تسببت الإعلامية المصرية المؤيدة للنظام أماني الخياط في أزمة بين مصر وعُمان وأثارت غضب الشعب العماني بعد أن تحدثت عن السلطنة بشكل مسيء.
وكانت الخياط قد وصفت عُمان في حلقة الاثنين من برنامجها "بين السطور" على قناة "أون إي" بـ "الإمارة الخليجية الصغيرة" التي ارتبطت بالمستعمرات الإنجليزية في القرن التاسع عشر، مضيفة السلطنة أصبحت الآن الأخ الهادئ في الخليج التي يملى عليها الدور السياسي الذي تلعبه في المنطقة، لكي تصبح طاولة التفاوض بين كل التناقضات برعاية بريطانية".
كما قامت بعرض خريطة غير صحيحة لعمان، وقالت إن السيسي اقتطع من وقته الثمين ثلاثة أيام لزيارة هذه الإمارة الصغيرة التي لا تملك موارد نفطية كباقي دول الخليج ويتلاعب بها الاستعمار كمكان للتفاوض بين الأطراف المتصارعة"!.
الغريب أن هذه الإساءة من جانب الخياط، جاءت أثناء تواجد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في عمان حيث يقوم بالزيارة الأولى له للسلطنة، الأمر الذي ضاعف من الإحراج السياسي لنظامه خاصة وأن هذه القناة تسيطر عليها الأجهزة الأمنية المصرية بشكل تام.
ردود غاضبة
وأثارت تصريحات أماني الخياط ردود فعل غاضبة بين المواطنين العمانيين، حيث كتب الإعلامي العماني "عادل الكاسبي" على "تويتر" يقول: "إن بلاده لها تاريخ عريق وماضٍ مشرف، وأن المجتمع الدولي يثق في قدرة عمان على حل الأزمات السياسية وأن أحدا لا يملي على بلاده شيئا، مؤكدا أن دور المواطنين والإعلاميين تصحيح المغالطات الساذجة في حق سلطنتهم العظيمة.
وقال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، المالك السابق لقناة "أون تي في"، عبر تويتر،: هذه المذيعة سبق وأن طردتها من المحطة لتجاوزها مع المملكة المغربية".
أما الصحفي والبرلماني مصطفى بكري، فهاجم الخياط عبر تويتر قائلا: "هذه المذيعة كانت تهتف في يوم ما يسقط حكم العسكر ولها فيديوهات تحرض فيها ضد الجيش، متسائلا: من يحمي هذه المذيعة ويدعمها رغم جرائمها الإعلامية التي تضر بعلاقات مصر".
"أرفض التحقيق"
وقالت صحيفة "الوطن" المصرية إن إدارة شبكة "أون" ستفتح تحقيقا حول إساءة أماني الخياط لسلطنة عمان وعرضها للخريطة الخاصة بها غير مكتملة.
وتعقيبا على هذه الأزمة أعلن نقيب الإعلاميين حمدي الكنيسي ، في بيان له الثلاثاء اطلعت عليه "عربي21"، أن الخياط أساءت لدولة عربية شقيقة داعمة لمصر، معلنا أن مجلس إدارة النقابة أحالها للتحقيق أمام لجنة قانونية.
لكن أماني الخياط أعلنت رفضها المثول للتحقيق، مؤكدة أنها لا تعترف بوجود ما يسمى بنقابة الإعلاميين لأنها ما زالت تحت التأسيس، كما أنها نقابة بدون أعضاء أو جمعية عمومية.
وأضافت الخياط في تصريحات صحفية أنها ليست عضوا في هذه النقابة، وبالتالي لا يحق لها استدعائها للتحقيق ولن تسمح لأحد بمحاسبتها".
اعتذار متكرر
وقدمت الإعلامية أماني الخياط اعتذارا للشعب العماني على الهواء، في حلقة الثلاثاء من برنامجها قائلة "إن العلاقة التي تربط مصر بسلطة عمان ليست وليدة اليوم، لذلك نعتذر للشعب العماني بعدما وصفنا دولته بالإمارة، لكنها في الحقيقة دولة تاريخية وعلاقتها بمصر قديمة.
وشددت الخياط على أن عمان دولة ذات حضارة، ولها موقع جغرافي متميز جعلها نقطة مضيئة في منطقة الخليج العربي وساعدها على إزدهار حركة التجارة القديمة، مشيرة إلى أن سلطنة عمان تحتل المكانة الثالثة في المنطقة العربية من حيث المساحة وأن الشعب العماني من ذوي الأخلاق الطيبة.
وأضافت: "أحيانا كنا نوصفها بدولة وتارة أخرى إمارة، فلو كان هذا أغضب الشعب العماني فحقهم عليا، وأنا أعتذر للسلطنة بشكل كامل بسبب عدم احتواء الخريطة السياسية في برنامجي على بعض الجزر التابعة لعمان".
بيد أن الناشط العماني "فيصل اليافعي" رفض اعتذارها قائلاً: "‏‎اعتذارها غير مقبول، وتبريرها سطحي جدا، أماني الخياط نقطة سوداء في العلاقات العمانية المصرية العظيمة والتاريخية".
سوابق عديدة
ولم تكن الإساءة لسلطنة عمان هي الأولى التي تصدر من الإعلامية أماني الخياط، حيث سبق أن تسببت في أزمات دبلوماسية عديدة بسبب حديثها غير اللائق عن دول عربية أخرى خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2014، أساءت للمغرب عندما زعمت أن الدعارة هي من أكبر القطاعات التي يعتمد عليها اقتصاد المملكة، وأن مرض الإيدز منتشر في المغرب بسبب الدعارة.
وتسببت هذه التصريحات في أزمة دبلوماسية بين مصر والمغرب ما زالت أثارها ممتدة حتى الآن، بحسب مراقبين، وقدمت الخارجية المصرية اعتذارا رسميا، وتم فصل الخياط من القناة.
إلا أنها عادت في عام 2015 لتقديم برنامج على قناة "القاهرة والناس"، وتسبب في أزمة جديدة مع السعودية، حينما قالت إن المملكة هي الممول الجديد لحركة حماس في غزة التي تعمل على تهدد أمن مصر القومي.
وبعد احتجاج السفارة السعودية في القاهرة على هذه التصريحات قامت القناة بالاعتذار وطردتها من بسبب هذه الأزمة.
مزيد من التفاصيل