طرحت الأحداث التيتشهدها محافظة عجلون شمال الأردن، والمواجهات وإطلاق النار المتبادل، بين الأمنوعدد من السكان، والتي بدأت على خلفية مشادات عند نقطة تفتيش أمنية تطورت لاحقا،تساؤلات بشأن غياب الثقة بين المواطنين والحكومة خاصة، أن أحداثا مماثلة شهدتهامحافظات أخرى، ووقعت فيها مواجهات وأعمال شغب.
وشهدت محافظة عجلونالأردنية، أعمال شغب وإطلاق نار، على خلفية مقتل شاب إثر "مشاجرة" معالأمن، منذ الجمعة واستمرت حتى اليوم.
ووقع الحادث مساءالجمعة إثر مشاجرة بين أفراد دورية أمن ومواطنين رفضوا إبراز هوياتهم المدنية؛تطورت بعد تدخل آخرين إلى أعمال شغب تبعها إطلاق أعيرة نارية.
والسبت، قال المتحدث باسم مديرية الأمن العام "عامر السرطاوي"،إن دورية أمنية أوقفت ليل الجمعة مركبة عمومية وبداخلها شخصان رفضا إبراز الهوية،وقاوما طاقم الدورية قبل الاتصال بمجموعة من أقاربهما.
إقرأ أيضا: استمرار التوتر في عجلون بالأردن إثر مقتل شاب برصاص مجهول
وأوضح أن "الوضعتطور بعد حضور أقارب الشخصين؛ ما أدى إلى وقوع شجار وإصابة أ ربعة من رجال الأمن".
وتابع: "ورد بعدذلك بلاغ بإسعاف شخصين مصابين بأعيرة نارية مجهولة المصدر للمستشفى، وما لبثأحدهما أن فارق الحياة، وجرى تحويل جثته للطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، فيما يخضعالآخر للعلاج".
ودفعت المواجهات وحالةالتوتر وزير التربية والتعليم الأردني وليد المعاني، أمس السبت، تعليق دوام مدارسمحافظة عجلون شمال البلاد لليوم الأحد، بسبب الأحداث الأمنية كما قرر رئيس إحدىالجامعات داخل عجلون إلى تعليق الدراسة.
ووصلت حالة التوتر إلىدرجة طلب السفارة الأمريكية في عمّان، في بيان رعاياها، بتجنب التوجه إلى محافظةعجلون.
وعلق وزير الداخليةالأردني سمير مبيضين على الأحداث بالقول: إنه "لو لم يضبط رجال الامن ضبطواأنفسهم في أحداث عجلون، لوقعت مجزرة" لكنه في الوقت ذاته قال: إنه "لاتوجد في الأردن منطقة ساقطة أمنيا".
انعدام ثقة
الناشط السياسي سلطان العجلوني، قال: إن "ما يجري لا ينطبق عليه مصطلحزعزعة الثقة، بل انعدامها بين المواطن ومؤسسات الدولة".
وأشار العجلونيلـ"عربي21" إلى أنه: "بات لدى كثير من المواطنين قناعة، بأن عليهمأخذ حقهم بأيديهم، لأن الدولة لن تحصله لهم، وهو تعبير عن انعدام الثقة بينالطرفين".
وأضاف: "هناكشعور بعدم الثقة بالمؤسسات السيادية والأمن والقضاء، وكامل منظومة الدولة، وهذامؤشر خطير على تراجع مكانة الدولة في عيون المواطنين، ويعبر عن شرخ كبيرة بينالحكم والشعب".
ورأى أن الأحداث التيوقعت في عجلون، "مرشحة للحدوث في مواقع أخرى في الأردن، خاصة أن حوادث مشابهةوقعت سابقا".
وتابع: "العلاجالذي كان يتم سابقا لهذه الأحداث، كان أشبه بإطفاء النار من الخارج، وبقائهامشتعلة تحت الرماد، حتى ما تلبث أن تشتعل من جديد" مشددا على أن "الحل لاجتثاثالأزمة من جذورها، يتمثل بتحقيق العدالة الكاملة، ومعالجة الاحتقان السياسيوالاقتصادي، الذي يعاني منه المواطنون".
إقرأ أيضا: الأردن.. تعليق دوام مدارس عجلون وجامعتها على خلفية أحداث أمنية
وأكد أن"التعيينات الخرافية التي تجري في مناصب الدولة، وقمع الحريات يتفجر على شكلهبات هنا وهناك، وعلى الرغم من أنها لا تحمل مطالب، إلا أنها ترتبط بها بشكل وثيق".
احتقان عام
من جانبه قال النائبفي البرلمان الأردني وعضو لجنة الحريات العامة تامر بينو: إن "القصور فيتطبيق القوانين والتشريعات يعد من أبرز الأسباب التي تفجر الأشكالات بين الفينةوالأخرى في عدد من المناطق".
وأوضح بينولـ"عربي21" أنه وخلال اجتماع اللجنة البرلمانية للحريات، مع المركزالوطني لحقوق الإنسان، كشف الأخير عن "وقوع تجاوزات في العديد من القضايا، منطرف أجهزة أمنية" مشيرا إلى أن "حادثة عجلون "بانتظار انتهاءالتحقيقات فيها، لمعرفة السبب الحقيقي" وراءها.
ولفت إلى أن هناك "تراجعافي الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة بشكل عام"، وقال: "العديد مناستطلاعات الرأي المحلية كشفت عن تراجع ثقة المواطنين بمجلس النواب".
وأشار إلى وجود"إشكالات في أمد التقاضي بالأردن، وهو ما يفجر العديد من المشكلات، بسبب شعورالبعض بالظلم، وهضم حقوقهم".
ولم يستبعد النائبالأردني "ارتفاع الضرائب وتفاقم حالات الفقر، في المحافظات وخاصة عجلون، فيالوقوف وراء انفجار الاحتجاجات ووقوع إشكالات هنا وهناك" وأضاف: "المزاجالعام غير مرتاح ومحتقن، والحكومات المتعاقبة لم تقدم شيئا على أرض الواقع، ونسبالبطالة مرتفعة، ورغم ذلك لا نوافق على الاعتداء على رجال الامن، لكن على الأقلنفهم ما هي الحالة النفسية التي دفعت المواطنين، للوصول إلى هذه المرحلة".
وختم بالقول:"الأردني لم يعد لديه ما يخاف عليه، لذلك ردة فعله غير متوقعه" مشدداعلى أن "المواطن يرغب في رؤية إصلاح سياسي، يترجم بتمثيل إرادته بشكل حر دونضغوطات".
مزيد من التفاصيل