابعة إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا

كل ما سوي الله عبد مخلوق والعبد محتاج الي ربه .... والرب غني عن عبده فهو غني عن اتخاذ الولد .

ففي الأية: تهديد لكل من ينسب لله تعالي مالايليق بجلاله.

وبيان ان سبب ذلك هو جهلهم به سبحانه فلوانهم عرفوه بانه الخالق لكل شىءالقائم على خلقه المنعم عليهم وكل ما سواه محتاج لانعامه فقيرا اليه ، لو عرفوه بذلك لاقروا له بالالوهية ونزهوه عن كل نقص فلم ينسبوا له مايتنافى مع كماله وغناه

فكأن تخصيص اسم الرحمن في الاية: اعلان بأن الجهل بالله سبب للأعراض عن عبادته والجرأة علي معصيته.

فهولاء جهلوا عن الله كونه (الرحمن) المنعم علي خلقه الغنى عنهم فأعرضوا عن توحيده ووقعوا في الكفر ونسبوا له الولد

أما من كان له تمام المعرفه بالله كان له تمام الخشيه فها هى السموات والارض تكاد تنفطر ممن جهل عن الله كمال صفاته حتي نسب اليه الولد.

وفي تكرار اسم الرحمن بيان لسبب حلم الله علي عباده فبرحمته يحلم علي العاصى ويمهله ولايعاجله بالعقوبه .

فهولاء الذين نسبوا اليه الولد يعاتبهم علي جهلهم ويهددهم علي كفرهم ولكنه لم يحرمهم من رحمته العامة في الدنيا فلم يقطع عنهم نعمه العامة...

فكإن ذكر الرحمن بيان لكونه يعاملهم برحمته رغم انهم يعاملوه بكفرهم ولكن هذه الرحمة لا تنالهم إلا في الدنيا
أما في الاخرة فسوف يأتون اليه أفراد ليحاسبهم ويعاقبهم

فكل من لم يعرف الله في الدنيا فلم يعترف بألوهيته ولم يقر بفقره اليه ولم يري احتياجه اليه فيحيا عبدا له فلن ينفعه انكاره وانما سيحشر عبدا لله وان كان الله امهله في الدنيا رغم انكاره فلن يفلت من عقابه في الاخره وسيأتيه مفردا لا نصير له

فكان تخصيص اسم الرحمن : لبيان ان العلم بالله ــ الذى يورث العبد تمام الافتقار له والذل ــ سببا فى تحقيق الالوهية لله والتعرض لرحمته وان الجهل به سبحانه سبب لانكار حقه تعالى والحرمان من رحمته والتعرض لعقوبته .

 

[فرح فرحنا]

.. الرَّحْمَٰنِ..

اسم علم على الذات ,, لا يكون رحمن إلا إذا كان كامل به جميع الصفات

و في سورة مريم استخدم ربّ العزّة نفي الولد بالرحمن في حين نفاها أيضا في الزمر بالألوهيه والأحديه

" لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ

لفظ الله --> الكامل في صفاته

الواحد --> الأحديه صفة كمال

الألوهيه , الأحديه ==> يدل على الكمال والكمال يتنافى مع الولد

والله ليس كمثله شيء فلو أراد الولد لاختار من كل مخلوقاته .. فكلمة ما يشاء تدلل على العاقل وغير العاقل و سياق الآيه التى تليها دلت على تسخيره تعالى لمخلوقاته أعظم وأكبر من الانسان

" خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ" (5)

فالانسان أضعف مخلوقات الله في الكون اذا قورن بجميع المخلوقات لكنه ارتقى بنفخة الله

والاله لابد أن يكون أعظم من كل مخلوقاته وبالتأكيد ابن الاله يجب أن يكون مثله

وكأن الله تعالى يقول لنا .. يا جهله يوم ما أحب أو أشاء أن أتخذ ولد سأصطفي من خلقي ما أشاء سواء من بشر أو من مخلوقات أخرى أعظم منكم .. مخلوقه ماديه نورانيه كالملائكه ..أو حتى العرش

إذن الرد على غباء البشر بنفي
1- احتياجه للولد
2- لو أراد الولد لاختار من خلقه لأنه تعالى ليس كمثله شيء وختمها في الزمر

بالواحد = لا يفعلها لنه واحد
القهار = لو اراد لقهر وفعل

أيضا نفى الله عنه الولد في آية أخرى الزخرف

" قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)"

أي قل يا محمد لهم ان كان للرحمن ولد ,,, وهنا الغباء يفهم الاحتماليه

لكن العلم بوجود اسم الرحمن في ذاته ينفي هذا الاحتمال بالكليه

وملمح رهيب في آيات تليها تجعل القلب يرتعد .. عندما يصف ربّ العزّة فعل هؤلاء المدعون بالخوض واللعب .. وفي ماذا .. في صفته وعظمته تعالى فسبّح ونزه تعالى نفسه عن قولهم وادعائهم وأمر نبيه بتركهم في هذا اللعب .. منتهى الوعيد والتهديد

" سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)

ونعود إلى سورة مريم حيث نفى الولد بالرحمن ..
فكل آيه فيها استعمال الرحمن مع الولد تعطي نفي الألوهية عن غير الله واثباتها لله فقط اذن فكلمة الرحمن جاءت لتُثبت خطأ الاحتمال

لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ......... أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا

الجمله في صيغة انكار = للتجهيل

وكلمة الولد = شرك

فهو يؤمن بوجود الله ولكنه ينسب له الولد = شرك

وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا

صيغة الانكار في الآيه السابقه أعطت معنى الجهل وصيغة هذه الآيه أعطت معنى الاثبات

جاءت لتبين أن العلم بالله (بصفة الرحمة ومعنى الرحمن ) سبب لتنزيهه تعالى عن كل ما لا يُنسب له

وكإن الله يقول لنا كان المفروض تعرفوا انه لا يصح او لا ينفع الولد ,, فاسم الرحمن هنا ليؤكد المعنى لو كنتوا عرفتوه بصفاته ما كنتوا نسبتوا له الولد

مثال .. ولله المثل الأعلى ... انسان معروف بأمانته ونزاهته كيف الناس تتهمه في أمانته ؟
لو كانوا عرفوه صفته أنه أمين ما كانوا اتهموه او ظنوا فيه

إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا

= اثبات الألوهيه
الولد = عبد = مفتقر إلى الله
كلمة عبد تفسر كمال الله

وحتى يوضح صفة الكمال أتي أمامها بالعبوديه كان ممكن يثبت أنه مُنعم فقط لكنه أضاف بالنفي أن ما سواه ناقص = ابراز المعاني في اللغه بالتضاد
الرحمن // عبد

فاثبات الألوهيه لله واثبات العبوديه لغيره

** إيثار اسم الرحمن عن الألوهية في مريم !!!

كان المفروض أن تنهد الجبال وتنشق الأرض وتخر السماء

لماذا لم يحدث ؟ --- بسبب رحمته فالسوره كلها تعبر عن مدى رحمة الله تعالى في كل صوره وتعامله مع البشر

*** لفته مهمه عن قانون الإمهال .. عندما ذكر لنا الله في كتابه العزيز عن اهلاكه للأقوام الكافرة السابقه في الدنيا بأخذهم = خلص أجلهم وليس عقابهم لإن العقاب سيبدأ بعد الأخذ فمثلا في سورة العنكبوت

"وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)"

أمم أي مجموعة من الناس وليس كل البشر

"قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)"

الأمر بالتأمل في طريقة الأخذ للاستدلال به على غيب عقابهم في الآخرة التى توعدهم به

"فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)"

نسأل الله العافيه والسلامه

 

 

[فرح فرحنا]

** سبب تخصيص سورة مريم بذكر اسم الرحمن بهذا التكرار حتى يصل لـ 16 مره


لأن في هذه السوره قصتين متزامنتين قصة ميلاد سيدنا يحيى من أبوه سيدنا زكريا الشيخ الكبير وزوجته العاقر التي لا تنجب وايضا قصه أعظم وأعجب منها قصة السيده مريم عليها السلام ومعجزة ميلاد عيسى عليه السلام وهذه المعجزة أكبر رحمة للناس

فبهذه المعجزة رحم الله الناس من الشك في قدرة الله وعرفهم أن الأسباب ليس هي المؤثره بذاتها وإنما كل شيء بيد الله وإليه يرجع الأمر كله فهو العاطي على الحقيقة سواء بوجود الأسباب أو غيابها وميلاد عيسى عليه السلام بدون أب أكبر دليل على ذلك

وعلمنا أن الأسباب لا تؤثر بذاتها ومع ذلك فالدنيا قائمة على وجود تلك الأسباب وذلك من خلال أمره تعالى للسيده مريم أن تهز الشجرة ليتساقط الرطب


ولا يسلم العبد إلا بيقينه بهذا الاعتقاد

 

 

[فرح فرحنا]

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا عيسى عبد الله ورسوله

 

 

[brain]

الاستاذه فرح
سؤال تذكرته عندما قرأت اول مداخله لحضرتك و كلامك عن عزيز اليهود
بحثت في كتب اليهود - على قدر استطاعتي - فلم اجد من يتحدث عن وجود ابن لله من اليهود
ما اعلمه يقينا ان الديانه اليهوديه هي الاقرب الى الاسلام من ناحيه موضوع التوحيد
فأين نجد ان عزيز ابن الله في كتب اليهود ؟

 

 

[imatinib]

وردت الشبهة في عدة مواقع نصرانية يتحدي فيها النصاري المسلمون بأن يأتوا من كتب اليهود بما يؤيد قوله تعالي في كتابه الكريم :
) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة : 30].


بمعني أدق يطلب النصاري من المسلمون بأن يأتوا بدليل علي قول اليهود أو إدعاء اليهود بأن عزير أبن الله من كتب اليهود المعتمدة لديهم .
وبالطبع أي قارئ لأسفار (العهد القديم) لن يجد أي إشارة تفيد هذا .
وللرد علي هذا نجيب بفضل الله في النقاط التالية :


أولا :
بمراجعة الآية الكريمة نجد أن الله سبحانه وتعالي يقول :
) ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30].
أي وببساطة لم يقول الله عز وجل أنها في كتبهم ولكنه يقول إن هذا زعمهم بأفواههم أي لم تخرج عن إطار الزعم الشفوي , فلم يقل عز وجل مثلا [ وقالت اليهود عزير بن الله الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ] ولكنه قال :
) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30].
وهذا بحد ذاته يجيب علي تساؤلات النصاري حول هذه النقطة .
ولا ننسي أن نذكر دقة اللفظ القرآني هنا ) ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30]. والكلام هنا يعود علي النصاري واليهود في زعم بنوة عزير والمسيح لله فإن كان لا يوجد بكتب اليهود ما يقول ببنوة عزير لله فأيضا لن يجد القاري لكتب النصاري ما يؤيد زعمهم بأن المسيح أبن الله بل أن هناك ما يثبت عبودية المسيح عليه السلام لله إذ يقول يوحنا في الإنجيل المنسوب إليه :
[ 17: 3 و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته ]
حيث نجد بكل وضوح أقرار المسيح بأن الله هو الإله الحقيقي وحده وأن يسوع ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل . بل أن المسيح نفسه لم يدعي هذا يخبرنا كاتب إنجيل لوقا :
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو
لم يقل المسيح نعم أنا أبن الله ولكنه قال لهم أنتم الذين تقولون. وكاتب إنجيل يوحنا يقول :
( قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني ، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله).
يقول هنا المسيح بكل وضوح أنه إنسان يبلغهم الحق من ربه وربهم .
أما لفظة أبن الله فهي لفظة مجازية وليست حقيقة ولم يدعي بها المسيح وحده بل هناك أكثر من شخص أخر دعي بنفس اللقب أبن الله وهذا نجدهسفر الأيام الأول العدد 17 : 11-14 حيث يقول الربي لداوود :
[ ويكون متى كملت أيامك .. أني أقيم بعدك نسلك .. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً ] .
وهذا علي سبيل المثال لا الحصر لأثبات أن كلا من اليهود والنصاري إنما يقولون هذا بأفوههم ولم تقله كتبهم


ولكننا لن نتوقف عند هذا الحد بأمر الله بل سوف ننتقل لنقاط أخري تبطل هذا الزعم .


ثانيا :
لا يوجد أي وجه لللإستغراب في إدعاء اليهود بأن عزير أبن الله فمن قتل الأنبياء مثل زكريا ويوحنا علي سبيل المثال ومن عبد العجل الذهبي ورمال البحر المنشق بأمر الله وأمام اعينهم لا زالت عالقة بقدمة لا يستغرب منه أن يدعي للرحمن ولدا بل ونقول للنصاري هل يصعب تصديق هذا علي من قتل ربكم بحسب زعمكم .


ثالثا :
يجهل النصاري أن في علوم القرآن ما يعرف بأسباب النزول وأسباب نزول هذه الآيه وحده كفيل بدحض الشبهة ففي كتاب الروض الأنف نجد الرواية التالية لأسباب نزول هذه الآيه الكريمة :
[ قال ابن إسحاق : وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم ، ونعمان بن أوفى أبو أنس ومحمود بن دحية وشأس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، فقالوا له كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا ، وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله ؟ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم ) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة : 30]. ]
وهذه الآية لا تتحدث عن اليهود بصفة عامة بل عن يهود المدينة فقط فقد كانوا هم من انتشر فيهم هذا القول الفاسد بنسب عزير لله كما أن زعم انصاري بأن المسيح أبن الله لا محل له عند العديد من الطوائف الأخري إذ يخطئ من يتصور أن كل المسيحيين تقول ببنوة المسيح لله فعلي سبيل المثال في العصر الحديث هناك شهود يهوه ينكروا بنوة المسيح لله وألوهيته المزعومه وقديما بقدم الأرثوذكسية والكاثوليكة يوجد الناسطرة نسبة إلي نسطور الذي يري يرى (أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحاداً حقيقياً، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه:
"كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟" وقال: "كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسداً، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، بل ولدت إنساناً هو إله اللاهوت".) .
ويقول عنه المؤرخ ساويرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": " إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير".
وهذا لا يعطي أي مصداقية لصاحب السؤال لأنه لا يوجد عقيدة واحدة لدي كل يهود العالم كما لا توجد عقيدة نصرانية واحدة لدي كل نصاري العالم فكل أتخذ إلهه هواه أو حمل النصوص مالا تحتمل من أجل أثبات ما يوافق هواه .
أما قوله تعالي في نهاية الآية :
) ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ ([التوبة : 30].
فيشير الله سبحانه وتعالي أن اليهو والنصاري إنما يفترون علي الله الكذب ويقولون بأفوههم أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان مثلهم مثل من سبقوهم إلي الكفر كالبوذيين القائلين بأن بوذا هو أبن الله أو من قالوا بأن كريسنا أبن الله من العذراء ديفاكي .
وأختتم الرد بقوله تعالي :
)قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون ( [يونس : 68]

منقوول

 

 

[imatinib]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم ، ودائماً ما يلقي أعداء الحق الشبهات في طريق سالكيه ، ومهما علا الباطل فإن حجته داحضة، وهو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً . وقد تعرض الرسل ورسالاتهم إلى اتهامات وتلفيقات لتفريق أتباعهم عنهم وزعزعة الإيمان في قلوبهم . وكان النصيب الأوفر من تلك الاتهامات قد وجهت سهامها إلى الإسلام، واجتمع أعداؤه عليه وتوحدت صفوفهم للنيل منه . وحاولوا في هجومهم على الدين إلباس باطلهم ثوب العلم حتى تبدو أمام من قلَّت بضاعتهم العلمية من المسلمين وغيرهم أنها نتيجة بحث علمي وأنها حقيقة واقعة . ومن هذه الشبهات ما أورده الأخ السائل في سؤاله. فقوله تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) [التوبة: 30] ومبعث هذه الشبه أنهم يقولون إن اليهود لم يقولوا هذا ، وقد ذكر القرطبي في المسألة الثانية في تفسيره لهذه الآية : قال "هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لأنه ليس كل اليهود قالوا ذلك ، وهذا مثل قوله تعالى : ( الذين قال لهم الناس ) [ آل عمران: 173]. وقيل: إن من كان يقولها كانوا في زمان وقد انقضوا ، وهذا متوجه للذم إليهم لأن بعضهم قد قاله : قال النقاش : لم يبق يهودي يقولها بل انقرضوا ، فإذا قالها واحد فتوجه أن تلزم الجماعة شنعة المقالة ، لأجل نباهة القائل فيهم ، وأقوال النبهاء أبدا مشهورة في الناس يحتج بها ، فمن هنا صح أن تقول الجماعة قول نبيهها . والقول في هذا مثله القول في النصارى ، فإن النصارى طوائف منهم من يقول إن المسيح هو الله، ومنهم من يقول إنه ابن الله ومنهم من يقول إنه ثالث ثلاثة، قال تعالى: (وقالت النصارى المسيح ابن الله) [التوبة: 30] أي طائفة منهم، وقال تعالى : (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) [المائدة: 72]، وقال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) [المائدة: 73].
https://www.islamweb.net/ver2/fatwa/s...lang=A&Id=3920

 

 

[imatinib]

رد عليه فضيلة الدكتور عبد الرحيم الشريف أستاذ التفسير في جامعة الزرقاء الأهلية في الأردن:

أولاً: بمراجعة الآية الكريمة نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول:

( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ )[التوبة: 30].

أي وببساطة لم يقول الله عز وجل أنها في كتبهم ولكنه يقول إن هذا زعمهم بأفواههم أي لم تخرج عن إطار الزعم الشفوي، فلم يقل عز وجل مثلا [ وقالت اليهود عزير بن الله الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ] ولكنه قال:

( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ )[التوبة: 30].

وهذا بحد ذاته يجيب علي تساؤلات النصارى حول هذه النقطة.

ولا ننسي أن نذكر دقة اللفظ القرآني هنا ( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ )[التوبة: 30]. والكلام هنا يعود علي النصارى واليهود في زعم بنوة عزير والمسيح لله فإن كان لا يوجد بكتب اليهود ما يقول ببنوة عزير لله فأيضا لن يجد القارئ لكتب النصارى ما يؤيد زعمهم بأن المسيح ابن الله بل أن هناك ما يثبت عبودية المسيح عليه السلام لله إذ يقول يوحنا في الإنجيل المنسوب إليه:

[ 17: 3 و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته ]

حيث نجد بكل وضوح أقرار المسيح بأن الله هو الإله الحقيقي وحده وأن يسوع ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل. بل أن المسيح نفسه لم يدعي هذا يخبرنا كاتب إنجيل لوقا:

22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون إني أنا هو

لم يقل المسيح نعم أنا ابن الله ولكنه قال لهم أنتم الذين تقولون. وكاتب إنجيل يوحنا يقول:

( قال لهم يسوع: لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله).

يقول هنا المسيح بكل وضوح أنه إنسان يبلغهم الحق من ربه وربهم.

أما لفظة ابن الله فهي لفظة مجازية وليست حقيقة ولم يدعي بها المسيح وحده بل هناك أكثر من شخص آخر دعي بنفس اللقب ابن الله وهذا نجده في سفر الأيام الأول العدد 17: 11-14 حيث يقول الرب لداوود:

[ ويكون متى كملت أيامك.. أني أقيم بعدك نسلك.. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً ].

وهذا على سبيل المثال لا الحصر لإثبات أن كلا من اليهود والنصارى إنما يقولون هذا بأفواههم ولم تقله كتبهم

ولكننا لن نتوقف عند هذا الحد بأمر الله بل سوف ننتقل لنقاط أخري تبطل هذا الزعم.

 

 

[imatinib]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة brain - فلم اجد من يتحدث عن وجود ابن لله من اليهود

اليهود كلهم ابناء الله

مزمور 82

6أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ».

 

 

[imatinib]

اسرائيل و افرايم ابناء الله

ارميا

Jer 31:9 بالبكاء يأتون وبالتضرعات أقودهم. أسيرهم إلى أنهار ماء في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها. لأني صرت لإسرائيل أبا وأفرايم هو بكري.