فيّاض هنّأهم ..
ابنة "أحمد يوسف" تتزوج من "بدر الهندي" ..
هل دفعت "مفاز" مهرها كما العادات الهندية ؟ ..
"عرفات" اسم طفلهم في المستقبل
تاريخ النشر : 2013-06-17
غزة - دنيا الوطن - رفيف عزيز
قالوا في الحب : "الحب لا يحتاج إلى منطق يبرره فهو نفسه منطق". حيث أنه لا يعرف جنسية ولا لغة ولا ديانة يدق القلوب بغير إذن من أصحابها وقتما يشاء وكيفما يشاء.
وقال الفلاسفة قديما:
تسلك المرأة طريق العبيد لتسود الرجال ..ويسلك الرجل طريق الأسياد لتستبعده المرأة ....هكذا بدأت قصة بدر خان ومفاز بطلا قصتنا..
فبدر خان مسلم هندي سلك طريق البطولة مجتازا للوصول إليها ألاف الكيلومترات ليصل به المطاف إلى قطاع غزة متضامنا مع أهلها الصابرين المحاصرين لينصر بذلك دينه ورجولته..ولم يكن يعلم بأن مفازه في هذه الرحلة سيكون لقاءه بمفاز أحمد يوسف تلك الفتاة الفلسطينية التي اختار لها القدر شريكا لقلبها وحياتها من الطرف الآخر من العالم .
مفاز يوسف (23 عام ) وبدر خان سواري (29 عام) شابان تصدرت قصة خطبتهما عناوين الصحافة المحلية في الأيام الماضية لتبدأ قصتهم تنسج كيفما شاء الكاتب وبالطريقة التي يرتئيها ليسوق تحقيقه.. فما كان من دنيا الوطن إلا أن تبحث عن تفاصيل القصة وذلك كما يرويها أصحابها .. وأصحابها فقط
وعليه فقد إلتقت دنيا الوطن ببطلة قصتنا الناشطة الشابة مفاز يوسف وكان لنا معها هذا الحوار
بداية اللقاء
بدأت مفاز بالحديث عن أول لقاء جمعها بخطيبها الهندي بدر : " كنت أعمل كصحافية متطوعة في اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال القوافل والوفود منذ عام 2008 , وجاء بدر مع قافلة آسيا إلى غزة عام 2011 إذ سمع عن فلسطين فأراد أن يراها بمنظوره الخاص حيث يتعلق الأمر بدراسته كطالب ماجستير في السلام وحل النزاعات في مركز نيلسون مانديلا في نيودلهي "
وتستطرد مفاز : " كنت أتواصل مع المتضامنين حتى بعد مغادرتهم حتى تكون زيارتهم مثمرة فأرسل لهم صور وفيديوهات وأخبار عن غزة أو أحداث تستحق أن يثوروا من أجلها و كنت قد نجحت في استقطاب المتضامنين الأجانب المهتمين بقضية فلسطين بالقدوم إلى غزة وكان بدر من ضمنهم وكان التواصل بيني وبينه كأي متضامن آخر , وبعد مغادرته غزة بقيت على تواصل معه وكان ينظم فعاليات من أجل قضية فلسطين في الجامعات بمجرد أن أرسل له الأخبار والصور "
وأكدت مفاز أن تواصل بدر في ذلك الوقت معها لم يكن تواصلا شخصيا أبدا
قضية ثم زواج
تقول مفاز : " بعد فترة أصبح يفكر بالزواج مني وتحدث إلى عمي بذلك، فشجعه أن يطلب يدي من والدي كما تقتضي العادات "
وحول ردة فعل والدها أكدت مفاز أنه تعامل معه كأي شاب آخر فسأل عنه الجالية الفلسطينية في الهند اللذين بدورهم شكروا أخلاقه وأكدوا أنه محافظ على صلاته ومتدين وله أهدافه الواضحة في الحياة
وتتابع مفاز: " بعد ما أبدى والدي الموافقة جاء بدر إلى غزة برفقة والده وجلس مع العائلة وارتاح له الجميع فتمت إجراءات الخطوبة في التاسع من الشهر الجاري "
تجربة سابقة
وحول الأثر الذي تركه تجربة شقيقتها التي تزوجت من متضامن تركي تقول مفاز :" رغم أن تجربة أختي تختلف كثيرا عن تجربتي إلا أن نجاح قصتها سهلت تقبل العائلة للموضوع"
وتروي مفاز قصة شقيقتها التي تزوجت بمتضامن تركي " في عام 2008 قدمت عائلة محمد كايا - مسئول مؤسسة IHH التركية للمساعدات الإنسانية – إلى غزة مع عائلته وكان والدي في استقبالهم , وحين قرروا الاستقرار في غزة توطدت العلاقات الودية بين عائلتينا "
وأضافت : " وحين أراد محمد تزويج ابنه ماتين طلب أختي للزواج رغم أنه لم يرها مسبقا وكان زواجا تقليديا جدا وحياتهما الآن مستقرة في غزة حيث يعمل ماتين مصور لوكالة الأناضول التركية "
ردود أفعال مستفزة
وحول ردود أفعال الناس السلبية حول خبر ارتباط فتاة من غزة بشاب هندي تقول مفاز : " في البداية استفزتني جدا ردود أفعال الناس حيث وضعوا مناسبة سعيدة كهذه محل قضية نقاش وأطلقوا الشائعات والمعلومات المغلوطة فقالوا أنه كان حب عن طريق الإنترنت وقاموا كذلك بالربط بيني وبين الشاب مصعب حسن يوسف الذي ألحد مسبقا وذلك لتشابه الأسماء بين اسمي واسمه , وكذلك انهالت التعليقات على إسمي على أنه موفاز "
ووضحت مفاز سر تسميتها : " اسمي من القرآن مذكور في الآية " إن للمتقين مفازا " وهو من الفوز .. وأغلب شقيقاتي أسماؤهن من القرآن كذلك "
وحول تأثير مكانة والدها كقيادي في حركة حماس على قصة الخطوبة ترى مفاز أن ذلك السبب في تناقل القصة وربط حياتها الشخصية بالسياسة وتحويلها إلى قضية للنقاش وتعبر عن ذلك بأنه " شيء مزعج"
مواقف وعادات.. وتهنئة من الصين!!
وحول اختلاف العادات بين الهند وغزة تروي مفاز موقفا طريفا : " من العادات الهندية أن تدفع الفتاة المهر للشاب وعائلة بدر كانت قد دفعت لابنتهم مهر يقدر ب40 ألف دولار لكن والد بدر قال له مفاز ابنتي الرابعة وهاقد دفعنا لك مهرها "
وبينت مفاز أن مهرها 4 آلاف دينار وهو القيمة المتعارف عليها في المجتمع الغزي
وحول لغة التواصل بينهما قالت مفاز : " هو يحاول أن يتعلم العربية من أجلي وأنا أتعلم اللغة الهندية من أجله ومن أجل سهولة التواصل مع عائلته .. وحاليا نتواصل باللغة الإنجليزية "
أما حول المستقبل فتقول مفاز : " بدر الآن طالب دكتوراة في العلاقات الدولية بين أفغانستان والعراق , وحين ينتهي من رسالة الدكتوراة سيأتي إلى غزة مع عائلته ونقيم زفافا على الطريقة الفلسطينية ثم سنسافر إلى الهند ونقيم زفافا آخر على الطريقة الهندية رغم أني ارتديت الساري في حفل خطوبتي "
وحين سؤالها عن أسماء أطفالهما في المستقبل تقول مفاز : " اقترح بدر اسم عُمر أو عرفات للذكور واسم سلمى لفتاة "
وختمت مفاز قولها بأن التهنئات قد انهالت عليها عند انتشار الخبر , ومن بين المهنئين الدكتور سلام فياض حيث أنه اتصل بوالدها وهنأه. كما وصلتها رسالة من إيمان أبو سبيتان - التي سبق وأن تزوجت من رجل صيني وتعيش معه في إحدى ضواحي الصين حاليا - تقول فيها " أرسل لك تحياتي من الصين .. لاتهتمي بكلام الناس وأنا سعيدة جدا مع زوجي في الصين وتجربتي ناجحة "
ماذا قال والدها
وكان لنا لقاء كذلك مع القيادي أحمد يوسف الذي قال : " قضية فلسطين استحوذت على المشهد العربي والإسلامي والكل أصبح يرى من منظور القضية الفلسطينية , وانتماء المتضامنين للقضية جعلهم ينجذبوا لها بشكل اجتماعي وهذا ماحدث مع ابنتي مفاز , فحب بدر للقضية الفلسطينية جمعه بابنتي "
ويستغرب يوسف الضجة الإعلامية حول قصة مفاز ويوضح : " لقد تزوجت ابنتي الأخرى من مسبقا من متضامن تركي ولم تحدث تلك الضجة وأعتقد أن السبب أن مفاز إعلامية وناشطة "
وحول موافقته على زواجهما يقول : " قال الرسول إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ", ولا يوجد فروق عرقية وقد جاء متضامنا لفلسطين فلم أرى مانعا من القبول بالعكس أرى أنه مكسب لنا ولقضيتنا فهؤلاء سفراء لفلسطين في القارة الهندية كلها .
ويؤكد أنه ليس خائفا على ابنته من الغربة " أنا مطمئن جدا عليها و الغربة قد تكون فرصة ليصبح الإنسان عظيما.. والغربة لم تعد غربة بمفهومها القديم فالهند أتت لغزة عن طريق التكنولوجيا حيث كنا نتواصل مع عائلة بدر على السكاي بي ولم نشعر بأي فروقات "
وحول الانتقادات وردود الأفعال أكد يوسف أنه لم يكن هناك اعتراض من أي أحد وتلقى التهاني من الجميع ويرى أنه ليس أمرا جديدا " فالكثير من الفلسطينيين يتزوجون من أجنبيات "
وختم قوله بأن " قداسة فلسطين وقداسة قضيتها تشد الناس فيأخذوا ما يذكرهم بها ...فكيف إذا أخذوا شخصا بأكمله؟؟ "
بدر أثناء تواجده في غزة
بدر في مسيرة تضامنية مع فلسطين
بدر يوم قراءة الفاتحة
بدر مع والده في المحكمة لعقد القران
بدر وأحمد يوسف