يزداد الحديث مؤخرا عناحتمال توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد على إدلب في شمالي سوريا،تستهدف هيئةتحرير الشام وفصائل المعارضة السورية، حيث يتوقع محللون، ونتيجة لتطور الأحداثالعسكرية في سوريا، أن تصبح محافظة إدلب مسرحا لعملية عسكرية تشترك فيها أطراف عدةدولية أو محلية.
وتستعرض"عربي21" في هذا الملف المناطق التي تنتشر فيها هيئة تحرير الشام ونقاطالاشتباك مع قوات الأسد، وذلك في ظل تسليط الأضواء على الهيئة حاليا، والتي ستكونالهدف الرئيسي للهجوم المتوقع على إدلب من قبل قوات النظام، وفق ما يراه بعضالمراقبون.
"نفوذ الهيئة في إدلب"
بعد الاقتتال الداخليبين هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة الذي تكرر في العامين 2017 و2018، تمكنتالهيئة كونها الأكثر قوة وتنظيماً من طرد الفصائل من مناطق واسعة في إدلب، وبسطتسيطرتها على أكثر من 60?، بالإضافة إلى سيطرتها على أبرز المعابر التجارية في إدلبإن كانت تلك التي تربط بمناطق سيطرة قوات النظام أو بتركيا شمالاً.
"جنوب حلب"
تتقاسم "هيئةتحرير الشام" مع فصائل تابعة للمعارضة السورية وهي "فيلق الشام"و"جيش الأحرار" و"حرض المؤمنين"، الجبهات من جهة المعارضة فيريف حلب الجنوبي والضواحي، وبسبب معارك ريف حماة تسلم الفيلق 70% من نقاط الرباط،وتليه "الهيئة" في السيطرة. ولدى التنظيمات السلفية بضع مقرات فيالجمعيات السكنية ومناطق جنوبي العيس.
"الساحل"
وفي ريف اللاذقيةبالساحل السوري تحوذ "هيئة تحرير الشام"، على القسم الأكبر من خط التماسمن تلك المناطق، ويليها "الجبهة الوطنية" التي عززت تواجدها في مؤخراً،ونشرت قواعد مدفعية وصواريخ في أعلى التلال القريبة من خط التماس تحسباً لأي هجوم،حيث يعتبر جبل التركمان مركز الانتشار الأكبر للتنظيمات السلفية التابعةلـ"وحرض المؤمنين"، و"الحزب الإسلامي التركستاني".
ووجهت "هيئةتحرير الشام"، أكثر من 30% من قدراتها العسكرية مؤخراً لجبهة ريف حماة، وباتلمجموعاتها من "جيش عثمان" و"جيش أبو بكر" و"جيش جبلالزاوية" حضوراً متزايداً في المعارك، إلى جانب "جيش العزة" فيجبهاته، وتتواجد "الهيئة" في الخطين الدفاعيين الثاني والثالث، في قرىعابدين والقصابية وأطراف خان شيخون، بحسب مصادر إعلامية سورية.
أحد القياديينالمقربون من هيئة تحرير الشام تحدث لـ"عربي21" قائلاً إنه ومنذ أشهر يخوضمقاتلي الهيئة معارك طاحنة على ثلاث جبهات مفتوحة مع قوات النظام، مدعوماًبالطيران الروسي والميليشيات المساندة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي وريفحلب الجنوبي.
وأضاف، أن مقاتلي هيئةتحرير الشام بجانب الصادقين من الجيش الحر يسطرون بطولات وتضحيات تشهد لها الأرضالتي رووها بدمائهم، فصمدوا أمام حملات النظام والميليشيات الإيرانية الروسية،وأثبتوا أنهم ومن خلال المعارك أنهم قادرون على الدفاع المتواصلة، فقتلوا خلالحملة النظام عشرات الجنود، بالإضافة إلى تدمير عشرات الآليات والمدرعات، كما ارتقىمن صفوفها عشرات الشهداء وأمثالهم من الجرحى والمصابين.
اقرأ أيضا: النظام السوري يواصل عملياته العسكرية بريف حماة الشمالي
لكن معارضين سوريينيتهمون هيئة تحرير الشام بالتبعية لقرار خارجي، وذلك نتيجة عدم فتح جبهة الساحل،وخاصة أنها القوة الضاربة وتملك السلاح الثقيل، وبالتالي سيشكل فتح هذه الجبهةضربة قاصمة للنظام، ربما تعيد الحسابات السياسة والعسكرية على الأرض.
ويؤكد محللون استطلعت"عربي21" آراءهم بهذا الشأن، بأن الوضع الراهن في ريفي حماة وإدلب يحتاجلشن هجوم معاكس إما على حلب واستردادها، مشددين على قدرة المعارضة بهذا الوقت وفتحجبهة الساحل، والذي من شأنه إيقاف القصف على المدنيين في مناطق خفض التصعيد المتفقعليها بين روسيا وتركيا.
ويعتقد المحللون أن هيئة تحرير الشام وكذلك فصائل المعارضة التي على خلافمع الهيئة ملتزمون بالخطوط الحمر التي رسمت لهم، معتبرين أنهم مستعدون للموت وعدمتجاوز الخطوط، وفق أقوالهم.
وأوضحوا أن هيئة تحريرالشام وكإجماع ثوري غير مرغوب بها، سواء قاتلت أم لم تقاتل، لكن عندما تقوم"الهيئة" بفتح جبهة الساحل وبقوة عندها سيكون هنا تقييم آخر، خاصة في ظلمنعها لبعض الفصائل من التوجه لريف حماة للقتال وصد هجمات قوات الأسد.
وأعلن عن إنشاء هيئةتحرير الشام في 28 كانون الثاني/ يناير 2017، بعد انطلاق مفاوضات أستانة بين نظامالأسد والمعارضة بمشاركة روسية تركية إيرانية، حيث انقسمت قوى المعارضة السوريةبين مشارك فيها ورافض لها، وأدى الموقف منها إلى مواجهات بين بعض القوى المسلحةالمناهضة للنظام السوري.
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي معلقا على القصف الأخير: سنواصل العمل بسوريا
جاء الإعلان عن تشكيل"الهيئة" في ظل تراجعات وإخفاقات عسكرية متلاحقة منيت بها قوى الثورةالسورية، وأدت في أبرز تجلياتها إلى سقوط مدينة حلب كبرى مدن الثورة في يد نظامالأسد وتهجير سكانها.
وتضم هيئة تحرير الشامفي صفوفها حالياً نحو 25 ألف مقاتل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما تشيرتقديرات بين الأوساط الإعلامية إلى أن "حوالي 80% من عديد مقاتلها منالسوريين في حين أن 20% من مقاتليها الأجانب"، حيث ينحدر هؤلاء بشكل أساسي منالأردن والسعودية وتونس ومصر، فضلاً عن دول في جنوب آسيا.
مزيد من التفاصيل