ماذا جرى للمصريين - مقال لفاروق جويده 29 اغسطس

[brain]

الصحف المصرية والعربية

في حريق مجلس الشورى ظهرت في الشارع المصري مشاعر غريبه تحدث البعض عنها باستحياء شديد بينما قال البعض الاخر بصراحه واضحه ان الشعب لم يخف مشاعر الشماته تجاه حكومته و قد ظهر ذلك واضحا في تجمعات المواطنين في شارع القصر العيني ثم تأكد ذلك في كتابات كثيره سواء في الصحف القوميه او الصحف الحزبيه و المستقله هناك بالفعل احساس بالشماته يجعلنا نتسائل ما الذي وصل بالمصريين الى هذه الحاله و ما اسباب القطيعه بين الشعب و الحكومته و اين مشاعر المرؤه و المشاركه و الانتماء التي كانت تميز دائما روح الانسان المصري حيث كنا نجده في مقدمه الصفوف اثناء المحن و الازمات ما الذي جعله ينسحب بهذه الصوره و كأن الامر لا يعنيه و كأن هذا الحريق الذي اكل جزءا عزيزا من تاريخه و تراثه لا يهمه من قريب او بعيد

لابد ان تكون لدينا الشجاعه بأن نعترف بأن الانسان المصري تغير في سلوكه ومواقفه ورؤيته للحياه و الاشياء فاذا كان اليوم قد وجد نفسه بعيدا تماما عن احداث و مواقف لا يشارك فيها فقد اعتاد ان يكون سلبيا في كل شئ فلم يطلب منه احد ان يشارك في قرار او صياغه قانون او مواجهه ازمه او مناقشه قضيه فلا وجود لاحزاب سياسيه او تجمعات مهنيه او نشاط مدني

يتبع ............

 

[brain]

ان كل شئ يخص هذا المواطن في ادق تفاصيل حياته يدور بين ثلاث دوائر ما بين الحزب الوطني و مجلسي الشعب و الشورى و دهاليز الحكومه ان الغريب في الامر انه لا يعرف شيئا عن كل ما يجري في هذه الدوائر فلم يسأله احد عن جدوى قرار و لم يأخذ احد رايه في قانون او تشريع و هو ايضا لا يستطيع ان يقترب من هذه الاماكن

ان هذا الانفصام بين الشعب و حكومته ترك مساحات كبيره من عدم الثقه و الشكوك و السلبيه و قد وصل الامر الى درجه اخطر حيث ان بعض المسئولين عندنا يعتقدون انهم امام شعب جاحد لم يقدر خدماتهم العظيمه في سبيل هذا الشعب في حين ان الشعب يؤمن عن يقين ان هولاء المسئولين لم يكونوا على مستوى المسئوليه و الامانه و مراعاه حقوق هذا الشعب

كيف زادت هذه المشاعر بين المواطنين و تركت هذه الفجوه الواسعه بين الشعب و حكومته بين مسئولين يعتقدون انهم قدموا كل شئ و مواطنين يؤكدون انهم لم يأخذوا من حكومتهم اي شئ و هنا ستكون المبررات كثيره

 

 

[brain]

ان المواطن الذي وقف يتابع حريق مجلس الشورى هو نفسه الذي يقف كل يوم بالساعات في اشارات المرور في شارع قصر العيني لان الساده الوزراء يتجهون بمواكبهم و حراستهم الى مجلس الوزراء او مجلس الشعب او الشورى و ما بين اعضاء المجلسين و اكثر من ثلاثين وزير يخترقون الشوارع كل يوم كان المواطن المصري يشعر بالظلم و المهانه

لو ان مرور موكب كل وزير استغرق ثلاث دقائق لو ان مواكب المسئولين في المجلسين استغرقت نصف ساعه لادركنا حجم المهانه التي يشعر بها هذا المواطن ان خروج الوزراء و الاعضاء كل يوم يعطل مصالح الناس و منهم المريض و العاجز و المسافر لنا ان نتصور مشاعر الرفض لمثل هذه السلوكيات التي تحولت معها حياه الناس الى عبء ثقيل

- ان هذا المواطن الذي كان يتابع نيران مجلس الشورى هو نفسه الذي جلس خلف مجلس الوزراء مطالبا بحقه مع العاملين في الضرائب العقاريه ولا يسمعهم احد حتى يتحرك الوزير المسئول و يحن عليهم بكلمتين و يقول "اتركوهم في الشارع" ما الذي ينتظره الساده المسئولين من هذا المواطن و هناك عشرات المواكب من العاملين في الدوله التي كانت تتظاهر امام مجلسي الشعب و الشورى ولا يسمعها احد

ما الذي تنتظره من مواكب العاطلين الباحثين عن فرصه عمل او شباب الخريجيين الذين يطاردون حقوقهم الضائعه ان الشئ الوحيد الذي كان في استقبال هولاء هو قوات الامن التي اصبحت تتحمل الان تقاعس جميع المسئولين عن تحمل مسئولياتهم

 

 

[brain]

ان هذا المواطن الذي لا يعرف شيئا عن مجلسي الشعب و الشورى و الحكومه غير انهم اصحاب القوانين التعسفيه التي تفرض الضرائب على الناس و ترفع الاسعار و تهين المواطن في رزقه و كرامته امام طوابير الخبز

هذا المواطن لم يقرا في كتب التاريخ في المدرسه شيئا عن وثائق ثوره 19 و خطاب العرش و اتفاقيه الجلاء و سعد زغلول و عرابي و طه حسين

ان هولاء جميعا سقطوا في ظروف غامضه من ذاكره المصريين اما تشويه التاريخ و تغيير ملاحمه

لم يعد نصر اكتوبر يهم بجوار اتفاقيه السلام
و لم يعد استشهاد عبد المنعم رياض يهم امام صفقات بيع الغاز و لم تعد دماء الشهداء تعنب احدا امام توزيع الاراضي في سيناء و لم يعد الوطن ملكا لهذا الشعب بعد ان تم توزيعه في قرارات التخصيص و اعمال السمسره

كيف نطلب من الاجيال الجديده ان تعرف تاريخها و قد فرطنا في هذا التاريخ ؟ لو لم يحترق مجلس الشورى ما عرف المصريون كل هذه الكنوز و الاثار التي احتواها المبنى المحترق ابتداء بكرسي العرش و انتهاء بنجمه سيناء التي اهداها حسني مبارك لمجلس الشعب بعد نصر اكتوبر العظيم

من اين تعرف الاجيال الجديده كل هذا التاريخ امام عمليات التزييف التي شهدها تاريخ مصر في السنوات الاخيره

 

 

[brain]

ان هولاء المواطنين الذين كانوا يقفون امام حريق مجلس الشورى هم اشقاء و اباء و امهات ضحايا عباراه الموت التي ضاع فيها المئات من هذا الوطن و هم اقرباء ضحايا قطار الصعيد و مذبحه مسرح بني سويف و قطار كفر الدوار و هم الذين شاهدوا كيف يتم امتهان رموز هذا الوطن و هم احياء فكيف يسألون عن تاريخ مضى و اشخاص اصبحوا في ذمه التاريخ

اذا كانت النيران قد التهمت ذاكره مصر في حريق مجلس الشورى فليست هذه هي المره الاولى التي يحترق فيها التاريخ لقد احترقت الاوبرا العريقه و احترق قصر الجوهره و المسافر خانه و لم يسأل احد

ان الاجيال الجديده التي نتهمها الان بعدم الانتماء لم تعد تجد شيئا تنتمي اليه حتى احداثنا العظيمه لا يذكرها احد الا في المناسبات

ما حدث من ردود فعل في الشارع المصري امام حريق مجلس الشورى لا يمكن ان يدخل في باب الشماته و لكنه يدخل في باب الرفض و الغضب
اما الرفض فان كل مواطن مصري يشعر بالالم و هو يشاهد اجهزه الدوله بكل امكانياتهاو هي عاجزه عن اطفاء حريق او حمايه مبنى رغم هذا الانفاق الضاري على مؤسسات الدوله و التي يتحملها المواطن في صوره اعباء ضاق بها و ضاقت به

اما الغضب فاننا جميعا نشعر بالغضب لان من اخطأ لم يحاسب و من سرق لا يساله احد و من افسد تاريخ شعب نضعه على الاعناق و بعد ذلك كل يتسائل البعض ماذا جرى للمصريين كلنا نعرف اسباب ما جرى و لكننا للاسف الشديد و رغم كل هذه الكوارث مازلنا نتجاهل الحقيقه

 

 

[فــيــروز]

اقتباس ان هولاء المواطنين الذين كانوا يقفون امام حريق مجلس الشورى هم اشقاء و اباء و امهات ضحايا عباراه الموت التي ضاع فيها المئات من هذا الوطن و هم اقرباء ضحايا قطار الصعيد و مذبحه مسرح بني سويف و قطار كفر الدوار و هم الذين شاهدوا كيف يتم امتهان رموز هذا الوطن و هم احياء فكيف يسألون عن تاريخ مضى و اشخاص اصبحوا في ذمه التاريخ

تمام ..
هذا ما كنت أنوى قوله ..
لماذا يهتم المواطن المصرى بكومة ورق أو مبنى قديم أو تسجيل جلسه تاريخيه إذا كانت قيمته هو شخصيا كإنسان محل شك !! هل يعقل أن يكترث هذا المواطن للتاريخ أيّا كانت قيمته بينما حاضره و مستقبله و هو شخصيا ليسوا محل اكتراث أو تقدير !!

أنا شخصيا أشعر بالشماته حين تقع هذه الحوادث التى يكون طرفا فيها مسئولون بالدوله .. و شعورى بالشماته محلّه سخريه من هؤلاء المسئولين الذين يظنّون أن الإهمال و الفساد لن يطال سوى الضعفاء من أبناء هذا الوطن و لن تمتد إليهم يداه لتأخذهم بالأحضان .. فى "يوليو" 2007 كتب "صلاح منتصر" عن موقف تعرّض له رئيس الوزراء و لفيف من وزرائه حين أصرّوا على عبور أحد المزلقانات دون احترام لمواعيد القطار الذى كاد يدهسهم تحت عجلاته !! وقتها كان شعورى بالشماته الذى تحدّثت عنه .. إذ يبدو أنّهم ظنّوا أن الإهمال سيتوقّف عن ممارسة سيرته احتراما لوضعهم كوزراء و تخيّلوا أن "الحوادث المؤسفه" حكر على الغلابه و أنّ أسماءهم لا يمكن أن تظهر أبدا فى سياق "حادث مؤسف"

 

 

[hoppa]

المتألق دائما فاروق جويده

حروفه تنبض مع نبض الشارع المصرى
و مقالات جريئة من جراة افعال الحكومة التى خيبت كل الآمال المعلقة بها


حريق مجلش الشعب و رد فعل الشارع المصرى حوله ليس هو الدليل الوحيد على القطيعه بين الشعب و حكومته

يمكن ببساطة توسم مظاهر عدم الثقة على وجوه الناس مع كل تصريح لوزير فى وسائل الاعلام
هذه التصريحات التى اصبحت مثل المسكنات التى ما ان ادمنت عليها حتى تصبح غير ذات جدوى
الغريب ان لو طبيب ماهر سينصح بعد فترة بتغيير المسكن بواحد اقوى لم يعتاده الجسم

الا طبيب حكومتنا الرشيدة مازال يصر على الاسبرينات المغشوشة مع ان المفروض من يعمل فى مهنة لفترة طويلة يصبح اكثر خبرة فى التعامل مع المواقف...الا قيادتنا الرشيدة...دائما تسبح ضد التيار

اقتباس لم يعد نصر اكتوبر يهم بجوار اتفاقيه السلام و لم يعد استشهاد عبد المنعم رياض يهم امام صفقات بيع الغاز و لم تعد دماء الشهداء تعنب احدا امام توزيع الاراضي في سيناء و لم يعد الوطن ملكا لهذا الشعب بعد ان تم توزيعه في قرارات التخصيص و اعمال السمسره

بما ان الشئ بالشئ يذكر
لماذا لم تحترق وثائق هذه الصفقات مع مثيلاتها
اكيد مؤمن عليها جامد و محطوطة فى مكان الجن الازرق ميعرفوش

اقتباس كيف نطلب من الاجيال الجديده ان تعرف تاريخها و قد فرطنا في هذا التاريخ ؟ لو لم يحترق مجلس الشورى ما عرف المصريون كل هذه الكنوز و الاثار التي احتواها المبنى المحترق ابتداء بكرسي العرش و انتهاء بنجمه سيناء التي اهداها حسني مبارك لمجلس الشعب بعد نصر اكتوبر العظيم

مش مشكلة لسة محتفظين له بحاجات تانية

 

 

[brain]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فــيــروز تمام .. هذا ما كنت أنوى قوله .. لماذا يهتم المواطن المصرى بكومة ورق أو مبنى قديم أو تسجيل جلسه تاريخيه إذا كانت قيمته هو شخصيا كإنسان محل شك !! هل يعقل أن يكترث هذا المواطن للتاريخ أيّا كانت قيمته بينما حاضره و مستقبله و هو شخصيا ليسوا محل اكتراث أو تقدير !! أنا شخصيا أشعر بالشماته حين تقع هذه الحوادث التى يكون طرفا فيها مسئولون بالدوله .. و شعورى بالشماته محلّه سخريه من هؤلاء المسئولين الذين يظنّون أن الإهمال و الفساد لن يطال سوى الضعفاء من أبناء هذا الوطن و لن تمتد إليهم يداه لتأخذهم بالأحضان .. فى "يوليو" 2007 كتب "صلاح منتصر" عن موقف تعرّض له رئيس الوزراء و لفيف من وزرائه حين أصرّوا على عبور أحد المزلقانات دون احترام لمواعيد القطار الذى كاد يدهسهم تحت عجلاته !! وقتها كان شعورى بالشماته الذى تحدّثت عنه .. إذ يبدو أنّهم ظنّوا أن الإهمال سيتوقّف عن ممارسة سيرته احتراما لوضعهم كوزراء و تخيّلوا أن "الحوادث المؤسفه" حكر على الغلابه و أنّ أسماءهم لا يمكن أن تظهر أبدا فى سياق "حادث مؤسف"

و هذا نفس ما اشعر به حينما يحدث شيئا و اشعر ان مكانه هولاء الاصنام قد اهتزت

سابقا كنت اشعر بالضيق من نفسي و كنت افكر دائما كيف افرح في مثل هذه الاحداث و لكني بعد فتره اصبحت افرق جدا بين حزني على مصيبه تصيب هذا الشعب المسكين و بين شعوري بالشماته بل و الفرحه و تمنى حدوث المزيد عندما يحدث نفس الشئ لكل الطبقه الجديده

اصبحت الان لا اعتبر هولاء من شعب مصر بل زاد الامر لدرجه انني اصبحت اتمنى ان تكون نهايتهم مصحوبه باقصى درجات العذاب و المعاناه لعلهم يشعرون ولو لمره واحده و اخيره بجزء من المعاناه التي عانى منها الشعب

 

 

[brain]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoppa المتألق دائما فاروق جويده حروفه تنبض مع نبض الشارع المصرى و مقالات جريئة من جراة افعال الحكومة التى خيبت كل الآمال المعلقة بها حريق مجلش الشعب و رد فعل الشارع المصرى حوله ليس هو الدليل الوحيد على القطيعه بين الشعب و حكومته يمكن ببساطة توسم مظاهر عدم الثقة على وجوه الناس مع كل تصريح لوزير فى وسائل الاعلام هذه التصريحات التى اصبحت مثل المسكنات التى ما ان ادمنت عليها حتى تصبح غير ذات جدوى الغريب ان لو طبيب ماهر سينصح بعد فترة بتغيير المسكن بواحد اقوى لم يعتاده الجسم الا طبيب حكومتنا الرشيدة مازال يصر على الاسبرينات المغشوشة مع ان المفروض من يعمل فى مهنة لفترة طويلة يصبح اكثر خبرة فى التعامل مع المواقف...الا قيادتنا الرشيدة...دائما تسبح ضد التيار

في الوقت الحالي يعنبر فاروق جويده واحد من الكتاب المحترمين الذين اخذوا على عاتقهم مصلحه الشعب و الكتابه عنها و هم قلائل امام العدد المهول من مطبلاتيه النظام و من يوالونه اصحاب نظريه حزب نشر الاحباط و الذين يستفيدون من النظام الحالي بكل مساوئه و لم و لن يكونوا ليظهروا لولا وجود هذا الفساد فهم ربيبي الفساد و حياتهم و اموالهم قائمه على هذه الاموال القذره الاموال الموصومه من مال الشعوب

اما عن نقطه المسكنات فالحكومه تعتبر الشعب المصري قد مات و شبع موت و الان يفكرون في الغاء المسكنات سواء كانت سليمه او مغشوشه و اتوقع ان تزداد الحكومه تجبرا و طغيانا لكي يحق عليها الانتقام العنيف من الشعب فالتاريخ يشيسر بوضوح الى ان ثوره الشعوب قد تتأخر و لكنها لابد ان تأتي

 

 

[حشيش]

أنا عن نفسى ضحكت عندما كنت أستمع لتغطية الفضائية المصرية الكئيبة عن إحتراق مجلس الشورى وهى تؤكد على روعة أداء رجال الإطفاء والتأكيد على أن جميع المستندات الموجودة به لها نسخ على الكمبيوتر وكأننا يجب أن ننبهر بأداء الحكومة وأبو علاء اللى مفيش حاجة بتعدى عليهم وتأكيد القواد صفوت الشريف بأن الجلسة الإفتتاحية للدورة الجديدة للمجلس ستتم فى موعدها بسواعد أبناء مصر الذين سيعيدون ما أتت عليه النيران ... حال مصر منذ الثورة الغير مباركة فى 52 هو أنها قد أصبحت بالفعل (مولد وصاحبه غايب) ... عن نفسى لم أحزن لإحتراق مجلس الشورى وأتمنى أن يلحق به القصر الجمهورى قريباً إن شاء الله