أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الإثنين، في ختام زيارته إلى الدوحة أن بلاده تولي "الأولوية للجيران"، مشيراً إلى أن مباحثاته مع المسؤولين القطريين كانت "بناءة للغاية".
وجاء ذلك في تغريدة لظريف على "تويتر"، قال فيها أيضاً إنه أجرى خلال زيارته إلى الدوحة مباحثات مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول "القضايا الثنائية والإقليمية والدولية".
وأكد ظريف أن "الأولوية للجيران"، بعد أن أشار إلى أن "دول المنطقة وحدها هي القادرة على ضمان أمنها".
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير دولة قطر تسلّم خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني رسالة من الرئيس الإيراني حسن روحاني، "تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها وعدد من القضايا الإقليمية والدولية".
كذلك أعلنت الخارجية الإيرانية في بيان أن ظريف أبلغ أمير قطر خلال لقائه به بـ"موقف الجمهورية الإسلامية حول تنمية العلاقات مع جميع جيرانها"، لافتاً إلى أن "الإرهاب الاقتصادي الأميركي زاد من التوترات في المنطقة. وبحسب البيان، أكد الشيخ تميم خلال اللقاء أن قطر "مستعدة دوماً للمساعدة في استتباب السلام والاستقرار في المنطقة".
وكان وزير الخارجية الإيراني قد التقى بنظيره القطري، مساء الأحد، بعد وصوله إلى الدوحة. وجاءت زيارة ظريف إلى الدوحة بعد اتصال هاتفي مساء أمس الأحد بين الرئيس الإيراني وأمير دولة قطر، ناقشا فيه العلاقات الثنائية والتوترات المتصاعدة في الخليج.
المقترح الفرنسي
وعلى صعيد آخر، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، "وجود مقترح فرنسي مهم يمكن الاعتماد عليه لتنفيذ أوروبا تعهداتها"، وذلك في معرض رده على سؤال لوكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، عما إذا كان الرئيس الإيراني قد تلقّى مقترحين من
نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي.
وأضاف موسوي أنه "بعد ردود فعل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه عدم تنفيذ أوروبا تعهداتها، بدأت دول أوروبية بجهود للتغلب على المشاكل".
ونقلت وسائل إعلامية إقليمية وغربية، عن "مصادر إيرانية مطلعة"، أن ماكرون حمّل نظيره الإيراني مقترحين خلال الاتصال حول إيداع مبلغ 15 مليار دولار في قناة "إنستكس" المالية الأوروبية للتجارة مع إيران، وكذلك دعوة روحاني إلى قمة مجموعة السبع المزمع عقدها خلال هذا الشهر في فرنسا.
وأضافت المصادر الإيرانية أن روحاني رفض العرض الفرنسي، مشترطاً رفع واشنطن جميع العقوبات المفروضة على طهران، قبل إجراء أي تفاوض ولقاء.
ونفى مصدر فرنسي، الأربعاء الماضي، لوكالة "رويترز"، أن يكون ماكرون قد دعا روحاني إلى القمة.
ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اليوم إلى أن رئيس فرنسا، كأحد أعضاء مجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي، "بدأ جهوداً لخفض التوتر"، معلناً أن إيران "ترحب بهذه الجهود ولا تنفيها".
وأشار موسوي إلى الاتصالات الهاتفية المتعددة بين الرئيسين الإيراني والفرنسي، قائلاً إنه "من الطبيعي أن تُطرح مقترحات خلال هذه الاتصالات لكن أياً منها ليس نهائياً وحتمياً"، من دون أن يكشف عن ماهية هذه المقترحات، لكنه أكد أن ما يطرحه البعض "ليس إلا تكهنات إعلامية لا ينبغي الاهتمام به".
وتأتي هذه التصريحات الإيرانية، بينما مضى أكثر من شهر على مهلة الستين يوما الثانية، التي منحتها طهران، في السابع من الشهر الماضي، للدول الأوروبية لمساعدتها في مواجهة العقوبات الأميركية من خلال تسهيل بيع نفطها ومعاملاتها المالية، من دون أن تنفذ أوروبا أياً من مطالب إيران، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى التأكيد أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة أنها ستواصل سياسة تقليص تعهداتها النووية، وفي هذا الإطار ستنفذ المرحلة الثالثة من التقليصات في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل بعد انتهاء مهلة الستين يوماً الثانية.
وتبذل فرنسا منذ فترة جهوداً حثيثة، بحثاً عن حلول لإنقاذ الاتفاق النووي، ليجري الرئيس الفرنسي أربعة اتصالات هاتفية مع نظيره الإيراني، خلال شهر واحد فقط. كما تبادل مبعوثا روحاني وماكرون زيارات إلى طهران وباريس، خلال الشهر الجاري.
مزيد من التفاصيل